Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تكلم بوضوح في عالم السياسة إن كنت ستتكلم أصلا

ثلاثة عناصر أساسية تجعل السياسي خطيباً عاماً فاعلاً

لطالما كان متعارفاً أنه ينبغي تجاهل المهارات البرلمانية باعتبارها قديمة الطراز أو تافهة (غيتي)

ملخص

كيف تفوز في نقاش سياسي؟ استمع إلى نصائح الخبراء في المجال

منذ تسع سنوات، أدرجت نيكولا ستورجن على قائمة أفضل عشرة سياسيين مثيرين للاهتمام في المملكة المتحدة. وكانت قد تولت للتو منصب رئاسة وزراء اسكتلندا لتحل مكان أليكس سالموند، ولم تكن معروفة جداً في إنجلترا، حتى إن المحافظين قرروا، وسط سعيهم لإخافة الناخبين في انتخابات السنة التالية، تعديل صورة إيد ميليباند باستعمال برنامج "فوتوشوب" ليبدو خارجاً من جيب سالاموند.

لكنها أثبتت نجاحها، كونها صمدت في الريادة لوقت طويل، مع أنه تعذر عليها في نهاية المطاف إحراز أي تقدم على صعيد تحقيق استقلال اسكتلندا، الذي بقي التحدي الوحيد أمامها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لو كنت لأكرر هذا التمرين الآن، لجاء ستيفن فلين، القائد الجديد للحزب الوطني الاسكتلندي في مجلس العموم، ليحتل مكانها على قائمة السياسيين العشرة السابقة. فمع أنه لا يزال في سن الـ34، إلا أنه سبق أن ترك بصمته كواحد من أفضل الخطباء في البرلمان، على رغم أن حزبه بدأ يفقد السيطرة على الأمور في اسكتلندا.

شارك [فلين] خلال الأسبوع الجاري في مقابلة أجراها معه نيك روبنسون من قناة "بي بي سي"، وكم لفتني وصفه لمدى جدية تعاطيه مع فن الخطابة العامة. فقال في معرض كلامه عن الموضوع: "عندما أصغي إلى الناس أثناء مشاركتهم في المقابلات أو إلقائهم الخطابات، أحب التوقف والتفكير: "ماذا كنت سأقول؟ كيف كنت سأجيب عن هذا [السؤال]؟".

برأيه، يعطي هذا التصرف انطباعاً بأنه "مهووس نسبياً بصغائر الأمور"، لكن رأيي في الموضوع مختلف. وأعتبر أنه من المدهش أن يكون قد استعد لواحد من أهم جوانب عمله بهذا القدر من التفاني.

أمضى [فلين] حياة خارجة عن المألوف، حيث أرغم على ملازمة سريره معظم سنوات مراهقته، بعد إصابته بمرض عرضه لترقق في العظام. وقال إن ذلك منحه الكثير من الوقت للقراءة والتفكير. والشبه لافت فعلاً بينه وبين سياسي اسكتلندي آخر متمكن من فن الخطابة، هو غوردن براون الذي أمضى أشهراً في المستشفى، بينما جهد الأطباء لإنقاذ بصره، بعد تعرضه لحادثة أثناء ممارسته لعبة الرغبي عندما كان عمره 16 سنة.

عندما انتخب فلين في البرلمان بعد أن ترأس مجلس مدينة أبردين لثلاث سنوات، كان لا يزال يسير على عكازات، لكنه يقول إن جراحة استبدال للورك غيرت مجرى حياته.

بعكس النواب الآخرين، يبدو أنه دخل مجلس العموم بعد أن فكر بعمق في ما يتطلبه النجاح في بيئة عدائية. وأخبر روبنسون بأن "القدرة على التحكم بالمجلس تتطلب فعلاً الكثير". وعند سؤاله عما إذا كان يملك هذه القدرة، تحدث عن وزير الأمن توم تاغندهات، وعن وزير الخارجية في حكومة الظل ديفيد لامي. وكعربون وفاء، أضاف اسمي تومي شيبارد وستيوارت هوسي، زميليه في الحزب الوطني الاسكتلندي، وأورد اسم إميلي ثورنبري، المدعية العامة في حكومة الظل، فقال "إنني من كبار هواتهم، كونهم [من الخطباء] الممتعين فعلاً".

من المذهل فعلاً أن نرى سياسياً منفتحاً في كلامه عن حرفة السياسة. فلطالما كان متعارفاً أنه ينبغي تجاهل المهارات البرلمانية باعتبارها قديمة الطراز أو تافهة. فما الداعي لإلقاء خطاب أو للمشاركة في نقاش إن كان بوسعك الحصول على المقتطف الذي تريده من الأخبار أو من مشهد فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

ذهب أعضاء حزب العمال إلى حد اختيار زعيم يتناقض تماماً مع خطباء مجلس العموم، فحققوا نجاحاً مفاجئاً في حملة عام 2017 الانتخابية، مع أن نيل احترام مجلس العموم عادة ما يكون أساسياً لقيادة حزبية فاعلة.

لا تنحصر المسألة في أن النواب الآخرين يقيمون من كان بارعاً في فن الخطابة، لما لذلك من دور يسهم في رفع معنويات الفريق، لكن عدداً كبيراً من مهارات النقاش البرلماني ينعكس إيجاباً على الأداء في استوديو البث التلفزيوني، حيث تتحدد معالم الفوز أو الخسارة في الحملات الانتخابية.

أما قائمتي بأعضاء البرلمان البارعين في الخطابة، فمختلفة عن قائمة فلين. وبرأيي، كان حزن تاغندهات حيال الانسحاب من أفغانستان، بينما كان "مجلس العموم برمته على كف يده"، وفق ما أفاد فلين، انفعالياً للغاية، مع أنه كان كفيلاً بتفعيل حملة المحافظين سعياً للزعامة، وبإيصالهم إلى جولة التصويت الثالثة السنة الماضية.

تمكن ريشي سوناك من ضبط مجلس العموم منذ لحظة بروزه كسياسي متكامل من الصف الأول، عندما كان وزير مالية خلال الجائحة. أما مايكل غوف، فهو فعلاً شخص لو رأيت اسمه على شاشات الإعلان في محيط قصر وستمنستر، لذهبت إلى ردهة المؤتمرات الصحافية لأراه شخصياً.

لكن المغزى من اهتمام فلين بفن الخطابة جاء يذكرنا بأن قلة قليلة من الأشخاص يبرعون في ممارسة مهامهم - وبأن شخصاً مثل أنجيلا راينر، البارعة بطبيعتها في النقاشات، خسرت مجلس العموم كلياً، بعد أن قرأت لائحة مطولة، سلسلت فيها جميع هفوات حزب المحافظين، خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى رئيس الوزراء هذا الأسبوع.

أما كير ستارمر، فاعتماده على رؤوس الأقلام يقوض دوماً مكانته عند [تطرقه إلى المهام الرسمية]. ففي الماضي، كان النواب يقاطعون [خطاباً] ويهتفون "يقرأ!" لو التفت نظير لهم إلى رؤوس الأقلام وهو يطرح سؤالاً، بالتالي قد تكون فكرة سديدة لو أعادوا إحياء هذا التقليد.

احفظوا سطوركم. ضعوا رؤوس الأقلام جانباً. أمعنوا الإصغاء إلى ما يقوله الطرف الآخر وأجيبوه. فهذه أفضل طريقة لـ"صد الضربات"، على حد تعبير فلين، لكنها أيضاً الطريقة المثلى للفوز في النقاشات والانتخابات خارج مجلس العموم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل