Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا فشل أنيس النقاش في اغتيال شابور بختيار؟

تفاصيل حوار طويل أجراه معه صقر أبو فخر في كتاب عن الحادثة

أنيس نقاش ( يسار) اعترف أنه تلقى تعليمات من الاستخبارات الإيرانية لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق شابور بختيار (يمين) لكن محاولته فشلت ( اندبندنت عربية)

ملخص

في رواية أنيس النقاش عن سبب فشل محاولة الاغتيال الأولى يقول إنه قرر ورفاقه أن يحتلوا منزل بختيار في باريس بالقوة ليغتالوه فيه، إلا انهم لم ينتبهوا لتشديد الحراسة حول البيت بسبب التحذيرات الأمنية.

يقول أنيس النقاش، الكثير حول التخطيط وتنفيذ محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق شابور بختيار في باريس عام 1980، في مقابلة طويلة أو سيرة ذاتية بصيغة السؤال والجواب أجراها معه الصحافي الكاتب والناشط الفلسطيني صقر أبو فخر ونشرها في كتاب بعنوان "أنيس النقاش… خفايا خلف الستار ".

ويكمل أن فكرة الاغتيال انطلقت بسبب الخوف من محاولة انقلاب في إيران تجهض الثورة الإسلامية، كما حصل في عهد محمد مصدق بخاصة بعد ورود معلومات عن محاولات داخل الجيش للقيام بمثل هذا الانقلاب.

إجماع

ويوضح النقاش بصفته أحد المخططين ومنفذي العملية وكونه مقرباً من قيادات الثورة الإيرانية قبل وقوع الثورة وبعدها، "تبين لنا أن الأمييركين مع شابور بختيار وصدام حسين وأطراف أخرى أجمعوا على الانقلاب في إيران، وكانت حلقة الوصل هي شابور بختيار وعدد من ضباط الجيش، فتحركنا بسرعة لنجهض محاولة الانقلاب الذي حتى لو فشل سيؤدي إلى مجازر حتماً".

ويضيف "صدر قرار بإعدام شابور على أن ينفذه إيرانيون، وبدأنا تدريب فريق الإعدام بسرعة، لكن اتضح أن شابور بختيار في فرنسا وليس في إنجلترا كما اعتقدنا، ما أدى إلى بعض التعديلات المتعجلة". ويقول أنيس النقاش إنه كان المخطط للعملية وقرر أن يكون على رأس المجموعة من أجل إنجاحها.

اعتقال

كان شابور بختيار المولود في عام 1941 لأسرة أرستوقراطية من أصفهان، ابناً لزعيم قبيلة البختياري الذي أعدمه الشاه رضا بهلوي بعد نزاع مع الحكومة. عاد بختيار الابن بعد إنهائه الدراسة في السوربون عام 1946 إلى إيران ليعمل مع محمد مصدق ومن ثم اعتقل بعد سقوط مصدق وأودع 12 سنة في السجن.

 

 

عين الشاه بختيار رئيساً للوزراء حين رفض التعاون مع الثورة الإسلامية في عام 1979 مع اشتراطه أن يغادر الشاه البلاد كحل وسط، وهذا ما حدث. بعد محاولاته الدستورية القليلة أدت عودة الخميني إلى إيران إلى الإطاحة بجهوده ليهاجر إلى فرنسا ويؤسس في باريس "الحركة الوطنية للمقاومة الإيرانية"، لتقع محاولة اغتياله الفاشلة عام 1980 قبل أن تنجح عملية اغتياله في 1990، وقد وجهت الحكومة الإيرانية التهمة لجهاز الاستخبارات الإيراني.

في رواية أنيس النقاش عن سبب فشل محاولة الاغتيال الأولى يقول، إنه قرر ورفاقه أن يحتلوا منزل بختيار في باريس بالقوة ليغتالوه فيه، إلا أنهم لم ينتبهوا لتشديد الحراسة حول البيت بسبب التحذيرات الأمنية.

