Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية تمهيد للقاء "قادة البلدين"

أكد الأمير فيصل بن فرحان أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة

في أول زيارة له إلى السعودية منذ استئناف العلاقات بين القوتين الإقليميتين في مارس (آذار) الماضي، شدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس على أهمية "الوحدة والتعاون والحوار"، وتاتي الزيارة "تمهيداً للقاء مرتقب بين قادة البلدين".

وقال الوزير الإيراني في مؤتمر صحافي بجوار نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن "العلاقات بين السعودية ذات الغالبية السنية والجمهورية الإسلامية ذات الغالبية الشيعية "تتخذ مساراً صحيحاً"، وعلى رغم حديثه عن مناقشة التعاون الاقتصادي والأمني، إلا أنه لم يعلن أي اتفاقات مشتركة جديدة.

وأشار إلى أن اللقاء الذي عقد في قاعة التضامن الإسلامي في مقر وزارة الخارجية السعودية "سيكون تمهيداً للقاء قادة البلدين"، من دون تحديد موعد لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للسعودية بدعوة من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز.

وتابع "نحن متأكدون أن هذه اللقاءات والتعاون سيساعد في وحدة العالم الإسلامي"، وأشار إلى أنه "طرح فكرة إجراء الحوار والتعاون الإقليمي" مع وزير الخارجية السعودي، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

نقطة مفصلية

من جهته أكد وزير الخارجية السعودي أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة، مشدداً على تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع طهران. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي، أن "الرغبة صادقة وجدية لتعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين"، وقال: "نسعى إلى تفعيل العلاقات مع طهران بناء على الاحترام المتبادل".

وأضاف أن المملكة تثمن دعم إيران لملف السعودية لاستضافة "إكسبو 2030".

وبحسب كالة "الصحافة الفرنسية" لم يتلق المسؤولان أسئلة الصحافيين المقيمين أو المرافقين للوزير الإيراني.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران عام 2016 بعد هجوم شنه متظاهرون إيرانيون على كل من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجاً على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، وهو الذي تتهمه السعودية بتهم تتعلق بالإرهاب وجرى عدد من المحاكمات والجلسات القضائية قبل إدانته والحكم عليه.

لكن البلدين اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ توصل إليه بوساطة صينية في العاشر مارس (أذار) الماضي.

وتطورت العلاقات بين إيران والسعودية حين فتحت الجمهورية الإسلامية سفارتها في السعودية في السادس من يونيو (حزيران)، ويرافق عبداللهيان في زيارته إلى الرياض السفير الإيراني الجديد لدى السعودية علي رضا عنايتي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد وزير الخارجية السعودي الخميس أن السفارة السعودية في طهران استأنفت نشاطها، معتبراً الأمر "خطوة أخرى في تطوير العلاقات بين البلدين"، وقال إنها تعكس "رغبة صادقة وجدية الطرفين في تنفيذ الاتفاق الذي يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما".

زيارة وزير الخارجية السعودي

وتأتي زيارة أمير عبداللهيان التي تستمر يوماً واحداً بعد نحو شهرين من قيام بن فرحان بزيارة رسمية إلى إيران كانت الأولى لوزير خارجية سعودي لطهران منذ 17 عاماً، إذ عقدا مباحثات تناولت قضايا الأمن والاقتصاد والسياحة والنقل.

من جهتها أعادت المملكة العربية فتح سفارتها في إيران في أوائل أغسطس (آب) الماضي، وفي سابقة أخرى منذ تراجع حدة التوتر بين إيران والسعودية اجتمع مسؤولون عسكريون من البلدين في موسكو على هامش مؤتمر للأمن، بحسب ما ذكرت الأربعاء إحدى وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

وأشارت لوكالة الصحافة الفرنسية آنا جاكوبس، كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية إلى أن الزيارات وإعادة فتح السفارات تمثل "إجراءات مهمة لبناء الثقة" بين البلدين، وقالت جاكوبس "التقارب السعودي - الإيراني لا يزال في مراحله الأولى، ولا يزال من غير الواضح تماماً كيف سيتعامل الجانبان مع نقاط الخلاف العديدة بينهما"، وتابعت أن "استئناف العلاقات الدبلوماسية والمشاركة في مزيد من الحوار هي بداية جيدة، ولكن من الصعب معرفة ما إذا كان ذلك سيكون كافياً لحل القضايا العالقة طويلة الأمد في علاقتهما".

ودعمت إيران والسعودية لسنين معسكرات متنافسة في اليمن وسوريا ولبنان، وأعقبت المصالحة الإيرانية - السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، إذ أعادت المملكة علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.

كما كثفت الرياض جهود السلام في اليمن حيث تقود تحالفاً عسكرياً يدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين القريبين من إيران، وكثفت إيران من جهتها في الأشهر الأخيرة نشاطاتها الدبلوماسية وعملت على تعزيز علاقاتها مع دول عربية أخرى بهدف الحد من عزلتها وتقوية اقتصادها.

وفي سابقة أخرى منذ مارس (أذار) اجتمع مسؤولون عسكريون من البلدين في موسكو على هامش مؤتمر للأمن، بحسب ما ذكرت الأربعاء إحدى وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

حقل الدرة

وفي الوقت نفسه أصدر البلدان بيانات متعارضة حول حقل غاز متنازع عليه تعتزم السعودية تطويره مع الكويت، وترغب إيران أيضاً في استكشاف الحقل البحري المعروف بـ"آرش" في إيران و"الدرة" في الكويت والسعودية، الذي لطالما شكل مصدر خلاف بين البلدان الثلاثة.

وقالت جاكوبس "لا ينبغي أن يكون الخلاف حول حقل غاز آرش / الدرة عقبة رئيسة أمام تحسين العلاقات، وقد يكون حتى فرصة للحوار"، وأضافت "لكن من وجهة نظر السعودية فهم أكثر قلقاً بشأن اليمن والتهديدات للأمن البحري في الخليج والملفات الإقليمية مثل سوريا".

المزيد من الأخبار