Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هؤلاء هم المرشحون لخلافة القيصر

ديومين الصديق المقرب لبوتين على رأس القائمة وحظوظ سيرغي شويغو تتراجع وباتروشيف ينتظر في أروقة الأمن وميشوستين يحمل ورقة الاقتصاد

أربعة من كبار معاوني بوتين يستقطبون الاهتمام على رغم الغموض الذي يزداد حول خلافته (اندبندنت عربية)

ملخص

حال جرت المقادير على هذا النحو، ربما ستكون هذه إشارة شبه مؤكدة تقطع بأن طريق ديومين إلى الكرملين صار شبه مضمون.

لم يعد الأمر سراً، سواء بين جماعة السيلوفيكي المحيطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة أو ضمن مجموعة التكنوقراط من جهة ثانية، فالحديث عن خليفة الرئيس الروسي ماض قدماً، وأن بوتين في تقدير كثيرين رجل بات مستقبله وراءه وليس أمامه (في الأقل بحكم السن)، وأن لحظة الاختيار قد تكون قريبة، الأمر الذي يرسم علامات استفهام حول ترشح بوتين للانتخابات الرئاسية 2024.

تبدو في الأفق أسماء عدة، مرشحة للظهور لخلافة بوتين، بعضها ظاهر في الصورة الحالية، فيما البعض الآخر لا يزال مختبئاً في الصفوف الخلفية، وقد يكون من بينها صاحب الحظ الأكبر.

وفي كل الأحوال، فإن الأنباء الأخيرة التي راجت حول لقاءات بين مسؤولين سابقين من الأمن القومي الأميركي، مع مسؤولين روس في مقدمتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، تؤشر إلى وجود قنوات خلفية مفتوحة بين الروس والغرب، وإن كان هدفها الظاهر هو البحث عن مخرج من الحرب الأوكرانية، إلا أنه من الوارد أن يكون مستقبل الرئاسة الروسية قيد البحث.

في هذه القراءة سنحاول استعراض قائمة أولية تضم بعض أهم الوجوه الروسية المرشحة لخلافة بوتين.

ديومين الحارس الأكبر والصديق الأكبر

يبدو الاسم الأول المرشح لخلافة بوتين، مثيراً للدهشة، إذ إنه لا يبدو في مقدمة جماعة السيلوفيكي المحيطة ببوتين، ومع ذلك فإنه الأكثر قرباً من قلب الرئيس وعقله، سيما أنه أنقذه ذات مرة من الموت المحقق.

الحديث يدور حول أليكسي ديومين، الحارس الشخصي السابق لبوتين، الذي تشير بعض المصادر المعلوماتية ذات الصبغة الاستخباراتية، إلى كونه البطل الحقيقي الذي فاوض يفغيني بريغوجين، وليس رئيس بيلاروس لوكاشينكو.

ديومين رجل دولة، حاكم ولاية تولا، ضابط روسي برتبة فريق، من مواليد عام 1972، أي إنه في أوائل الخمسينيات، ما يعطيه ميزة خاصة عن المرشحين الآخرين المتقدمين في العمر من حول بوتين.

ولد ألكيسي جيناديفيتش ديومين في مدينة كورسك في روسيا، درس العلوم العسكرية سنة 1994، في إحدى المدارس العسكرية التابعة إلى منطقة موسكو، خدم في جهاز الأمن الفيدرالي سنة 1995، ثم في جهاز الأمن الرئاسي، وفي سنة 2007 كلف رئيساً لوحدة الأمن المسؤولة عن أمن رئيس الوزراء الروسي وقتها فيكتور زوبكوف.

 

 

يبدو من السيرة الذاتية أنه كان هناك من يعمل وكأنه يعد ديومين لقيادة البلاد في الأجل المنظور، فقد تقلد خلال عامي 2012-2014، عدة مناصب أمنية وعسكرية حساسة من بينها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، ونائب رئيس قوات العمليات الخاصة الروسية، ثم حارس بوتين الشخصي.

بحلول عام 2015 عين رئيساً لأركان القوات البرية الروسية، ثم نائب القائد الأول للقوات البرية، وفي 11 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، رقي لرتبة فريق، ثم بعد ذلك بأسبوعين فقط تم تعيينه نائباً لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

هل كان بوتين يجهز خليفته بهدوء وتؤدة، ومن غير أصوات زاعقة أو رايات فاقعة؟

يمكن أن يكون ذلك كذلك قولاً وفعلاً، والدليل أنه في أوائل فبراير (شباط) من عام 2016، عينه بوتين قائماً بأعمال حاكم منطقة أوبلاست تولا، وفي سبتمبر (أيلول) من السنة فاز ديومين بانتخابات تولا وأصبح حاكماً أصيلاً.

لماذا بدأ الإعلام الروسي والدولي التركيز على ديومين بشكل خاص في الأسابيع القليلة الماضية؟

المؤكد أن زيادة حدة الخلاف بين قائد مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، فتح باب التكهنات واسعاً لتغيير الأخير، غير أنه حين سئل المتحدث باسم الكرملين ديمتري ميدفيديف، عما إذا كانت هناك تغييرات في الموظفين في وزارة الدفاع بعد المفاوضات التي أدت لاتفاق إنهاء تمرد "فاغنر"، أجاب بالقول، "هذه الأمور هي ضمن اختصاص القائد الأعلى للقوات المسلحة بوتين، وفقاً لدستور الاتحاد الروسي، لذلك من غير المحتمل أن تتم مناقشة هذه المواضيع للعامة".

هل هناك أمر شخصي يربط بوتين بديومين؟

يمكن أن يكون ذلك كذلك، فبحسب رواية صحيفة "كوميرسانت" الروسية المحلية، فإن ديومين أنقذ بوتين ذات مرة من هجوم دب شرس عليه أثناء رحلة في غابات روسيا مفرغاً رصاصات سلاحه الناري في جسد الدب، ومعرضاً نفسه للخطر بهدف حماية رئيسه.

أما المعلومة الأكثر أهمية، التي تدركها أجهزة الاستخبارات الدولية فتشير إلى أن أليكسي ديومين، يميل إلى تحسين علاقة روسيا مع الغرب، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لاعتباره منقذ روسيا– بوتين من أزمة العلاقات مع الغرب، وربما يضحى هذا أحد تفضيلات بوتين الخفية، حال أراد استنقاذ روسيا التي تتدهور أوضاعها الاقتصادية وفي ظل وصول الدولار إلى نحو 92 روبلاً، وهو أمر مربك ومؤذ جداً للروس.

باتروشيف وزمن النبلاء الروس الجدد

حين تم تعيينه عام 2000 لإدارة الاستخبارات التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أطلق نيكولاي باتروشيف، على نخبة الاستخبارات في روسيا تعبير "النبلاء الجدد".

نيكولاي باتروشيف الرئيس السابق لمجلس الأمن الروسي والرئيس السابق للاستخبارات، المسؤول عن السيطرة على الحرب في أوكرانيا، يبلغ من العمر 70 عاماً، ويعد المهندس الرئيس للاستراتيجية العسكرية لأوكرانيا، وهناك مصادر روسية تقطع بأنه هو من أقنع بوتين بأن كييف مليئة بالنازيين الجدد وأنه حان الوقت لاجتثاثهم.

لكن عمر نيكولاي باتروشيف المتقدم، يمكن أن يعد عقبة في طريق قبول الروس به، وربما يذكرهم بزمن الركود العظيم، أي زمن القائد السوفياتي ليونيد بريجنيف 1964-1982، تلك الفترة التي امتدت نحو 18 عاماً، وأصابت الروس بتدهور أوضاع شديد.

ويمكن لنيكولاي باتروشيف، أن يذكر الروس أيضاً، بالرئيس يوري أندروبوف الذي حكم روسيا من عام 1982 – 1984، أي إنه بقي في السلطة زهاء عامين ليس أكثر، وخلفه الرئيس قسطنطين تيشرنينكو الذي توفي عام 1985، بعد عام مليء بالمرض.

 

 

والمؤكد أنه رغم كفاءة نيكولاي باتروشيف المشهودة، وكونه أحد الأصدقاء المقربين لبوتين، فإن وجوده في مرحلة عمرية مقاربة من عمر بوتين يجعله مستبعداً بشكل بديهي، إذ إنه من المؤكد أن الرئيس بوتين يبحث عن بديل يكون ذا نصيب وافر من الحياة لفترة أطول منه شخصياً.

هنا ربما أدرك نيكولاي باتروشيف بحكمة رجل الاستخبارات الروسي العتيد أبعاد المشهد، وعلى هذا النحو برز -بدعم منه– نجله ديمتري باتروشيف، خليفة محتملاً ومتميزاً.

تم تعيين ديمتري باتروشيف البالغ من العمر 44 سنة وزيراً للزراعة في عام 2018، وترأس بنك الزراعة الروسي المملوك للدولة.

غير أن عدم انتماء باتروشيف للنخبة السليوفيكية، أو للمؤسسة العسكرية الروسية العريقة، يخصم من فرص خلافته لبوتين، ما لم يكن لدى والده مخططات ماورائية، جرت بها المقادير مع بوتين، تجعل منه الوريث المنتظر، وهو أمر خطر في الوقت ذاته، ذلك أنه سيتعرض لمواجهة ومجابهة مع الأجهزة الأمنية، وسيتم التذرع بقلة خبرته سواء على الصعيد السياسي أو العسكري الروسي.

ميشوستين الوافد الجديد ورجل الاقتصاد المهم

ولد ميخائيل فلاديميروفيتش ميشوستين في موسكو في الثالث من مارس (آذار) 1966 وفي عام 1989، تخرج في معهد موسكو للآلات الميكانيكية (وهو الآن جامعة موسكو الحكومية للتكنولوجيا)، بمؤهل في مجال هندسة النظم.

حصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد من جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد عام 2003.

كما حاز على درجة دكتوراه العلوم في الاقتصاد من أكاديمية الاقتصاد الوطني التابعة لحكومة الاتحاد الروسي عام 2010.

وفي الفترة من 1992 حتى 1998، شغل مناصب مختلفة في نادي الكمبيوتر الدولي، وهو منظمة غير ربحية.

وشغل منصب نائب رئيس خدمة الضرائب في الفترة من 1998 حتى 1999.

تم تعيينه رئيساً للوزراء عام 2020، ربما لإدراك بوتين أنه بقدر الصراع مع الغرب عسكرياً، تظل هناك إشكالية المواجهة الاقتصادية، والرجل خبير في هذا السياق.

 

 

ينص الدستور الروسي على أنه في جميع الحالات التي يكون فيها الرئيس غير قادر على أداء واجباته، فإنها تؤول موقتاً لرئيس الوزراء، وهذا يضع ميشوستين في مركز الصدارة لتولي منصب القائم بأعمال رئيس الدولة، في حالة إصابة بوتين بمرض أو اغتياله.

كان الهدف الرئيس من تعيين ميشوستين البالغ 56 عاماً تقليل التداعيات الاقتصادية للعقوبات الغربية، وكان قد حقق نجاحات سابقة في عمله كرئيس دائرة الضرائب الفيدرالية في روسيا، ولهذا تذهب بعض الدوائر الغربية للقول إن ميشوستين ربما ستكون له اليد العليا في أي تدافع لخلافة بوتين.

لكن من الوارد أن يجد رئيس الوزراء الروسي تحدياً من أحد المقربين من بوتين، إما في فترة الأسبوعين التي يحدد خلالهما مرشح الكرملين أو في الانتخابات الخاصة اللاحقة كمرشح مستقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا السيناريو سيكون لدى ميشوستين ميزة التحكم في الروافع الرئاسية للسلطة، بما في ذلك التلفزيون الحكومي ولجنة الانتخابات المركزية، ولكن إذا قرر شخص آخر من دائرة بوتين يتمتع بمكانة وطنية التنافس علناً على السلطة، فسيشهد العالم شيئاً لم يشهده منذ عام 1996، أي انتخابات رئاسية روسية لم تحسم نتائجها مسبقاً.

خلال أزمة بريغوجين، أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، ضرورة ضمان سيادة واستقلال روسيا وأمن مواطنيها والالتفاف حول الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال خلال اجتماع مع نواب رئيس الحكومة إن "الأمر المهم في الوقت الراهن هو ضمان سيادة واستقلال روسيا وكذلك أمن المواطنين".

وأضاف "أن البلاد واجهت تحدياً كبيراً، جرت معه محاولة لزعزعة استقرار الوضع الداخلي فيها".

هذه التصريحات رفعت من شعبية ميشوستين في أعين كثيرين من الروس الذين نظروا إليه بوصفه رجل دولة صمد بهدوء وحكمة في وقت العاصفة.

هل فقد شويغو فرصة مؤكدة للخلافة؟

ولد سيرغي شويغو 21 مايو (أيار) عام 1955 في مدينة تشادان بجمهورية توفا الروسية في عائلة مسؤول حكومي رفيع المستوى. وكان والده نائباً لرئيس الحكومة في جمهورية توفا السوفياتية. وتخرج سيرغي عام 1977 من المعهد التكنولوجي في مدينة كراسنويارسك بتخصص مهندس معماري، ثم عمل خلال 15 عاماً في المشاريع الكبرى بمنطقة سيبيريا. وفي عام 1990 تم تعيينه، وكان آنذاك عضواً حديث العهد في الحزب الشيوعي السوفياتي، نائباً لرئيس لجنة الفن المعماري والإنشاءات لدى حكومة جمهورية روسيا الاتحادية السوفياتية الاشتراكية، لكن القيادي الشاب مل سريعاً من العمل البيروقراطي في موسكو فقرر العودة إلى كراسنويارسك حيث ولع بدراسة طرق تصفية آثار الكوارث الطبيعية. وعرض عليه بعد فترة أن يترأس فيلق الطوارئ. فوافق شويغو على تولي هذا المنصب. وفي عام 1991 اتخذ شويغو قراراً بتشكيل فرق طوارئ في كافة أقاليم روسيا.

قام الرئيس الروسي دميتري مدفيديف 30 مارس عام 2012 بترشيح سيرغي شويغو لتولي منصب محافظ مقاطعة موسكو.

وفي السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً رئاسياً بتعيين الفريق أول سيرغي شويغو وزيراً للدفاع في روسيا.

 

 

يشغل شويغو منصبه منذ أكثر من عقد، وهو لا يعد فقط حليفاً سياسياً لبوتين، بل كذلك أحد أصدقائه القلائل داخل النخبة الروسية.

طوال فترة الحرب الروسية– الأوكرانية، اعتبر شويغو المرشح الأوفر حظاً لخلافة بوتين، بخاصة أن كليهما يمتلك وجهات نظر عسكرية متشابهة، وأقوياء يسير واحد منهم في ظل رؤى وطموح الآخر.

قبل تمرد بريغوجين الغامض، كانت السلبية الوحيدة في ملف شويغو، كونه يدور في نفس الفئة العمرية لبوتين ما يعني استحالة بقائه في السلطة لعقدين كما فعل صاحبه، وهذا هو الباعث الأكبر لارتفاع معدلات خروجه من الحكم.

غير أنه وبعد حادثة قوات "فاغنر"، اختفى شويغو من ساحة الأحداث لمدة أربعة أيام، الأمر الذي دعا إلى هواجس في شأن إقالته، غير أنه فجأة ظهر في ساحة القتال الأوكرانية.

سبح الرجلان معاً في سيبيريا النائية، وتشاركا في رحلات صيد ولعبا في نفس فريق هوكي الجليد، والآن تواجه صداقتهما ومسيرتهما السياسية الممتدة، أكبر اختبار بعد التمرد المسلح لقائد مجموعة "فاغنر" بريغوجين.

ولعل التساؤل المزعج لكثيرين من الروس: هل كان هناك جنرالات آخرين في وزارة الدفاع الروسية على تواصل مع بريغوجين ومن غير علم مسبق من شويغو؟

المثير وكذلك الخطر هو أن بريغوجين نجح في الاستيلاء على مقر القيادة الجنوبية للجيش الروسي في "روستوفا"، الواقعة على نهر الدون، التي تعتبر المركز العصبي للعمليات العسكرية في أوكرانيا، واتهم قائد "فاغنر" شويغو بالفرار "مثل الجبان" وتعهد بأنه "سيتم إيقافه".

ولعله من المؤكد أن تصريحات بريغوجين في شأن شويغو ورئيس أركانه الجنرال غيراسيموف، قد تركت ندبة بعينها لدى بوتين، وبقية أركان السيلوفيكي لجهة إدارة شويغو للمعركة العسكرية في أوكرانيا.

هل كان شويغو الخاسر الأكبر في زمن الانقلاب؟

هذا ما يؤكده مدير المرصد الفرنسي الروسي "أرنو دوبيان"، وفي المقابل يرى أن المنتصر الأكبر هو لوكاشينكو.

على أن البعض يقطع بأنه وقبل محاولة انقلاب بريغوجين، كان شويغو قد بدأ يفقد فرصته في خلافة بوتين، لا سيما تحت الضغط الهائل من انتقادات قائد "فاغنر"، وتالياً من جراء فشل القوات المسلحة الروسية في إحراز تقدم.

لكن في 12 يونيو (حزيران) الماضي، انتشر مقطع على نطاق واسع لحضور بوتين وشويغو فعالية توزيع ميداليات في مستشفى عسكري، وظهر في الفيديو الرئيس الروسي وهو يدير ظهره لوزير الدفاع في ازدراء واضح.

يؤخذ على شويغو أنه جاء من خلفية لا علاقة لها بالقوات المسلحة الروسية، ومع ذلك أشرف بنجاح على العمليات العسكرية بما في ذلك التدخل في سوريا عام 2015، وفي عيد ميلاده الـ65، قدم له بوتين هدية خاصة هي واحدة من أرفع الأوسمة الروسية، وسام "الاستحقاق للوطن"، الذي أضافه إلى صندوق مليء بالأوسمة.

هل هي عودة مؤكدة للفريق ديومين؟

مثير أمر المؤسسة العسكرية الروسية، التي يصعب على غير الراسخين في العلم الروسي فهم أبعادها، وهو الأمر الذي يحاول "بيار رازو"، الباحث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية المتوسطية، ومقرها فرنسا توضيحه، من خلال ما يمكن أن يطلق عليه الضرب تحت الحزام الذي حدث من بريغوجين ضد شويغو وغراسيموف، واتهامهما بأنهما غير كفوءين وهناك حاجة إلى تغيير الاستراتيجية.

أخيراً بدا وكأن هناك من يستهدف شويغو بشكل شخصي، ويسعى لإزاحته من طريق الكرملين، وليس مستبعداً أن يكون الأمر مرتباً له بمهنية ومعداً له بإتقان.

في العام الأخير، وبالتحديد بعد حرب أوكرانيا، استهدف بريغوجين عائلة شويغو، لا سيما زوج ابنته كسينيا، أليكسي ستولياروف، الذي عمل مدوناً في مجال اللياقة البدنية واتخذ مسافة من الحرب، بل إن بعض وسائل الإعلام الروسية المعارضة قالت، إنه وضع علامة إعجاب على منشور يعارض الحرب.

هنا تعود بنا الترشيحات التي تملأ وسائل الإعلام الروسية عن خليفة شويغو، التي يجمع الكل في روسيا على أنه حاكم ولاية "تولا" وبطل خلفية مشهد انقلاب بريغوجين، أي الفريق أليكسي ديومين، الذي تتوافر فيه كل المواصفات التي تجعله خليفة بوتين، سواء من حيث مودة بوتين له، وخبرته العسكرية القتالية منذ صغره، وتدرجه في المناصب الأمنية والاستخباراتية، ما يجعله مدركاً للجوانب الخفية في الدولة.

إضافة لذلك، فإنه حال صدق الأحاديث الدائرة عن رغبته في تحسين علاقته مع الغرب، وربما إنهاء أزمة أوكرانيا، فقد يكون وجهاً مقبولاً من أوروبا القريبة، ومن أميركا البعيدة، ما يستنقذ العالم برمته، وليس روسيا فقط من دائرة الصراع المهلك الواقعة فيها.

هل سيكون منصب وزير الدفاع من نصيب ديومين عما قريب؟

حال جرت المقادير على هذا النحو، ربما ستكون هذه إشارة شبه مؤكدة تقطع بأن طريق ديومين إلى الكرملين صار شبه مضمون.

هل الأسماء المتقدمة فقط، هي من يملك أصحابها الفرصة المحققة لخلافة بوتين؟

البعض يشير إلى أسماء أخرى، مثل نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري ميدفيديف الرئيس السابق أو الباب الدوار لرئاسة روسيا، والرجل الذي وثق فيه بوتين وائتمنه على فترة رئاسية، قبل أن يعود ليتسلمها منه دستورياً وعبر انتخابات شرعية.

لا يزال ميدفيديف في الـ57 من عمره، أي لا يزال شاباً بما يكفي ليحكم روسيا مرة جديدة، لكن هناك من يشك بأن مصيره السياسي بات مرتبطاً بمصير بوتين، عطفاً على مستوى الرضا أو الغضب عليه من قبل المؤسسة العسكرية الروسية، ومن بقية التكنوقراط المحيطين ببوتين.

هل من فرصة لرجل الدبلوماسية الروسية صاحب السيجار الأشهر بعد كاسترو؟

الحديث ولا شك ينسحب على سيرغي لافروف، ثالث أهم علامة للدبلوماسية في تاريخ الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية، بعد غروميكو، وشيفردنادزه.

لكن سنوات عمره الـ73، لا تدعمه أو تزخمه بكثير من الروافع للمضي في طريق رئاسة روسيا.

إذاً، هل تفتح كل تلك المقدمات الطريق أمام أليكسي ديومين نحو صدارة الكرملين حتى ولو استجد منافسون؟ ذلك هو السؤال الذي سيبقى يتردد طوال الفترة المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير