Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دخول أطراف إضافية في معارك شرق سوريا ينذر بإطالة أمد النزاع

فرار أهالي قرى ريف حلب على وقع تبادل الاقتتال بين العشائر والفصائل الكردية

ملخص

تتسع حلقات نيران الصراع الدائر شرق سوريا لتحيل هذه البقعة مجدداً إلى ساحة تعج بالفوضى والاقتتال والانفلات الأمني بالتوازي مع تعدد الأطراف المتصارعة

تتسع حلقات نيران الصراع الدائر شرق سوريا لتحيل هذه البقعة مجدداً إلى ساحة تعج بالفوضى والاقتتال والانفلات الأمني، بالتوازي مع تعدد الأطراف المتصارعة، لا سيما في أرياف الحسكة ودير الزور وصولاً إلى منبج في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب.

وعلى رغم خضوع هذه المدينة الريفية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من نهر الفرات و80 كيلومتراً من مدينة حلب، لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إلا أن المعارك الشرسة التي تدور على تخومها متعددة الأطراف، مع ما تصفه العشائر العربية بـ "انتفاضة" بوجه القوات الكردية تقابلها "قسد" باعتبارها "أعمال تخريب" من أشخاص مناصرين لقائد المجلس العسكري في دير الزور اعتقل أخيراً.

وكانت العشائر في دير الزور أعلنت حرباً ضد مقاتلي "قسد" وطالبت عناصرها من المكون الكردي بـ"الانشقاق وإلا تعرضوا للتصفية"، وسرعان ما وصلت ارتدادات الأزمة إلى مدينة منبج، وهي من أبرز المدن التي تخضع للإدارة الذاتية الكردية، إضافة إلى دخول فصائل من المعارضة المدعومة تركياً على خط الاقتتال دعماً للقبائل، علاوة على وجود قوى من الجيش النظامي في ريف المدينة.

الصراع المسلح

وتشير المعلومات الأولية من مصادر أهلية إلى استمرار الصراع المسلح على مدى أربعة أيام بالشدة نفسها ولم تخمد حدتها، وتمكنت فصائل مقاتلة من العشائر من فرض سيطرتها ضمن قرى ريف منبج، ومن أبرزها المحاميد وعرب حسن والمحسنيلي، بينما تم أسر عناصر تتبع لقوات "قسد" أثناء المعارك.

وتعد قوات "قسد" تحالفاً عسكرياً محلياً بين العرب والأكراد والشركس والآشوريين وعدد من المكونات القومية والدينية في المنطقة لمحاربة تنظيم "داعش"، وظلت الإدارة الذاتية الكردية تتزعم قيادة هذا التحالف العسكري، وأسهمت سابقاً بشكل فاعل في الحرب إلى جانب التحالف الدولي للقضاء على التنظيم حتى سقوطه في مارس (آذار) عام 2019 مع حملات أمنية مستمرة لـ"قسد" على طول البادية وعرضها لملاحقة فلوله.

وفي حين زاد منسوب التوتر بين العرب والأكراد وتبادل الاتهامات بالتمييز العنصري، أشعل اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل من قبل "قسد"، شرارة الاحتجاجات وعزت "قسد" الاعتقال إلى تجاوزات ارتكبها منها تهريب المخدرات، وفق بيان صحافي.

في المقابل، تحدثت روايات عن مخاوف المجلس العسكري في دير الزور الذي يبلغ قوامه أربعة آلاف مقاتل من استبدال قائده بأحد قياديي "الصناديد" (ثلاثة آلاف مقاتل)، وعلى وقع الاشتباكات الممتدة من دير الزور إلى منبج، سقطت 24 قرية بيد العشائر وانتزعت نفوذها في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية على طول نهر الفرات، إذ شن مقاتلون من أبناء العشائر هجوماً على نقاط لقوات سوريا الديمقراطية غرب منبج، بحسب المعلومات الواردة من مصدر ميداني فضل عدم الكشف عن اسمه، ليسيطروا على تلال استراتيجية، ترافق مع تعزيزات آتية من جرابلس من مختلف القبائل، مع استمرار وصول أرتال عسكرية مقاتلة ومدججة بالسلاح آخرها اليوم الأحد من قبيلة "قيس" متجهة إلى محور الساجور شمال ريف منبج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نزوح الأهالي

في المقابل، تبدو الصورة أكثر سوداوية مع تصاعد دخان المعارك وتوسع حركة نزوح الأهالي بالمئات من بلدات جديد عكيدات والبكارة والدحلة والبصرة، إلى قرى في الريف الشمالي التي تعد مستقرة إلى حد ما وأكثر أماناً وسط حظر تجول فرض في المدينة، في وقت افتتح الجيش الوطني السوري المعارض والمدعوم من تركيا معبر الساجور الذي يفصل مناطق سيطرة "قسد" عن مناطق المعارضة السورية في ريف جرابلس وريف حلب للسماح بمرور أرتال عسكرية من العشائر.

ويروي الحقوقي وأحد أبناء مدينة منبج رضوان الجابر، "الواقع الصعب" الذي يعانيه أهل المنطقة ويعتقد بأنه يحتاج إلى تدخل عاجل، متخوفاً من حدوث إبادة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد تعدد أطراف النزاع وتشعب المتنازعين، مضيفاً أن "هناك عائلات حالياً هجرت بلداتها وتقطن في العراء ولا مأوى لديها، وبالتالي لا بد من تحييد المدنيين والحرص على سلامتهم أثناء الاشتباكات، فبحسب معرفتي سقط ستة من المواطنين منذ اندلاع الاحتجاجات إلى اليوم".

وسبق اندلاع الصراع المسلح الحالي، فرض إضراب عام، في الـ19 من يوليو (تموز) الماضي، في مدينة منبج بوجه قوات "قسد"، احتجاجاً بحسب وصف المتظاهرين "على انتهاكات وعمليات تجنيد وممارسة تمييز عنصري بين الأكراد والعرب يتعرض لها أبناء المنطقة" التي تضم أقلية كردية وشركسية، إذ أغلقت المحال التجارية في الأسواق الرئيسة وكذلك الطرق العامة.

واستخدمت في المعركة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلا أنه من اللافت دخول سلاح الجو الروسي على خط الصراع أيضاً، ليستهدف بخمس غارات جوية نقاطاً عدة للحد من دخول الفصائل المعارضة إلى مناطق منبج تحت غطاء العشائر، وبالتالي بحسب خبراء عسكريين، قطع الطريق أمام امتداد نفوذهم شرق الفرات، بينما تتركز قوات المعارضة في المناطق التي شهدت عمليات تركية نفذتها أنقرة بين 2016 و2019 وهي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام"، وهي مناطق تتاخم حدود تركيا الجنوبية مع سوريا.

ويكتنف الغموض واقع الميدان حول مدى استقرار الأوضاع، فحركة الاقتحام والسيطرة السريعة لفصائل العشائر ليست كافية لإطلاق حكم عن قلب موازين القوى، "لا سيما أنها تعمل على الأرض بشكل مندفع" بحسب وصف متابعين، وبالتالي ينقصها التدريب وخطة عمليات واحدة وقيادة أكثر تنظيماً مقابل قوى الفصائل الكردية التي تقاتل بشكل هادئ ومتمرس ومدرب.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات