Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواجهة سيبرانية عنيفة بين "حماس" وإسرائيل بموازاة حرب الميدان

تركزت الهجمات على القبة الحديدية وتطبيقات الإنذار وعدد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية

سخرت "حماس" وحدتها السيبرانية لخدمة الحرب، واخترقت عدداً من أنظمة طائرات الاستطلاع المسيرة التي كانت في مهمات داخل أجواء غزة (أ ف ب)

ملخص

نجحت "حماس" خلال فترة السيطرة على القبة الحديدية في اختراق تطبيقات صفارات الإنذار الإسرائيلية

لا تدور المواجهات بين إسرائيل وحركة "حماس" على الأرض فقط، بل أيضاً في العالم الافتراضي الذي يشهد تكثيفاً للهجمات السيبرانية، التي باتت توازي العملية العسكرية التي يخوضها الطرفان، وتساندها وتحقق نجاحات قتالية جيدة تخدم المواجهة الحربية في بعض الأحيان.

وأدخلت "حماس" وحدتها السيبرانية لخدمة الحرب التي تخوضها ضد إسرائيل منذ أول ثانية لبدء هجماتها التي نفذتها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وكما عملية الاقتحام والقصف شنت سيلاً ضخماً من الهجمات الإلكترونية على أهداف عسكرية واسعة ومرافق خدمية، لكن جهاز تل أبيب السيبراني بدأ عمله متأخراً، بعد أيام من القتال الدامي.

البداية عسكرية

وبدأت الهجمات السيبرانية قبل إطلاق أول رشقة قذائف صاروخية من قطاع غزة، واستهدفت بشكل رئيس الأنظمة التشغيلية لمنظومة الاعتراض والدفاع الصاروخية "القبة الحديدية"، ونجحت هذه الاختراقات في توقيف عملها لأكثر من خمس ساعات.

وأثناء السيطرة على "القبة الحديدية" تمكنت "حماس" من إطلاق 5 آلاف قذيفة صاروخية في 20 دقيقة، سقطت كلها في الأراضي الإسرائيلية من دون تسجيل أية حالة اعتراض.

وبينما تؤكد "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة "حماس") ذلك، لا ينفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجري هذا الحديث، ويراوغ قائلاً "سقط على إسرائيل نحو 2560 قذيفة صاروخية في أول دقائق، لقد كانت أنظمة الاعتراض مشلولة في هذا اليوم الأسود".
وخلال وقت السيطرة على القبة الحديدية، نجحت "حماس" في اختراق تطبيقات صفارات الإنذار التي ترسل إلى الإسرائيليين إشعاراً بوجود هجمات صاروخية وخطر قريب، وعطلتها بالكامل طوال فترات الهجمات الصاروخية، وبثت من خلالها رسائل مكتوبة منها "الموت لإسرائيل" و"القنبلة النووية قادمة". وإضافة إلى ذلك حذفت "حماس" تلك التطبيقات من متجر "غوغل".

اختراق المسيرات

وأكثر ما يثير اهتمام إسرائيل وإعلامها آليات اختراق مقاتلي "حماس" للحدود، والحصول على معلومات دقيقة عن الثكنات العسكرية والوصول إلى غرفة الخوادم في أحد مراكز الجيش الإسرائيلي، والتحرك في المدن المحاذية لغزة بحرية كاملة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ويرجع جهاز الأمن السيبراني الإسرائيلي ذلك لتنفيذ "حماس" حملة اختراقات مخفية لأجهزة الدولة وتجميعها معلومات قبل الحرب، أو الاعتماد على الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع في تجميع هذه المعلومات والحصول على خرائط دقيقة وتفصيلية.
وفي أيام القتال سخرت "حماس" وحدتها السيبرانية لخدمة الحرب، وبفضل الهجمات الإلكترونية التي اخترقت عدداً غير معروف من أنظمة طائرات الاستطلاع المسيرة التي كانت في مهمات داخل أجواء غزة ونجحت في التحكم فيها، وتسييرها باتجاه عكسي نحو إسرائيل، بينما أنزلت بعضها إلى الأرض وسيطرت عليها.
وعطلت الهجمات السيبرانية المواقع الإلكترونية لجهاز الأمن العام "الشاباك" ولوكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، وكذلك خرج عنوان الوصول إلى موقع الجيش الإسرائيلي عن الخدمة، لكن من غير الواضح مدى تأثير هذه الاختراقات، أو إذا كان منفذوها حصلوا على أية معلومات أو حذفوا بيانات.

ومن خلال السيطرة على القبة الحديدية وتطبيقات الإنذار وعدد من الطائرات المسيرة والمواقع الإلكترونية العسكرية، تكون "حماس" نجحت في شل منظومة الدفاع الإسرائيلي بشكل كامل، وسخرت وحدتها السيبرانية لخدمة الحرب التي بدأتها ضد تل أبيب.

هجمات على المرافق الخدماتية

ولم تقتصر الهجمات السيبرانية على الجانب العسكري فقط، وإنما تطور الأمر لينال من مرافق إسرائيلية مختلفة، واستطاعت هجمات "حماس" الإلكترونية أن توقف أو تعطل أكثر من 100 موقع، أهمها موقع الحكومة الإسرائيلية، وعدد من البنوك والجامعات الإسرائيلية ومكتب بريد إسرائيل، وهاجمت موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.

وفي الجوانب الخدماتية اخترق القراصنة محطة إسرائيل للطاقة الكهرومائية، ومشغل الكهرباء الإسرائيلي المستقل، وشركة الكهرباء الإسرائيلية.

هجوم مضاد

في المقابل عملت فرق إسرائيل السيبرانية على شن هجمات عطلت موقع البنك الوطني في فلسطين وموقع حركة "حماس" وشركة "ألفا نت"، أكبر مزود إنترنت في القطاع وشركة الاتصالات.

وبحسب المدير الإداري لشركة الأمن السيبراني الإسرائيلية غيل مسينغ فإن "الهجمات على مواقع الإنترنت كانت من نوع حجب الخدمة، ولا يوجد اختراق لإزالة معلومات وهي عمليات قرصنة محدودة وتأثيرها لم يكن خطراً أو طويلاً".

أما من جهة "حماس" فقال القيادي سامي أبو زهري إن "الهجمات الإلكترونية جزء لا يتجزأ من الحرب على إسرائيل، وبفضلها تمكنا من تحقيق إنجازات واضحة في المعركة، أبرزها اختراق وحدة السايبر لنظام صافرات الإنذار ومنظومة القبة الحديدية".
ولا تعد الهجمات السيبرانية بين "حماس" وإسرائيل جديدة وإنما بدأت في عام 2012، عندما نجحت الحركة في إرسال 100 مليون عملية قرصنة إلكترونية ضد مواقع إنترنت تابعة لتل أبيب وذلك تزامناً مع العملية العسكرية التي كان يشنها الجيش في قطاع غزة آنذاك.

وأحرجت هجمات "حماس" الإلكترونية منذ بدايتها إسرائيل، لكن في عام 2019 اعتبرت تل أبيب أن التهديد السيبراني الهجومي لـ"حماس" محرج لها بما يكفي، وفي هذا الإطار أغار الجيش على مقر تتخذه الحركة لتنفيذ حملات قرصنة ودمرته، وحينها قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "حماس لم تعد لديها قدرات سيبرانية بعد هذه الضربة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط