يبدو أن توقف العمليات في مطار هونغ كونغ نتيجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة سيتكرر. فقد دعا منظمو الاحتجاجات على الإنترنت إلى التوجه، الجمعة 23 أغسطس (آب)، إلى المطار "بوسائل مختلفة كالمترو والحافلات وسيارات الأجرة والدراجات والسيارات الخاصة لزيادة الضغط على وسائل النقل في المطار".
واضطر المطار الأسبوع الماضي إلى تعليق عملياته وإلغاء مئات الرحلات أو إعادة جدولتها عندما وقعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين.
ونشرت سلطات المطار إعلاناً احتل نصف صفحة في الصحف الكبرى، تحث فيه على "حب هونغ كونغ". وقالت إنها تعارض الأفعال التي تؤدي إلى إغلاق المطار وإنها ستواصل العمل للحفاظ على سير العمليات بسلاسة.
ومددت المحكمة العليا أمراً يحظر الاحتجاجات عند المطار. واعتذر بعض النشطاء عن الاضطرابات التي وقعت هناك الأسبوع الماضي.
وتشمل احتجاجات الجمعة 23 أغسطس مسيرة للمحاسبين و"سلسلة بشرية" يشبك فيها المتظاهرون أياديهم في ضواحٍ مختلفة خلال الليل.
وقال عضو البرلمان كينيث ليونج للمحتجين "ظللنا نُصنف بأننا أكثر اقتصاد يتمتع بالحرية في العالم لنحو 20 سنة. هل بوسعنا الاحتفاظ بالتصنيف؟ كلا. انتهى الأمر. كانت قيمنا الأساسية النزاهة والصدق. نحن بحاجة إلى الالتزام بقيمنا الأساسية العالمية".
تشدد ومطالبات
ويأتي ذلك في وقت تشهد هونغ كونغ أزمة سياسية هي الأسوأ منذ عقود.
فمنذ أسابيع يقوم متظاهرون مطالبون بالديموقراطية بتجمعات تخللتها أحياناً مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين.
ويتزايد تشدد الصين في مواقفها إزاء التظاهرات التي تعتبرها تهديداً مباشراً لسلطتها.
واندلعت الاحتجاجات بسبب مشروع قانون تم تعليقه كان سيسمح بتسليم المشتبه فيهم في جرائم جنائية إلى الصين، وأوقعت المستعمرة البريطانية السابقة في أسوأ أزمة منذ عودتها إلى الحكم الصيني في عام 1997. وتشكل تلك الأزمة تحدياً كبيراً للرئيس الصيني شي جين بينغ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واتسع نطاق الاضطرابات لتشمل المطالبة بمزيد من الحريات، في ظل القلق من تقلص الحقوق المكفولة بموجب سياسة (بلد واحد ونظامان) التي وضعت بعد العودة إلى الحكم الصيني، ومنها استقلال القضاء والحق في الاحتجاج.
وقالت القنصلية الكندية إنها علقت سفر موظفيها إلى بر الصين الرئيس، بعد أيام من التأكد من احتجاز موظف في القنصلية البريطانية في الصين.
وقالت الصين إن سايمون تشنغ الموظف في القنصلية البريطانية اعتقل في مدينة شنتشن الحدودية المتاخمة لهونغ كونغ. واتهمت بكين بريطانيا ودولاً غربية أخرى بالتدخل في شؤون هونغ كونغ.
يوتيوب وفيسبوك وتويتر
يأتي ذلك بعد إعلان موقع يوتيوب وقف 210 قنوات قد تكون جزءاً من حملة منسقة للتأثير في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ.
وترافق هذا الإجراء الذي اتخذه الموقع مع اتهام فيسبوك وتويتر الحكومة الصينية بدعم حملات على وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ وزرع الفرقة السياسية في المدينة.
وأوضحت شاين هانتلي من مجموعة تحليل التهديدات الأمنية في غوغل التي تملك يوتيوب أن حجب القنوات جاء "عندما اكتشفنا أنها تنشط بطريقة منسقة أثناء تحميل مقاطع الفيديو المتعلقة بالاحتجاجات المستمرة في هونغ كونغ".
أضافت "هذا الاكتشاف تزامن مع ملاحظات وإجراءات حديثة متعلقة بالصين أعلنها فيسبوك وتويتر".
وأعلن عملاقا التواصل الاجتماعي مساء الاثنين أنهما علّقا نحو 1000 حساب نشط مرتبط بالحملة، فيما أكّد تويتر إنّه علّق 200 ألف حساب آخر قبل أن تصبح فاعلة.
وقال موقع تويتر إنّ "هذه الحسابات كانت تعمل بشكل متعمد وعلى وجه الخصوص تحاول إحداث تقسيم سياسي بما في ذلك تقويض شرعية المتظاهرين ومواقفهم السياسية على الأرض"، في إشارة إلى الحسابات النشطة التي أغلقها.
وقال فيسبوك إنّ بعض الحسابات التي علقها نشرت منشورات تقارن بين حركة الاحتجاج وتنظيم "داعش"، واصفة المتظاهرين بـ "الصراصير".
ووفق فيسبوك وتويتر أيضاً فإن الحكومة الصينية تسعى وراء الكواليس وعبر الشبكة الإلكترونية إلى حرف الرأي العام حول ما يحدث في هونغ كونغ.