فشل العملية

اشتبك أفراد المجموعة مع أفراد الشرطة الفرنسية المكلفة بالحراسة، وفشلت العملية وألقي القبض على النقاش بعد إصابته ورفاقه، وحكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن المؤبد، ولكنه أمضى منها 10 سنوات بعد مفاوضات أدارها الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران للإفراج عنه مقابل مآرب سياسية مع إيران بخاصة، وقد ساعده إضرابه عن الطعام لمدة 130 يوماً في سجنه في إنجاح هذه المفاوضات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول عن شعوره بعد فشل محاولة الاغتيال وإصابته بالرصاص خلالها، بأنه أمضى أربعة أشهر في السجن لا يفكر إلا في فشل العملية لأنه اعتقد أنها عملية سهلة التنفيذ ولا يجب أن تفشل. ويوضح أن العملية لو درست بشكل أكبر لوجستياً لكان بالإمكان تأجيلها.

جرت محاولة اغتيال شابور بختيار في يوليو (تموز) 1980 وشارك فيها إلى جانب أنيس النقاش كل من اللبناني صلاح الدين القرى والإيرانيان مهدي لتبريزي ومحمد جناب والفلسطيني فوزي الستاري.

في الكتاب أو المقابلة الطويلة التي يروي فيها أنيس النقاش مراحل طويلة من عمله مع مجموعات الفدائيين الفلسطينيين وتحديداً مع وديع حداد ثم التحاقه بالثورة الإيرانية وعمله مع أجهزة فيها، يتحدث عن مدى قربه من محمد صالح الحسيني قبل وخلال وبعد اندلاع الثورة الإيرانية.

ويقول "في السنة التي سبقت انتصار الثورة الإيرانية، والسنة التي تلتها كنا لا نفترق وكنا معاً في كل صغيرة وكبيرة، والحسيني إيراني الأصل أقام في العراق وسجن فيه بسبب عمله السياسي الإسلامي، وحين فر من السجن، وصل إلى لبنان ليلتحق بالثورة الفلسطينية مع حفاظه على إسلامويته فعمل مع حركة (فتح) وأثر في مجموعات إسلامية في جنوب لبنان والبقاع وبات معظمها العمود الفقري لـ(حزب الله) في ما بعد.  وبعد انتصار الثورة الخمينية في إيران كان محمد صالح الحسيني صلة الوصل الوثيقة بين السلطات الإيرانية المنتصرة في ثورتها والمجموعات الفلسطينية وعلى رأسها حركة (فتح)، وفي تلك الفترة قبل تأسيس الحرس الثوري الإيراني كان صديقاً لأنيس النقاش، وقد تعاونا بحسب رواية النقاش في وضع أسس بناء الحرس الثوري خوفاً من أي انقلاب داخل الجيش يقوم به ضباط تابعون للشاه.

مازن هو الاسم الفتحاوي لأنيس النقاش، وكان اسمه في عملية فيينا خالد، ويقول عنه كارلوس شريكه في عملية فيينا إنه من" الكوادر السياسية والعسكرية التي لا تضاهى". وكارلوس هو الاسم المعروف للفنزويلي إيليتش سانشيز، وكانا مع مجموعة من رفاقهما قد اقتحما مقر اجتماع مؤتمر الـ"أوبك" في فيينا في عام 1975، حين احتجزوا وزراء النفط واقتادوهم إلى مطار الجزائر.

ولد أنيس النقاش في بيروت عام 1951، والتحق بصفوف حركة "فتح" عام 1968، وتسلم فيها مناصب عدة، وانضم إلى الكتيبة الطلابية والعمل التنظيمي اللبناني وتولى بعض المسؤوليات الأمنية في الأراضي المحتلة ولبنان وأوروبا، وكان له دور مهم في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية وقيادة الثورة الإيرانية، وكان أول من أطلق تشكيلات المقاومة جنوب لبنان بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1978، عاصر أسرار وخفايا الحرب الأهلية اللبنانية وكشف كثيراً منها.

توفي في 22 فبراير (شباط) 2021 عن 70 سنة في مشفى هشام سنان في دمشق، إثر إصابته بفيروس كورونا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير