Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرهان يعود إلى السودان بعد زيارة خاطفة لمصر

بحث مع السيسي جهود تسوية الأزمة وأكد السعي إلى إقامة فترة انتقالية والعنف يخلف 39 قتيلاً في دارفور

ملخص

هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء المعارك العنيفة في الـ 15 من أبريل الماضي التي حصدت آلاف القتلى وخلفت ملايين المشردين ودماراً وانتهاكات واسعة

عاد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إلى بلاده مساء الثلاثاء بعدما التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر خلال زيارة خاطفة هي الأولى له إلى الخارج منذ بدء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر.

وأعلن مجلس السيادة السوداني أن رئيسه وصل إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر مساء الثلاثاء بعد أن استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الواقعة على الساحل الشمالي لمصر.

والتقى السيسي الثلاثاء قائد الجيش السوداني وأكد موقف بلاده "الثابت والراسخ" بالوقوف إلى جانب السودان ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، بخاصة خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، وفق ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي.

من جانبه، أعرب البرهان عن تقديره للعلاقات المتينة بين البلدين، مشيداً بـ "المساندة المصرية للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به".

وأضاف فهمي أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان والتشاور حول الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة.

فترة انتقالية

وقال البرهان في تصريحات إلى قناة "القاهرة" الإخبارية "قصدنا (من الزيارة) أن نضع القيادة المصرية في الصورة الصحيحة وإطلاعها على تطورات الموقف"، مضيفاً "نحن حريصون على أن نضع حداً لهذه الحرب ونسعى إلى إقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة".

وأشار البرهان إلى استعراض ملف الجالية السودانية الكبيرة في مصر خلال الاجتماع مع السيسي، خصوصاً بعدما انضم إليها عدد كبير من النازحين منذ اندلاع الحرب.

ولجأ إلى مصر منذ بدء الحرب في السودان، بحسب إحصاءات القاهرة والأمم المتحدة، نحو 290 ألف شخص.

ومنذ يونيو (حزيران) الماضي أعلنت السلطات المصرية استحداث إجراءات جديدة تلزم بموجبها كل السودانيين الراغبين في دخول أراضيها الاستحصال على تأشيرة دخول مسبقة، معللة ذلك بمواجهة أنشطة "غير قانونية" شملت عمليات تزوير.

وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء المعارك العنيفة في الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي التي حصدت آلاف القتلى وخلفت ملايين المشردين ودماراً وانتهاكات واسعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استبعاد أي فرصة للمفاوضات

وكان البرهان وصل أول من أمس الأحد إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد بعد تفقده للمرة الأولى منذ بدء الحرب، عدداً من المناطق الأخرى خارج الخرطوم حيث لازم لمدة أربعة أشهر مقر قيادته الذي كان يتعرض لحصار وهجمات متتالية من قوات "الدعم السريع".

واستبعد البرهان الإثنين خلال تفقده جنوداً في قاعدة بحرية في بورتسودان التي بقيت بمنأى عن الحرب حتى الآن، أي فرصة للمفاوضات.

وقال للجنود والصحافيين في قاعدة فلامنغو البحرية "المجال ليس مجال الكلام الآن... نحن نكرس كل وقتنا وجهدنا للحرب لإنهاء هذا التمرد"، في إشارة إلى قوات "الدعم السريع" التي كان زعيمها محمد حمدان دقلو نائباً للبرهان في مجلس السيادة قبل الحرب.

وأثمرت وساطات سعودية - أميركية خلال الأشهر الماضية اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار لم تصمد، كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تنجح أيضاً في وضع حد للاقتتال بين الجانبين.

العنف يخلف 39 قتيلاً في دارفور

ميدانياً، اشتدت وتيرة المعارك في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث قتل 39 شخصاً في الأقل جراء قصف طاول المنازل، بحسب ما أفاد شهود ومصدر طبي وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت المصادر "أدى سقوط قذائف على منازل مدنيين في حي السكة الحديد بنيالا إلى مقتل 39 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال... وبينهم أسرة قضى كل أفرادها".

ووصف الناشط الحقوقي السوداني أحمد قوجا عبر حسابه على موقع "إكس" ما حدث في نيالا بأنه "مجزرة... راح ضحيتها 39 طفلاً وامرأة ورجلاً في لحظات قليلة".

ونيالا من أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك في إقليم دارفور غرب البلاد حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش السوداني مقتل قائد فرقة المشاة في نيالا، وذكرت الأمم المتحدة في تقرير أن المعارك هناك أسفرت منذ الـ11 من أغسطس (آب) الجاري عن"60 قتيلاً و250 جريحاً و50 ألف نازح".

وأدت الحرب منذ اندلاعها إلى مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية، لكن الحصيلة الفعلية من الممكن أن تكون أكبر لأن عدداً من مناطق البلاد معزولة تماماً، وليس في الإمكان التنقل ومعاينة الوضع على الأرض، بينما يتعذّر دفن جثث كثيرة متناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.

وخلال أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4.6 مليون شخص على الفرار، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

وأثناء زيارة إلى دولة جنوب السودان، قال المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الثلاثاء إن 240 ألف مواطن من جنوب السودان كانوا لاجئين في السودان عادوا بسبب الحرب لبلدهم "الذي يعاني أساساً أزمة إنسانية رهيبة".

عودة الطيران بين القاهرة وبورتسودان أول سبتمبر

من جانبها، أعلنت شركة مصر للطيران أنها ستسير أول رحلة مباشرة لها من القاهرة إلى بورتسودان اعتباراً من الأول من سبتمبر (أيلول)، حسبما ذكرت وزارة الطيران المدني المصرية الثلاثاء.

يأتي القرار بعد أن أعادت السلطات السودانية فتح المجال الجوي في القطاع الشرقي من البلاد عقب إغلاقه بالكامل منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي بعد اندلاع الحرب.

ومنذ ذلك الحين، يجري تسيير رحلات إنسانية وإجلاء من مطار بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

المزيد من متابعات