Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

8 قتلى من القوات الكردية وسقوط طائرة حصيلة الهجوم التركي على سوريا

"الإدارة الذاتية" تطالب المجتمع الدولي بـ"ردع المسيرات" وجيش أردوغان يلوح بـ"عملية برية"

ملخص

 أصيب شرطيان الأحد الماضي بهجوم في أنقرة تبناه "حزب العمال الكردستاني"، الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد السلطات التركية منذ عام 1984.

أفادت أنباء بأن القوات التي تقودها الولايات المتحدة أسقطت طائرة مسيّرة فوق شمال سوريا اليوم الخميس، فيما قالت قوات كردية- سورية متحالفة مع واشنطن إن الهجمات التركية أسفرت عن ثمانية قتلى في تصعيد ناجم عن هجوم بقنبلة في أنقرة أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عنه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر أمني محلي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسقط طائرة تركية مسيّرة قرب قاعدة في شمال شرقي سوريا.

وذكر مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن الطائرة المسيّرة التي أسقطها التحالف لا تخص القوات المسلحة التركية من دون أن يذكر الجهة التي تنتمي إليها، ولم يرد التحالف بعد على طلب للتعليق.

وأثار دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية في شمال سوريا منذ فترة طويلة توتراً في العلاقات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتعتبر أنقرة هذه القوات جناحاً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم الأحد الماضي في أنقرة قرب مقار حكومية.

وأفادت تركيا أمس الأربعاء بأن المهاجمين أتيا من سوريا وأودى التفجير بحياتهما وأسفر عن جرح اثنين من أفراد الشرطة، فيما نفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي قوة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، أن يكون الانتحاريان مرا عبر الأراضي التي تسيطر عليها.

 طائرات مسيرة

وذكرت قوات الأمن في شمال شرقي سوريا أن تركيا شنت سلسلة من الهجمات اليوم مع دخول أكثر من 15 طائرة مسيّرة المجال الجوي للمنطقة وقصفها أهدافاً تشمل البنية التحتية ومحطات الغاز والنفط، مضيفة في بيان أن الاعتداءات التركية أودت بحياة ستة من عناصر قوى الأمن الداخلي ومدنيين اثنين في غارتين منفصلتين.

وكثفت تركيا عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني المحظور بعد إعلانه المسؤولية عن هجوم أنقرة وشنت ضربات جوية على شمال العراق.

وأكد مسؤولون أتراك أن أي بنية تحتية ومنشآت طاقة في العراق وسوريا يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني، وكذلك وحدات حماية الشعب الكردية- السورية، هي أهداف عسكرية مشروعة.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع إن "حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هما المنظمة الإرهابية نفسها، إنهما هدفنا المشروع في كل مكان، تركيا نفذت عمليات كلما وحيثما كان ذلك ضرورياً في الماضي، وستستمر هذه العمليات مرة أخرى إذا لزم الأمر".

وأضاف أن "هذه العمليات تجري في إطار حقوق الدفاع عن النفس التي يكفلها القانون الدولي للقضاء على الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية ولضمان أمن الحدود".

ووحدات حماية الشعب هي أيضاً الفصيل الرئيس في "قسد" التي تشكل الحليف الأبرز للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، وأدى الدعم الذي تقدمه واشنطن وحلفاء آخرون بما في ذلك فرنسا لوحدات حماية الشعب إلى توتر العلاقات مع أنقرة.

وطالبت تركيا قوات أي دولة أخرى بالابتعاد من المنشآت التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.

وتابع المسؤول التركي "ندعو جميع الأطراف، الدول الصديقة والحليفة على وجه الخصوص، إلى الابتعاد من هؤلاء الإرهابيين، هذا مجرد إخطار والأمر متروك لهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة"، من دون أن يذكر أي دولة بالاسم.

وأصيب شرطيان الأحد الماضي بهجوم في أنقرة تبناه "حزب العمال الكردستاني"، الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد السلطات التركية منذ عام 1984.

هجمات وذرائع

وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن منفذي الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الداخلية في أنقرة تم تدريبهما في سوريا متعهداً بالرد. وتصنف أنقرة وحدات "حماية الشعب الكردية" منظمة "إرهابية"، وتعدها امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني".

وأفاد فرهاد شامي، الناطق باسم قوات "سوريا الديمقراطية" بأن القصف "أسفر عن مقتل سبعة عمال، ستة منهم في معمل بلوك (تصنيع حجارة البناء) في عمودا، وآخر في معمل بلوك بالحسكة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن "ضربات إضافية استهدفت موقعاً نفطياً في بلدة القحطانية (الحدودية) ومركز تصليح سيارات جنوب كوباني، كما استهدفت دراجة نارية شرق كوباني". متابعاً "هناك تصعيد واضح في قصف المسيرات منذ بدء التهديدات التركية".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل شخصان في الضربة التي استهدفت السيارة.

ورداً على هجوم الأحد الماضي، نفذت تركيا ضربات ضد مواقع تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، وحذر وزير الخارجية التركية قائلاً "من الآن فصاعداً، كل البنى التحتية والمنشآت الكبيرة ومنشآت الطاقة التابعة (للمجموعات الكردية المسلحة) في العراق وسوريا هي أهداف مشروعة لقواتنا الأمنية".

وتابع "أنصح الأطراف الأخرى بالابتعاد من هذه المنشآت ومن الأشخاص الذين ينتمون إلى (حزب العمال الكردستاني) ووحدات (حماية الشعب)".

من جهته، رفض القائد العام لقوات "سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي الاتهامات التركية، قائلاً "تركيا تبحث عن ذرائع لشرعنة هجماتها المستمرة على مناطقنا وشن عدوان عسكري جديد".

ساعات القلق

وفي أسواق مدينة القامشلي الحدودية، يتسمر أصحاب المتاجر وزبائنهم القلائل أمام شاشات التلفزيون والهواتف يتابعون بقلق آخر أنباء المسيرات التركية التي تستهدف مناطقهم.

وقال حسن الأحمد (35 سنة)، وهو أحد تجار القماش في سوق القامشلي الشعبي، "الوضع في المنطقة يتجه نحو الأسوأ كل يوم، وكل مرة نواجه المصير ذاته". مضيفاً "تركيا لا تدعنا نرتاح على أرضنا وتستهدفنا كل يوم وتقتل السكان فيما لا نريد سوى أن يعيش أطفالنا بسلام وأمان".

وفي بيان، اليوم الخميس، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا "المجتمع الدولي والتحالف الدولي والمؤسسات الأممية والحقوقية والإنسانية وكذلك روسيا إلى اتخاذ مواقف فعالة ورادعة لهذا الجموح التركي نحو فرض توازنات جديدة على سوريا، ولكن عبر مناطقنا".

وأضافت "لا بد لكل الأطراف ذات الدور في سوريا أن يكونوا أصحاب مواقف واضحة للحد من هذه التهديدات، حيث عدا عما يوجد داخل سوريا من معضلات تريد تركيا استهداف سبل العيش لأهلنا في شمال وشرق البلاد وزيادة المعاناة الإنسانية، وهو ما يخلق معه مشكلات كثيرة نرى أنها ستفضي إلى مشروع فوضى كبير لا نريده أن يكون على الإطلاق".

وتنشر الولايات المتحدة وروسيا وتركيا قوات في مناطق مختلفة في سوريا. وبدعم من موسكو وطهران، استعاد النظام السوري معظم الأراضي التي خسرها في بداية الحرب التي اندلعت عام 2011 بسبب قمع التظاهرات المؤيدة للديمقراطية.

وتقود قوات "سوريا الديمقراطية" بدعم من واشنطن، الحرب ضد تنظيم "داعش" في سوريا. ورداً على سؤال حول العملية التركية الجارية، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مساء الأربعاء، إن الولايات المتحدة، حليفة تركيا، "قلقة إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا" ودعت إلى "التهدئة".

وتنفذ أنقرة بانتظام هجمات بطائرات مسيرة في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية، ونفذت تركيا بين عامي 2016 و2019 ثلاث عمليات كبرى في شمال سوريا ضد القوات والتنظيمات الكردية.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين داخل البلاد وخارجها.

عملية برية

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، إن شن عملية برية في سوريا من بين الخيارات التي قد تبحثها تركيا، مضيفاً "هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لتركيا، وشن عملية برية من بين الخيارات للقضاء على هذا التهديد، لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة إلينا".

وتابع المسؤول أن "حزب العمال الكردستاني" ووحدات "حماية الشعب" هما "المنظمة الإرهابية نفسها"، إنهما "هدفنا المشروع في كل مكان. تركيا نفذت عمليات كلما وحيثما كان ذلك ضرورياً في الماضي، وستستمر هذه العمليات مرة أخرى إذا لزم الأمر".

وأضاف أن "هذه العمليات تجري في إطار حقوق الدفاع عن النفس التي يكفلها القانون الدولي للقضاء على الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية ولضمان أمن الحدود".

ووحدات "حماية الشعب" هي أيضاً الفصيل الرئيس في قوات "سوريا الديمقراطية" التي تشكل الحليف الرئيس للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش". وأدى الدعم الذي تقدمه واشنطن وحلفاء آخرون، بما في ذلك فرنسا، لوحدات "حماية الشعب" إلى توتر العلاقات مع أنقرة.

وطالبت تركيا قوات أي دولة أخرى بالابتعاد من المنشآت التي يسيطر عليها "حزب العمال الكردستاني" ووحدات "حماية الشعب".

وقال المسؤول "ندعو جميع الأطراف، الدول الصديقة والحليفة على وجه الخصوص، إلى الابتعاد من هؤلاء الإرهابيين، هذا مجرد إخطار. والأمر متروك لهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة"، من دون أن يذكر أي دولة بالاسم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات