Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدوري الإنجليزي يواجه أزمة مصداقية بعد واقعة "حكم الفيديو"

تعليق: بعدما منع ليفربول من تسجيل هدف "في الوقت الصحيح" ضد توتنهام من يمكنه لوم أصحاب نظريات المؤامرة بينما تقنية "فار" لا تزال تفتقر إلى الشفافية؟

رئيس لجنة الحكام في الدوري الإنجليزي هوارد ويب (أ ف ب)

ملخص

الخطأ التحكيمي الفادح الذي حرم ليفربول من هدف صحيح ضد توتنهام يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول أخطاء الكرة الإنجليزية

بحلول مساء السبت، كما أصبح الأمر عملاً روتينياً، لكنه يظل أمراً محبطاً أيضاً، شعر رئيس حكام الدوري الإنجليزي هوارد ويب، بأنه لم يكن لديه خيار سوى أن يعتذر لليفربول عن قرار إلغاء هدف لويس دياز، وقد يكرر مدرب ليفربول يورغن كلوب السؤال حول فائدة هذا الاعتذار على أرض الواقع، لكن الفشل في التعبير عن مثل هذه الاعتراضات سيجعل الأمور أسوأ.

ذلك جزئياً لأنه في الواقع هناك فشل في التواصل وهو الذي يكمن في أساس هذا الجدل، الذي يشكل الآن أزمة مصداقية حقيقية للدوري الإنجليزي الممتاز.

"إنها مشكلة في الصورة" كما وصفها أحد الأشخاص المعنيين، فيما وصف ليفربول نفسه الوضع بأنه "غير مقبول" لأنه بغض النظر عن التركيز على طبيعة تقنية الفيديو المساعد فإن هذه مسألة تعتمد حقاً على الأخطاء البشرية الأساسية، ومع ذلك، فإن تفاصيل جذور القصة مذهلة.

إذا كنا سنأخذ تفسير هيئة حكام الدوري الإنجليزي بمحض إيمان، فإن هذا يمثل "سقوطاً لحظياً في التركيز"، إذ إن حكام تقنية الفيديو المساعد لم يكونوا يعرفون ما يفترض بهم البحث فيه، وظن دارين إنغلاند ودان كوك أنهما كانا يتحققان مما إذا كان ينبغي أن يتم احتساب الهدف بدلاً من اتخاذ قرار بخصوص التسلل، كما قرر الحكم سيمون هوبر وهو السبب الرئيس وراء اتخاذ القرار بسرعة، وانتهت الأمور بخلق موقف كوميدي حين أدت الاتصالات إلى إلغاء غير صحيح لهدف صحيح بطريقة كان يمكن تجنبها تماماً.

وبعد ذلك، كيف تم السماح بمواصلة اللعب، مع معرفة الأشخاص المعنيين على الفور أن هذا خاطئ، وتنص قواعد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (آيفاب) أنه لا يمكن إيقاف اللعب لاحتساب الهدف بمجرد استئنافه، ولكن هل لم يكن هناك أحد يراقب في الوقت الفاصل؟ هل لم تتم أي مساعدة سريعة بمجرد اقتراب توتنهام من تنفيذ ركلة حرة؟

منذ ذلك الحين، تبين أن فريق حكم الفيديو المساعد والحكم الرابع إنغلاند وكوك وحكم الساحة مايكل أوليفر كانوا يديرون مباراة في الدوري الإماراتي للمحترفين يوم الخميس الماضي، مما أثار أسئلة معقولة داخل اللعبة حول إمكانية أن يكون الإرهاق سبباً محتملاً لهذا "السقوط اللحظي في التركيز".

وبغض النظر عن السبب، فقد أثر هذا في مصداقية اللعبة، بجانب الجدل الأوسع نطاقاً مثل قضايا الامتثال المالي غير المحلولة التي تتعلق بمانشستر سيتي وإيفرتون.

وهذا أمر أسوأ بالنسبة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لأن هذه مسألة تعتز بها المنافسة وتعد عاملاً مهماً في وضعها كأكثر دوري شعبية في العالم، ويمكن للجماهير الوثوق بما يرونه.

بدلاً من ذلك، يأتي هذا الجدل الأخير أيضاً على خلفية عداء مستمر وزيادة في الشك في قدرة تقنية الفيديو المساعد على تعزيز جزء مهم من كرة القدم.

ولهذا السبب تم استقدام ويب أخيراً كرئيس لرابطة حكام الدوري الإنجليزي، ويقول كثيرون داخل اللعبة أنه كان يدرك تدريجاً مدى التحدي.

وتأتي الحالة العدائية مع تقنية حكم الفيديو المساعد تزامناً مع أزمة أخرى تخص التشكيك في مستوى التحكيم، التي يتم خلالها التذكير بأن هذه الفترة هي الأسوأ منذ سنوات، ويجب التأكيد على أن هذا يحدث في ظل ظروف تخضع للمراقبة بشكل أكبر من أي وقت مضى، وهناك مزيد من الكاميرات للكشف عن كل جانب من جوانب اتخاذ القرار وهو ما لم يكن ممكناً تخيله في الأيام الذهبية المفترضة حتى منتصف العقد الأول من الألفية.

حتى كلوب اعترف بـالضغط المتطرف على الحكام، الذي بلا شك يلعب دوراً في الأخطاء التي لا يقومون بها "عن قصد"، بحسب وصف المدير الفني لليفربول.

ولن يمكن تجاهل هذه المناقشات دون الإشارة إلى أن الأزمة الحقيقية مع التحكيم تكمن في المستويات الأدنى، وحجم الانتقادات التي يتلقونها.

لقد أثر هذا بلا شك في مركز تجمع المواهب في الأعلى، وهناك جدل أكبر يجب أن يتم حول ما إذا كانت

مهنة كهذه تحصل على أجور تتناسب مع المواهب التي يشرفون عليها وضرورتهم في إقامة المباريات.

وقد تم تقديم تقنية حكم الفيديو المساعد ليكون علاجاً لكل هذا وفي جوهره مساعدة للحكام، لكنه عوضاً عن ذلك جعل كل مناقشة أكثر ضغطاً وسميةً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا يأتي من انقطاع التواصل بين التوقعات المفترضة والنية المعلنة والتنفيذ الفعلي في التحكيم عبر تقنية الفيديو، بل والتواصل، فطبيعة التكنولوجيا نفسها أدت إلى توقع الكمال، حتى وإن كان يفترض فقط أن يزيد دقة القرار إلى حوالى 98 في المئة.

لقد حدث ذلك، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في أن الاثنين في المئة المتبقية تكون أخطاء ذات أهمية كبرى.

وسبق أن تم التواصل بشكل ضئيل جداً حول كيفية اتخاذ تلك القرارات، مما أثر بشكل كبير في التشكك بين الجماهير، وهو ما أدى لاحقاً إلى نظريات المؤامرة.

وبعدما كان التفسير الأكثر احتمالاً دائماً هو الخطأ البشري البسيط، إلا أن وجود التكنولوجيا أسهم في تلويث الأجواء المحيطة بالتحكيم، وهذا بدوره يضع مزيداً من الضغط على الحكام، لأن نزاهتهم أصبحت موضع شكوك بشكل غير عادل.

ولهذا السبب تعمقت مشكلة التكنولوجيا الذاتية، وفي حين كان يمكن في السابق إحالة الأخطاء إلى الحكام استناداً إلى رؤيتهم واعتقاداتهم الشخصية، فإن تواجد تقنية الفيديو تمنحهم الآن مزيداً من وسائل المساعدة التكنولوجية، لذا يرى كثيرون من الجماهير أن المبرر الوحيد هو نوع من الفساد، ويكفي أن تلقي نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولهذا السبب يعد التواصل الأفضل أمراً ضرورياً، ومهمة ويب الكبرى كانت تحسين ذلك، وقد قام بهذا العمل بشكل عام بشكل أفضل، ولكن من الواضح أن الرد على الواقعة التي حدثت يوم السبت، جعل الأمور أسوأ، إذ شعر ليفربول بالدهشة من كيفية انتظار وقت طويل حتى يتم الإعلان عن القرار بشأن التسلل، حين قامت رابطة الحكام الإنجليزية في النهاية بالتعليق فقط وسط مؤتمر كلوب بعد المباراة، وفي الواقع كانت صحيفة "اندبندنت" هي التي أبلغته ببيان الرابطة، وهو ما زاد من حيرة مدرب ليفربول، وقد جاء التوضيح بشأن فحص تقنية الفيديو للقرار الخاطئ لاحقاً، إذ إن كل تطور يبدو وكأنه يعمق الأزمة.

هناك على الأقل عدد من الخطوات المنطقية التي يمكن اتخاذها لمعالجة هذا، وإحدى هذه الخطوات ليست فقط عدم الاستعانة بتقنية الفيديو، إذ إن هذا أمر لا يمكن ببساطة تحقيقه ويتجاوز إنجلترا ويصل إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وإن هذه التقنية جاءت لتبقى، ولهذا السبب يجب أن تؤدي حالات مثل هذه إلى التحسين.

إحدى الخطوات الأولى هي تقليل هذا العمل الإضافي في الخارج، إذ كان تعيين إنغلاند وكوك في الدوري الإماراتي موافقاً للقواعد وتمت الموافقة عليه من قبل الاتحاد الإنجليزي، والخطوة الأخرى هي تحسين التواصل بحيث لا يكون هناك أي غموض على الإطلاق.

ومن السهل الانتقال من "التحقق منته" إلى "القرار يجب أن يكون هدفاً"، أو ما يعادل ذلك.

ويجب أن تجعل كافة سبل التواصل بين الحكم وغرفة تقنية الفيديو قابلة للسماع للقضاء على أي غموض.

وقد يختلف الأشخاص في القرارات، ولكنهم سيكونون على الأقل قادرين على فهم سبب اتخاذها وهذا يساعد كثيراً في خلق قبول لتقنية حكم الفيديو.

عندما طرح سؤال حول ما إذا كان صوت اتخاذ القرارات سينشر علنياً، كان أحد الردود أن برنامج "صوت حكام المباريات" أصبح عرضاً شهرياً لذا من المرجح أنه سيعرض.

الواقع هو أن الدوري الإنجليزي الممتاز يمكن أن يستفيد من ذلك الآن، بسبب عدد الأسئلة التي تطرح، وقد دعا ليفربول إلى أن يكون هناك "شفافية كاملة" في استعراض القرار.

وقال النادي "هذا أمر أساسي لموثوقية اتخاذ القرارات في المستقبل، إذ ينطبق على جميع الأندية، وتستخدم تجارب التحسين في العمليات من أجل ضمان عدم حدوث مثل هذا الوضع مرة أخرى".

لا يساعد أن هذه الأزمة جاءت وسط أسئلة أكبر بكثير حول المصداقية في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ ينتظر الجميع نتائج الاتهامات الموجهة إلى مانشستر سيتي وإيفرتون بخرق مزعوم للامتثال المالي العادل.

كثيرون من أصحاب المصلحة في الرياضة غاضبون الآن من هذا، وحتى بالنسبة إلى البث، فإن هذا يؤثر في مصداقية المنتج الذي يقدمونه على التلفزيون، فهذه الثقة هي ما تستند إليه اللعبة.

في الوقت نفسه، يقوم ليفربول باستكشاف "مجموعة من الخيارات المتاحة، نظراً للحاجة الواضحة إلى التصعيد وإيجاد الحلول، فمن الواضح أن الاعتذار ليس كافياً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة