Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة معتقل يمني داخل سجون الحوثي والميليشيا تعلن انتحاره

ذوو الضحية يعلنون أنه مات تحت أثر التعذيب والجماعة المتطرفة تجبرهم على التنازل عن القضية مقابل تسليمهم جثة ابنهم

عناصر من ميليشيات الحوثي  (رويترز)

قالت أسرة الشاب اليمني الذي توفي في سجون ميليشيات الحوثي اليوم الأحد بعد أربع سنوات من اختطافه أنه "مات بسبب التعذيب" في الوقت الذي ادعى فيه الحوثيون أنه "مات منتحراً".

وذكرت مصادر حقوقية، أن أسرة الشاب "عاطف الجمالي" تلقت إخطاراً باستلام الجثة بشرط "توقيع تنازل عن القضية".

ومنع الحوثيون والدة الجمالي من رؤيته في ثلاجة مستشفى "الأمومة والطفولة" بمدينة إب قبل أن تمضي على ورقة التنازل في حين طالبت أسرته بعرض الجثة على طبيب شرعي، وفق المصادر.

الضرب حتى الموت

من جهته، أفاد أمين عام منظمة "مساواة للحقوق والحريات" الناشط الحقوقي نجيب الشغدري، أن المواطن المختطف "تعرض لعمليات تعذيب عنيفة أدت إلى وفاته".

وأوضح في التفاصيل أنه "عقب قتله تحت التعذيب باشرت الميليشيات الحوثية بتلفيق تهمة قالت فيها إنه قام بشنق نفسه". وبحسب الحقوقي اليمني، يكتسب سجن الأمن السياسي "المخابرات" التابع للجماعة المدعومة من إيران سمعة سيئة، حيث توفي عديد من المواطنين بداخله خلال السنوات الماضية بسبب "التعذيب المروع".

 

 

موت وصمت أيضاً

ويلفت الشغدري إلى أن عدد المعتقلين الذين قضوا نتيجة التعذيب في السجون الحوثية يفوق 300 ضحية، في حين لا يزال مصير المئات مجهولاً.

وتتخذ الميليشيات التي تسيطر على معظم مناطق الشمال اليمني أساليب عدة مع ذوي الضحايا منها "التهديد وأخذ التزامات كتابية بالإقرار بأن الحالات التي راحت نتيجة التعذيب سببها الانتحار". كما حدث مع الجبالي.

 ولتواري الجماعة الحوثية سوءتها "تمنع أهالي ضحايا السجون من التشييع وإقامة مراسم عزاء" وفق الشغدري الذي قال "لن يتوقف عدد الضحايا في ظل وجود الجماعة الإرهابية التي قتلت المئات من اليمنيين لخدمة مشروعها الطائفي المدعوم من إيران".

عن مقتل 350 يمنياً

وفي يوليو (تموز) الماضي، كشفت الحكومة الشرعية اليمنية عن مقتل 350 يمنياً جراء التعذيب من إجمالي 1635 معتقلاً.  

وأفاد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني عن "تعرض 208 مختطفين لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت"، ومن بينهم ثمانية أطفال وتسع نساء و15 مسناً، وتستخدم الميليشيات بحسب الأرياني أساليب تعذيب وحشية منها "الصعق الكهربائي والضرب والخنق"، وتوفي بعض هؤلاء نتيجة الإهمال الطبي، ويكشف الإرياني عن واحدة من الطرق التي تتخلص بها الميليشيات من ضحاياها وهي "دفعهم عنوة إلى الانتحار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مسار إنساني متوقف

وفي ظل مساع إقليمية ودولية لوضع حد لهذه الانتهاكات، أعلن وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، ماجد فضائل في يونيو (حزيران) الماضي عن "نجاح المشاورات مع وفد الحوثيين بعد موافقة الأخيرين على التبادل السياسي المشمول بالقرار (2226) ومن بينهم الناشط السياسي محمد قحطان في المشاورات التي جرت في العاصمة الأردنية عمّان برعاية مكتب المبعوث الأممي ولجنة الصليب الأحمر الدولية"، غير أنه لم يطرأ أي جديد حول هذا الملف على رغم انقضاء المهلة التي أعلنت لإنجاح عملية التبادل الثالثة بعد نجاح جولتين سابقتين قضت بإطلاق مئات الأسرى والمعتقلين من الجانبين، وتم الاتفاق عليها في مشاورات جرت في سويسرا.

خلايا التخابر

ولم يتسن لـ "اندبندنت عربية" الحصول على تعليق من قبل الحوثيين للرد على الاتهامات بشأن مقتل المعتقل الجمالي حتى كتابة هذا التقرير.

وفي وقت سابق علقت وسائل إعلام حوثية منها قناة "المسيرة" الناطقة باسمها، أن مثل هذه الإجراءات التي تتخذ بحق الأسرى والمدنيين المقيمين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها تأتي بدافع مكافحة من وصفتهم بـ "بخلايا التخابر".

وأكد موقع الإعلام الأمني التابع للحوثيين في أغسطس (آب) العام الماضي، عن قيام عناصر أمن حوثية بإلقاء القبض على أكثر من 140 مواطناً في العاصمة صنعاء ومحافظات، بتهم "التخابر" مع الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها، وهي تهمة يصفها مراقبون بأنها باتت تلصق بكل من "يخالف نهجها ويرفض ممارساتها القمعية" بحق المدنيين أو من يبدون اعتراضاً على نهجها الطائفي.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار