Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شمس المغرب تضيء بريطانيا عبر أطول كابل بحري في العالم

دول مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال أبدت رغبتها في الاستفادة من هذا المشروع

يتصدر المغرب الدول العربية في إنتاج الطاقة من الرياح (أ ف ب)

ملخص

يواجه هذا المشروع بعض التحديات البارزة، منها إشكالية ترخيص بعض الدول مرور الكابل من مياهها مثل إسبانيا وفرنسا

بفضل مصادر الطاقة من أشعة شمسية ورياح، صار المغرب يأمل ليس فقط في تلبية حاجاته الراهنة والمستقبلية من الطاقات المتجددة، بل أيضاً في تلبية رغبات دول أوروبية عدة تبحث عن إيجاد بدائل موثوقة للغاز الروسي في خضم الحرب المندلعة منذ أشهر بين موسكو وكييف.

وفطنت بريطانيا إلى أهمية مشاريع الطاقات المتجددة التي يزخر بها المغرب، إذ من المرتقب أن تمد كابلاً بحرياً يعد الأطول في العالم للتيار الكهربائي، كما أن دولاً مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال أبدت رغبتها في الاستفادة من مشاريع نقل إمدادات الطاقة الشمسية والطاقة الريحية من حقول المغرب الشاسعة.

ويتوفر المغرب على مساحات شاسعة تتلقى أكبر كميات ممكنة من الشمس طوال السنة مثل منطقتي ورززات وميدلت، فضلاً عن حقول أو مزارع كبيرة مخصصة للعنفات أو الطواحين الهوائية، بهدف توليد الطاقة الكهربائية.

رهانات طاقية

ويشتهر المغرب بشمسه الممتدة على فترات طويلة من العام، وهو بهذه الطاقة الشمسية التي يتوفر عليها يراهن على تأمين حاجاته من الطلب على الكهرباء، وتصدير الفائض من هذه الطاقة الشمسية إلى أوروبا على وجه الخصوص.

وتفيد أرقام رسمية بأن المغرب رفع نسبة الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء إلى 38 في المئة خلال عام 2022، مقابل 37 في المئة سنة 2021، ويراهن على توليد 80 في المئة من الكهرباء بحلول عام 2050، وذلك بفضل استثمارات مالية تناهز 502 مليار دولار.

ويقول في هذا الصدد الباحث في الاقتصاد بجامعة الرباط محمد مجدولين إن رهان المملكة على الطاقة المتجددة لتوليد 80 في المئة من الكهرباء في أفق عام 2050 هو رهان صعب لكنه ليس مستحيلاً بالنظر إلى تطور نسبة توليد الكهرباء التي ترتفع عاماً بعد عام، وبالنظر أيضاً إلى المشاريع الضخمة للطاقة الشمسية في البلاد.

ووفق الباحث ذاته، فإن المغرب يواجه تحديين رئيسين في هذا الصدد، فمن جهة يبحث عن "الاكتفاء الذاتي" بتلبية حاجاته الوطنية من الكهرباء، وهو اقترب كثيراً من هذا الهدف، باعتبار أن أكثر من 99 في المئة من مناطق البلاد تتوفر على الكهرباء.

ومن جهة ثانية يردف مجدولين "يبحث المغرب تصدير الطاقة المتجددة إلى بلدان أوروبية، منها على وجه الخصوص بريطانيا التي ستمد خطاً بحرياً ضخماً انطلاقاً من سواحل المغرب إلى المملكة المتحدة بطول يتجاوز 3800 كيلومتر ينقل التيار الكهربائي عالي التوتر"، مضيفاً أن إسبانيا والبرتغال بدورهما تستفيدان من الربط الكهربائي بما قدره 1400 ميغاواط.

شمس المغرب تضيء بريطانيا

وفي السياق كشفت شركة "إكس لينكس فيرست ليميتيد" البريطانية أن زهاء سبعة ملايين منزل بريطاني سيتم تزويدها بالطاقة الشمسية والريحية أيضاً في أفق عام 2030، عبر كابل بحري قادم من السواحل المغربية، ويعد الأطول في العالم.

ووفق مصادر متطابقة فإن كلفة هذا المشروع الضخم تناهز 25 مليار دولار، غير أنه سيوفر آلاف مناصب الشغل تم تقديرها بأكثر من 10 آلاف وظيفة في المغرب، خمسها مناصب عمل دائمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت وكالة "رويترز" البريطانية بأن هذا المشروع يحظى باهتمام بالغ من طرف لندن، وهو ما عبرت عنه وزيرة أمن الطاقة كلير كوتينو، بقولها إن "مشروع الكابل البحري الذي ينقل إمدادات الطاقة إلى بلدها يتيح لبريطانيا الابتعاد تدريجاً عن الطاقة الأحفورية، كما يتيح التوفر على طاقة آمنة وبكلفة أرخص بالنسبة إلى المستهلكين".

ويواجه هذا المشروع الضخم بعض التحديات البارزة، منها إشكالية التمويل على رغم إعلان شركات إماراتية وبريطانية استعدادها تمويل المراحل الأولى من مد الكابل البحري، فضلاً عن إشكالية ترخيص بعض الدول مرور الكابل من مياهها، مثل إسبانيا وفرنسا.

ويخشى مراقبون أن تمانع فرنسا قبول مرور هذا الكابل البحري من مياهها، بسبب التوتر الدبلوماسي بينها وبين المغرب في الفترة الأخيرة، لكن يبدو أن باريس سترجح المكاسب الاقتصادية العديدة لهذا المشروع على أية توترات دبلوماسية.

شمس وريح

ويمتلك المغرب عديداً من مشاريع توليد الطاقة الشمسية، على رأسها مشاريع "نور" في منطقة ورززات، مقسمة على مشاريع "نور 1" و"نور 2" و"نور 3" و"نور 4"، كما لديه مشاريع توليد الطاقة الشمسية "نور ميدلت".

وتمتد محطة نور بورززات للطاقة الشمسية على مساحة 2000 هكتار، وتم اختيارها لكونها تتعرض لأكبر كميات من الشمس في العام، بمعدل 320 يوماً في السنة، وتضم أكثر من نصف مليون من المرايا والألواح الشمسية التي تتبع حركة الشمس، وهي بذلك إحدى كبرى المحطات الشمسية في العالم، بجانب محطة "سولار ستار" في كاليفورنيا الأميركية.

أما مشروع "ميدلت" فيضم ثلاث محطات رئيسة لتوليد الكهرباء، هي محطة "نور ميدلت 1" بطاقة 800 ميغاواط، و"نور ميدلت 2" بطاقة 400 ميغاواط، و"نور ميدلت 3" بطاقة 400 ميغاواط، بما مجموعه 1600 ميغاواط، لتكون منطقة ميدلت أحد أكبر حقول الطاقة الشمسية في العالم.

ويرى أستاذ اقتصاد التنمية عمر الكتاني أن "كلفة مشاريع نور للطاقة المتجددة باهظة، مثل استيراد المرايا وألواح الطاقة الشمسية من الخارج"، مبرزاً أن التحدي الكبير في هذا الإطار هو كلفة الاستثمارات في هذا المجال.

في المقابل ثمن الكتاني مشروع نقل إمدادات الطاقة الشمسية عبر الكابل البحري إلى بريطانيا، لما سيخلقه من رواج اقتصادي مهم للمغرب، من قبيل خلق الثروة وإيجاد فرص عمل للكفاءات والمهندسين والتقنيين المغاربة.

وكما ألواح الشمس المنتصبة في كل من ميدلت وورززات، فإن المغرب أنشأ مزارع عدة للرياح لتوفير الطاقة الكهربائية، أبرزها مزرعة الريح في طنجة ومزرعة تازة ومزرعة الصويرة ومزرعة تطوان ومزرعة "فم الواد".

ووفق تقرير حديث للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، يتصدر المغرب الدول العربية في إنتاج الطاقة من الرياح، إذ يمثل 46 في المئة من إجمالي استهلاك طاقة الرياح، وتبلغ قدرته الكهربائية من الطاقة الريحية 1553 ميغاواط.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير