ملخص
إصابة أكثر من 200 شرطي وماكرون يرجئ زيارته لألمانيا بسبب الاضطرابات وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود في مرسيليا
قال رئيس بلدية في باريس، اليوم الأحد، إن منزله تعرض للاقتحام بسيارة وأضرمت فيه النيران، بينما كانت زوجته وطفلاه نائمين بالداخل، وذلك خلال الاضطرابات التي اجتاحت البلاد بعد مقتل شاب برصاص الشرطة، الثلاثاء الماضي.
وذكر رئيس بلدية لاي ليه روز في جنوب باريس فينسون جونبرون أن زوجته وأحد طفليهما، البالغين خمسة وسبعة أعوام، أصيبا في أثناء فرارهم من المبنى في الساعات الأولى من الصباح.
ولم يكن جونبرون، وهو من حزب الجمهوريين المحافظ، في المنزل وقت الحادثة، لكنه كان في مبنى البلدية الذي كان هدفاً لهجمات على مدى ليالٍ عدة منذ مقتل الشاب، وجرت حماية المبنى بالأسلاك الشائكة والحواجز.
وكتب جونبرون بحسابه على "تويتر"، "في الساعة 01:30 صباحاً، بينما كنت في مبنى البلدية مثل الليلتين السابقتين تماماً، اقتحم أشخاص منزلي بسيارة قبل إشعال النار لإحراقه، وكانت زوجتي والطفلان الصغيران نائمين بالداخل".
وأضاف "أصيبت زوجتي وأحد أطفالي في أثناء محاولتها حمايتهما والفرار من المهاجمين".
وقال المدعي العام المحلي للصحافيين إنه فتح تحقيقاً في تهمة الشروع في القتل. ولم يتم القبض على أي مشتبه فيهم.
وأضاف المدعي العام أن الزوجة أصيبت خلال فرارها عبر الفناء الخلفي للمنزل.
توقيف 719 شخصاً
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 719 شخصاً، ليل السبت الأحد في حصيلة غير نهائية لخامس ليلة من أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل شاب برصاص شرطي.
وأفادت الوزارة عن إصابة 45 عنصراً من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقاً على طرق عامة. وكانت الداخلية أشارت في حصيلة أولية الى توقيف 486 شخصا، بينما اعتبر الوزير جيرالد دارمانان أن الليلة الماضية كانت "أكثر هدوءاً" من سابقاتها.
وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.
تسجيل حوادث
وأفيد بتسجيل حوادث في الشانزليزيه بباريس، ومرسيليا (جنوب) حيث أوقف 56 شخصاً، وفي ليون (وسط شرق) حيث أوقف 21 شخصاً، استناداً إلى حصيلة موقتة.
في مرسيليا التي شكلت، ليل الجمعة السبت، مسرحاً لحوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم الأحد على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق.
في العاصمة، نشرت قوة كبيرة من عناصر إنفاذ القانون على طول جادة الشانزليزيه، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الجمعة دعوات إلى التجمع، وفق صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية.
على طول الجادة، جالت مجموعات صغيرة من الشباب الذين ارتدوا ملابس سوداء تحت أنظار الشرطة أمام المتاجر.
وعند نحو الساعة 1.30 (23.30 بتوقيت غرينتش)، كانت الشرطة تعمل على إخلاء آخر المجموعات المتبقية.
في ليون، أوقف 21 شخصاً وفقاً لحصيلة أوردتها وزارة الداخلية مساء.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان تعبئة زهاء 45 ألفاً من عناصر الشرطة والدرك، ليل السبت الأحد، للتعامل مع أعمال الشغب.
قضى نائل (17 سنة) برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري ووجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 سنة تهمة القتل العمد.
وشيع جثمانه مئات الأشخاص، السبت، من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية.
تأهب أمني
نشرت الشرطة عشرات الألوف من أفرادها في مدن بأنحاء فرنسا، أمس السبت، استعداداً لاحتمال وقوع أحداث شغب لليلة خامسة على التوالي بعد تشييع جثمان شاب تعود أصوله لمنطقة شمال أفريقيا قتل برصاص الشرطة مما أشعل فتيل اضطرابات بأنحاء البلاد.
وألغى الرئيس إيمانويل ماكرون، السبت، زيارة دولة كانت مقررة إلى ألمانيا، اليوم الأحد، للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكمه منذ احتجاجات "السترات الصفراء" التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018.
وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، إن 45 ألفاً من أفراد الشرطة سيتم نشرهم مرة أخرى في الشوارع هذه الليلة، فضلاً عن إرسال تعزيزات إلى مدينتي ليون ومرسيليا.
الغاز المسيل للدموع
وقال شاهد، إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مثيري شغب في شارع رئيس بمرسيليا مع حلول مساء السبت تقريباً.
وأخلت الشرطة ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة باريس من المحتجين وكثفت وجودها الأمني بشارع الشانزليزيه المشهور بعد دعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع هناك.
وعرضت محطات تلفزيونية لقطات لواجهات متاجر مغطاة بألواح لمنع الضرر المحتمل.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية على "تويتر"، إن الشرطة ألقت القبض على 1311 شخصاً، الليلة الماضية، بخلاف 875 في الليلة السابقة، في أحداث عنف وصفتها بأنها كانت "أقل حدة".
الحكومة منفصلة عن الواقع
وقال وزير المالية برونو لو مير، إن أكثر من 700 متجر ومطعم وفرع بنكي تعرضت "للنهب والسرقة وأحياناً للحرق حتى دمرت تماماً منذ الثلاثاء".
وأعلنت السلطات المحلية في أنحاء البلاد فرض حظر على التظاهرات وأمرت بوقف عمل وسائل النقل العام في المساء.
وقتل "نائل.م" (17 سنة)، وهو من أصل جزائري-مغربي، الثلاثاء الماضي، برصاص شرطي خلال عمليات تفتيش عند إشارة مرورية بضاحية نانتير.
واصطف عدة مئات لدخول مسجد نانتير الكبير الذي كان يحرسه متطوعون يرتدون سترات صفراء بينما تابع المشهد بضع عشرات من المارة من الجانب الآخر من الشارع. كما اصطف عدد من المشيعين في الشارع لأداء صلاة الجنازة.
وقالت ماري (60 سنة)، إنها عاشت في ضاحية نانتير لمدة 50 عاماً، وإن المشكلات مع الشرطة هناك دائمة. وأضافت "يجب أن يتوقف ذلك تماماً. الحكومة منفصلة تماماً عن واقعنا".
وأذكت وفاة الشاب التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من المناطق الحضرية التي يقطنها أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية.
وقال شاب طلب عدم نشر اسمه "إذا كان لون بشرتك غير مناسب، فإن الشرطة ستكون أكثر خطورة عليك"، مضيفاً أنه كان من أصدقاء نائل.
وقال ممثل الادعاء في نانتير، الخميس، إن نائل كان معروفاً للشرطة إذ رفض في السابق الامتثال لأوامر الإيقاف عند نقطة تفتيش، كما أنه كان يقود سيارة مستأجرة بشكل غير قانوني.
ونفى ماكرون وجود عنصرية منهجية في أجهزة إنفاذ القانون الفرنسية.
نهب المتاجر
أضرم مثيرو الشغب النار في ألفي سيارة منذ اندلاع الاضطرابات. وقال دارمانان، إن أكثر من 200 فرد من الشرطة أصيبوا بجروح وإن متوسط أعمار من ألقي القبض عليهم هو 17 سنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال وزير العدل إريك دوبون موريتي، إن 30 في المئة من الذين ألقي القبض عليهم لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة.
وقالت الشرطة، إنها ألقت القبض، ليل الجمعة، على 80 شخصاً بمدينة مرسيليا وعلى 14 آخرين في أثناء محاولة تفريق الحشود.
وقالت تاتيانا كوربيليني (79 سنة)، وهي متقاعدة تعيش في وسط المدينة، "إنه أمر مخيف للغاية. يمكننا سماع صوت طائرة هليكوبتر ولن نخرج (من منازلنا) لأن الوضع مقلق تماماً، وخصوصاً في منطقة الميناء القديم".
قوات إضافية
وطلب رئيس بلدية مرسيليا بينوا بايان من الحكومة إرسال قوات إضافية للتعامل مع عمليات "النهب والعنف" في المدينة حيث أصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة، السبت.
وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر، كما طلب رئيس البلدية تعزيزات.
وصدر مرسوم، السبت، يمنح شرطة باريس الحق في نشر طائرات مسيرة ببعض ضواحي العاصمة.
وأعادت الاضطرابات إلى الأذهان أحداث شغب اندلعت في أنحاء البلاد عام 2005، وأجبرت الرئيس آنذاك جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ بعد وفاة شابين صعقاً بمحطة للكهرباء في أثناء اختبائهما من الشرطة.
بيان نادر
أصدر لاعبو المنتخب الفرنسي لكرة القدم بياناً نادراً دعوا فيه إلى الهدوء. ونشر النجم كيليان مبابي البيان على حسابه على "إنستغرام" وقالوا فيه "يجب أن يتوقف العنف من أجل الحداد والحوار وإعادة الإعمار".
كما دعت "ساوث وينرز"، وهي إحدى روابط المشجعين في مرسيليا، شبان المدينة إلى "التحلي بالحكمة وضبط النفس". وقالت "تصرفكم بهذه الطريقة يضر بذكرى نائل ويدفع مدينتنا أيضاً نحو الانقسام".
وألغيت فعاليات منها حفلان موسيقيان في استاد فرنسا بضواحي باريس. وذكرت صحيفة "ويمنز وير ديلي" أن دار سيلين للأزياء المملوكة لمجموعة "أل في أم أتش" ألغت عرضها لأزياء الرجال في عام 2024 الذي كان من المقرر إقامته، اليوم الأحد.
وقال منظمو سباق فرنسا للدراجات، إنهم على استعداد للتكيف مع أي وضع عندما ينتقل الحدث إلى البلاد، غداً الإثنين، بعد انطلاقه من إسبانيا.
واجتمع دارمانان مع ممثلين من شركات "ميتا" و"تويتر" و"سناب شات" و"تيك توك". وقالت "سناب شات" إنها لا تتهاون مطلقاً مع المحتوى الذي يروج للعنف.
تهمة القتل العمد
ورجل الشرطة، الذي يقول المدعون إنه أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة القتل العمد.
وقال محاميه لوران فرانك لينارد، إن موكله أراد التصويب على ساق سائق السيارة، لكنه تعثر عندما انطلقت السيارة فجأة مما تسبب في إطلاق النار باتجاه صدره.
وذكر لينارد في تصريح لتلفزيون "بي أف أم" أنه "من الواضح أن الشرطي لم يرغب في قتل السائق".