Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نهاية الحروب الخاطفة وسيناريوهات استنزاف طويل

العدوان على غزة معركة لتذكير العالم بأساس المشكلة وهو إقامة كيان بالقوة منذ 1948

القاسم المشترك بين المواقف العربية والغربية هو التحذير من حرب إقليمية (أ ف ب)

ملخص

لا شيء يكشف حال العالم ودوله وحال مجلس الأمن أكثر من العجز عن القيام بما يتجاوز دور الصليب الأحمر و"أونروا".

ماذا لو لم تكن "حماس" موجودة؟ ماذا لو تمكنت إسرائيل من القضاء عليها كما تخطط؟ إلى أين الهرب من الشعب الفلسطيني وقضيته؟

عملية "طوفان الأقصى" لم تكن مجرد عملية عسكرية ناجحة كشفت عن نقاط الضعف حتى في القوة العسكرية والأمنية والاجتماعية الإسرائيلية، ففوق ذلك هي معركة في حرب ضمن تذكير العالم بأساس المشكلة منذ عام 1948، إقامة كيان بالقوة والدعم الدولي لشعب آخر على أرض مغتصبة لشعبها الأصيل، والحرب على غزة هي أيضاً معركة في حرب لطمس أساس المشكلة وتغيير الموضوع.

ومن هنا إصرار قادة إسرائيل على القول إنهم يخوضون في غزة "حرباً مصيرية ذات طابع استراتيجي"، ومن هنا أيضاً إصرار "حماس" في القتال من أجل تحرير الأرض في "صراع وجود لا صراع حدود"، ولا يبدل في الأمر ما تقود إليه حسابات المعارك وما يدور فيها وما تنتهي إليه من نتائج في المديين القصير والمتوسط، ولا أحد يفصل بين ما تفعله على الأرض أطراف الصراع في المواجهة المباشرة وما يدور في عواصم المنطقة والعالم حول الحرب وما بعدها.

ذلك أن القاسم المشترك بين المواقف الرسمية العربية والمواقف في الشرق والغرب هو التحذير من "كارثة حرب إقليمية" تقود إليها حرب غزة، القادة العرب حذروا من خطورة الحرب الشاملة على المنطقة والعالم، والرئيس الصيني شي جينبينغ دعا إلى "تجنب اتساع رقعة النزاع"، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر من تحويل النزاع بين إسرائيل و"حماس" إلى "حرب إقليمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرؤساء الأوروبيون فعلوا ذلك، وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن ولو عبر تحذير "أعداء إسرائيل من مغبة التدخل"، لكن الخلاف كبير حول مسألة مهمة جداً، القادة العرب والروس والصينيون وبعض القادة الأوروبيين طالبوا بوقف النار فوراً في غزة من أجل إنهاء الحرب فيها وتقديم المساعدات الإنسانية لشعبها، بينما بايدن وبعض الرؤساء الأوروبيين أرادوا استمرار الحرب في غزة بالقصف الجوي والغزو البري لإضعاف "حماس" و"الجهاد"، مع الكلام على مراعاة القانون الدولي الإنساني.

وحين يقول رئيس الأركان الإيراني محمد باقري "إن تعقيد الأوضاع يمكن أن يؤدي إلى دخول اللاعبين الآخرين ساحة الحرب"، بعد كلام سواه من المسؤولين عن "الإصبع على الزناد" و"برميل البارود"، فإن الأحاديث عملياً هي عن شيء حدث لا شيء سيحدث، إذ لا شيء بقي غامضاً، وسط كثير من الحرص على الغموض.

حرب غزة توسعت بقوة الأشياء في اتجاه حرب إقليمية، "حزب الله" فتح جبهة الجنوب اللبناني ولو ضمن حدود، وأعطى دوراً في القصف الصاروخي لـ"كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس" و"سرايا القدس" التابعة لـ"الجهاد" و"قوات الفجر" التابعة لـ"الجماعة الإسلامية".

قصف وكلاء إيران بدأ على القواعد الأميركية في العراق وسوريا، والحوثيون في اليمن أداروا الصواريخ في اتجاه البحر الأحمر، وأميركا نزلت على الأرض في إسرائيل وزادت من أعداد قواتها في المنطقة.

غير أن إسرائيل حددت سلفاً أن الحرب براً وبحراً وجواً ستكون "طويلة وصعبة تأخذ أشهراً وربما سنوات" كما قال وزير الدفاع يوآف غالانت، وهذا ما يضع "محور المقاومة" أمام خيار دقيق، فإما برمجة التدخل على مراحل في حرب طويلة، وإما المغامرة بهجوم واسع سريع لا أحد يعرف إن كان الرد السريع الواسع سيأتي من إسرائيل وحدها أم من داعمها الأميركي.

الواضح أنه لا حرب خاطفة، ولا ضربة قاضية، بل استنزاف طويل وخطر، وكلما زاد التوحش الإسرائيلي داخل غزة وتطور مدى التراشق عبر الجبهات، توسعت الحرب الإقليمية أكثر.

ولا شيء يكشف حال العالم ودوله وحال مجلس الأمن أكثر من العجز عن القيام بما يتجاوز دور الصليب الأحمر ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين "أونروا".
اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل