Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طالبان تعزف على الوتر الوطني من خلال الاشتباك مع إيران

بعد انتهاء المواجهات الحدودية أدى أعضاء الحركة صلاة الشكر في ولاية نيمروز وكانوا فرحين لمشاركتهم فيها

قوات خاصة من حركة طالبان في ضواحي العاصمة كابول (أ ب)

ملخص

ازداد التوتر أخيراً بين المسؤولين الإيرانيين وطالبان حول حصص البلدين من مياه هيرمند، وحتى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هدد الحركة

هاجم عدد من عناصر حركة طالبان يوم السبت الماضي نقطة تفتيش حدودية إيرانية على حدود البلدين في محافظة نيمروز جنوب غربي أفغانستان واشتبكوا مع قوات حرس الحدود الإيرانية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وأفادت التقارير الأولية بأن قوة من طالبان استهدفت نقطة تفتيش حدودية إيرانية بقاذفة "أر بي جي" وواصلت تقدمها إلى أن سيطرت على الثكنة العسكرية، كما أن أفراد طالبان ونظراً إلى خبرتهم في حرب العصابات ضد الحكومة الأفغانية السابقة سرعان ما سجلوا مقاطع فيديو لهجومهم على نقطة التفتيش الإيرانية ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي للاستخدام الدعائي.

واستغلت "طالبان" هذه الاشتباكات لإثارة المشاعر القومية في نفوس المواطنين الأفغان ضد إيران بالتالي لتحسين شعبيتها، وبعد انتهاء الاشتباكات مع حرس الحدود الإيرانيين أدى أعضاء الحركة الأفغانية صلاة الشكر في ولاية نيمروز وكانوا فرحين لمشاركتهم في هذه الاشتباكات، ومنذ وصول "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان تكررت الاشتباكات الحدودية مع حرس الحدود الإيرانيين. 

ويعتقد أن حركة طالبان تبحث عن رفع شعبيتها بين المواطنين الأفغان من خلال هذا الاشتباك الحدودي والخلاف حول حصص البلدين من مياه نهر هيرمند (أو هلمند)، وطالبان من خلال ادعائها الدفاع عن وحدة أراضي أفغانستان ومواردها المائية واستغلالها لوسائل التواصل الاجتماعي تعمل على زيادة مؤيديها في الشارع الأفغاني. 

ويتابع عديد من المواطنين في أفغانستان وإيران القضايا المتعلقة بالبلدين من خلال استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"تويتر"، وتنتهي نقاشاتهم في كثير من الأحيان بمشادات كلامية.

أحد مستخدمي "تيك توك"، ويدعى عبدالله قندزي كان نشر مقطع فيديو للاشتباك الحدودي مع حرس الحدود الإيرانية، وقال إنه تمنى أن تنتصر طالبان، كما رحب عديد من مستخدمي "تيك توك" ومنصة "تويتر" بنهج طالبان في تعاملها مع التوتر الحدودي.  

وتسببت الاشتباكات الحدودية وموقف حركة طالبان تجاه ما يتعلق بحصة البلاد من مياه نهر هيرمند بتحول بعض معارضيها إلى مناصرين لها. وقال فرهاد محمدي، وهو من سكان محافظة هرات، لـ"اندبندنت فارسية"، إن "حركة طالبان هي القوة الوحيدة التي يمكنها الدفاع عن أفغانستان ضد أي هجوم للدول الأجنبية". وعلى رغم تأكيده أنه "ضد قرار طالبان حرمان الفتيات من العمل والتعليم، إلا أنهم (طالبان) أظهروا عزمهم على الدفاع عن بلادنا، وإذا ما استوجب الأمر الدفاع عن الوطن فأنا أدعم طالبان".

ونظراً إلى وجود آلاف الانتحاريين الذين يرغبون في القتال و"دخول الجنة" لدى حركة طالبان فهم لا يخشون الحرب، ومن المتوقع أن يلتحق عديد منهم بالاشتباكات الدائرة على الحدود مع إيران.
وبعد مرور 21 شهراً من سيطرتهم على الحكم في أفغانستان، كشف قادة الحركة وفي أكثر من مناسبة عن قواتهم الانتحارية وتفاخروا بالقنابل الآلية والألغام البراميلية، وادعوا أنهم هزموا كلاً من أميركا وحلف الناتو.   

وبعد سقوط الحكومة الأفغانية على يد مسلحي "طالبان" وإنهاء الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، حصلت الحركة على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات. ونشر أنصار "طالبان" مقاطع فيديو على منصة "تويتر" تعود إلى الاشتباك الذي حصل يوم السبت الماضي في ولاية نيمروز، إذ تظهر أن قوات طالبان تتجه نحو نيمروز بآليات عسكرية وأسلحة أميركية حصلت عليها بعد انسحاب الجيش الأميركي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما هو معلوم فإن الخلافات والتوترات بين صفوف "طالبان" في تصاعد مستمر، إلا أن الاشتباكات الحدودية مع النظام الإيراني ستؤدي بالضرورة إلى توحيد صفوف الحركة من جديد.

وتواجه "طالبان" موجة استياء واسع في أفغانستان، ووصلت معدلات البطالة والفقر إلى أعلى مستوياتها. وأدت سياسات الحركة المناهضة للنسوية إلى بقاء ملايين الفتيات والنساء في المنازل، وفي مثل هذه الأوضاع تسعى طالبان من خلال استخدام ماكينتها الدعائية إلى تغطية ضعفها هذا عبر خلق التوترات والاشتباك مع الدول المجاورة.

خلال الحكم الجمهوري والوجود العسكري للولايات المتحدة والغرب بشكل عام في أفغانستان كانت إيران تدعم حركة طالبان مالياً وتسليحاً، وفي ذلك الوقت ترددت إشاعات بين القوات الحكومية الأفغانية أن عناصر طالبان تكافأ من إيران مقابل قتلهم.

ومع الإطاحة بالحكومة الأفغانية حاولت طهران أن تحافظ على علاقات دافئة مع حركة طالبان، وفي عديد من المناسبات أظهرت مرونة في الاشتباكات الحدودية التي انتهكت من خلالها وحدة الأراضي الإيرانية.

في الشهر الماضي ازداد التوتر بشكل ملحوظ بين المسؤولين الإيرانيين وطالبان حول حصص البلدين من مياه هيرمند، وحتى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان هددا الحركة.

من ناحية أخرى تستضيف إيران أكثر من 4 ملايين مهاجر أفغاني على أراضيها، وستنعكس التوترات الحدودية سلباً على وضع هؤلاء. وقال أحمد خالد، المواطن الأفغاني الذي هاجر إلى إيران للبحث عن فرصة عمل منذ ستة أشهر، إنه وبعد أن سيطرت طالبان على الحكم في كابول، فقد عمله مما اضطره إلى الهجرة إلى إيران، مضيفاً أنه "إذا لا سمح الله واندلعت حرب بين طالبان وإيران، فسيكون لها تأثير سلبي جداً في حياة المهاجرين داخل إيران. وطالبان لا تهتم بدماء البشر ولا تقدر الإنسان الأفغاني، وهربنا جميعنا منهم إلى إيران. وأرجو تجنب الحرب، لأن الخاسر الوحيد في مثل هذه الحروب هو المواطن الأفغاني".  

وحاولت حركة طالبان جاهدة من خلال نشر الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي أن تضع أفغانستان في مواجهة النظام الإيراني، وتظهر نفسها بأنها القوة الوحيدة التي تحمي المصالح الأفغانية.

ويرى عديد من المحللين الأفغان أن حركة طالبان ليس لديها ما تخسره، ولهذا السبب فإنها تبحث عن مثل هذه الاشتباكات الحدودية ضد إيران، كما أنه يعتقد أن قادة الحركة في مثل هذه الأوضاع قد يكسبون دعم معارضي النظام الإيراني سواء كانوا في أفغانستان أم في أماكن أخرى من العالم.

نقلا عن اندبندنت فارسية

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير