Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تمكين الأفراد 2019"... التكنولوجيا تقدم حلولا لعوائق الحياة اليومية

800 مبتكر من 86 دولة شاركوا في الفعاليات... وأبرز الابتكارات تطبيق للمتعثرين بالنطق ولوح رقمي للمكفوفين

يجعل ابتكار "برايل مي" المكفوفين قادرين على استخدام الإنترنت وقراءة الكتب بسهولة (الصفحة الرسمية لمؤسسة سيمنس شيفتونغ)

أفكار خلاقة وإبداعات وضاحة، والأهم أرضية علمية راسخة. أحلام شبابية وطموحات إنسانية، والأكثر إبداعا قدرات تقنية تحوّل الحلم حقيقة وتترجم الطموح نتيجة. وجوه تنضح بالأمل وابتكارات تتحدث عن التنمية، وشركات تقدم إمكانية الاستدامة عبر الدعم والمساندة والمشاركة في تقوية الابتكارات التي من شأنها أن تحسن ظروف المعيشة في المجتمعات التي تعاني تدنياً في الخدمات.

شهدت القاهرة قبل أيام فعاليات اختيار الفائزين في مسابقة  "تمكين الأفراد" لعام 2019 التي تنظمها مؤسسة "سيمنس شيفتونغ" لإيجاد حلول مستدامة تعتمد على تكنولوجيا بسيطة لتلبية الاحتياجات اليومية في المناطق النامية. 800 مبتكر من 86 دولة شاركوا بمبتكرات من شأنها أن تحسن ظروف المعيشة في مناطق تعاني اجتماعياً واقتصادياً.

العضو المنتدب للمؤسسة السيد رولف هوبر، قال لـ"اندبندنت عربية"، "إن مثل أولئك المبتكرين من الشباب والشابات يبدأون ابتكاراتهم في مجتمعاتهم المحلية، ما يجعلها وثيقة الصلة باحتياجاتها الحقيقية. وعن خبرة أقول، إن نسبة كبيرة جداً من هذه الحلول والابتكارات النابعة من المجتمعات تكون لديها القدرة على إزالة عوائق وعراقيل ضخمة جداً تقف عثرة في طريق تنمية مجتمعاتهم وتقدمها".

الغالبية العظمى من المبتكرين والمبتكرات الذين شاركوا هذا العام في "تمكين الأفراد" يملكون مشروعات صغيرة جداً في مجتمعاتهم، وهو ما يوثق العلاقة ويحقق التوازن بين نموذج العمل الفعلي من جهة والمجتمع المستهدف واحتياجاته من جهة أخرى.

لوح رقمي للمكفوفين
من الهند، تحمل الشابة سوربي سريفاستافا لوحاً رقمياً مخصصاً للمكفوفين ومن يعانون مشكلات بصرية يحمل اسم "برايل مي". اللوح الرقمي له ملمس مشابه للورق المستخدم في طريقة "برايل" الشهيرة ويستخدم تكنولوجيا تجعل المكفوفين قادرين على استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بسهولة وقراءة الكتب عبر ترجمة النصوص المكتوبة إلى "برايل". اللوح الرقمي محمول، ومزود ببطارية طويلة العمر.

 

سريفاستافا تسوق "برايل مي" في الهند والولايات المتحدة الأميركية وجنوب أفريقيا وتركيا وعدد من الدول في الشرق الأوسط.

تطبيق للمتعثرين في النطق
ومن المكفوفين إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة في مجال النطق، حيث يقدم البرازيلي كارلوس بريرا تطبيقاً على أندرويد يستخدم خوارزميات تمكن من يواجهون مشكلات في النطق من التواصل الشفهي. التطبيق الجديد يستخدم تقنية تمكن الآخرين من فهم ما يقوله المستخدم. التطبيق يستخدم بالفعل في البرازيل والأرجنتين وبيرو والمكسيك ومصر والسعودية.

مبادرة تعليمية
ومن باكستان يأتي "سبق" وهي مبادرة تعليمية تقنية يشرحها كل من المؤسس المشارك حسن بن رزوان ومسؤولة التنمية سارة بنغ. المبادرة المطبقة في باكستان تتلخص في تطبيقات تمكن المستخدمين الصغار من الوصول إلى مصادر التعلم الجيد، لا سيما في المناطق النائية المحرومة من المدارس أو غيرها التي لا تحظى بمدارس تقدم تعليماً ذا جودة. التطبيقات مكنت الصغار من الاندماج في التعلم النشط، والاستفادة من نتائج هذا النوع الجيد من التعليم وهو ما لم يكن متاحاً في غياب هذه التطبيقات البسيطة.

المناطق الأكثر فقراً
تطبيق بسيط آخر ينقله إلى القاهرة الأرجنتيني آدي بيتلر، المؤسس المشارك ومسؤول توظيف التقنيات الرقمية لتشجيع التغيرات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. "1816" اسم التطبيق الذي يهدف إلى تحرير الأرجنتين من الجوع، عبر تطبيق يستخدم التكنولوجيا لتحديد أماكن وجود الأطعمة الصالحة للاستخدام والتي يوشك أصحابها على التخلص منها، بتجميعها وتوزيعها على المحتاجين.

 

التطبيق المستخدم يحشد ويحدد مواقع المتبرعين بالأطعمة والسائقين والمطابخ المستعدة لتقييم الأطعمة والتأكد من صلاحيتها ومن ثم توزيعها في المناطق المحرومة.

الطاقة الشمسية
المناطق المحرومة أيضاً تئن تحت وطأة قلة أو انعدام القدرة على الوصول إلى الشبكة العنكبوتية، التي لم تعد رفاهية. من الدنمارك، يقدم مدير التأثير إميل رافنسبجيرغ حلاً يعتمد على محطات الطاقة الشمسية التي تمكن البث الفضائي من عمل "هوت سبوت" للواي فاي في الأماكن النائية، ما يسمح للسكان بالحصول على خدمات رقمية بتكلفة معقولة جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أصحاب الابتكارات الـ11 الذين وصلوا إلى النهائيات أثبتوا أمام لجنة التحكيم أن ابتكاراتهم مستدامة، ولها تأثير اجتماعي قادر على الارتقاء بمستوى ونوعية المعيشة. يقول هوبر "إن الـ11 ابتكارا حققت توازناً بين النماذج العملية للأعمال والوظائف الفنية، وهو ما يضمن قدرة المجتمعات على تحقيق الفائدة القصوى منها".

ورغم تحقيق الـ11 ابتكارا المعايير المطلوبة، فإن الفوز بالجوائز المالية الثلاث الأولى (50 ألف يورو و30 ألف يورو و20 ألف يورو) جاء من نصيب "سولبوكس" وهو مشروع بنغالي يهدف إلى مواجهة مشكلة نقص الطاقة من خلال نموج طاقة مبتكر يعتمد على مبدأ "النظير بالنظير". يعتمد الابتكار على التيار الكهربائي المباشر يسير في اتجاهين مستخدماً توليد الطاقة الشمسية غير المركزية. يسمح الابتكار بتوصيل المنتجين بالمستهلكين ما يسمح بإجراء معاملات قائمة على مبدأ "النظير بالنظير" في بيع وشراء الكهرباء على نطاق متناهي الصغر، ما يولد دخلاً وقدرة على الوصول إلى مصدر رخيص للطاقة في المجتمعات منخفضة الدخل في بنغلاديش.

الجائزة الثانية كانت من نصيب الأعضاء البشرية الصناعية البديلة، التي تتميز بخفة الوزن والراحة لمستخدميها. يقول رئيس مجلس إدراة شركة "نان سبك" الأميركي جوناثان دو ألديريت والمؤسسة المشاركة إيرين كياني "إن ابتكارهما بخفة وزنه وقابليته ليناسب كل الأطوال وسعره المنخفض يمكن مستخدميه ممن تعرضوا لبتر الأرجل من العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي في كل من الهند ورواندا".

الجائزة الثالثة ذهبت لـ"أفاتار"، وهو مشروع أردني لدمج المهمشين وذوي الإعاقة في عملية التعليم. يقول مسؤول تنمية الأعمال في الشركة الشاب الأردني مالك زعيتر "إن مترجمي لغة الإشارة الأفاتار" تطبيق يترجم النص المكتوب إلى لغة الإشارة، ما يسّر عملية التعلم للآلاف من ذوي الاحتياجات السمعية الخاصة في الأردن".

كما فاز ابتكار ألماني يستخدم تكنولوجيا الطاقة الشمسية في تنقية مياه الشرب في عشر دول في أفريقيا وآسيا بجائزة خاصة قدرها 20 ألف يورو. كما فاز مشروع "غرين مايت" أو "صديق الحبوب" بجائزة المجتمع وهو مشروع غاني يقدم مقياساً منخفض التكلفة لمعالجة رطوبة الحبوب، وهو ما يقلص الهدر في المحاصيل الزراعية في مرحلة ما بعد الحصاد.

 

يقول هوبر "إن المعلومات الخاصة بكل الابتكارات والتطبيقات التي وصلت النهائيات تم جمعها في قاعدة بيانات، وهو ما من شأنه أن يعزز من جدوى تنفيذها ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتمويل".

يشار أن "سيمنس شيفتونغ" الذراع المستقلة لمشروعات المسؤولية المجتمعية لشركة "سيمنس" الألمانية. وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تشجيع التنمية الاجتماعية المستدامة، لا سيما في مجالات الخدمات الأساسية مثل التعليم عالي الجودة، ومياه الشرب النقية والتعلم والرعاية الصحية وغيرها. وتدعم المؤسسة الابتكارات التي تخاطب احتياجات الأفراد بطريقة مسؤولة ونابعة من معرفة تامة بثقافة المجتمع المحلي واحتياجاته. ودور المؤسسة هو دعم هذه الابتكارات والمشروعات الصغيرة والتي يعتمد أغلبها على تطبيقات وتقنيات رقمية بتقديم الدعم التقني والمالي.

وتعد مبادرة "تمكين الأفراد" إحدى مبادرات المؤسسة التي تقوم على تعريف وتقريب ودمج أصحاب الأفكار والمشروعات الصغيرة وثيقة الصلة باحتياجات المجتمعات المحلية التي تعتمد على التقنيات الرقمية في الأساس. وتركز المبادرة على المشروعات التي تسد فجوات الخدمات الأساسية المتاحة في المجتمعات الأكثر احتياجاً في الدول النامية. وتقوم المبادرة كذلك بدور منصة لنقل المعارف والتقنيات لتعميم الفائدة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات