Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائري بن رحمة ووالدته.. عشق بالملاعب ووفاء في الحياة

ترافقه في المباريات ويذهب إلى المدرجات لتقبيل جبينها بعد كل هدف يسجله

قصة اللاعب الجزائري سعيد بن رحمة ووالدته أثارت إعجاب الجميع (وسائل التواصل)

ملخص

ظهر الجزائري سعيد بن رحمة لاعب وست هام يونايتد الإنجليزي بعد فوز فريقه على فيورنتينا الإيطالي بنهائي دوري المؤتمر الأوروبي وهو يعانقها بحرارة ويقبل جبينها

الأمهات يصنعن الفرحة والحب أينما حللن، ففي ثنائهن قيل إن كل الأماكن مظلمة إلى أن يظهرن، رؤيتهن دعم وغيابهن شوق، وكلمة منهن كافية لتحقق نجاحاً وحلماً نراه مستحيلاً، كيف لا؟ وقد كرمهن الله تعالى بالطاعة والإحسان في كتبه السماوية.

تشتهر ملاعب كرة القدم بالاحتشاد الجماهيري لأفراح الفوز ومرارة الخسارة، وكذلك طعم المنافسة وحصد الألقاب، لكن في خضم هذا كله فإن المستطيل الأخضر يشهد حباً غير حب المشعين للاعبيهم أو فرقهم، بل حب الأم لابنها وانفراج سريرتها عندما يحقق فوزاً أو يتوج بلقب أو كأس.

رفيقة الدرب

إذا تكلمنا عن الحب داخل المستطيل الأخضر، فإن قصة اللاعب الجزائري سعيد بن رحمة مع والدته من القصص التي تستحق أن تروى، جسدتها لقطة صنفت على أنها من أبرز اللقطات في لقب دوري المؤتمر الأوروبي 2023، الذي أحزره نادي "وست هام يونايتد" الإنجليزي بعد فوزه على منافسه "فيورنتينا" الإيطالي بهدفين لواحد، في المباراة النهائية التي أقيمت على أرض ملعب "فورتونا أرينا"، في العاصمة التشيكية براغ.

ففي مشهد إنساني مليء بالمشاعر تفاعل معه ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي كثيراً، ظهر المهاجم الجزائري يحتفل مع والدته عقب صافرة النهاية، ووثقت صور ومقاطع فيديو تركيز الوالدة على ابنها الذي كان يلاحق الكرة ويمررها لزملائه أثناء المباراة، وبعدها عندما توجه بن رحمة صوب المدرجات لمعانقة والدته بحرارة شديدة وتقبيل جبينها فرحاً بالفوز التاريخي، وقال معلقون إن "العلاقة بينهما تربطها قيم البر والوفاء" فيما قال آخرون "إذا آمنت بك أمك فإن العالم سيقف ليحتفل بك".

لم تكن هذه البداية، بل رافقت الأم سعيد في عملية توقيع العقد مع النادي الانجليزي، وأشعلت صورتهما معاً حينها في عملية تقديم اللاعب مواقع التواصل الاجتماعي، للتأكيد على تعلقه وارتباطه بها، لاسيما بعد فقدانه والده.

طموح ومآسي

لم تكن النجاحات التي حققها لاعب وست هام الإنجليزي إلا فصلاً من مسار صعب بدأه منذ سنوات، عندما اختار له القدر أن يهاجر مع والديه من الجزائر صوب فرنسا وعمره 12 سنة، أملاً في حياة كريمة، وتحول من لاعب مغمور في الدوري الفرنسي إلى واحد من اللاعبين المميزين في الدوري الإنجليزي.

 

 

هاجرت أسرة بن رحمة المتكونة من ست بنات وأخ أكبر من ولاية "سيدي بلعباس" غرب الجزائر لتحط الرحال بمدينة "تولوز" الفرنسية، مما فتح له المجال لصقل موهبته، إذ أبان عن قدرات هائلة في لعب كرة القدم مما جعله يلتحق بفريق "نيس" الفرنسي.
يستحضر بن رحمة بداياته في لعب كرة القدم في سن السادسة، فيقول في أحد تصريحاته السابقة "لم تكن سهلة على الإطلاق، أتذكر أنني كنت ألعب حافي القدمين منذ صغري، وعندما هاجرت إلى فرنسا كان لدي مشكلة في التحدث باللغة الفرنسية، مما جعلني عرضة للاستهزاء من زملائي، لكن هذا الأمر لم يثن من عزيمتي في تحقيق حلمي بأن أكون لاعب كرة قدم".

إنجاز تاريخي

بعدما قضى وقتاً على سبيل الإعارة مع أندية أنجيه وجازيليك أجاكسيو وشاتورو الفرنسية خلال مسيرته المبكرة، ظفر بن رحمة في 2018 بعقد احترافي مع فريق برنتفورد الإنجليزي الناشط في بطولة "شومبيون شيب"، ونال معه جائزة أفضل لاعب، الأمر الذي دفع بمسؤولي فريق وست هام الإنجليزي لانتدابه بعقد دائم بعد فترة إعارة بدأت في 2021.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رحلة بن رحمة مع فريق "المطارق" كما يحبذ كثيرون تسميته كانت مميزة، إذ منحته فرصة البروز أكثر وتحقيق إنجاز تاريخي تمثل في الحصول على كأس دوري المؤتمر الأوروبي أمام فريق فيورنتينا الايطالي بهدفين في مقابل واحد، إذ ساهم في هذا الإنجاز من خلال تسجيله الهدف الأول لفريقه، ليكون بذلك ثاني لاعب جزائري ينال بطولة أوروبية ويسجل فيها بعد اللاعب الشهير رابح ماجر.

فضل الأم

وبكثير من الفخر، ينسب بن رحمة كل نجاحاته لوالدته التي رافقته في كل مبارياته التي يلعبها، إذ يعتبرها سنده وحافزه في مسيرته الاحترافية، ولم ينس للحظة فضل دعمها له في كل تحد يواجهه، إذ يفضل الاحتفال في كل مرة يسجل فيها هدفاً بالذهاب إلى المدرجات لتحيتها وتقبيل جبينها.

قصة اللاعب الجزائري بن رحمة واحدة من قصص كثيرة لأمهات لاعبي كرة القدم إذ كان لهن دور في صناعة نجوميتهم، ومن بينهن أم اللاعب البرازيلي رونالدينيو ووالدته "دونا ميفيلينا" التي فعلت المستحيل كي يصبح ابنها نجماً في فريق السيليساو (لقب منتخب البرازيل)، وقال في أحد تصريحاته "ما كان يؤلمني كثيراً في طفولتي هو أن أرى والدتي تغادر البيت قبل الساعة الرابعة صباحاً لتعمل منظفة في مطعم خاص بمحافظة بورتو أليغري، إلا أنني كنت أسعى دائماً إلى إراحتها وآمل في تحقيق ذلك في يوم من الأيام".

أمهات وأساطير

دالما سيلفادورو فارانكو والدة النجم الأرجنتيني الأسطوري دييغو مارادونا وقفت هي الأخرى إلى جانبه في مسيرته الكروية، وقال يوماً "إنها أعظم حب لي" وعندما توفيت في 2011 كتب "مادري توتا، كم أتمنى أن أراك للحظة واحدة، فقدت صديقتي وملكتي ولكن اسمها ينبض في قلبي، أعشقك يا توتا وسأظل كذلك مدى حياتي".

 

 

مواطنه ليونيل ميسي لم يكن ليصبح أفضل لاعب في العالم لولا والدته، التي وقفت معه عندما كان لا يتجاوز طوله 1.27 متر وهو في التاسعة من عمره، فآمنت بقدراته وإمكاناته حتى أصبح الأفضل.

وفي تقرير أجرته صحيفة "إس" الإسبانية عن النجم الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية كريم بن زيمة صرح أنه "عندما تسوء الأمور، فإن الشخص الوحيد الذي يقول لي إنني ألعب بشكل جيد هي والدتي، لقد ساندتني كثيراً وما زالت تفعل، فهي تدعمني في جميع الأوقات".

وتحتفظ الذاكرة الكروية بصورة اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان وهو يوجه ضربة قوية إلى الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي كأس العالم 2006، لأنه سمع منه كلمة "مشينة" في حق أمه، وأنهى بها مسيرته الكروية.

والدة زيدان قالت في أحد تصريحاتها لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية "لا ينبغي أن يتعرض أحد لشتائم من هذا القبيل داخل الملعب أو خارجها، أنا لا يهمني ما إذا كان الأمر يتعلق بنهائي كأس العالم أو غيره، أشعر بحزن عميق بعد أن انتهت حياة زين الدين ببطاقة حمراء ولكن على الأقل لديه شرفه، فبعض الأمور أعتبرها أكبر من كرة القدم".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة