تشيلسي بين صيف الصفقات الكبرى والبداية الهزيلة والإيمان بالمشروع

لا يزال نادي تشيلسي الإنجليزي يمر بفترة عدم استقرار انعكست معالمها على مستوى الفريق الأول لكرة القدم ونتائجه في مستهل مباريات الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي الممتاز، إذ جمع "البلوز" نقطة واحدة من أول مباراتين ليحتل المركز الـ14.

وعلى رغم أنه لا يمكن الحكم على مستوى فريق من أول مباراتين في الموسم، لكن ما أظهره العملاق اللندني حتى الآن يوحي بأنه لم يخرج بعد من الدوامة التي سقط فيها خلال الموسم الماضي وقادته لإنهاء المنافسة في المركز الـ12، وهو أسوأ ترتيب للفريق منذ موسم (1993 - 1994) الذي احتل خلاله المركز الـ14.

استهل تشيلسي مبارياته في الموسم الحالي بالتعادل مع ضيفه ليفربول بنتيجة (1-1) في الجولة الأولى، ثم سقط أمام مضيفه وست هام يونايتد بنتيجة (3-1) في الجولة الثانية، وذلك على رغم لعب وست هام بـ10 لاعبين فقط من الدقيقة 53 بعد طرد لاعبه نايف أكرد، لكن تشيلسي لم يستطع استغلال الفرصة.

ولجأت إدارة تشيلسي برئاسة الملياردير الأميركي تود بوهلي إلى المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو لقيادة مشروع النادي، إذ عين في الأول من يوليو (تموز) الماضي.

ودعم تشيلسي طموحات مدربه الجديد بإنفاق سخي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إذ تصدر "البلوز" قائمة الأندية الأعلى إنفاقاً في العالم، بإجمالي 420 مليون دولار لضم ثمانية لاعبين جدد إضافة إلى ترسانة اللاعبين التي جمعها النادي في الموسم الماضي بإنفاق تخطى 600 مليون دولار.

وضم تشيلسي خلال الصيف الحالي المهاجم الفرنسي كريستوفر نكونكو من لايبزيغ الألماني، ومواطنه نجم الدفاع أكسيل ديساسي من موناكو الفرنسي، والمهاجم السنغالي نيكولاس جاكسون من فياريال الإسباني، ولاعب الوسط المدافع الفرنسي شيموانيا أوغوشوكو من رين، وحارس المرمى الإسباني روبرت سانشيز من برايتون، والجناح البرازيلي أنخيلو من سانتوس البرازيلي، وأخيراً خطف صفقتين مهمتين من ليفربول بضم لاعب الوسط الإكوادوري موسيس كايسدو من برايتون في مقابل 127 مليون دولار، ليصبح الصفقة الأغلى في تاريخ النادي، وتبعه البلجيكي روميو لافيا من ساوثهامبتون.

ومع احتساب صفقات الصيف الحالي ارتفعت نفقات تشيلسي إلى أكثر من 900 مليون جنيه استرليني (1.15 مليار دولار) منذ استحواذ تحالف استثماري أميركي يمثله بوهلي على النادي في مايو (أيار) 2022، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية تلبية متطلبات اللعب المالي النظيف.

وطالب المدرب بوتشيتينو جماهير تشيلسي "بالإيمان بالمشروع" بعد الخسارة المفاجئة من وست هام أمس الأحد، وفاز تشيلسي مرة واحدة في آخر 14 مباراة في الدوري، وخسر أربع قمم لندنية متتالية، لكن بوتشيتينو لم يبدأ في الشعور بالفزع.

وقال الأرجنتيني "هذه هي كرة القدم، فرق مثلنا تحتاج إلى توازن مناسب وأعتقد أننا لم نتعامل جيداً مع بعض المواقف اليوم واستقبلنا أهدافاً".

"بشكل عام من الصعب شرح هذا النوع من المباريات، تستحوذ على الكرة وتصنع فرصاً وربما تكون الطرف الأفضل ولكن في النهاية تخسر".

واستحوذ تشيلسي على الكرة بنسبة 72 في المئة في إستاد لندن وسدد 17 مرة نحو المرمى وأكمل 706 تمريرات في مقابل 225 تمريرة لوست هام، لكن بغض النظر عن هدف كارني تشوكويمكا المتقن لم يظهر تشيلسي أي شيء لافت، بينما أهدر إنزو فرنانديز، أغلى لاعب جاء إلى بريطانيا، ركلة جزاء خلال التأخر (2-1).

وتابع بوتشيتينو "شعرنا بإحباط لإهدار ركلة الجزاء، كنا نلعب جيداً ولم نستغل المكافأة"، واختتم "محبطون لكنها مجرد البداية، نحتاج إلى الإيمان بالمشروع وأعتقد أننا سنزداد قوة وبالتأكيد سننافس".

وسيكون أمام بوتشيتينو كثير من الوقت لإصلاح عيوب فريقه، إذ لا يشارك تشيلسي في أية مسابقات أوروبية خلال الموسم الحالي، وبالتالي سيكون بإمكانه الوصول إلى الصورة الأمثل في المسابقات المحلية، كما لن يعاني ضغط الوقت والمجهود مثل بقية كبار إنجلترا.