Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ممنوع من العرض... سجال الحرية والوصاية

"باربي" الأحدث والقائمة تشمل "شفرة دافنشي" و"نوح" و"الإغواء الأخير للمسيح" ونقاد: المنع "دعاية مضافة"

غالباً تمنع بعض الأفلام لأسباب مختلفة أخلاقية أو سياسية وكثيراً ما تكون دينية (أ ف ب)

ملخص

تأجيل باربي يجدد الأزمة ومطالبات بعدم منع الأفلام العالمية من العرض عربياً.

ما زالت أزمة منع عرض بعض الأفلام العالمية عبر الشاشات العربية مستمرة على رغم المطالبات الدائمة برفع سقف الحرية وتقبل القضايا الشائكة بعد الانفتاح الكبير الذي حدث في الوطن العربي بسبب المنصات الرقمية وما تعرضه من محتوى جريء ومختلف عما تعود عليه المتلقي العربي، وغالباً تمنع بعض الأفلام لأسباب مختلفة، لكن غالبيتها أخلاقية أو سياسية وكثيراً ما تكون دينية.

معضلة "باربي"

تصدرت أزمة فيلم "باربي" للنجمة العالمية مارغوت روبي وريان غوسلينج الأحاديث في الفترة الحالية بسبب تأجيل عرضه في بعض الدول العربية بدعوى أن مشاهده تتعارض مع معايير الأخلاق في بعض الدول، وترددت أنباء حول أن العمل سيعرض خلال الأيام المقبلة على رغم أنه كان مقرراً عرضه في 21 يوليو (تموز) الماضي، بعد أن طالبت بعض هذه الدول بحذف مشاهد منه لمبررات عدة منها أنها مشوبة بلمحة عنصرية، أو تروج للمثلية، أو لا تتناسب مع الأخلاق ومبادئ الشريعة الإسلامية.

لكن هناك أزمات كثيرة سابقة تمثلت في منع أفلام عالمية شهيرة من العرض في الوطن العربي مثل فيلم "الأبديون" (Eternals) الذي تقرر منعه بسبب ما يحتويه من مشاهد جنسية وإشارات للحديث مع الله، إضافة إلى تضمنه مشاهد تدعم المتحولين جنسياً، ورفضت شركة "ديزني" منتجة الفيلم حذف المشاهد محل الخلاف، لذلك لم يحصل على تصريح بالعرض عربياً.

يضم الفيلم مجموعة كبيرة من نجوم "هوليوود" من بينهم أنجلينا جولي، وسلمى حايك، وريتشارد مادن، وكميل نانجياني، وجيما تشان، وليا ماكهيو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضم قائمة الأفلام الأجنبية الممنوعة من العرض في الوطن العربي لأكثر من سبب، فيلم"Thor: Love and Thunder لكريستيان بيل، الذي عرض في يوليو من العام الماضي في مختلف دول العالم وحقق إيرادات تجاوزت 760 مليون دولار، وجاء منعه من العرض في مصر وعدد من الدول العربية وماليزيا بسبب احتوائه على مشاهد تدعم المثلية الجنسية.

سبقه في المنع فيلم "خروج الآلهة والملوك" (Exodus: Gods and Kings) من بطولة كريستيان بيل أيضاً، ومنع من العرض في مصر في 2014 بسبب المغالطات التاريخية والدينية التي حفلت به مثل مشاركة اليهود في بناء أهرامات الجيزة، وخروج اليهود من مصر بسبب زلزال أرضي.

كما منع من العرض في مصر وعدد من الدول العربية فيلم "Lightyear" لكريس إيفانز بسبب احتوائه على مشهد يدعم المثلية الجنسية، وحقق العمل إيرادات تقدر بـ226 مليون دولار حول العالم.

وبسبب الترويج للمثلية الجنسية رفضت دور العرض في مصر والسعودية وعدد من الدول العربية عرض فيلم "Madness Doctor Strange in the Multiverse of" على رغم أن العمل حقق نجاحاً كبيراً حول العالم بإيرادات وصلت إلى 955 مليون دولار.

"شفرة دافنشي"

أما فيلم "The Da Vinci Code" من بطولة توم هانكس، فتم منعه من العرض في 2006 لتسببه في مشكلات مع الفاتيكان، ولاحتوائه على مشاهد تسيء للسيد المسيح والسيدة مريم العذراء، وبعض الأشياء المخالفة للمعتقدات المسيحية، والفيلم مأخوذ من رواية الكاتب دان براون، الذي طالب الفاتيكان بمقاضاته باعتبار أنه يسيء للمسيح ومريم العذراء، وتم رفض عرض الفيلم في مصر والأردن ولبنان والهند وتايلاند وسنغافورة والصين والفيليبين.

 أما فيلم "برسبوليس (Persipolis) "فهو فيلم رسوم متحركة للمخرجة الإيرانية مرجان ساترابي، وطرح عام 2007، ولقي معارضة كبيرة بسبب احتوائه على مشاهد جنسية، لذلك منعت إيران عرضه في مهرجان "بانكوك" الدولي للأفلام، وبعد عرضه في قناة تونسية نشبت تظاهرة في البلاد ضد الفيلم مما أدى لتغريم صاحب القناة، كما منع عرضه أيضاً في لبنان.

 

 

ويعد فيلم "الإغواء الأخير للمسيح" من أبرز الأفلام الممنوعة من العرض منذ عام 1988، وهو من إخراج مارتن سكورسيزي، والسبب أن أحداث الفيلم حملت إساءة للمسيح ودارت حول مواصلة رحلته لتخليص البشرية من عذابها، لكنه يتعرض وفقاً لأحداث الفيلم لإغواء من الشيطان ليتزوج مريم المجدلية ويعيش حياة طبيعية متخلياً عن رسالته.

وعلى رغم أن نهاية الفيلم أظهرت أن كل أحداثه ليست سوى "هلوسة من إغواء الشيطان ولم يقع فيها المسيح بالفعل"، فإن الفيلم لا يزال ممنوعاً من العرض في كثير من دول العالم.

وأثار "الإغواء الأخير للمسيح" اعتراضات واسعة في جميع المؤسسات الدينية، سواء المسيحية أو الإسلامية على مستوى العالم، وتعرضت شركة "يونيفيرسال" لضغوط ضخمة من أجل حرق الفيلم، وحتى عندما عرض في فرنسا تعرضت دور السينما إلى أعمال تخريب واسعة للغاية.

ومن الأفلام التي منعت عربياً وعالمياً من العرض فيلم "قتلة بالفطرة"، وهو أميركي من إنتاج عام 1994 وإخراج أوليفر ستون، وتدور أحداثه حول زوجين من السفاحين ورحلتهما الدموية في القتل والتعذيب، وقد نفذت الجرائم التي تضمنها الفيلم أكثر من 12 مرة على أرض الواقع بعد عرضه في دور السينما، مما دفع أحد أقارب ضحايا عمليات القتل إلى رفع قضية على الشركة ومخرج الفيلم لمنع عرضه، وبالفعل تم له ذلك.

كما حظرت دول عربية عدة عرض فيلم "نوح" للنجمين راسل كرو وأنتوني هوبكنز حتى قبل عرضه الأول في أنحاء العالم لأن الفيلم يتعارض مع تعاليم الإسلام.

 

 

يحكي الفيلم كيف صنع النبي نوح الفلك لإنقاذ من آمن برسالته من الطوفان وحمل معه من الحيوانات من كل زوجين اثني، وأصدر الأزهر وقتها فتوى بتحريم عرض الفيلم، وقال في بيان إن أية أعمال تجسد أنبياء الله ورسله تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل وتمس الجانب العقائدي وثوابت الشريعة الإسلامية وتستفز مشاعر المؤمنين.

وقبل "نوح" عرض في العالم العربي فيلم "آلام المسيح" الذي أخرجه النجم ميل غيبسون عام 2004 على رغم موجة الاعتراضات من علماء الدين.

ضد الوصاية

يعلق الناقد الفني طارق الشناوي على أزمة منع بعض الأفلام العالمية في الوطن العربي قائلاً، إنه ضد المنع والوصاية في العموم، فللمشاهد حرية الاختيار، ويمكن للجهات الرقابية استخدام التصنيف العمري كما هو متبع في كل دول العالم.

وأضاف الشناوي "المنع ليس حلاً في أي زمان أو مكان، ويجب محاربة الفكر بالفكر وليس بالقمع والتشدد، لأن ذلك يزيد من رغبة المشاهد في التحدي ويحرضه على مشاهدة الممنوع بحجة أن الممنوع مرغوب، لهذا فالمنع يزيد من جاذبية أي عمل ويعد دعاية كبيرة له".

وشددت الناقدة الفنية ماجدة خير الله على رفضها استخدام آلية منع الأفلام التي تناقش أفكاراً بعيدة من السائد والمتعارف عليه في الوطن العربي مثل فكرة المثلية الجنسية، وقالت "لن يسهم ذلك في تقليل نسبة المثلية الجنسية أو منع انتشارها في المجتمع، وعلينا كشعوب متحضرة أن نفكر في ما نشاهده ونفهم أنه فن يعرض قضايا حقيقية في المجتمع، وليس عيب الفن أننا نكره هذه القضية ونريد تجنبها، ولو فكرنا بطريقة أن الفيلم يجعل الناس ينفذون ما فيه من أفكار، فعلينا أن نمنع الأفلام التي تعرض قضايا القتل لأن ذلك قد يسهم في انتشار الجرائم في المجتمع، والحل الوحيد هو إتاحة عرض الأفلام مع نشر حملات توعية بما تقدمه وتفنيد تلك الأفكار".

واختتمت خير الله بأن "أسلوب المنع يزيد من شغف الجمهور بمشاهدة العمل ويجعله يبحث عنه عبر طرق غير شرعية مثل المواقع التي تسرب تلك الأفلام، أو حتى الاشتراك في منصات رقمية لمشاهدتها".

المزيد من ثقافة