Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نبيلة" أول منقذة ليبية بين جسر من الجثث

دموعها لا تتوقف منذ وصولها إلى درنة قادمة من طرابلس للمساهمة في الإغاثة

جزء كبير من مدينة درنة دمرته مياه الفيضانات (أ ف ب)

ملخص

نبيلة التاجوري... سيدة ليبية خمسينية سطرت بطولة إنقاذ خاصة في درنة، فما السر؟

بطولة إنسانية نسائية من نوع خاص، سطرت ملامحها الكابتن غطاس نبيلة عبدالهادي التاجوري (خمسينية العمر)، التي شدت الرحال من العاصمة الليبية طرابلس نحو الشرق المنكوب، وتحديداً مدينة درنة، لتصبح أول سيدة ليبية تشارك في أعمال الإغاثة والإنقاذ من الكارثة التي خلفها إعصار دانيال.

"نبيلة" الاسم والمسمى تعمل مستشارة في إدارة الإنقاذ البحري لدى رئاسة هيئة السلامة الوطنية التابع لرئاسة الوزراء الليبية، لم تستطع الوقوف كثيراً أمام قساوة الصور التي كانت تصل إليها تباعاً من درنة المنكوبة ولم تخفها للحظة فأصرت على توظيف خبرتها كأول غطاس نسائي في ليبيا لنجدة أهالي درنة.

تركت التاجوري وراءها أولادها وبناتها وأحفادها الثلاثة في العاصمة طرابلس، مستجيبة فقط لنداء الواجب الوطني والإنساني، محاولة التغلب على صعوبة الظروف هناك بأبسط الأدوات.

تظهر الكابتن نبيلة تارة جالسة في المقعد الأمامي لإحدى شاحنات هيئة السلامة الوطنية ممسكة بجهاز لاسلكي توجه من خلاله زملاءها الرجال الذين يثقون في خبرتها باعتبارها مستشارة بالإنقاذ البحري، وتارة أخرى تراها غارقة في الوحل تحاول اختبار صلابة الطريق الذي سيسلكه بقية زملائها في أعمال البحث عن الجثث، حتى تستطيع بالكاد التعرف عليها لولا سترتها الخضراء وقبعتها الحمراء.

أغصان النخيل

تستعين نبيلة بأحد أغصان النخيل التي جرفتها السيول لتتنقل داخل برك المياه والوحل وهي تنادي بأعلى صوتها حتى يتمكن زملاؤها من سماع صوتها، متسائلة أين أنتم الآن لتصل إليها إشارة صوتية بأنهم قريبون منها فتعود لتطمئن على مراحل العمل.

تصمت قليلاً وتقول بنبرة باكية في حديثها لـ"اندبندنت عربية"، "أختبر مدى صلابة أرضية العمل ومعها اختبار آخر لمدى صلابة قلبي، لقد اكتشفت أنني أتحرك على جسر من الجثث الآدمية تحتي مباشرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف "جمعت قوتي أولاً ثم شرعت في الاهتمام بإخراج الجثث النسائية من الوحل حفاظاً على خصوصيتهن بينما اهتم زملائي بباقي الجثث".

دموع لا تتوقف

نبيلة التاجوري وفي حديثها الذي لم تتوقف الدموع فيه قالت "إنها كانت مضطرة في الأيام الأولى من الكارثة إلى إعطاء الأولوية للبحث عن ناجين تحت الركام فكان لزاماً عليها الانتقال بين الجثث التي كانت تحيط بها يميناً ويساراً وتعترضها كلما تقدمت أكثر، متسائلة، كيف يمكنها تخطي هذه المشاهد التي لم تصادفها أبداً خلال تجاربها المهنية".

تحاول كفكة دموعها بقولها إن عملها ينتهي عند الثالثة فجراً فنهارها مخصص للعمل الميداني وساعات ليلها تكرسها للعمل الإداري، مبرزة أن "الفضل في كونها أول غطاس نسائي يعود لوالدها الذي زرع فيها حب هذا المجال حتى تصل لهذه الدرجة من الشجاعة والثقة ولزوجها الذي ساندها في قرار الانتقال لأداء واجبها الوطني في درنة".

 

 

تعود الكابتن نبيلة لتمسك بعدد من الأنابيب الملونة معتمدة على مجهود جسدي واضح لإيصالها ببعضها البعض حتى تكون جميع المعدات التقنية جاهزة لمواصلة العمل، خلال بقية الأيام في درنة، على أمل الوصول إلى مواقع الجثث وهي تردد "الوضع فاق كل توقعاتي لم أتخيل أن يكون حجم الدمار بهذا الشكل".

بطلة ليبيا 

وزارة الدولة لشؤون المرأة الليبية لقبت الكابتن نبيلة عبدالهادي التاجوري بـ"بطلة ليبيا"، باعتبارها كانت من أوائل أعضاء هيئة السلامة الوطنية الذين لبوا نداء الواجب بالذهاب إلى مدينة درنة.

واعتبرت الوزارة في منشور على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، نبيلة قدوة لكل السيدات الليبيات، لأن أعمالها دافع لاستمرار في العمل على الارتقاء بالمرأة في جميع النواحي العلمية والعملية.

المزيد من متابعات