Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل المنقسمة تستعيد ذكريات نصف قرن على حرب أكتوبر

في ظل الاحتجاجات تتخوف المؤسسة العسكرية من إعلان جنود احتياط امتناعهم عن الخدمة

متظاهر يحمل لافتة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال احتجاج ضد خطة الإصلاح القضائي (أ ف ب)

ملخص

50 عاماً مرت على حرب أكتوبر لكن الإسرائيليين يتذكرونها حالياً على وقع احتجاجات تكاد تقسم المجتمع.

تحيي إسرائيل الذكرى الخمسين لحرب عام 1973 التي وضعتها على شفا هزيمة كارثية، لكن الوحدة في زمن الحرب التي ساعدتها على البقاء تبدو مجرد ذكرى بعيدة بالنسبة إلى جيل تتزايد بينه الخلافات.

بدأت الحرب بهجوم مباغت على جبهتين من قبل أرتال الدبابات السورية والألوية المصرية، مما فاجأ القوات الإسرائيلية في بداية يوم الغفران، وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي.

وبسبب عدم استعداد الجيش الإسرائيلي ووجود عديد من الجنود في إجازة، تراجعت القوات الإسرائيلية في البداية قبل أن تستعيد زمام المبادرة وتتصدى لأعدائها في سلسلة من المواجهات الحاسمة في هضبة الجولان شمالاً وفي صحراء سيناء جنوباً.

وقال أوزي زويبنر (69 سنة) الذي سارع لقتال القوات المصرية في بداية الحرب إذ كان قد حصل على تدريب أخيراً على قيادة الدبابات قبل أن يصاب "كان هناك خوف مروع ولكن كان لدينا إيمان بأننا سنتغلب عليهم في النهاية... كان علينا أن نفعل ذلك".

حرب أكتوبر... "يوم كيبور" لا يُنسى
في السادس من أكتوبر 1973، سقطت مقولة "الجيش الإسرائيلي لا يقهر". في ذلك اليوم، انطلقت حرب غيّرت المعطيات والمعادلات في الشرق الأوسط والعالم وفتحت النافذة لاتفاقات السلام العربية مع إسرائيل.
Enter
keywords

 

استقطاب متزايد

وتزامناً مع الذكرى الـ50 كان هناك عدد كبير من المقالات الافتتاحية في الصحف وأفلام وثائقية تلفزيونية وتحقيقات صحافية توجه انتقادات لرئيسة الوزراء آنذاك غولدا مائير وحكومتها لإخفاقهم في الاستعداد للحرب.

وشارك عدد من قادة إسرائيل في الحرب في شبابهم، ومنهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.

لكن مشاعر الوحدة تقلصت على نحو مطرد وسط استقطاب متزايد حيال الحراك الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، وهو ما تجلى هذا العام في المعركة المحتدمة حول خطط نتنياهو لتعديل النظام القضائي.

وكشفت هذه المسألة عن انقسامات عميقة بين مؤيدي نتنياهو من الدينيين والقوميين من جانب، والقطاعات الأكثر ليبرالية وعلمانية في المجتمع الإسرائيلي على الجانب الآخر، مما طرح أسئلة رئيسة حول الأسس الدستورية لإسرائيل وتوجهاتها المستقبلية.

وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع لأسابيع في احتجاجات على التعديلات القضائية، التي تقول الحكومة إنها ضرورية لكبح القضاة الليبراليين الذين يتدخلون في الشأن السياسي، لكن منتقدي التعديلات يعتبرونها اعتداء على الأسس الديمقراطية لدولة إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي خضم الاحتجاجات، أعلن عدد كبير من جنود الاحتياط أنهم سيمتنعون عن أداء الخدمة العسكرية، مما أثار مخاوف المؤسسة العسكرية من احتمال تعرض أمن البلاد للخطر.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في خطاب ألقاه الشهر الماضي في ذكرى حرب 1973 "القدرة على إدارة الخلاف هي إحدى سمات المجتمع السليم، لكن الخلاف الذي يتبعه تعميق الاستقطاب والانقسام في المجتمع الإسرائيلي أمر خطر".

أنقذوا بقاء إسرائيل

على رغم أن الحرب نفسها أثارت شعوراً فورياً بالوحدة الوطنية حينها، فإن قطاعاً كبيراً من الإسرائيليين شعروا أيضاً بصدمة عميقة لأن إسرائيل تركت عرضة للخطر تقاتل من أجل بقائها بينما كانت الدبابات السورية والمصرية تتدفق إلى ساحة المعركة.

وبعد سنوات قليلة من حرب عام 1967 التي هزمت فيها القوات الإسرائيلية جيرانها العرب في أقل من أسبوع واستولت على الأراضي التي يسعى الفلسطينيون الآن إلى إقامة دولتهم عليها، أدت الخسائر في الأرواح وعدم الجاهزية لحرب عام 1973 إلى تبادل الاتهامات حتى يومنا هذا.

واشتبكت القوات الإسرائيلية، بمساعدة جسور جوية أميركية من الإمدادات والعتاد، مع تشكيلات سورية ومصرية كانت تفوقها عدداً ويدعمها الاتحاد السوفياتي، قبل أن يؤدي وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة إلى توقف القتال بعد نحو ثلاثة أسابيع.

وقتل أكثر من 2600 إسرائيلي، من بينهم شقيق زويبنر، وهي أكبر خسارة في الأرواح تكبدتها إسرائيل على الإطلاق في حرب واحدة. وعلى الجانب الآخر، لا توجد أرقام دقيقة للقتلى المصريين والسوريين ولكن التقديرات تشير إلى سقوط 15 ألف مصري و3500 سوري.

اتفاق سلام

وبعد خمس سنوات من الحرب، وقعت إسرائيل اتفاق سلام مع مصر، كان الأول لها مع دولة عربية، ثم مع الأردن في عام 1994. وفي عام 2020 طبعت العلاقات مع دولتين خليجيتين بموجب اتفاقيات إبراهيم.

وبالنسبة إلى عديد من الجنود الذين كانوا في الخطوط الأمامية، تظل الحرب حدثاً صادماً لكن بعد مرور خمسة عقود يشعر كثير منهم بالفخر بسبب مساعدتهم في إنقاذ إسرائيل.

يقول زويبنر، الذي يعارض التعديلات القضائية "لقد التقيت أصدقائي هذا الأسبوع مما حرك مشاعري حقاً، لكنك تشعر وكأنك أنقذت وجود إسرائيل".

ويضيف زويبنر أن الدرس المستفاد من حرب 1973 هو أن على الناس أن يكونوا مستعدين للتفكير بأنفسهم بدلاً من القبول الأعمى لما يقوله القادة مهما كانت رتبتهم.

وأضاف "أعتقد أنه أمر جيد في نهاية المطاف ألا يعتقد القادة أن كل ما يفعلونه يعتبر أمراً مفروغاً منه وأنه مسموح لهم بفعل أي شيء".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات