Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا تترقب صيفا سياحيا فوضويا وسط تحذيرات

ينخرط الملايين من الأميركيين والصينيين في ما يسمى "السياحة الانتقامية" للتعويض عن وقت السفر الضائع خلال الجائحة

توقعات بـ 33 ألف رحلة يومية عبر أوروبا خلال الأسابيع الثمانية المقبلة (أ ف ب)

ملخص

سلسلة الإضرابات التي قام بها المراقبون للطيران في فرنسا لا تزال واحدة من أكبر التهديدات للسفر الجوي هذا الصيف

حذرت "يورو كونترول" التي تدير المجال الجوي الأوروبي، ركاب الطائرات من صيف "مليء بالتحديات" في المستقبل، مع توقع زيادة التحميل على مراقبة الحركة الجوية في عدد من المواقع الرئيسة.

أصدرت المنظمة التحذير مع بدء موسم الذروة في الصيف، مع توقع نحو 33 ألف رحلة يومية عبر أوروبا خلال الأسابيع الثمانية المقبلة، ويمثل الرقم زيادة بنسبة ثمانية في المئة على أرقام عام 2022.

ومن المتوقع أن يقوم البريطانيون بأكثر من 25 مليون رحلة خارجية من الآن وحتى سبتمبر (أيلول) المقبل، معظمها عن طريق الجو.

قالت "يورو كونترول" إنها ستواجه "حمولات زائدة كبيرة" من حركة المرور في معظم الأيام في عديد من المناطق المهمة، بما في ذلك ريمس ومرسيليا في فرنسا وأثينا وبودابست.

وأصدرت تحذيرات مماثلة في لندن وبرشلونة وبروكسل ونيقوسيا ووارسو وزغرب في أيام الذروة، بخاصة أيام الجمعة وعطلات نهاية الأسبوع الصيفية، محذرة من أن "الحمولة الزائدة" يمكن أن تؤدي إلى التأخير وإجبار الطائرات على الطيران في مسارات أطول لتجنب المناطق الضيقة.

وقال المدير العام لشركة "يورو كونترول" راؤول ميدينا، لصحيفة "التايمز"، "هذا الصيف في أوروبا يمثل تحدياً لأن المجال الجوي المتاح لدينا أقل بسبب الحرب في أوكرانيا والترتيبات العسكرية، بالتالي نحتاج إلى أن يقوم الجميع بدورهم، كما تحتاج المطارات إلى طاقم عمل جيد، فمن الضروري أن توفر خدمات الحركة الجوية سعة كافية وأن تلتزم شركات الطيران بجداولها".

وتقل توقعات الطيران اليومية عن مستويات عام 2019، عندما تم تسجيل 37228 رحلة في 28 يونيو (حزيران) الماضي، ومنذ ذلك الحين، انخفض عدد مراقبي الحركة الجوية، ويرجع ذلك جزئياً إلى صراعات التوظيف منذ الوباء، كما أن التهديد بالإضرابات كان أكبر هذا العام.

مخاوف شركات الطيران

وقال رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش، الشهر الماضي، إن شركات الطيران لديها مخاوف جدية في شأن مراقبة الحركة الجوية، وأن الاضطراب في يونيو الماضي "تجاوز بكثير ما هو طبيعي في هذا الوقت من العام".

وأضاف "لدينا حالة فوضوية إذ نشهد إضرابات متكررة لمراقبة الحركة الجوية بشكل شبه يومي، والتي لا تعطل فقط حركة المرور في فرنسا ولكن في جميع أنحاء أوروبا كونها تجبر شركات الطيران على إعادة التوجيه إلى بلدان أخرى".

وأخبر اجتماع لمجلس المطارات الدولي في برشلونة أن زيادة النشاط العسكري قلل من مساحة المجال الجوي المتاحة بنسبة تصل إلى 20 في المئة، كما تتعامل بعض مراكز التحكم مع حركة مرور أكثر بكثير بسبب الرحلات الجوية المعاد توجيهها.

وقال "تسبب الإضراب الصناعي الأخير في عديد من التأخيرات... يمكننا إدارة مثل هذه المواقف في فترات أكثر هدوءاً ولكن إذا حدث ذلك في منتصف الصيف فسيكون الأمر أكثر صعوبة".

وقال رؤساء الطيران، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة "راين إير" مايكل أوليري، إن سلسلة الإضرابات التي قام بها المراقبون للطيران في فرنسا لا تزال واحدة من أكبر التهديدات للسفر الجوي في الصيف.

كما تأثرت الرحلات الجوية القصيرة التي تغادر المملكة المتحدة وإسبانيا بشدة من الإضرابات الفرنسية، وكانت هناك تأخيرات في كاليه في فرنسا لمسافري العبارات يوم الأحد.

وقالت الشركة المشغلة "دي أف دي أس" إن ركاب الحافلة انتظروا ساعتين لتتم معالجتها، كما يواجه الذين لديهم سيارات تأخير لمدة 45 دقيقة لفحص جوازات السفر.

من جانبها، حثت شركات العطلات البريطانيين على عدم إلغاء رحلاتهم إلى فرنسا، على رغم الاحتجاجات العنيفة التي تجتاح البلاد.

سابقاً، طلب وزير الصحة البريطاني ستيف باركلي، من البريطانيين التحقق من أحدث نصيحة من وزارة الخارجية قبل السفر.

السياحة الانتقامية

وينخرط الملايين من الأوروبيين والأميركيين في ما يسمى بـ"السياحة الانتقامية"، للتعويض عن وقت السفر الضائع خلال السنوات المتأثرة بالوباء من 2020 – 2022، إذ من المتوقع أن يزور ملايين السياح الصينيين أوروبا هذا الصيف والخريف بعد إلغاء قيود السفر الصينية.

ومن المرجح أن تتجاوز إيطاليا الرقم القياسي للسياح والإقامات الليلية التي تم تحديدها في عام 2019، قبل أن يضربها "كوفيد"، وفقاً لشركة أبحاث السوق "ديموسكوبيكا"، ومن المتوقع أن يكون عدد الوافدين في الفترة من يونيو إلى سبتمبر (أيلول) المقبل أعلى بنسبة 3.7 في المئة عن الفترة نفسها من عام 2019 و30 في المئة أكثر من عقد مضى.

وقالت وزارة السياحة الإيطالية أيضاً إنها تتوقع عاماً قياسياً، كما فعل المسؤولون الإسبان واليونانيون.

دفعة للاقتصادات الأوروبية

يقدم كل هؤلاء الزوار دفعة إلى اقتصادات جنوب أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، ففي إيطاليا، يرتبط أكثر من 10 في المئة من الاقتصاد بالسفر والسياحة، مقارنة بـ15 في المئة في إسبانيا و19 في المئة في اليونان، وفقاً لـ"المجلس العالمي للسفر والسياحة"، وفي فرنسا والولايات المتحدة، يبلغ المستوى نحو تسعة في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مايو (أيار) الماضي، كان هناك نحو 10 آلاف عقار للإيجار قصير الأجل متاحاً في أثينا، أي ما يقرب من الربع أكثر من الشهر ذاته من عام 2018، وفقاً لشركة أبحاث السوق "إير دي أن أي"، وقالت الشركة إن الطلب على الإيجارات قصيرة الأجل في اليونان زاد بنسبة 62 في المئة في مايو الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وحددت منطقة جبال الألب الإيطالية في ألتو أديجي عدد الأسرة المتاحة للسياح في العقارات الخاصة لمكافحة انتشار الإيجارات قصيرة الأجل.

كما تنتشر الحشود خارج البحر الأبيض المتوسط، فعلى ساحل نورماندي في شمال فرنسا، أبعدت السلطات الناس عن مونت سان ميشيل، جزيرة المد، ووضع متحف اللوفر في باريس حداً يومياً لعدد الزوار.

وتخطط الحكومة الفرنسية لحملة إعلانية لتشجيع الناس على السفر في أوقات مختلفة من العام والنظر في الوجهات الأقل شهرة.

في حين ظل دفق السياح إلى فرنسا قوياً حتى في الوقت الذي تشهد فيه البلاد احتجاجات، بما في ذلك أشهر من التظاهرات احتجاجاً على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون رفع سن التقاعد، في وقت تكافح البلاد الآن أعمال شغب ليلية بعد إطلاق الشرطة الفرنسية النار على المراهق نائل المرزوقي الذي ينحدر من أصول عربية.

كما تتمتع الفنادق الفاخرة في أوروبا بالازدهار، لكن الكثير منهم يبحثون عن طرق جديدة لإرضاء عملائهم ذوي الأجور المرتفعة على رغم أعداد السائحين.

اقرأ المزيد