Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حان الوقت لشرح لماذا لن تعود بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي

يعلن زعيم حزب العمال أن مستقبل بريطانيا هو خارج أوروبا لكن هذا ليس رأي حزبه

 (رويترز) يستبعد كير ستارمر العودة إلى كنف الاتحاد الأوروبي إلى أجل غير مسمى

ملخص

كير ستارمر ليس صادقاً وقد آن له أن يفسر للبريطانيين الدوافع للبقاء خارج الاتحاد الأوروبي.

بدا زعيم حزب العمال حاداً في شكل غريب في مقال كتبه يوم الخميس لصحيفة مشككة في الاتحاد الأوروبي: "إن مستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي". ولم يسبق له أن قال ذلك في هذا الشكل القاطع من قبل. في السابق، كان يميل إلى القول إنه "لا سبب" لمعاودة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مما أتاح دائماً إمكانية توافر سبب لذلك في وقت لاحق.

الآن يستبعد العودة إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي يحير كثراً في حزبه، وسط استمرار الشعب البريطاني في الميل في شكل أكثر تأكيداً باتجاه الرأي القائل إن التصويت لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي كان خطأ، يبدو أن زعيم حزب العمال يسير في الاتجاه المعاكس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سيفهم كثر في الحزب ما يفعله، حتى لو لم يعجبهم ذلك كثيراً. تشير الحسابات الأولية إلى أن مؤيدي معاودة الانضمام لا مكان آخر لهم يتموضعون فيه عند الانتخابات، في حين يمكن بسهولة إقناع مؤيدي المغادرة – ولا سيما أولئك الذين صوتوا لحزب المحافظين للمرة الأولى عام 2019 – بالتصويت لحزب المحافظين مرة أخرى.

صحيح أن مؤيدي معاودة الانضمام يمكن أن يصوتوا للحزب الديمقراطي الليبرالي أو حزب الخضر أو الحزب القومي، لكن كير ستارمر يريد في الواقع تشجيع الناخبين في عديد من دوائر المحافظين الجنوبية على التصويت للديمقراطيين الليبراليين، ذلك أن المحافظين سيفقدون معظم المقاعد إذا كان التحول إلى حزب العمال مصحوباً بزيادة في معدلات التصويت للديمقراطيين الليبراليين.

وهكذا، ينصب تركيز ستارمر فقط على إقناع مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي بأنه لا يريد قلب "بريكست". وهكذا، استخدم مقاله ليسد بصلابة أكبر بعض الثغرات المحتملة التي قد تسمح للمحافظين باتهامه بأن لديه نية للتراجع. لقد أضاف أن مستقبل بريطانيا "ليس في السوق الموحدة، وليس في الاتحاد الجمركي، وليس مع العودة إلى حرية التنقل. باتت هذه الحجج من الماضي، حيث تنتمي".

لقد تبنى بالتالي موقفاً في ما يتعلق بـ"بريكست" أكثر تشدداً من موقف تيريزا ماي التي كان الاتفاق الذي توصلت إليه في شأن "بريكست"، وكان من المفترض أن يصوت حزب العمال لصالحه، يعني الإبقاء على بريطانيا في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي – في شكل موقت، نظرياً.

وهذا يعني عندما يحل عام 2025، في السنة الأولى لحكومة عمالية محتملة، موعد المراجعة الخمسية للاتفاق التجاري المبرم في ضوء "بريكست"، يلتزم ستارمر بالعبث بشروط الاتفاق نفسه بدلاً من التفاوض على اتفاق جديد.

إذا كانت استراتيجية حزب العمال تستند إلى الناخبين المؤيدين للمغادرة، فهذا أمر منطقي، لكن هناك مشكلة واضحة في ذلك. يقول ستارمر: "يستحق قراء صحيفة (دايلي إكسبرس) أن يكون السياسيون واضحين في مواقفهم". هو واضح في موقفه الآن، لكنه كان واضحاً في الانتخابات الأخيرة في أن سياسته كانت عكس ذلك تماماً.

يعترف ستارمر قائلاً في المقال "ليس سراً كبيراً أنني صوتُّ لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكن عندما ذهبت في جولة حول البلاد، وجدت كثيراً من الأفكار التي اتفقت حولها مع الناخبين الذين صوتوا لصالح الخروج". لقد أرادوا خدمة صحية أفضل ووظائف أفضل و"شعوراً بالسيطرة على حياتهم". كل هذا مثير للاهتمام ومحاولة جديرة بالثناء للبحث عن أرضية مشتركة، لكنه لا يفسر لماذا غير ستارمر رأيه. بالتالي، فإن الاستنتاج الذي يحق لأي قارئ لـ"دايلي إكسبرس" أن يرسمه هو أن ستارمر لم يتغير، وأنه يتبنى موقفاً غير صادق من أجل الحملة الانتخابية المقبلة.

ربما هذا هو أفضل ما يمكن أن يفعله هو وحزب العمال. يبدو لي أن نهجين آخرين فقط يمكن أن يعتمدهما ستارمر. الأول سيكون تغييراً جوهرياً في الاستراتيجية: المطالبة بعلاقة تجارية أوثق مع الاتحاد الأوروبي، والقول إن معاودة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قد تكون احتمالاً (بعيداً)، هذا هو موقف الديمقراطيين الليبراليين إلى حد ما. وهذا ما يريده معظم أعضاء حزب العمال في شكل خاص، وهو موقف يمكنهم أن يجادلوا لصالحه بصدق، لكن الحسابات الانتخابية هنا مدعاة للشك.

أما المسار الآخر فيتمثل في محاولة تفسير تغيير سياسة حزب العمال من دون التذرع بالضرورة الانتخابية. أعتقد أن هذا من شأنه أن يأخذ ستارمر إلى المجالات التي استكشفها [الزعيم العمالي السابق] نيل كينوك في برلمان 1987-1992، عندما تخلى عن سياسة نزع السلاح النووي من جانب واحد التي كانت غير شعبية في الأساس.

وبدلاً من القيام بما يقوم به ستارمر الآن في شأن أوروبا، أي مجرد تأكيد السياسة الجديدة كحقيقة، جادل كينوك بأن العالم كان يتغير، وأنه "لا حاجة الآن إلى أحادية تقوم على شيء في مقابل لا شيء". كان الموقف غير مقنع في شكل واضح. حتى عندما سقط جدار برلين عام 1990، لم يكن من الواضح أن هذا التطور عزز الحجة لصالح احتفاظ بريطانيا بالأسلحة النووية.

أعتقد أن ستارمر يمكن أن يجادل بأن الظروف قد تغيرت – أي إن بريطانيا باتت خارج الاتحاد الأوروبي الآن، وسيكون من الصعب والتعقيد العودة إلى أي شيء يشبه الشروط الاستثنائية نفسها، لكن هذا لن يغير الاعتقاد الأساسي لمعظم أعضاء حزب العمال بأن بريطانيا ستكون أفضل حالاً لو بقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

لذلك أجبر ستارمر على اعتماد منهج التأكيد البسيط من دون تقديم أي دليل يدعم قوله: "إن مستقبل بريطانيا هو خارج الاتحاد الأوروبي". في الفقرة التالية، يمضي ليقول إن قراء صحيفة "إكسبرس" يتوقعون أيضاً أن يكون السياسيون صادقين". ومن المفترض أن تكون هذه الفكرة الرابط مع الجزء التالي، "لا فائدة من التظاهر بأن كل شيء على خير ما يرام"، وهو المدخل إلى القسم الذي يتناول خطط حزب العمال "لجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطة فاعلة" (أفضل قليلاً، على الهامش).

لكن التباهي بالصدق يلفت الانتباه وبكل أسف إلى المشكلة الأساسية في سياسة حزب العمال بعد بريكست، ألا وهي أن لا ستارمر ولا حزبه يؤمنان بالصدق. قد يكون الموقف الأقل سوءاً الذي يجب تبنيه لأسباب انتخابية، لكن الصدق ليس البديل أبداً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل