"هناك أمور لا تستطيع إسرائيل أن تقبلها"، هكذا عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن رأيه خلال إيجاز صحافي في كييف بأوكرانيا، فيما يخصّ بعض البنود الأساسية لما يسمى بـ"صفقة القرن"، والتي طرحتها الولايات المتحدة الأميركية أخيرا.
وأضاف نتنياهو أنه "يستطيع معارضة كل ما هو ليس في مصلحة إسرائيل الحيوية"، موضحا أنه "أثبت هذا الأمر لكل الرؤساء الأميركيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب نفسه".
أقوال نتانياهو هذه نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية على لسان "مصدر سياسي كبير في وفد رئاسة الحكومة لأوكرانيا"، وذلك بعد أن طلب مكتب نتنياهو من الصحافيين عدم نسب هذا الاقتباس لرئيس الحكومة من الإيجاز.
جاءت هذه الأقوال في سياق حديث عن "صفقة القرن" المزمع الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية، والتي تتضمن، بحسب ما يرى مسؤولون إسرائيليون، "إملاءات أميركية" في مسألة الحدود ومسألة القدس الشرقية، ومنطقة غور الأردن، بالإضافة إلى تعويض اللاجئين وقبول عدد محدود منهم داخل إسرائيل.
بعض الصحافيين الذين رافقوا نتانياهو فسروا طلب عدم ذكر نتنياهو في الاقتباس على أنه "خشية من مواجهة مع الرئيس دونالد ترمب المعروف بتعليقاته غير المتوقعة، وأنه قد يشعر بالإهانة بعد كل ما قدّمه لإسرائيل ولنتانياهو بشكل خاص".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من ناحية أخرى، يقول متابعون للشأن الانتخابي الإسرائيلي إن "نتانياهو فعل ذلك عمدا لأن الجميع في إسرائيل سيعلمون أنه قال هذا الأمر، لكي يحصل على دعم أكبر، لأنه هكذا يظهر كقائد قوي لا يقبل إملاءات حتى من رئيس الولايات المتحدة، وهو صديقه الحميم، والذي أهداه اعترافا أميركيا بأن الجولان هي أراض إسرائيلية قبيل الانتخابات الماضية".
من ناحية أخرى، يقول محللون إن نتانياهو بدأ يشعر بانحسار في الدعم له ولكتلة اليمين، وإنه قد لا يجد العدد اللازم من أعضاء الكنيست لتشكيل حكومة، وذلك بسبب اتجاه أفيغدور ليبرمان لدعم بيني غانتس رئيسا للحكومة المقبلة، ومحاولة فرض حكومة موسعة مع حزب الليكود، الأمر الذي يرفضه نتنياهو، حيث يشير آخر الاستطلاعات إلى استحالة حصول اليمين والمتدينين المتزمتين على 61 مقعدا من دون حزب ليبرمان، الذي وقّع اتفاق فائض أصوات مع حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس، في إشارة واضحة إلى التحالف المقبل بينهما، بحسب ما يرى متابعون للشأن الانتخابي والتحركات الحزبية في إسرائيل مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل.