Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي يعين وزيرا جديدا للدفاع في ظل الهجوم المضاد

حريق في مدينة كورتشاتوف جراء قصف أوكراني ومقاتلات روسية تدمر "مخازن وقود" بمنطقة الدانوب

من أعنف الضربات الجوية الروسية على كييف (رويترز)

ملخص

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعيين السياسي رستم أوميروف وزيرا جديدا للدفاع فيما تدخل الحرب الروسية شهرها التاسع عشر

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، تعيين السياسي رستم أوميروف وزيراً جديداً للدفاع خلفا لأوليكسي ريزنيكوف، في خطوة مفاجئة فيما تدخل الحرب الروسية شهرها التاسع عشر.

وقاد ريزنيكوف الذي تم تعيينه قبل ثلاثة أشهر من الهجوم الروسي مفاوضات كييف مع حلفائها لتسليح قواتها بمعدات عسكرية حديثة.

وتأتي إقالته في ظل الهجوم المضاد الذي تشنه كييف وأيضا الحملة التي تقودها أوكرانيا ضد الفساد بناء على طلب الاتحاد الأوروبي.

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية "أمضى أوليكسي ريزنيكوف أكثر من 550 يوماً في حال من الحرب الشاملة. أعتقد أن الوزارة تحتاج إلى نهج جديد وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع".

ورشح زيلينسكي رستم أوميروف، وهو من تتار القرم وكان يرأس صندوق أملاك الدولة منذ العام الماضي، لخلافة ريزنيكوف.

أضاف زيلينسكي "سيكون رستم أوميروف على رأس وزارة" الدفاع، متوقعا "أن يدعم البرلمان هذا المرشح".

وأصبح ريزنيكوف، وهو محام يبلغ 57 عاماً ويتمتع بخبرة عسكرية قليلة، أحد الوجوه المعروفة في الجهد الحربي الذي تبذله كييف.

قال حاكم منطقة كورسك الروسية رومان ستاروفويت إن حريقاً اندلع في بناية غير سكنية في مدينة كورتشاتوف، اليوم الأحد، جراء هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية.

وذكر ستاروفويت في منشور على تطبيق تيليغرام أنه لم تقع إصابات أو وفيات وأن قوات الأمن موجودة في موقع الهجوم.

قصف روسي

شنت روسيا هجوماً بطائرات مسيرة ليل السبت الأحد، استهدف "مواقع صناعية"، حسب توصيف كييف، ومنشآت لتخزين الوقود وفق إعلان وزارة الدفاع الروسية، تقع على نهر الدانوب في جنوب غربي أوكرانيا قرب الحدود مع رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي دانت ما وصفته بـ"اعتداء غير مبرر".

وتشهد منطقة البحر الأسود حيث موانئ ومنشآت أساسية للتجارة والتصدير، توتراً متزايداً منذ انتهاء العمل في يوليو (تموز) باتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرات بحرية آمنة.

وأعلنت كييف أن طائرات مسيرة روسية استهدفت خلال الليل مواقع "صناعية مدنية" في منطقة الدانوب، بينما أكدت موسكو استهداف مرفأ في المنطقة.

وقال مكتب النائب العام الأوكراني على "تيليغرام"، "هاجم العدو منشآت صناعية مدنية في منطقة الدانوب".

وأضاف "أصيب شخصان نتيجة الهجوم ونقلا إلى المستشفى".

وأعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 22 من 25 مسيرة استخدمت خلال الهجوم.

وذكر "أطلق الروس موجات عدة من الهجمات بواسطة مركبات غير مأهولة من طراز شاهد-136/131 (الإيرانية الصنع) من الجنوب والجنوب الشرقي"، مؤكداً أن "25 مسيرة هجومية أطلقت ودمر سلاح الجو 22 منها".

من جهته، أعلن الجيش الروسي أنه قصف بمسيرات ميناء ريني الأوكراني المطل على الدانوب قرب الحدود مع رومانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية "خلال الليل، نفذ الجيش الروسي ضربة بمجموعة مسيرات استهدفت منشآت لتخزين الوقود تستخدم لإمداد معدات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في ميناء ريني في منطقة أوديسا". وأكدت "ضرب جميع الأهداف المحددة".

بوخارست تدين

ولقي الهجوم إدانة سريعة من بوخارست. وأكدت وزارة الدفاع الرومانية "بأعلى قدر من الحزم، أن الهجمات ضد الأهداف والبنى التحتية المدنية في أوكرانيا هي غير مبررة وتتعارض بشكل عميق مع قواعد القانون الإنساني الدولي".

وأشارت في بيان إلى أن الهجمات "لم تسبب أي تهديد مباشر للأراضي أو المياه الإقليمية الرومانية".

من جهتها، شددت مولدافيا، وهي دولة غير أطلسية لكنها تتشارك حدوداً مع أوكرانيا ورومانيا، على ضرورة أن "تتحمل روسيا مسؤولية كل جزء من البنى التحتية يتعرض للتدمير"، وذلك في بيان للرئيسة مايا ساندو.

وبعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب، هددت روسيا باعتبار أي سفينة تبحر من أوكرانيا وإليها عبر البحر الأسود هدفاً عسكرياً محتملاً، وباتت كييف تعتمد إجمالاً على الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق ما يحد كثيراً من كميات الحبوب المصدرة، لكنها لجأت أيضاً إلى ممر بحري جديد على رغم التهديد الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أن أربع سفن شحن إضافية أبحرت عبر الممر.

والأحد، بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "عمل" هذا الممر.

وكتب زيلينسكي عبر منصات التواصل أن الاتصال تطرق "إلى وسائل ضمان عمل ممر الحبوب وتعزيز أمن منطقة أوديسا".

وسبق أن استهدفت القوات الروسية منشآت على نهر الدانوب، لا سيما ميناء ريني وميناء إسماعيل.

وكثفت موسكو هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف، حيث موانئ ومنشآت حيوية لتصدير الحبوب، منذ انهيار الاتفاق الذي أبرم في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة.

وأتى اتصال زيلينسكي وماكرون عشية لقاء في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، يرجح أن يكون اتفاق الحبوب بنداً رئيساً على جدول أعماله.

ووفرت دول غربية ودول "الناتو" دعماً عسكرياً لأوكرانيا عبر تزويدها بذخائر ودبابات وعربات مدرعة ومدفعية وأنظمة صاروخية، كما تعتزم دول تزويد كييف بطائرات "أف-16" الأميركية الصنع بعد الانتهاء من تدريب طياريها.

وطالبت كييف في الأشهر الماضية حلفاءها بزيادة معوناتهم دعماً لهجوم مضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وبدأ هذا الهجوم مطلع يونيو (حزيران)، لكن نتائجه بقيت ما دون المتوقع، وأثار بطء تقدم القوات الأوكرانية انتقادات في الغرب رفضتها كييف.

لكن قائد الهجوم الأوكراني في الجبهة الجنوبية الجنرال أولكسندر تارنافسكي أكد اختراق خطوط دفاع روسية.

وقال تارنافسكي لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية "أصبحنا الآن بين الخط الدفاعي الأول والثاني".

وأضاف "في خضم الهجوم، نستكمل الآن تدمير وحدات العدو التي توفر غطاء لتراجع القوات الروسية خلف خطها الدفاعي الثاني".

وتسبب انتشار الألغام بكثافة في إبطاء تقدم القوات الأوكرانية التي قالت إن خبراء المتفجرات قاموا بتنظيف طريق سيراً خلال الليل.

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان كييف تحقيقها نصراً استراتيجياً باستعادة قرية روبوتين في الجنوب.

وأوضح تارنافسكي أن قوات موسكو "وقفت وانتظرت الجيش الأوكراني"، مشيراً إلى أن "العدو يستعين بعناصر الاحتياط، ليس من أوكرانيا فحسب، بل من روسيا أيضاً، لكن عاجلاً أم آجلاً، سينفد الروس من أفضل الجنود، سيعطينا ذلك قوة دافعة للهجوم بشكل أكبر وأسرع".

وفي سياق متصل، أعلن رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفديف تجنيد نحو 280 ألف شخص في الجيش منذ مطلع العام.

ونقلت وكالة "تاس" عن ميدفديف قوله "بناء على بيانات وزارة الدفاع، انضم 280 ألف شخص إلى الجيش الروسي بموجب عقود منذ الأول من يناير (كانون الثاني)".

وكان الكرملين أعلن في سبتمبر (أيلول) 2022 استدعاء جزئياً لتعويض الخسائر على الجبهة، ما أدى إلى تجنيد 300 ألف شخص، ولم تعلن موسكو تعبئة جديدة، وهو إجراء لا يحظى بشعبية في أوساط الروس، لكنها قامت بحملة واسعة للاستقطاب إلى الجيش في ظل الهجوم الذي بدأ قبل 19 شهراً.

مسيرات أوكرانية

في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف اليوم الأحد، إن كييف تعتزم زيادة إنتاج الطائرات المسيرة في وقت مبكر من هذا الخريف مع شنها مزيداً من الهجمات بهذه الطائرات على أراض روسية.

وزادت وتيرة هذه الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية، إذ ضربت العشرات منها روسيا في وقت واحد في بعض الأيام، ووصلت حتى مدينة بسكوف غرب البلاد، على بعد نحو 600 كيلو متر من أوكرانيا.

وتستخدم كييف الطائرات المسيرة لمهاجمة المطارات والسفن والجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم.

وقال ريزنيكوف لوكالة الأنباء ألأوكرانية الحكومية "أعتقد أن هذا الخريف سيشهد طفرة في إنتاج طائرات مسيرة أوكرانية مختلفة، طائرة وعائمة وزاحفة، إلخ، وسيواصل ذلك النمو من حيث الحجم".

وأوضح أن أحد أسباب نمو الإنتاج هو أن السلطات خففت لوائح وقوانين مختلفة.

وأضاف "لذلك أعدنا صياغة اللوائح وتبسيط العمليات، وأعتقد أننا نجحنا أيضاً في ذلك ومنحنا الفرصة لمثل هذه الزيادة (في الإنتاج) لا سيما لمصنعي الطائرات المسيرة".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس الجمعة، أنها دمرت في المجمل 281 طائرة مسيرة أوكرانية على مدى الأسبوع الماضي، بينها 29 طائرة فوق المناطق الغربية من روسيا.

وهاجمت أوكرانيا مطارات عدة في عمق روسيا ووسط موسكو وقواعد عسكرية في كل من شبه جزيرة القرم المحتلة وفي مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية.

وعادة ما يتحدث المسؤولون الأوكرانيون قليلاً أو لا يتحدثون بالمرة عن الهجمات على أهداف روسية، لكنهم يقولون إن تدمير البنية التحتية الروسية أمر حيوي للمجهود الحربي لبلادهم.

المزيد من دوليات