ما قضية الكاتب "الشجاع" التي أثارت الرأي اليمني؟

بعد أيام من الجدل الذي أحدثته قضية ترحيله من مصر إلى بلاده، وصل أمس الخميس، الأكاديمي والكاتب السياسي اليمني عادل الشجاع إلى العاصمة الإسبانية مدريد بعد أيام من مناشدة أطلقتها زوجته تطالب فيها بعدم تسفيره إلى اليمن خوفاً على حياته.

وجاءت مناشدة رحمة الشجاع بعد أيام من اعتقال زوجها لدى السلطات المصرية بناءً على مذكرة من رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك قالت إن الأخير طالب فيها باعتقاله وترحيله إلى العاصمة الموقتة عدن، وهو ما اعتبرت أنه سيشكل خطراً على حياة زوجها المعروف بكتاباته الناقدة لسياسات الحكومة والأطراف السياسية كافة.

بلد ثالث

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للشجاع وهي تثني على تعامل السلطات المصرية متهمة حكومة بلادها بملاحقة زوجها، وتحذر من ترحيله إلى عدن خشية على حياته نظراً إلى مقالاته التي تنتقد الحكومة اليمنية والأطراف الفاعلة وظروف الحرب ومختلف القوى السياسية. وناشدت الحكومة اليمنية والسفارات والمنظمات بالتدخل لمنع ترحيل زوجها إلى المشنقة، بحسب قولها.

وقالت إنهم طالبوا بترحيل الشجاع إلى إسبانيا بدلاً عن عدن، مؤكدة أن السلطات المصرية أخبرتها بأن منع الترحيل في يد السفارة اليمنية التي استجابت لاحقاً للمناشدات الشعبية بعد وصول توجيهات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي تجاوب مع موجة الضغوط السياسية والحقوقية والإعلامية الرافضة لنقله إلى اليمن، ووجه العليمي "بالتواصل مع الجهات المصرية في شأن قضية الدكتور عادل الشجاع ووضع المعالجات المناسبة عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين بما في ذلك نقله إلى دولة ثالثة"، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ".

وعادل الشجاع هو أكاديمي وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وعرف بكتاباته الناقدة للأوضاع السياسية في اليمن والأطراف الفاعلة فيها، ويتبنى مواقف واضحة ضد مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على العاصمة اليمنية الموقتة عدن، وهو ما يفهم من مطالبته تسفيره إلى بلد ثالث.

وحاولت "اندبندنت عربية" الحصول على تعليق من مكتب رئيس الوزراء اليمني دون رد.

نموذج لحياة المعارضين

وأثارت قضية الشجاع موجة واسعة من الانتقادات الغاضبة من مختلف القوى السياسية والاجتماعية والشخصيات البرلمانية والصحافية ومنظمات حقوق الإنسان، واعتبروا ذلك تعارضاً مع القوانين والدستور، وتشكل سابقة خطرة تجاه معارضيها ومنتقديها. كما تكشف مطالبات الشجاع باختيار بلد ثالث حجم الأخطار والانفلات التي يعيشها اليمن حتى بات يضيق ذرعاً بحملة الرأي والكتاب والمعارضين السياسيين.

بدورها، قالت نقابة الصحافيين اليمنيين "فوجئنا بنقل الشجاع إلى المطار تمهيداً لنقله إلى مطار عدن". ولفتت السفارة إلى أن هذا الإجراء "تسبب بتدهور كبير في صحته، فاضطر قائد الطائرة وطاقمها إلى إعادته وعدم نقله إلى عدن".