Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوريا تحمّل تركيا مسؤولية اتفاق وقف النار و"هيئة تحرير الشام" تهدّد بعدم الالتزام إذا قُصفت

هدنة مشروطة للنظام في إدلب... وترمب يهدد بالإفراج عن "الدواعش" الأوروبيين

ما زالت التطورات الميدانية في محافظة إدلب تتصدّر واجهة الاهتمام الدولي في وقت تتواصل مفاوضات "أستانا" في جولتها الـ 13. في هذا الوقت، ستحقق الأمم المتحدة في غارات عدة طالت مرافق تدعمها المنظمة الدولية ومواقع مدنية في شمال غربي سوريا، وفق ما قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش.

وصرح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش أن "التحقيق سيغطي (عمليات) التدمير والأضرار التي لحقت بالمنشآت الواقعة في المنطقة المنزوعة السلاح والمواقع التي تدعمها الأمم المتحدة". وأضاف أن غوتيريش يدعو "الأطراف المعنية إلى التعاون" مع المحققين.
من جهته، انتقد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي التحقيق، مندداً بمزاعم عن مسؤولية للنظام السوري وروسيا عن عمليات التدمير تلك، واصفاً هذه المزاعم بأنها "أخبار كاذبة"، واعتبر أن هذا التحقيق "يهدف إلى اتهام سوريا وروسيا بأمور لم تفعلاها".

الجانب السياسي من التسوية السورية

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أعلن عن ترحيب موسكو بإعلان دمشق موافقة مشروطة على وقف إطلاق النار بمنطقة إدلب، مشيراً إلى أن الكرة باتت في ملعب المسلحين. وفي مؤتمر صحافي عقده في ختام اليوم الأول من الجولة الـ 13 لـ "مفاوضات أستانا"، التي انطلقت الخميس 1 أغسطس (آب) في العاصمة الكازاخية نور سلطان، وصف المبعوث الروسي نتائج المشاورات بـ "الإيجابية"، مشيراً إلى أنها "ستتيح تحريك الوضع السياسي من نقطة الجمود".

وفي إجابته على سؤال حول إعلان النظام السوري موافقته بشروط على وقف إطلاق النار في إدلب، شدد لافرينتييف على ضرورة إحلال الاستقرار في المنطقة، وقال "بالتأكيد، نرحب بقرار دمشق والكرة الآن في ملعب المعارضة المسلحة المعتدلة والتي تسيطر للأسف على الجزء الأصغر من منطقة إدلب". وبخصوص مواضيع أخرى، أكد لافرينتييف أن الوفود المشاركة ركزت بشكل خاص على الجانب السياسي من التسوية السورية، والخطوات اللاحقة الرامية لتسريع العملية السياسية وإتمام تشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد وإطلاق عمله على منصة جنيف، فضلاً عن مسألة عودة اللاجئين وإعادة الإعمار.

وعبر الدبلوماسي الروسي عن أمل موسكو أن يعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عن استكمال العمل على تشكيل اللجنة بحلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

سوريا تحمّل تركيا مسؤولية نجاح الهدنة

واعتبر المفاوض السوري بشار الجعفري خلال اليوم الثاني من مفاوضات أستانا، الجمعة 2 أغسطس (آب) الحالي، أن نجاح اتفاق وقف النار يعتمد على التزام تركيا بسحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل المعارضة وإقامة منطقة منزوعة السلاح، مضيفاً أن الموافقة السورية على الهدنة في إدلب هي "امتحان واختبار للنوايا التركية".

ودعا الجعفري كذلك "الضامنين" الآخرين، و"الحاضرين في أستانا" إلى تحمّل "مسؤولياتهم في الضغط على الجانب التركي" لتنفيذ شروط اتفاق تم التوصّل إليه في سوتشي العام الماضي، بين روسيا وتركيا، ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل المسلحة، كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات المسلحة من المنطقة المعنية. وقال الجعفري إن "الإعلان في دمشق بوقف إطلاق النار مشروط بتطبيق الجانب التركي لتفاهمات سوتشي وتفاهمات أستانا وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من يد الإرهابيين".

واتهم المفاوض السوري المجموعات المعارضة المسلّحة بقصف مناطق سيطرة القوات الحكومية في محافظات حلب وحماة واللاذقية "انطلاقاً من المناطق التي تهيمن عليها تركيا في إدلب". وأضاف "هذا يعني أنه على الرغم من أن صبرنا طويل، لكنه محدود هذه المرة. لن ننتظر إلى ما لا نهاية حتى تنفذ تركيا التزاماتها".

المعارضة تحذّر

وكانت وسائل إعلام النظام السوري أعلنت أن وقفاً لإطلاق النار جرى الاتفاق عليه في آخر معقل للمعارضة المسلحة شمال غربي البلاد حيث تقول منظمات إغاثة إن عدد ضحايا الهجوم الذي تنفذه قوات النظام على المنطقة يزداد. ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ بدءاً من مساء الخميس الأول من أغسطس (آب) شرط التزام مسلحي المعارضة بتطبيق بنود اتفاق سوتشي.

في المقابل، حذّرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، الجمعة، من أن أي قصف على مناطق سيطرتها سيؤدي إلى عدم التزامها بوقف إطلاق النار، قائلةً في بيان تلّقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه إن "أي قصف أو اعتداء يطال مدن وبلدات الشمال المحرّر سيؤدي إلى إلغاء وقف إطلاق النار من جهتنا ويكون لنا حق الرد عليه".

وشهدت محافظة إدلب ومحيطها في شمال غربي سوريا هدوءاً على جبهات القتال وتوقفاً للغارات منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند منتصف ليل الخميس الجمعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مقتل أكثر من 400 مدني

وكانت الأمم المتحدة ذكرت الأسبوع الماضي أن القتال في شمال غربي سوريا منذ أواخر أبريل (نيسان) أودى بحياة أكثر من 400 مدني وأجبر أكثر من 440 ألفاً على الفرار صوب الحدود التركية. وقالت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه الأسبوع الماضي إن الضربات الجوية التي ينفذها النظام السوري وحلفاؤه أصابت مدارس ومستشفيات وأسواقاً ومخابز.

مقتل 33 طفلاً

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القصف تصاعد خلال الأسابيع الأربعة الماضية ما تسبب في سقوط أعداد من القتلى والجرحى أكبر من أي وقت هذا العام. ولفتت هيئة إنقاذ الطفولة الخيرية إلى أن ما لا يقل عن 33 طفلاً قتلوا منذ نهاية يونيو (حزيران)، وهو عدد أكبر من إجمالي نظيره في العام 2018 بأكمله، وأضافت "ما زالت الجثث تُنتشل من تحت الأنقاض، بعضها ممزق إلى أشلاء أو محترق بشكل لا يمكن التعرف إليه".

ترمب... يهدد الأوروبيين

وسط هذه الأجواء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن سلطات بلاده يمكن أن تطلق سراح مسلحي "داعش"، المعتقلين في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأميركي، إذا لم تقم سلطات بلدانهم الأصلية، باستلامهم، وقال ترمب، في حديث مع الصحافيين "نحتجز الآلاف من مسلحي "داعش"، ونريد أن تأخذهم أوروبا. سنرى هل ستقوم بلدانهم الأصلية باستلامهم. إذا لم يحصل ذلك، فسنضطر على الأرجح إلى إطلاق سراحهم إلى أوروبا". وأشار الرئيس الأميركي إلى وجود 2500 من عناصر "داعش" من مواطني الدول الأوروبية، في قبضة الأميركيين وحلفائهم داخل سوريا والعراق، وشدد على أن بلاده تريد من أوروبا أن تأخذ مسلحي "داعش" المعتقلين "لأنهم كانوا عائدين إلى هناك: إلى فرنسا وألمانيا والمناطق الأخرى".

وكانت الولايات المتحدة كررت دعوة الدول الأوروبية إلى إعادة جهادييها المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية السورية، وقال الممثل الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في مؤتمر صحافي إن قوات سوريا الديمقراطية تعتقل أكثر من 10 آلاف جهادي، بينهم ثمانية آلاف من العراق وسوريا وألفان من أكثر من 50 دولة، وإلى هؤلاء الجهاديين يُضاف حوالى 70 ألف طفل وامرأة من عائلات الجهاديين، على ما أوضح جيفري.

وقال منسّق جهود مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركي ناثان سيلز إن هؤلاء الجهاديين لم يتخلوا عن أيديولوجيتهم و"علينا جميعاً واجب منعهم من العودة لساحة المعركة"، وأضاف "الطريقة الأنجع لذلك هي أن يعيد البلد الأصلي مواطنيه وأن يحاكمهم على الجرائم التي اقترفوها".

المزيد من العالم العربي