Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوات دولية إلى حل سلمي في النيجر قبل اجتماع "إيكواس"

واشنطن تعلن أن هناك فرصة للدبلوماسية وموسكو تدعو لاستقرار منطقة الساحل الأفريقي

ملخص

دعا عدة دول قادة الانقلاب العسكري في النيجر إلى حل سلمي قبل اجتماع لـ"إيكواس" في شأن خيار التدخل العسكري لإعادة النظام الدستوري إلى البلاد

دعت دول عدة اليوم الثلاثاء إلى حل سلمي للأزمة في النيجر قبل يومين من عقد دول غرب أفريقيا اجتماعاً عسكرياً لبحث تدخل محتمل في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه بعدما أطاحه انقلاب منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لصحافيين، "لا نزال نركز بشدة على الدبلوماسية لتحقيق النتائج التي نريد، أي عودة الانتظام الدستوري. وأعتقد أنه لا يزال هناك مساحة للدبلوماسية لتحقيق هذه النتيجة".

وفي وقت سابق الثلاثاء شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المجلس العسكري في مالي الجنرال أسيمي غويتا خلال اتصال هاتفي "على أهمية حل الوضع المتعلق بجمهورية النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصراً".

وكانت مالي الدولة المجاورة للنيجر أعربت عن تضامنها مع العسكريين الذين استولوا على السلطة في نيامي، فور تنفيذهم الانقلاب.

إلى ذلك توجه رئيس الوزراء النيجري الجديد المعين من الجيش علي محمد الأمين زين الثلاثاء إلى نجامينا حيث استقبله الرئيس الانتقالي لتشاد محمد إدريس ديبي إتنو في "زيارة عمل"، بحسب ما أعلنت السلطات في تشاد الدولة المجاورة للنيجر.

وحمل زين الذي رافقه مسؤولان في النظام العسكري "رسالة" من رجل نيامي الجديد القوي الجنرال عبد الرحمن تياني تعبر عن "الأخوة" و"تجديد الشعور بحسن الجوار" بين البلدين، مشددةً على "استقلال" النيجر.

وكانت تشاد القوة العسكرية الإفريقية المهمة أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها لن تشارك في أي تدخل عسكري إلى جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) التي لا تنتمي إليها.

لكن الضغط على العسكريين الذين استولوا على السلطة في نيامي ما زال قوياً.

اجتماع عسكري لـ"إيكواس"

في السياق، يجتمع رؤساء أركان جيوش الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في غانا، الخميس والجمعة المقبلين، لبحث تدخل عسكري محتمل في النيجر، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وسياسية إقليمية وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع، السبت الماضي، لكن تم إرجاؤه "لأسباب فنية". ويأتي موعده الجديد بعد أسبوع من قرار قادة الجماعة نشر "قوة احتياط" تابعة لـ"إيكواس" لاستعادة الانتظام الدستوري في النيجر في أعقاب انقلاب 26 يوليو (تموز) على الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم، من دون تحديد جدول زمني لهذا التدخل المحتمل.

وبينما أعربت دول عدة من الجماعة عن استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر مثل كوت ديفوار، أكدت "إيكواس" التي تتولى نيجيريا حالياً رئاستها الدورية، رغبتها في استنفاد المسار "الدبلوماسي" قبل أي إجراء آخر.

وتصاعدت الأصوات الداعية إلى تفادي التدخل العسكري في نيامي، من أطراف عدة سياسية ودينية ومن المجتمع المدني، خشية تعميق الأزمات في منطقة الساحل الأفريقي التي تشهد نشاطات متزايدة للجماعات الإرهابية.

وبعد رفضه عديداً من الوساطات، وافق المجلس العسكري في النيجر على استقبال وفد من رجال الدين المسلمين النيجيريين السبت الماضي. وأعلن الوفد بعد لقائه مسؤولين في نيامي، أن النظام العسكري أكد له استعداده لحل الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية.

وفي مقابل رسائله الدبلوماسية أثار المجلس العسكري استياء "إيكواس" والولايات المتحدة وأطراف خارجية عدة، بعد إعلان عزمه محاكمة بازوم المحتجز منذ الانقلاب، بتهمة "الخيانة العظمى".

واعتبرت "إيكواس" أن هذا التهديد "شكل جديد من الاستفزاز، ويتنافى مع إرادة السلطات العسكرية في جمهورية النيجر إعادة الانتظام الدستوري بسبل سلمية".

وأبدت وزارة الخارجية الأميركية استياءها "بشدة" من هذا الإجراء المحتمل، معتبرة أن "هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبررة بالكامل، ولن تسهم صراحة في حل سلمي لهذه الأزمة".

مشاورات مالية روسية

من جانبه، قال رئيس مالي قائد الجيش أسيمي غويتا، اليوم الثلاثاء، إنه تحدث عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وناقشا الوضع في النيجر.

وكتب غويتا على منصة "إكس" (تويتر سبقاً) أن بوتين "شدد على أهمية التوصل إلى حل سلمي للوضع من أجل منطقة ساحل أكثر استقراراً".

وتخشى القوى الغربية أن يمضي انقلاب النيجر في نفس طريق مالي المجاورة التي استعان قادتها بمجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة لمساعدتهم في قتال تمرد، بعد إطاحتهم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً قبل ثلاثة أعوام وطردهم القوات الفرنسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا بوتين إلى عودة النظام الدستوري في النيجر، بينما رحب رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين بالانقلاب.

ويتزايد التأييد لروسيا في النيجر على ما يبدو منذ الانقلاب، إذ لوح أنصار المجلس العسكري بالعلم الروسي في تجمعات عدة.

أزمة بين نيامي وأبيدجان

قبل ساعات، أعلن المجلس العسكري الذي تولى السلطة في نيامي إثر انقلاب على الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (تموز) الماضي أنه استدعى سفير النيجر لدى أبيدجان بعد تصريحات للرئيس العاجي الحسن واتارا اعتبر الانقلابيون أنها ترقى إلى حد "الإشادة بالعمل المسلح" ضد نيامي. كما اتهم قادة الانقلاب بازوم بالخيانة العظمي وأعلنوا عزمهم محاكمته في خطوة تعد حياداً عن طريق الحل الدبلوماسي الذي أعلنوه خلال لقاء مع وفد نيجيريا، إذ قال قائد الانقلابيين الجنرال عبدالرحمن تياني إن "بابه مفتوح للبحث في مسار الدبلوماسية والسلام من أجل حل الأزمة".

تأتي خطوة استدعاء سفير النيجر لدى أبيدجان في إشارة من قادة الانقلاب إلى الضوء الأخضر الذي أعطته الدول المجاورة للنيجر غرب أفريقيا لتدخل مسلح محتمل بهدف استعادة الديمقراطية في البلاد، ندد العسكريون الانقلابيون بـ"حماس" واتارا "لرؤية هذا العدوان غير القانوني والعبثي ضد النيجر يتحقق".

ولدى عودته الخميس من قمة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في أبوجا النيجيرية، قال واتارا إن رؤساء الدول اتفقوا على أن عملية عسكرية يجب أن "تبدأ في أقرب وقت" من أجل إعادة الرئيس النيجري محمد بازوم إلى منصبه.

وأعلن واتارا أن ساحل العاج ستوفر "كتيبة" تضم بين 850 و1100 عنصر. وأضاف "يمكن للانقلابيين أن يقرروا المغادرة صباح الغد، ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم"، مضيفاً "نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه".

واعتبر المجلس العسكري (المجلس الوطني لحماية الوطن) الذي تولى السلطة في نيامي أن هذا "التسرع يشهد على التلاعب الذي دبرته بعض القوى الخارجية"، من دون أن يسميها. وقال في بيان "لهذا السبب يعبر المجلس وحكومة النيجر عن رفضهما التام للتصريحات التي أدلى بها" واتارا "وتتجاوز الموقف المشترك" لـ"إيكواس"، و"قررا استدعاء سفير النيجر لدى أبيدجان للتشاور".

 

 

"مذابح" في نيامي

في السياق، تحدث وزير خارجية الرئيس النيجري محمد بازوم، أمس الإثنين، عن "مذابح" في العاصمة نيامي، من دون تحديد الجهة التي تتعرض لها.

وقال الوزير حسومي مسعودو في مقابلة أجرتها معه محطتا "راديو فرانس إنترناشيونال" الإذاعية و"فرانس 24" التلفزيونية، "حالياً في نيامي هناك مذابح مع جحافل من الشباب المدفوعين بالكراهية العنصرية والإثنية. لهذا السبب من الملح وضع حد لذلك وإعادة النيجر إلى مسار السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي"، لكن مسعودو لم يحدد الجهة التي تتعرض لهذه "المذابح". وأضاف "الخطاب الذي أطلق العنان له في نيامي هو الخطاب العنصري، خطاب التعصب". وتابع "يجب وضع حد لهذا الخطر الذي يتهدد تماسك بلدنا، لهذا السبب يجب أن نتحرك بسرعة ونضع حداً سريعاً لما حدث للتو".

