ملخص
متحورة جديدة من كورونا "بي أي.2. 86" تنشر الرعب من موجة إصابات جديدة في العالم.
أثار ظهور إصابات عدة بسلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تحتوي على طفرات جينية أكثر من المعتاد، مخاوف من حدوث موجة من الإصابات هذا الصيف.
ووضعت "منظمة الصحة العالمية"WHO المتحورة التي سُميت "بي أي.2. 86" (BA.2.86) تحت المراقبة الشديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت المملكة المتحدة يوم الجمعة الماضي أنها رصدت الإصابة الأولى بالسلالة الجديدة بين سكانها في لندن، علماً أنها تعتبر الحالة الخامسة المكتشفة حول العالم حتى الآن، فيما سُجلت الإصابات الأخرى أخيراً في كل من الدنمارك وإسرائيل والولايات المتحدة.
ويوم الخميس، أدرجت "منظمة الصحة العالمية" و"وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" (UKHSA) المتحورة "بي أي.2. 86" (BA.2.86) ضمن قوائمهما من المتحورات الجينية قيد المراقبة، في وقت تشهد حالات الدخول إلى المستشفى بسبب "كوفيد" في المملكة المتحدة ارتفاعاً مستمراً.
ويجيء رصد المتحورة الجديدة بعد أيام فقط من الإبلاغ عن متحورة سُميت "إيريس"Eris ، تنتمي إلى سلالة "أوميكرون" [من فيروس كورونا]، باعتبارها ثاني أكثر سلالات "كوفيد" انتشاراً في المملكة المتحدة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة ميرا تشاند، المديرة المساعدة لدى "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة": "نعلم بشأن رصد "بي أي.2. 86" (BA.2.86) في المملكة المتحدة. وتعكف "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" على وضع تقييم لهذه الحال، وستقدم المزيد من المعلومات في الوقت المناسب".
ما هي متحورة "بي أي.2. 86" (BA.2.86)؟
تحدثت في هذا الشأن ماريا فان كيرخوف، العالمة المتخصصة بالجوائح والمسؤولة عن الاستجابة لجائحة "كوفيد-19" لدى "منظمة الصحة العالمية"، فقالت إن المعلومات المتاحة عن السلالة المكتشفة حديثاً محدودة جداً. وكتبت على "تويتر" أن عدداً كبيراً من الطفرات الجينية التي تحتوي عليها [المتحورة "بي أي.2. 86" (BA.2.86)] يحتاج إلى مراقبة دقيقة.
"مراقبة [المتحورة] ودراسة تسلسلها الجينومي والإبلاغ عن حالات "كوفيد-19" تشكل تدابير بالغة الأهمية في تتبع المتحورات الجينية المعروفة أصلاً واكتشاف المتحورات الجديدة"، أضافت فان كيرخوف.
رُصدت المتحورة، التي تُسمى أيضاً "بي أي. إكس" (BA.X)، من طريق دراسة تسلسلها الجيني، علماً أنه بواسطة هذه العملية يحدد العلماء اللبنات الأساسية لجزيئات "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين" "دي أن أي" DNA.
والعلماء في حالة تأهب بسبب العدد الكبير جداً من الطفرات الجينية التي طرأت على هذه المتحورة، مع وجود أكثر من 30 طفرة جينية على سطح البروتين الشوكي (سبايك)، علماً أنه الجزء من الفيروس الذي تهدف اللقاحات المضادة إلى تحييده.
ماذا عن الأعراض؟
تشمل أعراض المتحورة الجديدة سيلان الأنف، والصداع، والتعب، والعطس، إضافة إلى التهاب الحلق.
من أين وصلت هذه المتحورة إلى المملكة المتحدة؟
تبين أن الشخص المصاب بالحالة المرصودة من"بي أي.2. 86" (BA.2.86) في المملكة المتحدة لم يقم حديثاً بأي رحلة إلى خارج البلاد، وفق "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة"، ما يشير إلى وجود عدوى سابقة على نطاق دولي، متبوعة بعدوى لاحقة داخل المملكة المتحدة.
وقال لوك بلاغدون سنيل، زميل بحوث سريرية في "كينغز كوليدج لندن"، إن مريضاً في مستشفى "غاي أند سانت توماس" في العاصمة لندن ظهرت عليه الأعراض للمرة الأولى قبل خمسة أيام، وأنه قد التقط العدوى "محلياً".
وسبق أن رُصدت ثلاث حالات من هذه المتحورة في الدنمارك وإسرائيل، مع اكتشاف إصابة أخرى في ميشيغان في الولايات المتحدة.
وكتبت "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" (CDC)، التي تضع المتحورة قيد المراقبة أنه "في وقت نكتشف المزيد من المعلومات المتصلة بـ"بي أي.2. 86" (BA.2.86)، ما زالت نصيحة "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بشأن حماية نفسك من "كوفيد-19" هي نفسها لم تتغير".
ماذا يقول الخبراء بشأن المتحورة الجديدة؟
قال كريستيان جي أندرسن، العالم المتخصص بالمناعة والخبير في الأمراض المعدية، إن السلالة التي ظهرت حديثاً تحمل كل العلامات المميزة التي تسمح لها بالازدهار، ولكنه أضاف: "يتسم مشهد المناعة لدينا [ضد كورونا] الآن بالتعقيد، لذا من السابق لأوانه القول إن في مقدور [هذه المتحورة] أن تتنامى".
كذلك ذكر الدكتور إس ويسلي لونغ، المدير الطبي لقسم علم الأحياء الدقيقة التشخيصي في "هيوستن ميثوديست"، أحد المستشفيات الرائدة في تكساس، إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت "بي أي.2. 86" (BA.2.86) ستتغلب على سلالات أخرى من الفيروس أو تفوقها قدرة في الهرب من الاستجابات المناعية المتولدة من عدوى سابقة أو أخذ اللقاحات المضادة.
© The Independent