Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التصعيد الإيراني الإسرائيلي أخيرا... الدوافع والسياقات "2"

التوترات بين الطرفين لن تهدأ بل ستشهد أشكالاً مختلفة لا سيما مع تخوف تل أبيب من نقل الصواريخ الإيرانية إلى المنظمات المسلحة في المنطقة

لا يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الدبلوماسية وحدها ستنجح إلا إذا اقترنت بتهديد عسكري (أ ف ب)

ملخص

تحاول إسرائيل تعزيز صورة استمرار الدعم الأميركي لحكومة نتنياهو لا سيما في ظل ما تتعرض له من عدم استقرار داخلي بفعل الاضطرابات والتظاهرات

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أخيراً إنه لا يعتقد أن الدبلوماسية وحدها ستنجح ولا يمكن أن تنجح إلا إذا اقترنت بتهديد عسكري. وعلى رغم تكرار تصريحات نتنياهو حول إيران بذات المعنى والهدف، فإنها تعكس في الوقت الحالي ما يمكن أن تؤول إليه التوترات بين إيران وإسرائيل.

ويعكس هذا مؤشرات عدة منها تصريحات العسكريين الإسرائيليين محاولة إيران خلق جبهات مواجهة عدة حول إسرائيل، والضغط الأميركي على إسرائيل في الوقت الراهن، لمنع التصعيد في وقت تجرى فيه محادثات سرية بين واشنطن وطهران من أجل المعتقلين الأميركيين، ومن أجل اتفاق موقت معها بديلاً للاتفاق النووي لعام 2015، وكما سبق الإشارة إلى دوافع وسياقات التصعيد من الجانب الإيراني تأتي الآن دوافع وسياقات تصعيد الجانب الإسرائيلي.

تصريحات العسكريين الإسرائيليين

خلال مؤتمر هرتسيليا للدراسات السياسية والاستراتيجية، تكررت تهديدات المسؤولين الإسرائيليين، إذ قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن إيران تقدمت في تخصيب اليورانيوم، وإن إسرائيل لديها القدرة على ضرب إيران وما تحاول أن تبنيه حولها، في حين هدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على دعم لضرب منشآت إيران النووية.

كما قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليفا، خلال المؤتمر نفسه، إن "المواجهة مع إيران أصبحت مباشرة ومتوقعة في جبهات عدة، وإنه بحسب تقديراتنا لم يتخذ بعد قرار في إيران في الاختراق نحو أسلحة نووية، لا من حيث التخصيب، ولا من حيث الأسلحة، لكن هناك استعداد لليوم الذي يتخذ فيه الزعيم الإيراني أو خليفته هذا القرار".

تقارب ساحات المواجهة

تعتبر إسرائيل أن إيران تدفع حلفاءها في المنطقة من ميليشيات عسكرية في سوريا ولبنان والعراق وغزة إلى فتح جبهات عدة ضد إسرائيل في توقيت واحد لأهداف متعددة، منها الشعور بضعف إسرائيل داخلياً وإقليمياً. ومن ثم تعزيز تلك الصورة، واستمرار محور المقاومة وحيويته، وهو ما حدث خلال الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة في القدس والضفة.

كما نفذت إسرائيل هجوماً صاروخياً على مخازن أسلحة وذخيرة تابعة لـ"حزب الله" بالقرب من مدينة حمص السورية، أيضاً هددت "حزب الله" بعد قيامه بإجراء محاكاة لعملية خطف جنود إسرائيليين، واعتبرت إسرائيل أن "حزب الله" يريد تغيير قواعد اللعبة معها، لا سيما في ظل تكرار المحور الإيراني أن إسرائيل تعاني الضعف الداخلي بها أخيراً، ومن ثم تآكل قوة ردعها أمام "حزب الله".

المقترح الأميركي للتخطيط العسكري مع إسرائيل

أجرت إسرائيل والولايات المتحدة مجموعة من التدريبات العسكرية المشتركة خلال الأشهر الأولى من هذا العام، وتحاول إسرائيل العمل على تعزيز صورة استمرار الدعم الأميركي لحكومة نتنياهو، لا سيما في ظل ما تتعرض له إسرائيل من عدم استقرار داخلي بفعل الاضطرابات والتظاهرات، واستمرار الانتقادات الدولية لها بفعل الوضع الداخلي والتصعيد في القدس والضفة الغربية ضد الفلسطينيين.

ومع ذلك تشككت إسرائيل في العرض المقدم من واشنطن حول تشارك خطط عسكرية في شأن إيران، واعتبرت أن الهدف منه هو أن تتحكم واشنطن في ما قد تقدم عليه إسرائيل من هجوم على أهداف إيرانية، أي إن الهدف من التعاون العسكري بينهما هو إطلاع واشنطن على النوايا الإسرائيلية تجاه إيران، ومن ثم تقييدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، فإن إسرائيل حريصة على إظهار التعاون العسكري بينها وبين واشنطن، لبعث رسائل لإيران باستمرار الدعم والغطاء الأميركي لأي عمل عسكري محتمل ضدها تقوم به إسرائيل. فمنذ أيام رافقت المقاتلات الإسرائيلية القاذفات الأميركية في مهمة مشتركة.

وتأتي تلك التطورات بينما تجري واشنطن وطهران محادثات سرية ستفضي قريباً إلى إعلان اتفاق موقت بينهما يقلق إسرائيل، يحافظ على المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب في مقابل تخفيف العقوبات، ويتزامن هذا مع كشف طهران أخيراً عن صاروخ باليستي ثان، لكن سرعته تفوق الصوت يسمى "فاتح" وقبلها أعلنت عن صاروخ "خيبر" الجيل الرابع من صاروخ "خرمشهر".

ومن ثم تستمر إيران في تطوير قدراتها الصاروخية، مما يعني تحفيز المحاذير الإسرائيلية، بالتالي فالتوترات بين الطرفين لن تهدأ، بل ستشهد أشكالاً مختلفة، لا سيما مع تخوف إسرائيل من نقل الصواريخ الإيرانية إلى المنظمات المسلحة في المنطقة.

إجمالاً، في الوقت الذي عمل اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية على تهدئة التوترات الإيرانية - العربية وحلحلة بعض الملفات المأزومة، لكن يبدو أن تهدئة الخلافات بين طهران وجيرانها من دول الخليج العربي أكسبتها الثقة، مما دفعها من جهة إلى محاولة تأكيد أن ما يسمى محور المقاومة ما زال قائماً وقوياً، وستعمل على استعراض القوة من خلال الحرس الثوري، وإجراء التجارب الصاروخية من جهة، وقيام شبكة الجماعات المسلحة المتربطة بها في لبنان وغزة والعراق وسوريا بمناورات وتحركات عسكرية لتأكيد هذه الفكرة، في حين ستعمل إسرائيل على الرد العسكري المباشر على تلك الأطراف، لعدم تمكين كل الأطراف من خلق قواعد جديدة للمواجهة معها، بما يعني استمرار التوترات بين إسرائيل وكل الفواعل السابقة في الساحات السورية واللبنانية والفلسطينية والعراقية.

وفي حال جرى التوصل إلى اتفاق موقت بين واشنطن وطهران بحسب ما تتناقل التقارير الآن، فإن ذلك يعني تفاهم واشنطن مع إيران في بعض المساحات، لكنها ستظل تعمل على وضع إسرائيل كفزاعة وورقة حصار لإيران في المنطقة كأحد أوراق الضغط عليها وحصارها وقت الحاجة، لكن من جهتها ستظل إسرائيل تعمل على الاحتفاظ بحرية التصرف حيال المساس بأي من الخطوط الحمراء التي حددتها أمام سلوك إيران الإقليمي.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل