Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوة إلى "التفكير ثانية" في حرب متعددة السنين

لا أحد يعرف وإن كثرت الدراسات والتوقعات أي نظام عالمي يخرج من النزاع الأوكراني

دمية دب وزهور معروضة على جزء من جدار بينما يقوم موظفو الطوارئ الأوكرانيون بإزالة الأنقاض في موقع غارة روسية (أ ف ب)

ملخص

الأسئلة المطروحة من البداية لا تزال بلا أجوبة هل تقدم روسيا إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي؟ هل توسع مسرح الحرب إلى خارج أوكرانيا؟ وهل تفرض الظروف والحسابات على "الناتو" دخول الحرب مباشرة؟

حرب أوكرانيا بدأت "تغير روسيا"، كما تقول تاتيانا ستانوفايا التي ترصد "تحولات داخلية على الطريق"، لكن هذه الخبيرة في مركز "روسيا- أوراسيا" التابع لـ"كارنيغي" تحذر من "أخطار اللانظام الروسي"، لماذا؟، لأن "عسكرة الحياة" في روسيا قوت "المتطرفين جداً في النخبة على حساب الحرس القديم" و"ضعف بوتين يجعله أداة في يد الصقور الجدد".

وعلى العكس، فإن قادة الغرب وأوكرانيا يراهنون على إضعاف روسيا وتغييرها ويتطلعون إلى مرحلة ما بعد الرئيس بوتين، وليس في مجريات الحرب حتى الآن ما يخدم هذه الرهانات ولا ما يدعو إلى التخلي عنها، ذلك أن المأزق مزدوج، بوتين بدأ حرباً من دون استراتيجية خروج، وزيلينسكي يقاتل بالاتكال على الغرب تسليحاً وتمويلاً "بالنيابة عنه" في حرب لا يستطيع ربحها بتحرير ما سيطرت عليه روسيا من أرض أوكرانيا ولا يريد الذهاب إلى التفاوض من موقع ضعيف ولا قبول وقف النار لأنه يكرس الأمر الواقع.

روسيا تراهن على العداء للغرب و"عالم ما بعد الغرب" قبل اجتياح أوكرانيا، بحيث قادتها الحرب إلى جعل "الستالينية الوطنية الإمبريالية الأيديولوجيا الواقعية"، على حد التعبير الذي استخدمه أندريه كولزنيكوف من مركز "روسيا- أوراسيا" في مقالة نشرتها "فورين أفيرز"، وأميركا التي تقود "الناتو" والغرب كانت في حاجة إلى عدو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فصار لها اثنان مع التركيز على الإرهاب الأصولي روسيا والصين.

لا أحد يعرف، وإن كثرت الدراسات والتوقعات، أي نظام عالمي يخرج من حرب أوكرانيا أو أية فوضى تقود إليها الحرب، ولا أحد يجهل سخافة الخطاب الأميركي والروسي، إذ تتقدم واشنطن على أوروبا في تقديم الأسلحة إلى كييف وتهاجم أية دولة تقدم سلاحاً لموسكو التي تفعل الأمر نفسه، فالمسرح ضيق واللعبة واسعة.

ما يدور على المسرح الأوكراني لا يكفي لقيام نظام عالمي جديد، ولا حتى لدفن نظام قديم، وما تسميها موسكو "الحرب الهجينة" التي تواجهها لا تقود إلى انقلاب جيوسياسي كبير إذا بقيت مجرد حرب بالواسطة من جانب الغرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأسئلة المطروحة من البداية لا تزال بلا أجوبة، هل تقدم روسيا على استخدام سلاح نووي تكتيكي؟ هل توسع مسرح الحرب إلى خارج أوكرانيا؟ وهل تفرض الظروف والحسابات على "الناتو" دخول الحرب مباشرة؟

"ذا إيكونوميست" البريطانية دعت إلى "التفكير ثانية"، فالهجوم الأوكراني المعاكس لم يحرر أكثر من 0.25 في المئة من الأرض التي سيطر عليها الروس، وبوتين "المحتاج إلى حرب لدعم ديكتاتوريته في الداخل" عاجز عن الحسم ويراهن على تعب الغرب واحتمال فوز دونالد ترمب بالرئاسة الأميركية عام 2024 بما يعني وقف الدعم الأميركي.

ما تقترحه "ذا إيكونوميست" هو "الاستعداد لحرب على مدى أعوام"، زيلينسكي قال لها "عليّ أن أكون جاهزاً لحرب طويلة"، لكن أوكرانيا ليست جاهزة بعد، هي في حاجة إلى "دفاع جوي قوي" وإعادة النظر في "الاستراتيجية العسكرية" ونقل الاقتصاد "من الاعتماد على المساعدات إلى جذب الاستثمارات"، وأوروبا في حاجة إلى تقوية صناعتها العسكرية استعداداً لاحتمال أن يتوقف الدعم الأميركي.

لا شيء يوحي أن روسيا تعبت، بصرف النظر عن خسائرها البشرية والمادية والمتغيرات داخلها، بحيث زادت الإنفاق الدفاعي لعام 2024 بنسبة 70 في المئة وصار ثلث الموازنة لحرب أوكرانيا.

والمجال ضيق أمام أوكرانيا للتركيز على شبه جزيرة القرم وإرسال المسيّرات إلى الداخل الروسي، لكن موسكو لا تزال خائفة من اقتراب "الناتو" من حدودها. والغرب يخاف من هزيمة أوكرانية تضع ما تسميها "ذا إيكونوميست" البريطانية "آلة القتل البوتينية على خاصرة الناتو"، والعالم يدفع الثمن.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل