Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاقات مرتقبة بين أميركا واليابان... وبريطانيا تكسر شوكة الحرب التجارية

تحذيرات مستمرة من خسائر في الاقتصاد العالمي قد تصل إلى 600 مليار دولار

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تشتعل فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يقترب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من عقد صفقات تجارية مع اليابان وبريطانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحذر المؤسسات الدولية وشركات الأبحاث والاستشارات من استمرار الحروب التجارية التي من المتوقع أن تعصف بمعدلات النمو العالمي، وتدفع العالم إلى الركود الذي لا تتحمله الاقتصاديات الكبرى في وقت تتراجع فيه معدلات حركة التجارة العالمية، وتخيم الضبابية على مستقبل جميع الأسواق سواء الأسهم أو العملات أو النفط.

وأطلق الرئيس الأميركي شرارة الحرب التجارية منذ العام الماضي، بعدما أعلن فرض رسوم جمركية على واردات صينية، ثم تحرك إلى الاتحاد الأوروبي وبعض دول آسيا، انتهاء بحرب العملات التي أعلنها خلال الفترة الماضية بعدما اتهم الصين والاتحاد الأوروبي بالتلاعب في أسعار العملة لتوفير دعم جيد للصادرات.

ماذا يقول ترمب عن الاتفاق مع اليابان والمملكة المتحدة؟

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن الولايات المتحدة "قريبة جداً" من إبرام اتفاق تجاري ثنائي "كبير" مع اليابان. وقال في تصريح مقتضب قبيل مباحثاته مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس في فرنسا، إن الولايات المتحدة "قريبة جداً من اتفاق كبير مع اليابان".

وصرّح لصحافيين عند بدء لقاء منفصل مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الطرفين (الأميركي والياباني) "كانا يعملان على ذلك على مدى خمسة أشهر". وتابع ترمب "الاتفاق مهم جداً، سيكون أحد أكبر الاتفاقات التي أبرمناها مع اليابان على الإطلاق".

وفي وقت سابق، أشار الوزير الياباني المكلف بالمباحثات التجارية مع الولايات المتحدة توشيميتسو موتيغي إلى تحقيق "تقدم كبير" في هذا السياق. وقال إن هذا التقدم "سيجري تأكيده" خلال لقاء "ترامب – آبي".

ويرتبط آبي وترمب بعلاقة جيدة، لكن الرئيس الأميركي اعتبر مراراً "أن العلاقة التجارية الثنائية بين طوكيو وواشنطن غير عادلة وتميل لصالح اليابان".

هذه بنود الاتفاق بين اليابان والولايات المتحدة

واتفق المفاوضون على "أن تفرض اليابان ضرائب على السلع الزراعية بمستويات تنطبق على أطراف اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ"، بحسب ما أفاد التلفزيون الياباني العام "ان اتش كي" وصحف يابانية كبرى.

واتفقا كذلك على "أن تخفض اليابان الرسوم على لحم البقر والخنزير الأميركي للمستويات المطبقة على أطراف الشراكة عبر المحيط الهادئ، لكن لن تخفضها على الزبدة والحليب الخالي من الدسم" بحسب ما قالت "ان اتش كي" نقلاً عن مصدر لم تحدده.

وأكدت اليابان مراراً على "أن فتحها لأسواقها الزراعية سيكون بمستوى التنازلات التي قدمتها لأعضاء الشراكة عبر الهادئ".

وبعد الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من معاهدة الشراكة تلك، وقعت 11 دولةً من دول المحيط الهادئ صيغة مخففة من الاتفاق التجاري واعتبرت هذه المعاهدة على أنها شكل من أشكال مناهضة الحمائية الأميركية المتنامية في ظلّ إدارة ترمب.

وأثار الرئيس الأميركي منذ ذلك الحين مخاوف من إطلاق حرب تجارية عبر فرض رسوم جمركية والتنديد بالممارسات التجارية غير العادلة.

وستقوم الولايات المتحدة بإلغاء الرسوم على سلع صناعية يابانية عدة، لكن الرسوم التي فرضتها على قطاع السيارات الياباني ستبقى مطروحة للنقاش في مفاوضات تالية، مع اعتبار ترمب عجز الميزان التجاري بين بلاده واليابان مشكلة، وفق "ان اتش كي".

ويأمل الطرفان التوصل لاتفاق بحلول أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل، بحسب تقارير يابانية.

أميركا تبقي التعريفات الجمركية للسيارات اليابانية

في سياق متصل، قالت صحيفة "نيكي" التجارية اليابانية، "إن الولايات المتحدة واليابان توصلتا إلى الإطار العام لاتفاق تجاري مع إبقاء الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية على السيارات اليابانية، ولكن مع خفض طوكيو للتعريفات على لحوم الأبقار والخنازير الواردة من الولايات المتحدة".

وأضافت الصحيفة "أن الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الاقتصاد الياباني توشيميتسو موتيغي توصلا للاتفاق يوم الجمعة، في واشنطن. وسيتم إعلانه خلال اجتماع من المتوقع أن يعقد بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم الأحد على هامش اجتماع قمة مجموعة السبع في بياريتس بفرنسا".

ويأتي هذا التقرير بعد فترة وجيزة من إبلاغ موتيغي الصحافيين في واشنطن إنه ولايتهايزر حققا تقدماً كبيراً في مفاوضاتهما.

اتفاق تجاري كبير بين الولايات المتحدة وبريطانيا

فيما أعلن الرئيس الأميركي عن احتمال التوصل "سريعاً" إلى اتفاق تجارة "كبير جداً" مع بريطانيا. وأشار ترمب متحدثاً إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس في فرنسا، إلى "اتفاق تجارة كبير جداً، أكبر من (أي اتفاق بيننا) في أي وقت مضى".

وقالت متحدثة بريطانية في تصريحات يوم الجمعة، "إن بريطانيا تريد التوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بسرعة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ولكن يجب أن تكون الشروط مناسبة للجانبين".

وتوقعت تقارير صحافية، "أن يجري الرئيس الأميركي ورئيس وزراء بريطانيا الجديد، مباحثات على هامش اجتماعات مجموعة السبع"، ومن المتوقع أن تكون إيجابية بشأن التجارة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى موضوعات دولية لا يوجد تطابق في وجهات نظر البلدين بشأنها مثل روسيا والاتفاق النووي الإيراني والسياسية التجارية بشأن الصين.

وتحدثت كل من بريطانيا والولايات المتحدة بشكل إيجابي عن احتمال إبرام اتفاق تجاري بين الجانبين، يعتبره المدافعون عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ِإحدى المزايا الرئيسة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ولكن المنتقدين يقولون إن إدارة ترمب ستتفاوض بقوة من أجل الحصول على أقصى استفادة.

وقالت الحكومة البريطانية، الجمعة، "إنها لن تتعجل في إبرام اتفاق"، مما أدى إلى فتور توقعات بالتوصل لأي جداول زمنية رسمية لمفاوضات تجارية يتم الاتفاق عليها في بياريتس. وذكرت المتحدثة للصحافيين، "بالتأكيد نريد التحرك بسرعة ولكننا نريد التوصل للاتفاق السليم الذي يحقق مصلحة البلدين".

ترمب يواصل إشعال الحرب مع الصين

على صعيد ملف الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة، فلا يوجد ما يشير إلى قرب توقيع اتفاق وشيك ينهي هذه الحرب، خاصة مع استمرار الهجوم الأميركي العنيف، الذي يقابله رد صيني انتقامي.

وفي إطار الهجوم الأميركي، قال الرئيس ترمب، "إن الولايات المتحدة ستُخضع واردات صينية لرسوم جمركية إضافية بنسبة 5% ردا على ما سمّاه تحرك للصين بدوافع سياسية لفرض رسوم على صادرات أميركية بقيمة 75 مليار دولار.

وغرد ترمب على حسابه الرسمي في "تويتر"، "من المحزن أن الإدارات السابقة سمحت للصين بأن تتملص حتى الآن من تجارة عادلة ومتوازنة وهو ما أصبح عبئا كبيرا على دافع الضرائب الأميركي. كرئيس للبلاد فإنني لم يعد يمكنني أن أسمح لهذا بأن يحدث".

وقال "إن الولايات المتحدة ستزيد الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار إلى 30% من المعدل الحالي البالغ 25% بدءا من أول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وفي الوقت نفسه أعلن ترمب رفع الرسوم الجمركية على بقية البضائع الصينية البالغ قيمتها 300 مليار دولار من 10% إلى 15%.

وستبدأ الولايات المتحدة فرض تلك الرسوم على بعض المنتجات بدءا من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن الرسوم على حوالي نصف تلك البضائع تأجلت إلى الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

600 مليار دولار خسائر الحروب التجارية

ومع استمرار التحذيرات من مخاطر الحرب التجارية على معدلات النمو العالمي وعلى اقتصاديات العالم، كانت منظمة التعاون الاقتصادي قد توقعت أن تسهم التوترات التجارية الحالية في تباطؤ الاقتصاد العالمي لينمو 3.2% خلال العام الحالي مقارنة بمعدل نمو 3.5% العام الماضي.

وتوقعت المنظمة أن يعود الاقتصاد العالمي ليحقق معدل نمو 3.4% خلال العام المقبل. وذكر التقرير أن استمرار العلاقات التجارية العالمية في التدهور سينخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.7% في 2021. فيما قدر موقع "بيزنس إنسايدر" هذه النسبة بما يقرب من 600 مليار دولار.

وذكر التقرير "أن توقعات النمو المتواضعة مشروطة بعدم تصاعد التوترات التجارية، والتي تمتد عبر الأميركتين وآسيا وأوروبا". وبحسب التقرير "فإن تجدد التوترات بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يزيل أكثر من 0.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال العامين أو الثلاثة المقبلة".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد