Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أذربيجان وانفصاليو قره باغ يبدون استعدادهم لمواصلة المحادثات

مواجهة في مجلس الأمن بين يريفان وباكو وموسكو ترصد انتهاكات لوقف النار

قوات حفظ السلام الروسية تساعد السكان الأرمن بالقرب من ستيباناكيرت في ناغورنو قره باغ (أ ب)

ملخص

أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أنه على رغم "خروق معزولة"، تم احترام وقف إطلاق النار "بشكل عام"

قال حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني للسياسة الخارجية إن بلاده تعتزم إصدار عفو عن المقاتلين الأرمن في قره باغ الذين يتخلون عن أسلحتهم على رغم أن بعض الوحدات العسكرية هناك قالت إنها ستواصل المقاومة، مضيفاً "حتى في ما يتعلق بالعسكريين والمقاتلين السابقين، إذا كان من الممكن تصنيفهم بهذه الطريقة، فإننا نعتزم إصدار عفو"، وأوضح أن الأرمن في قرة باغ طلبوا مساعدات إنسانية وسيتم تسليم ثلاث شحنات إلى المنطقة اليوم الجمعة، وقال إن أذربيجان تريد إعادة الدمج السلمي للأرمن في قرة باغ.

واليوم، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله إنه يأمل أن يتمكن الأرمن من البقاء في منطقة قرة باغ بأذربيجان، وقال باشينيان في اجتماع للحكومة إن يريفان ستسقبلهم، لكن إعادة التوطين الجماعي لن تتم إلا إذا أصبح من المستحيل على أرمن قرة باغ البقاء هناك.

مواجهة

ودخلت أرمينيا وأذربيجان في مواجهة أمام مجلس الأمن الدولي على خلفية ملف ناغورنو قره باغ، وتقاذف وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان، أرارات مرزويان وجيهون بيراموف، المسؤولية عن تدهور الوضع في هذه المنطقة المتنازع عليها.

وأكد الوزير الأرميني الذي تحدث أولاً، أنه لا يوجد "طرفان في هذا الصراع بل معتدٍ وضحية"، قائلاً إن باكو شنت هجوماً "غير مبرر ومخططاً له" يهدف إلى إتمام عملية "التطهير العرقي" في ناغورنو قره باغ، واتهم باكو بشن "عمليات قصف مكثفة وعشوائية وباللجوء إلى المدفعية الثقيلة بما في ذلك الاستخدام المحظور لذخائر عنقودية".

في المقابل، ندد نظيره الأذري بـ"حملة تضليل" تشنها يريفان المتهمة بـ"إمداد الانفصاليين ودعمهم" في ناغورنو قره باغ، واصفاً مجلس الأمن بأنه "منحاز".

وقف إطلاق النار

وبعد استسلام الانفصاليين الأرمن في مواجهة عملية عسكرية سريعة شنتها أذربيجان، لا يزال وقف إطلاق النار قائماً، اليوم الجمعة، في هذا الجيب على رغم رصد عدد من الانتهاكات.

وأعلنت روسيا، أمس الخميس، أنها رصدت خمسة انتهاكات لوقف إطلاق النار في ناغورنو قره باغ، غداة إعلانه في إطار "استسلام" الانفصاليين الأرمن إثر هجوم مباغت لأذربيجان.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "منذ التوصل إلى اتفاق وقف العمليات الحربية، رصدت خمسة انتهاكات لوقف إطلاق النار في منطقتي شوشا (انتهاكان) وماردكرت (ثلاثة انتهاكات)".

وأكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مساء الخميس أنه على رغم "خروق معزولة"، تم احترام وقف إطلاق النار "بشكل عام" الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء.

وتحدث أروتيون غاسباريان، وهو رجل أعمال من ستيباناكيرت، عن تبادل لإطلاق النار خارج المدينة. وقال "نحن نجلس في المنزل وننتظر نتائج المفاوضات (في يفلاخ). جميع سكان المدينة يجلسون في منازلهم أو في حدائقهم وينتظرون".