ورداً على سؤال حول التظاهرات المؤيدة للجيش الذي تولى السلطة في 26 يوليو (تموز) قلل مسعودو من أهمية هذه التحركات، وقال "من يتحدثون علانية هم مؤيدو المجلس العسكري، لأن الآخرين تحت تهديد إطلاق النار والرصاص"، واصفاً المشهد بأنه بين "أشخاص مسلحين ضد أشخاص عزل".

"الخيانة العظمى"

من جهة أخرى رفض مسعودو بشدة اتهامات "الخيانة العظمى" التي أطلقها النظام العسكري في حق الرئيس المخلوع. وقال الوزير "المجموعة العسكرية لا تتمتع بأي شرعية للحكم على أي شخص. ما ارتكبته هو أكثر من مجرد خيانة، إنه عمل إجرامي".

وشدد مسعودو على أن العسكريين "لا يمكنهم أن يدعوا الصفة الأخلاقية لإصدار أحكام على أحد". وأضاف "من الغريب والسوريالي سماع هؤلاء يتحدثون عن محاكمة الرئيس بازوم".

 

 

استفزاز جديد

 في السياق، نددت دول غرب أفريقيا التي ترفض الانقلاب في النيجر، الإثنين، بـ"استفزاز جديد" من المجلس العسكري بعد تهديده بمحاكمة الرئيس المخلوع محمد بازوم بتهمة "الخيانة العظمى"، فيما أبدت الولايات المتحدة "استياءها" من هذا الأمر. وأعلن المجلس العسكري، مساء الأحد، أنه جمع "الأدلة لمحاكمة الرئيس المخلوع وشركائه المحليين والأجانب أمام الهيئات الوطنية والدولية المعنية بتهمة الخيانة العظمى وتقويض الأمن الداخلي والخارجي للنيجر".

واستند المجلس في اتهاماته إلى "تبادلات" بازوم مع "رعايا" و"رؤساء دول أجنبية" و"رؤساء منظمات دولية".

واعتبرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في بيان صدر في أبوجا، الإثنين، أن هذا التهديد "شكل جديد من الاستفزاز يتنافى مع إرادة السلطات العسكرية في جمهورية النيجر إعادة الانتظام الدستوري بسبل سلمية".

على الصعيد ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل "مستاؤون بشدة من التقارير عن أن الاحتجاز غير العادل للرئيس بازوم قد مضى نحو خطوة أبعد حتى. هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبررة، ولن تسهم صراحة في حل سلمي لهذه الأزمة".

والولايات المتحدة كانت مع فرنسا شريكاً أساساً للنيجر قبل الانقلاب، خصوصاً أن البلدين ينشران فيها نحو 2600 جندي بهدف التصدي لمجموعات جهادية في منطقة الساحل.


جاء تهديد العسكريين الانقلابيين بعدما التقى ممثلو النظام العسكري وفداً من رجال الدين النيجيريين، السبت الماضي، بالتوافق مع رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى الرئاسة الدورية لـ"إيكواس"، بهدف "تهدئة التوترات الناشئة من إمكان (تنفيذ) تدخل عسكري" للمنظمة.

وقال رئيس وفد الوساطة الشيخ بالا لاو في بيان إن قائد الانقلابيين الجنرال عبدالرحمن تياني أبلغه أن "بابه مفتوح للبحث في مسار الدبلوماسية والسلام من أجل حل الأزمة".

والخميس الماضي، كرر قادة "إيكواس" أنهم لا يزالون يعطون الأولوية للحل الدبلوماسي، لكنهم أمروا في الوقت نفسه بنشر "قوة احتياط" تابعة للمنظمة من دون تحديد أي جدول زمني لتدخل عسكري محتمل يعهد إليها.

وخلال قمة سابقة جرت في 30 يوليو، فرضت "إيكواس" عقوبات مالية وتجارية شديدة على النيجر التي تعول في شكل كبير على شركائها الخارجيين، وأمهلت الانقلابيين سبعة أيام لإعادة النظام الدستوري تحت طائلة اللجوء إلى القوة المسلحة.

وأعلن رئيس الوزراء الذي عينه العسكريون في النيجر، الإثنين، أن بلاده قادرة على "تجاوز" هذه العقوبات.

المزيد من دوليات