Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جراحة حكومية لإنقاذ مستشفيات العراق

نقص في المباني والكوادر المتخصصة ومشروع بديل في بغداد والمحافظات

الحكومة العراقية تسعى إلى إيجاد حلول لأزمة المستشفيات في بعض المناطق التي تعاني كثافة سكانية عالية (حقوق الصورة محفوظة - مواقع التواصل)

ملخص

بعد الغزو الأميركي للعراق تعرضت المستشفيات إلى عمليات نهب أعقبها ازدياد الوضع الصحي سوءاً، لا سيما أنه لم تجر عمليات إعمار حقيقية ولم ينجز إلا عدد محدود من المستشفيات ذات قدرة استيعابية قليلة نسبياً مقارنة بعدد سكان البلاد الذي يصل إلى 42 مليوناً.

غاص القطاع الصحي العراقي مثل بقية القطاعات الخدمية في مستنقع الفوضى متأثراً بالعدد المحدود للمستشفيات التي يرجع تاريخ بناء بعضها إلى سبعينيات القرن الماضي، فالأزمات التي عانتها البلاد أدت إلى تدهور القطاع الطبي بشكل كبير.

وخاض العراق عدداً من الحروب، ومنها الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات (1980 - 1988)، ثم حرب الخليج عام 1991 التي اندلعت بعد غزو العراق الكويت، وصولاً إلى غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

وبعد التدخل الأميركي في العراق تعرضت المستشفيات إلى عمليات نهب للتجهيزات الطبية زاد الوضع الصحي سوءاً، لا سيما أنه لم تجر عمليات إعمار حقيقية ولم ينجز إلا عدد محدود من المستشفيات ذات قدرة استيعابية قليلة نسبياً مقارنة بعدد سكان البلاد الذي يصل إلى 42 مليوناً، بينما المباني الطبية بنيت في وقت كان عدد المواطنين أقل من نصف التعداد الحالي.

الحكومة العراقية من جانبها تؤكد سعيها إلى إيجاد بعض الحلول من خلال بناء مستشفيات ذات سعات صغيرة ومتوسطة في بعض المناطق التي تعاني كثافة سكانية عالية وخصوصاً الفقيرة في العاصمة بغداد، وتأهيل أخرى أو زيادة قدرتها الاستيعابية.

مستشفيات المحافظات

وزارة الصحة العراقية أزاحت الستار عن مشروع صحي لديها يستهدف بناء 15 مستشفى في 15 محافظة، علاوة على مدينة طبية بمعسكر الرشيد في العاصمة بغداد.

وقال وزير الصحة العراقي مهدي الحسناوي إنه "ضمن البرنامج الحكومي لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تواصل الوزارة تأهيل المستشفيات، وخلال المرحلة الأولى أهلنا مستشفيي الكاظمية والكندي وافتتحنا المرحلة الثانية من عملية تأهيل مستشفى ابن البلدي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الحسناوي "لدينا 10 مستشفيات في المحافظات أيضاً تحت التأهيل، وبعد إقرار الموازنة سيتم تجهيز عدد غير قليل من مستشفيات بغداد، علاوة على مشروع لبناء 15 مستشفى في المحافظات بسعة 100 سرير.

وتسعى الحكومة العراقية إلى استثمار معسكر الرشيد في بغداد لبناء مجمع خاص بمدينة طبية، قسم منها للاستثمار الطبي والآخر يتبع وزارة الصحة، ومعسكر الرشيد الواقع جنوب شرقي بغداد على ضفة نهر دجلة يعتبر من أكبر المعسكرات قبل عام 2003، ويضم مستشفى عسكرياً باسم مستشفى الرشيد العسكري لكنه دمر بالكامل ونهب بعد أن كان من أضخم المؤسسات الصحية في البلاد إذ يتسع لـ 2000 سرير.

إمكانات العاصمة

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سبق وتعهد بالمضي قدماً في إكمال مشاريع المستشفيات المتلكئة وإعادة تأهيل وصيانة المشيد منها، مبيناً أن حكومته وضعت القطاع الصحي على رأس أولوياتها.

وأشار محافظ بغداد محمد العطار إلى أن عدداً من المستشفيات في بغداد سيتم إكماله العام الحالي، لافتاً إلى أن المستشفيات الجديدة ستجهز بمعدات حديثة خلال عام الافتتاح.

وتابع، "الخطة الحكومية لبناء المستشفيات تقضي ببناء مبان جديدة سيفتتح بعضها هذا العام وأخرى في طور البناء ووصلت إلى مراحل متقدمة"، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً بناء مستشفى الفضيلة بسعة 200 سرير بهدف خدمة مناطق محرومة جداً شرق بغداد، وهي منطقة المعامل والفضيلية التي تحوي كثافة سكانية عالية.

وأضاف، "لدينا مستشفيات أخرى في طور البناء مثل مستشفى الحرية بسعة 400 سرير ووصلت نسبة الإنجاز فيه إلى أكثر من 50 في المئة، فضلاً عن مستشفى النعمان في منطقة الأعظمية ومستشفيات أخرى ستخدم محافظة بغداد".

وأشار إلى وجود تفاهم مع وزارة الصحة لإكمال باقي المستشفيات المتلكئة مثل النهروان والحسينية وسبع البور والمعامل، وجميعها ستخدم عدداً من مناطق العاصمة، معلناً خطة لتأهيل المستشفيات العاملة حالياً سواء في جانبي الكرخ والرصافة.

وزاد، "الآن نحن بصدد تأهيل مستشفيين اليرموك والكرامة واثنين في جانب الرصافة هما مستشفى فاطمة الزهراء والصدرين، وسيتم درج مستشفيات أخرى ليكون المجموع أربعة مستشفيات في الرصافة وأربعة أخرى في جانب الكرخ من بغداد"، مشدداً على ضرورة أن تجرى أعمال التأهيل في المستشفيات العاملة حالياً بشكل سنوي.

رقم صادم

لكن عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي باسم الغرابي يذهب إلى أبعد من ذلك، موضحاً أن البلاد في حاجة إلى 96 مستشفى ببغداد وبقية المحافظات، علاوة على نقص الكوادر المتخصصة.

وأشار إلى أن المشكلة التي يعانيها العراق تتمثل في إنشاء المستشفيات مع تهيئة المستلزمات لها، فكثير لا يثقون بالقطاع الطبي الحكومي لعدم توافر العلاج أو الكوادر المتخصصة مما يضطرهم إلى اللجوء إلى القطاع الخاص.

ويضطر عدد ليس بالقليل من العراقيين إلى العلاج بالمستشفيات الخاصة التي انتشرت بصورة كبيرة في عدد من المحافظات للتخلص من طوابير الانتظار الطويلة والحصول على أفضل الخدمات العلاجية، فيما يسافر عدد آخر إلى عدد من دول العالم مثل الهند ولبنان وتركيا والأردن طلباً للعلاج.

وأوضح أن هناك 10 مستشفيات قيد الإنشاء في عدد من المحافظات أو لم يكتمل افتتاح جميع أقسامها، وتم تخصيص مبالغ لإكمالها، وعلى رغم مباشرة العمل في بعضها عام 2011 إلا أن تطويرها توقف بسبب ظهور تنظيم "داعش" والأزمة الاقتصادية التي عانتها البلاد.

وتتمثل خطة الحكومة العراقية في توزيع المستشفيات على الأقضية والضواحي بسعات من 100 إلى 200 سرير لتخفيف الضغط على المستشفى العام الموجود في المحافظة الرئيسة لتكون الخدمة الطبية قريبة من المواطن، بحسب الغرابي، الذي أشار إلى وجود نقص كبير في المستشفيات التخصصية وخصوصاً المرتبطة بالأمراض المزمنة والسرطانية.

ومن المقرر إنشاء مراكز متخصصة في المحافظات وتخصيص مليارات لإنشائها لمعالجة الأمراض السرطانية، ولمصلحة الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية (كيماديا).

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المستشفيات العراقية تعاني نقصاً كبيراً في الكوادر المتخصصة وتحتاج إلى تدريب الأطباء، إذ يعتمدون على العلوم المكتسبة من أقرانهم الأكثر خبرة وفق خطة سنوية تستهدف إرسال الأطباء إلى خارج البلاد لتدريبهم على العمل لمدة خمس سنوات في المستشفيات لممارسة التخصص الذي تدربوا عليه.

المزيد من تقارير