 

مواصلة المحادثات

وأبدى كل من أذربيجان والانفصاليين الأرمن في ناغورنو قره باغ استعدادهم لمواصلة المحادثات التي بدأت الخميس غداة إعلان باكو انتصارها في عملية عسكرية سريعة شنتها في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود.

ووصفت الرئاسة الأذرية المحادثات التي استمرت لنحو ساعتين في مدينة يفلاخ على بعد 295 كلم غرب العاصمة باكو بأنها "بناءة". وأفادت بأن اجتماعاً جديداً سيعقد "في أسرع وقت ممكن".

وقال الانفصاليون في بيان "شدد الطرفان خصوصاً على ضرورة مناقشة كل المشكلات القائمة في أجواء سلمية وأعربا عن استعدادهما لمواصلة الاجتماعات".

ووصلت قافلة من السيارات السوداء الرباعية الدفع إلى مكان المفاوضات صباح الخميس، تلتها معدة عسكرية يعلوها العلم الروسي وحملت لوحات تسجيل للجيش الروسي. بعد ذلك جلس ستة رجال يرتدون بدلات حول طاولة، بينهم ممثل ناغورنو قره باغ، ديفيد ملكوميان.

وأكد حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذري إلهام علييف قبيل المحادثات أن باكو ترغب في "إعادة الإدماج السلمي للأرمن في قره باغ وتدعم أيضاً عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان".

"جائعون وخائفون"

تزامناً، أعلن رئيس الهيئة الانفصالية للدفاع عن حقوق الإنسان في ناغورنو قره باغ غيغام ستيبانيان أمس الخميس أن شوارع عاصمة الإقليم ستيباناكيرت "امتلأت بنازحين جائعين وخائفين"، وذلك غداة استسلام هذه المنطقة الانفصالية التي تسكنها غالبية أرمينية لأذربيجان بعد 24 ساعة من المعارك.

 

وقال على منصة "إكس" إن "الناس يبحثون بيأس بعضهم عن بعض، ويجرون اتصالات للحصول على أخبار عن أقربائهم".

وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأذري أن تضمن باكو "حقوق وأمن" الأرمن في ناغورنو قره باغ، حيث يشكلون الغالبية.

في السياق نفسه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "حزم فرنسا في دعواتها إلى احترام حقوق وأمن" سكان قره باغ، مكرراً "عزم فرنسا على العمل من أجل إيصال المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين من دون أي عوائق".

مخاوف من نزوح جماعي

ويثير الانتصار العسكري الأذري مخاوف من نزوح جماعي لسكان هذا الجيب المقدر عددهم بـ120 ألف نسمة.

وحالياً أكدت أرمينيا أنها لا تخطط لعمليات إجلاء جماعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن رئيس الوزراء الأرميني أعلن أمس الخميس في مقابلة تلفزيونية أن بلاده مستعدة لاستقبال "40 ألف عائلة" من اللاجئين، مؤكداً في المقابل عدم وجود "تهديد مباشر" على السكان المحليين.

كذلك اتهم نيكول باشينيان روسيا التي تنشر كتيبة في ناغورنو قره باغ منذ الحرب الأخيرة في 2020، بأنها أخفقت في مهمتها لحفظ السلام في الإقليم المذكور ذي الغالبية الأرمينية.

"إخفاق" كتيبة حفظ السلام

وقال في خطاب متلفز "لا أعتقد أن علينا أن نتجاهل إخفاق كتيبة (حفظ) السلام في ناغورنو قره باغ".

واتهمت أرمينيا أذربيجان الخميس أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بارتكاب "تطهير عرقي" و"جرائم ضد الإنسانية" في ناغورنو قره باغ بعد العملية العسكرية التي شنتها قوات باكو.

وقال أمين المظالم لشؤون حقوق الإنسان في المنطقة غيغام ستيبانيان مساء الأربعاء إنه "تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من مناطق إقامتهم الأصلية" في ناغورنو قره باغ بينهم نساء وأطفال ومسنون.

وتولت قوة حفظ السلام الروسية المنتشرة في هذه المنطقة تأمين خدمات الرعاية لنحو خمسة آلاف شخص من هؤلاء.

وأكدت آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين في ناغورنو قره باغ أن العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان واستمرت 24 ساعة وانتهت ظهر الأربعاء أدت إلى مقتل 200 شخص في الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء مقتل عدد من عناصر قوة حفظ السلام جراء إطلاق نار استهدف السيارة التي كانوا يستقلونها.

وأكدت أذربيجان الخميس مقتل ستة جنود روس من قوة حفظ السلام خلال الهجوم في قره باغ.

علييف يعتذر لبوتين

وتقدم رئيس أذربيجان إلهام علييف بـ"اعتذار" للرئيس فلاديمير بوتين عن مقتل الجنود بالرصاص، وفق ما أعلن الكرملين الخميس.

وأعلن علييف الأربعاء أن بلاده "استعادت السيادة" على الإقليم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار شملت بنوده موافقة الانفصاليين على إلقاء أسلحتهم وإجراء محادثات مع باكو.

وخوفاً من أن يؤدي تجدد أعمال العنف إلى زعزعة استقرار منطقة القوقاز بأكملها، دعا الغرب وروسيا، التي تعتبر أن مسألة "قره باغ شأن داخلي لأذربيجان" إلى وقف فوري للقتال الثلاثاء.

وأطلقت السلطات الأذرية عمليتها "لمكافحة الإرهاب" الثلاثاء بعد مقتل أربعة شرطيين ومدنيَّين بانفجار لغمَين في قره باغ وتحميل أذربيجان الانفصاليين مسؤولية هذه الأعمال "الإرهابية".

وأعادت هزيمة الانفصاليين وهي الثانية في ثلاثة أعوام، تحريك الانتقادات الداخلية في وجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، المتهم بالتخلي عن الأرمن الذين يشكلون غالبية سكان الإقليم.

وتجمع متظاهرون الأربعاء خارج مقر رئيس الوزراء ووقعت مواجهات بينهم وبين الشرطة.

تركيا: لم نضطلع بدور مباشر في عملية أذربيجان

قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية أمس الخميس إن تركيا تستخدم "جميع الوسائل"، بما في ذلك التدريب وتحديث الجيش، لدعم حليفتها الوثيقة أذربيجان، لكنها لم تضطلع بدور مباشر في عملية باكو العسكرية في إقليم ناغورنو قره باغ.

وأعلنت تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي الأربعاء دعمها العلني لباكو في "خطواتها للحفاظ على وحدة أراضيها"، لكن لم يتضح ما إذا كانت أنقرة قد اضطلعت بأي دور فعال في العملية العسكرية التي استمرت 24 ساعة.

وقال مسؤول من وزارة الدفاع التركية للصحافيين "كانت عملية جيش أذربيجان فحسب، لم تتدخل تركيا بشكل مباشر".

وأردف المسؤول "تعاون تركيا مع أذربيجان في التدريب العسكري وتحديث الجيش مستمر منذ وقت طويل. نجاح جيش أذربيجان في أحدث عملية يظهر بوضوح المستوى الذي وصلوا إليه".

وتابع أن مركزاً تركياً روسياً مشتركاً للمراقبة لا يزال يعمل ويبلغ بأي حالة انتهاك لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن تركيا، التي تربطها صلات لغوية وثقافية واقتصادية مع أذربيجان، تدعم جهود باكو ويريفان لبناء علاقات سلمية.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله للصحافيين في نيويورك بعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هجوم باكو جاء رداً على "مجموعة من اللصوص الأرمن".

وأضاف "هذا التطور الأخير لا يتعلق (برئيس الوزراء الأرميني نيكول) باشينيان. ولا يتعلق بالدولة الأرمينية أيضاً. إنه أمر يتعلق بمجموعة من اللصوص الأرمن".

وتابع "محاولتهم إجراء انتخابات رئاسية بأنفسهم أزعجت باشينيان وأذربيجان بشدة"، في إشارة إلى اختيار برلمان قره باغ رئيساً جديداً للجمهورية التي أعلنت استقلالها من جانب واحد الأسبوع الماضي.

المزيد من متابعات