Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عيون استشفائية في المغرب للصحة والسياحة

تحظى بتسميات ورعاية ملكية ويفد إليها الآلاف سنوياً

ينابيع المياه تمثل مصدر جذب للسياح المغاربة والأجانب في مناطق عدة بالمغرب (أ ف ب)

ملخص

يشتهر المغرب بعدد من عيون وينابيع المياه الاستشفائية التي يفد إليها السياح من الداخل والخارج للاستشفاء من الأمراض الجلدية وأمراض الكلى

يفد آلاف الناس في المغرب إلى ينابيع مائية، اشتهرت لدى كثيرين بأنها تعالج بعض الأمراض الجلدية على وجه الخصوص، وتداوي أمراض الكلى، بفضل خصائصها العلاجية والمعادن التي تتوفر عليها هذه المياه.

واشتهرت الينابيع أو العيون في بعض أنحاء المغرب بمياهها العلاجية حتى إنها تحولت إلى مزارات سياحية يفد إليها السياح من داخل وخارج البلاد، وخصوصاً المرضى منهم، من قبيل "عين العاطي" ومياه مولاي يعقوب، و"سيدي حرازم"، و"عين الله" و"عين الرحمة".

ولطالما احتفظت مناطق بعينها بشهرة واسعة من خلال الينابيع المائية التي تتوفر على خصائص تساعد على الشفاء من أمراض جلدية مثل الصدفية والبهاق أو من آلام الكلى، وذلك لما تحتوي عليه من بعض المعادن مثل الحديد والكبريت.

رحلات علاجية

يروي كثيرون قصصاً عن تداويهم بهذه المياه التي يحجون إليها جماعات وفرادى قادمين من مناطق بعيدة، في الوقت الذي لا تؤكد فيه السلطات الصحية كما لا تنفي في الوقت نفسه دور هذه الينابيع في المساهمة في علاج بعض الأمراض.

يقول المواطن المغربي محمد داليح، في نهاية عقده الخامس، إنه دأب على زيارة "عين العاطي" التي تقع في قرية تدعي "الدامية" بضواحي منطقة أرفود جنوب البلاد، خلال سنوات طويلة مضت، قبل أن ينضب ماء العين شيئاً فشيئاً في الأعوام الأخيرة.

وأكمل المتحدث ذاته بأنه كان يذهب إليها من مدينة وجدة شرق المغرب، حيث يقطن، لما سمع عنها من "معجزات طبية" تتمثل في معالجة المشكلات الجلدية المزمنة، مورداً أنه كان يسافر إلى هذا الينبوع مرة في السنة خصوصاً في الصيف.

وتابع أنه بالفعل كان يشعر بتحسن كبير عند الاستحمام بمياه هذه العين، وكان مرضه الجلدي المزمن يخف فترة من الزمن قبل أن يعاوده ثانية، ليرجع في السنة الموالية إلى "عين العاطي".

من جهته أورد الحاج محمد قريض أنه من الزوار الأوفياء لـ"عين مولاي يعقوب" بمدينة فاس الشهيرة، لما وجد فيها من راحة نفسية عند الاستحمام فيها، وكذلك من فوائد صحية جمة، تبدأ بالنشاط الجسدي الذي يظهر على المستحم في هذه المياه، وانتهاء بطرد الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم.

وأضاف الرجل أن مياه مولاي يعقوب المعروفة بخصائصها الكبريتية الساخنة تمنح راحة بدنية للمستحم فيها، كما تزيل عنه ما يعانيه من صدفية وحساسية، وأيضاً تداويه من مشكلات "البرودة" الكامنة في أوصال الجسد.

صحة وسياحة

هذه "المعجزات الصحية" التي يتحدث عنها كثيرون بخصوص فوائد عدد من العيون المائية الاستشفائية بالمغرب، لم تؤكدها دراسات علمية رسمية ولا جهات مسؤولة، لكنها أيضاً في المقابل لم تقم بنفيها، ما دامت فوائد هذه العيون ظاهرة أكثر من "أضرارها".

في هذا الصدد، يقول طبيب الأمراض الجلدية سمير بنعمي، إنه لا يمكن النفي المطلق لأي خصائص علاجية لمثل هذه العيون المائية المعروفة في المغرب، مثل سيدي حرازم أو مولاي يعقوب، ولا يمكن التأكيد الجازم بأنها العلاج الكافي لتلك الأمراض.

يشرح الأخصائي ذاته كلامه بالقول، إن تلك المياه تتضمن بالفعل مواد معدنية، مثل "الصوديوم والكبريت والسيلفات" وغيرها، حيث يعطي تفاعل هذه المعادن نوعاً من تنظيف الجلد من الشوائب والفطريات وحتى الأمراض العالقة به.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واسترسل المتحدث عينه بأنه في المقابل توجد عديد من الحالات لأشخاص زاروا مراراً هذه الينابيع المائية للحصول على علاجات جلدية، لكنهم لم يفلحوا في ذلك، لأنه بكل بساطة توجد أمراض جلدية عميقة ومزمنة لا تداويها تلك المعادن المتضمنة في مياه بعض العيون.

وعلاوة على بعض الفوائد الصحية لمثل هذه الينابيع المائية، استطاعت هذه العيون أن تشكل فضاءات سياحية مهمة تجذب إليها آلاف الزوار والسياح الذين يفدون إليها للاستحمام أو الاستجمام كلما سنحت لهم الفرصة.

وتجذب عيون "مولاي يعقوب" و"سيدي حرازم" و"عين الله" آلاف الزوار والسياح لمنطق فاس (وسط المغرب)، بينما تجذب "عين الحمرا" (وهناك من يسميها "عين الرحمة") الزوار إلى إقليم تازة، أما "عين العاطي" فكانت تغري الزوار للحج صوب أرفود في الجنوب.

وفي فاس مثلاً، تقول المعطيات الرسمية، إن ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء المصنفة شهدت ارتفاعاً يقدر بـ69 في المئة إلى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة السابقة لها، بفضل ما تزخر به المدينة من مؤهلات ومعالم سياحية، ومنها الجاذبية التي تتميز بها عيون "سيدي حرازم" ومولاي يعقوب" بهذه المنطقة.

تسميات ملكية

تعد حامة مولاي يعقوب أحد شهر العيون الاستشفائية في المغرب، بفضل مياهها الكبريتية والمعدنية، كما أن هذه العين تحولت إلى مركز طبي حديث فائق العناية بزواره في مدينة فاس.

وتفيد معطيات متداولة بأن مياه "مولاي يعقوب"، والاسم يعود وفق مؤرخين إلى ولي صالح في المنطقة كان يدعى أبو يعقوب الأسقر البهلولي، تنبعث من عمق يبلغ 1500 متر من تحت الأرض، وحرارتها تصل إلى 54 درجة.

واهتم العاهل المغربي الملك محمد السادس بهذه الحامة المائية العلاجية من خلال إشرافه على توسعة هذا الفضاء وتطوير خدماته لتتحول العين الشهيرة إلى شبه منتجع طبي يستقبل آلاف الزوار بشكل متواصل.

أما عين سيدي، حرازم فلا تبتعد جغرافياً كثيراً عن "مولاي يعقوب"، وهي أحد أقدم الينابيع المائية في المغرب، تم اكتشافها أول مرة في القرن 19، ولم تعرف بخصائصها العلاجية إلا في بداية القرن 20 بفضل دراسات وأبحاث أجنبية.

وحرارة مياه هذه العين المعدنية تتجاوز 48 درجة مئوية، وتحتوي على معادن تسهم في تفتي حصى الكلى، وفق إفادات مرضى ومتخصصين أيضاً، حتى إنه ينصح بشرب مياهها من أجل التعافي من أمراض الكلى، كما يتم تعبئة هذه المياه في قوارير وتتم معالجتها صناعياً، ثم ترويجها في السوق.

أما "عين العاطي" فهي عين سماها الملك الراحل الحسن الثاني بنفسه، فقد بلغ إلى علمه أن ينبوع مياه انفجرت في أراضي منطقة أرفود جنوب البلاد، فقرر بنفسه تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى اسم الله "العاطي"، لكن سكان المنطقة صاروا يشتكون قبل سنوات قليلة من نضوب مياه هذه العين جراء عدم العناية بها، وعدم استثمارها سياحياً بشكل ناجع.

بدورها حظيت "العين الحمراء"، أو "عين الرحمة"، التي تقع بضواحي مدينة تازة، بتسميتها بهذا الاسم أول مرة من طرف السلطان الراحل محمد الخامس عند زيارته للمنطقة سنة 1956 بعيد حصول المغرب على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي.

وتتميز هذه العين بكونها تقع في قرية تتميز بمناظرها الطبيعية الخضراء الخلابة، كما أن مياهها تحتوي على معادن مهمة من بينها الحديد والماغنسيوم، ويفد إليها الزوار والسياح طلباً للعلاج من بعض الأمراض.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات