Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سكارى وما هم بسكارى"

إيران أعلنت استعدادها لبدء الحفر لاستخراج الغاز من حقل الدرة الكويتي - السعودي

الموقف الخليجي واضح في شأن حقل الدرة (أ ب)

ملخص

الموقف الخليجي كان واضحاً وحازماً، الدرة حقل كويتي - سعودي مشترك ولا شأن لإيران به، وعلى إيران أن ترسم الحدود البحرية مع جيرانها وفقاً لاتفاق الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.

يقول أبو التاريخ هيرودوتوس، يجتمع الفرس ليتخذوا قراراً وهم صاحون واعون، ثم يسكرون ليتخذوا قراراً حول الأمر نفسه، فإن توافق قرار الصحو مع قرار السكر، تبنوا ذلك القرار وعملوا به. كان هيرودوتوس اليوناني فارسي المولد، إذ ولد بمدينة هاليكارناسوس التي هي بودروم اليوم الواقعة على ساحل تركيا الغربي، لكنها كانت تحت السيادة الفارسية يوم ولادته قبل حوالى 500 عام قبل الميلاد، وكانت الدنيا في ذلك الزمان صراعاً لدوداً بين إمبراطوريتي الفرس والإغريق.

 قبل أيام، تفاجأ العالم ومنطقتنا تحديداً بتصريحات هي أقرب إلى التهديدات الإيرانية بأن إيران سوف تقوم بالحفر لاستخراج الغاز من حقل الدرة الكويتي - السعودي، أقول تفاجأ العالم لأن نفحة من التفاؤل سرت في منطقة الخليج العربي منذ مارس (آذار) الماضي، حيث التقى وفدان سعودي وإيراني في العاصمة الصينية بكين ووقعا اتفاقاً لإعادة العلاقات بين البلدين التي انقطعت منذ الاعتداء الإيراني على السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد عام 2016. تلت ذلك زيارة تاريخية لطهران الشهر الماضي لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وافتتاح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، كما تم افتتاح قنصلية إيرانية في جدة أشرفت على حجيج بلادها الذين أدوا مناسك حجهم هذا العام بكل سلام وهدوء وخشوع من دون أية أعمال شغب كانت ترافق في السابق البعثات الإيرانية المسيسة للحج. تخللت هذه الخطوات الدبلوماسية تصريحات خليجية - إيرانية بضرورة التعاون والاستقرار بين ضفتي الخليج لما فيه مصلحة شعوب المنطقة وازدهار معيشتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أن يشوب الحذر التفاؤل من التصريحات الرسمية الإيرانية، فهو حذر مبرر يعززه استمرار "القرصنة" الإيرانية على الملاحة التجارية البحرية في مياه الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب، ثم جاءت قصة التهديد بالتعدي على حقل الدرة. الموقف الخليجي كان واضحاً وحازماً، الدرة حقل كويتي - سعودي مشترك ولا شأن لإيران به، وعلى إيران أن ترسم الحدود البحرية مع جيرانها وفقاً لاتفاق الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982. بالمناسبة، ما زالت إيران ترفض توقيع الاتفاق وترفض الجلوس مع الطرفين السعودي والكويتي للانتهاء من ترسيم الحدود البحرية بين الأطراف الثلاثة. 

لو سلمنا جدلاً، أقول جدلاً، بوصف هيرودوتوس لكيفية اتخاذ القرار هناك في إيران، لبدا لنا أن في إيران فريقين سياسيين، فريق صاحٍ وفريق سكران. فريق يقول إنها فرصة تاريخية لرفع الحصار عنا والتعامل مع جيراننا الخليجيين والاستفادة من ملائتهم المالية الهائلة باستثمارات تعمل على تحسين أوضاع شعبنا المتدهورة، وهو الأمر الذي سيجلب الاستقرار لمنطقتنا ويبعد عنها شبح الحروب والتدخلات الدولية، فالحروب أنهكتنا وعطلتنا وتسببت بعزلتنا وتراجعنا على الأصعدة كافة، ولا مانع من إطلاق تصريحات عنترية بين فينة وأخرى لطمأنة الداخل وطمأنة أحصنة طروادة التي نشرناها في العراق ولبنان وسوريا واليمن بأننا لن نتخلى عما وعدناهم به من تصدير للثورة وإزالة أنظمة الخليج كافة لإقامة دولة الولي الفقيه في العالم بأكمله.

وفريق إيراني "سكران" يختلف مع فريق الصحو والعقل ويقول هذه فرصتنا لتصدير ثورتنا وتحرير "أولى القبلتين" والحرمين الشريفين، فـ"الناتو" مشغول في أوكرانيا، وهناك برود أميركي - خليجي، وإدارة بايدن في البيت الأبيض الحالية أقرب إلينا منها إلى حلفائها الخليجيين، ولن يخوض العالم حرباً ضدنا من أجل حقل نفط وغاز لو هاجمناه وسيطرنا عليه. 

من حسن الحظ أن جمهورية إيران الإسلامية تمنع الخمور قانوناً وتحرمها شرعاً، لذلك فإن نظرية هيرودوتوس لاتخاذ القرار في بلاد فارس هي من سحيق التاريخ قبل الميلاد، ولا مكان لها في عالم الألفية الثالثة في إيران حيث قرار العقلاء الحصيفين، أو هكذا يتمنى كل عاقل حصيف!

اقرأ المزيد

المزيد من آراء