Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

1.5 مليار دولار مساعدات للسودان وسط تصاعد النهب

غوتيريش يحذر من غرق البلاد بـ"الموت والدمار" ويؤكد أن الأزمة تتطلب دعماً مالياً مستداماً

ملخص

جنيف استضافت مؤتمراً برعاية السعودية لمحاولة تنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها سكان السودان، حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من شهرين.

على رغم تواصل الحرب، تعهد مانحون دوليون أمس الإثنين بتقديم مساعدات إنسانية للسودان والمنطقة بقيمة تقترب من 1.5 مليار دولار، استجابة لمناشدة الأمم المتحدة زيادة المساعدات وسط صراع أجبر نحو 2.2 مليون شخص على ترك ديارهم.

وحول الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية العاصمة الخرطوم إلى منطقة حرب وأدى إلى وقوع هجمات دموية ومتكررة ونزوح جماعي في دارفور وأنحاء أخرى من البلاد.

وعلى رغم تراجع القتال في الخرطوم منذ أول من أمس الأحد عقب وقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة، لكن سكاناً قالوا إن هناك تصاعداً في أعمال النهب. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن إطلاق النار منع نقل الجنود الجرحى إلى المستشفى.

وفي الجنينة، المدينة الأكثر تضرراً في دارفور، قال شهود عيان وعمال إغاثة إن السكان اليائسين يحاولون الفرار من هجمات الميليشيات العربية، لكنهم يواجهون القتل أو الاغتصاب أو الاحتجاز في أثناء توجههم سيراً على الأقدام إلى الحدود القريبة مع تشاد.

1.5 مليار دولار

واستهدف مؤتمر لجمع التبرعات في جنيف استضافته ألمانيا والسعودية وقطر ومصر والأمم المتحدة حشد تعهدات لدعم جهود الإغاثة التي أعاقتها انتهاكات وقف إطلاق النار والنهب والتعقيدات البيروقراطية.

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن المانحين تعهدوا بنحو 1.5 مليار دولار. ولم يتضح بعد إذا كانت كل الأموال جديدة أو متى ستصرف.

ويشمل ذلك 200 مليون يورو (218 مليون دولار) من ألمانيا حتى عام 2024، و171 مليون دولار من الولايات المتحدة و190 ميلون يورو من الاتحاد الأوروبي و50 مليون دولار من قطر.

وقال جريفيث "هذه الأزمة ستتطلب دعماً مالياً مستداماً، وآمل أن نتمكن جميعاً من إبقاء السودان على رأس أولوياتنا".

وقالت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن الولايات المتحدة أسهمت بأكثر من نصف التمويل للسودان الذي وصفته بأنه غير مستدام.

وقال ديفيد ماكدونالد، من منظمة كير للإغاثة الإنسانية، "الأموال التي تم التعهد بها اليوم لا تلبي إلحاح الوضع".

تصاعد النهب

بدأ الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان) وسط توتر في شأن خطة انتقالية مدعومة دولياً تفضي إلى انتخابات في ظل حكومة مدنية.

وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف وإصابة ستة آلاف، بحسب وزير الصحة السواني، غير أن عمال الإغاثة وشهود يقولون إن هناك جثثاً كثيرة لم تحص.

ووفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، وتسبب النزاع في مقتل أكثر من 2000 شخص، إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

بحسب الخارجية الأميركية قتل نحو 1100 شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي تبعد عن الخرطوم مئات الكيلومترات، وحملت الخارجية الأميركية المسؤولية "الرئيسة" في ذلك إلى قوات الدعم السريع.

ووفق تقديرات للأمم المتحدة يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان وعددهم نحو 45 مليوناً، إلى المساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك تسببت المعارك في نزوح ما يقرب من 2.5 مليون شخص لجأ 550 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية من إقليم دارفور حيث تثير الأوضاع قلقاً متزايداً خصوصاً في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

وكان موقع الرئاسة التشادية أفاد في بيان الأحد تفقد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي مدينة أدري الحدودية مع السودان شرق البلاد من أجل "ضمان الإغلاق الفعلي للحدود".

وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود" بفرنسا عبر حسابها على موقع "تويتر" إلى أن الأسبوع الماضي "فر نحو ستة آلاف شخص من الجنينة للاحتماء في تشاد بالقرب من أدري".

وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان لمدة 72 ساعة اعتباراً من الأحد، وذلك خلال محادثات استضافتها مدينة جدة. وهذا الاتفاق هو الأحدث في سلسلة من اتفاقات الهدنة التي سمحت بتسليم بعض المساعدات الإنسانية، لكنها فشلت في منع تأجيج الصراع.

وقال محمد معتصم (34 سنة) وهو من سكان العاصمة لـ"رويترز" عبر الهاتف "منذ بدء الهدنة حدثت زيادة كبيرة في معدل سرقة ونهب المنازل".

اتهام ونفي

وقال سكان إن هناك اشتباكات وقعت في أم درمان بالجهة المقابلة من الخرطوم عبر النيل. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش أطلق النار على قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر كانت تقل جنوداً مصابين في العاصمة.

بدوره رد الجيش بأنه ليس لديه أي جنود بالمنطقة، وأشار إلى أنه صد هجوماً لقوات الدعم السريع في طويلة بشمال دارفور.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين عن قلقه الشديد حيال العنف العرقي في دارفور والتقارير الواردة عن وقوع أعمال عنف جنسي وأخرى قائمة على نوع الجنس، وحذر من أن السودان يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة

اغتصاب وعنف جنسي

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن مكتبه تلقى تقارير عن تعرض 53 امرأة وفتاة في الأقل لعنف جنسي، مضيفاً أن نساء يتراوح عددهن بين 18 و20 تعرضن للاغتصاب في هجوم واحد.

وأضاف تورك أن قوات الدعم السريع متورطة "في جميع الحالات تقريباً"، إلى جانب ضلوعها في نهب وهجمات واسعة النطاق بغرب دارفور ووقوفها وراء بعض حالات الاختفاء القسري، أبلغ عن 394 منها في منطقة الخرطوم وحدها.

ووصف تورك الأزمة في السودان بأنها "برميل بارود"، وبأنها "نزاع متهور وعبثي يحدث في سياق من الإفلات من العقاب" و"لامبالاة بالحياة الإنسانية والكرامة"، وقال إن الهدنة الموقتة تشكل فرصة لوضع حد لـ"بحر من المعاناة".

مناشدات سابقة

وقبل مؤتمر المانحين، لم تحصل مناشدة من الأمم المتحدة لجمع 2.57 مليار دولار للمساعدات الإنسانية في السودان هذا العام إلا على نحو 17 في المئة من المبلغ المطلوب. وحصلت مناشدة لجمع 500 مليون دولار للاجئين الفارين من السودان على 15 في المئة فقط من المبلغ، وهو وضع وصفه رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بأنه "محبط للغاية".

ويقول مسؤولو مساعدات في الأمم المتحدة عبر أحاديث خاصة إنهم يتوقعون أن تسهم منطقة الخليج بمزيد لدعم ميزانية المساعدات العالمية للمنظمة الدولية التي وصلت بالفعل إلى مستويات قياسية بلغت 51.5 مليار دولار في 2023 قبل بدء الصراع في السودان.

أوضاع مزرية

في السياق ذاته، قال غراندي إنه لمس شخصياً الأوضاع المزرية التي يعانيها اللاجئون الذين وصلوا إلى مصر، وحض البلدان على إبقاء حدودها مفتوحة.

مع بقاء الحقول الزراعية قاحلة بسبب شح الوقود وغيرها خلال الحرب، حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" الإثنين من أن الجوع سيزداد مع بدء موسم الجفاف بين يونيو (حزيران) الجاري وسبتمبر (أيلول) المقبل.

وتريد "فاو" اغتنام فرصة الهدوء النسبي في مناطق ريفية بالسودان وموسم الزرع الحالي لزيادة إنتاج الأغذية المحلية وتوفير البذور والمعدات والماشية.

هدوء نسبي

وأفاد عدد من سكان الخرطوم وكالة الصحافة الفرنسية بعدم سماع أية غارات أو طلقات مدفعية أو عمليات قتالية، مما يشكل متنفساً في ظل نقص حاد خدمات الرعاية الطبية والكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الأساسية.

وفي بيان اليوم الإثنين أعربت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وهيئة التنمية غير الحكومية بشرق إفريقيا (إيغاد) عن قلقها إزاء "التدهور السريع للأوضاع في دارفور"، واعتبرت الآلية الثلاثية أن النزاع أخذ بعداً عرقياً في دارفور، وهو ما أدى إلى هجمات ضد أشخاص بسبب هوياتهم وإلى تهجير فئات مجتمعية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات