Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة السبع تتعهد بتجويع روسيا "حربيا" ومواجهة "العسكرة" الصينية

لافروف: القمة تهدف لاحتواء موسكو وبكين والأخيرة تعترض لدى اليابان وبايدن يبحث العمل المشترك مع كوريا الجنوبية   

ملخص

تعهد قادة دول مجموعة السبع بتجويع "آلة الحرب" الروسية وتزويد أوكرانيا بأسلحة أميركية، وكذلك معارضة "أنشطة العسكرة" التي تمارسها الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

قال مسؤول أميركي إن الرئيس جو بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، وسيعقد أيضا اجتماعاً مشتركاً مع زعيمي كوريا الجنوبية واليابان.

وأضاف المسؤول البارز في إدارة بايدن للصحافيين، أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ستناقش تعميق العلاقات الثلاثية، بما في ذلك العمل المشترك في المجال العسكري. وأشار إلى أن المناقشات ستتناول أيضاً "الإكراه" الاقتصادي الذي تواجهه الدول الثلاث من الصين.

وأوضح أن واشنطن تأمل في أن تستغل بكين نفوذها لوقف الحرب الروسية في أوكرانيا، مثلما طالبتها مجموعة السبع خلال قمتها في اليابان السبت.

مواجهة العسكرة الصينية

شدد قادة دول مجموعة السبع السبت على أنهم يعارضون "أنشطة العسكرة" التي تمارسها الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لكنهم أكدوا أيضاً إرادتهم بناء "علاقات بناءة ومستقرة" مع بكين.

وفي بيان صدر خلال لقاء القادة في هيروشيما، عبرت المجموعة عن سلسلة من المخاوف في شأن الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للصين، لكنها عمدت أيضاً إلى إبقاء الباب مفتوحاً أمام التعاون، وتجنب تأجيج التوترات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومجموعة السبع واليابان.

وقالت مجموعة السبع "نحن مستعدون لبناء علاقات بناءة ومستقرة مع الصين، ومدركون لأهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا مباشرة".

رد فعل

في المقابل، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن القرارات التي اتخذت في قمة مجموعة السبع المنعقدة تهدف إلى "احتواء" روسيا والصين.

وفي السياق نفسه قالت وزارة الخارجية الصينية، إن بكين تعارض بشدة البيان المشترك لمجموعة السبع وأبلغت اليابان، مستضيفة القمة، بذلك.

وأضافت الوزارة في بيان، أنها قالت لليابان إن مجموعة السبع تجاهلت مخاوف الصين، ووجهت انتقادات لها وأقحمت نفسها في شؤونها الداخلية، بما في ذلك قضية تايوان.

وأفاد البيان بأن الصين عبرت عن انزعاجها البالغ وسجلت اعتراضها الشديد لدى اليابان.

إحباط الصين

وبحسب بيان قمة مجموعة السبع فإن "مناهج سياستنا ليست مصممة لإلحاق الضرر بالصين، ولا نسعى إلى إحباط تقدم الصين الاقتصادي وتنميتها"، مشيرة إلى أن المجموعة لا تعمل على "فصل (اقتصاداتها عن الصين) ولا تتقوقع على نفسها".

مع ذلك، أوضح البيان مخاوف الكتلة الواسعة النطاق في شأن استعداد بكين لتطبيق تدابير تجارية في النزاعات الدبلوماسية، وتصميم مجموعة السبع على تقليل الأخطار عبر إضعاف النفوذ الصيني على سلاسل التوريد الحساسة، متابعاً "تتطلب المرونة الاقتصادية التخلص من الأخطار والتنويع".

وتعهدت المجموعة "بتقليل التبعات المفرطة في سلاسل التوريد الحيوية لدينا"، وحذرت من "العسكرة" الصينية في بحر الصين الجنوبي، مشددة على أن "السلام والاستقرار" في مضيق تايوان "أساسيان" للأمن العالمي، كما دعت بكين إلى "الضغط على روسيا لتوقف عدوانها العسكري ولتسحب فوراً وبشكل كامل وغير مشروط قواتها من أوكرانيا".

زيلينسكي يحضر

من جهة أخرى، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هيروشيما، أمس السبت، لحضور القمة، وذلك بعد حضوره قمة جامعة الدول العربية في مدينة جدة السعودية يوم الجمعة.

وحصل زيلينسكي على دعم أميركي لتزويد كييف بطائرات مقاتلة متطورة تطالب بها بشدة وتدريب طيارين أوكرانيين، وتمثل هذه الرحلة فرصة للتشاور مع حلفاء مثل الرئيس جو بايدن، ولجذب قوى رئيسة غير منحازة في القمة ومنها الهند والبرازيل.

وكتب الرئيس الأوكراني على "تويتر"، "اليابان، مجموعة السبع، اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا، أمن وتعاون مكثف كي ننتصر، اليوم سيكون السلام أقرب".

وتأتي الزيارة التي لم تكن متوقعة، بعد أن أعلن في السابق عن مشاركته عبر اتصال فيديو، عقب توقفه في جدة، لكن يأتي حضوره القمة في هيروشيما عقب انفراجة في مساعيه الحثيثة إلى إقناع واشنطن بحاجة أوكرانيا إلى طائرات "أف-16"، وتصاعد الزخم لتزويد أوكرانيا بتلك الطائرات، لكن دعم الولايات المتحدة أساسي لأن موافقتها ضرورية قانونياً من أجل إعادة تصدير معدات أميركية اشتراها الحلفاء.

تدريب أميركي

وأشارت الولايات المتحدة في السابق إلى فترات تدريب الطيارين الطويلة والمكلفة، كأسباب لعدم تزويد الطائرات، مع إصرار المسؤولين على وجود طرق أكثر فاعلية من حيث الكلفة لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف، لكن من المرجح الآن على ما يبدو، أن تنضم طائرات "أف-16" إلى قائمة الأنظمة المتطورة، بما فيها الدبابات الغربية والأسلحة البعيدة المدى التي وافق حلفاء أوكرانيا على تزويدها بها بعد تردد في البداية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بايدن لقادة مجموعة السبع في اليابان إن واشنطن ستدعم الطلب الآن، في خطوة أشاد بها زيلينسكي معتبراً أنها "قرار تاريخي".

وقال الرئيس الأوكراني إنه سيلتقي بايدن في هيروشيما لمناقشة "التنفيذ العملي" للخطة، فيما أوضح البيت الأبيض أن بايدن "يتطلع" إلى المحادثات من دون تحديد موعد لذلك.

وشدد مستشار الأمن القومي جيك ساليفان على أن القرار المتعلق بالطائرات لا يعكس تحولاً في سياسة الولايات المتحدة، وصرح للصحافيين في هيروشيما "لم يتغير شيء، نهجنا في توفير الأسلحة والعتاد والتدريب للأوكرانيين اتبع مقتضيات الصراع".

تسليح أوكرانيا

وأضاف ساليفان "وصلنا إلى مرحلة حان فيها الوقت للنظر إلى الأمام والقول ما الذي ستحتاج إليه أوكرانيا... لتكون قادرة على ردع العدوان الروسي والتصدي له؟"، متابعاً القول إن "طائرات أف-16 مقاتلات من الجيل الرابع هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء مضينا قدماً".

ولا يزال الجدول الزمني لتلك التدريبات غير واضح، وقدر المسؤولون الأميركيون في وقت سابق أن تستغرق ما يصل إلى 18 شهراً.

ونفى ساليفان أن يسهم تزويد زيلينسكي بالطائرات في تصعيد الصراع. وقال إن كييف تعهدت بعدم استخدام أي معدات عسكرية أميركية لشن هجمات داخل روسيا، مضيفاً "سنبذل كل ما بوسعنا لدعم أوكرانيا في دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وسنمضي قدماً بطريقة تتجنب حرباً عالمية ثالثة".

ترحيب القمة

مع ذلك رحب الحلفاء بالقرار ومنهم المملكة المتحدة، وكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك على "تويتر"، "ستعمل بريطانيا مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاج إليها"، مضيفاً "إننا متكاتفون".

سيكون لحضور زيلينسكي في هيروشيما انعكاسات كبيرة على اليومين المتبقيين من القمة، إذ ستسرق أوكرانيا الأضواء من قائمة طويلة من الموضوعات الشائكة الأخرى، ومنها التصدي للمخاوف إزاء القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن "ما فعلناه على مدى 20 عاماً مع الصين لتشجيع التنمية كان صائباً، لكن ربما كان علينا أن نكون أكثر حرصاً في شأن مواد حيوية وسلاسل التوريد وتلك العناصر".

وأضاف "أعتقد أن هدف جميع قادة مجموعة السبع هو القول إن الصين اتبعت سياسة منهجية للحصول على مواد خام مهمة والتحكم في سلاسل التوريد (...) ونحن نستجيب لذلك من خلال التنويع".

وتجري محادثات مع دول غير أعضاء وسط محاولة قادة مجموعة السبع إقناع دول نامية بقدرتها على تقديم بدائل دبلوماسية واقتصادية لدول مثل الصين، فيما رفض عديد من المدعوين ومنهم البرازيل والهند إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن المرجح أيضاً أن يكونوا أهدافاً رئيسة لمسعى زيلينسكي الدبلوماسي.

نشاط دبلوماسي

وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن زيلينسكي سيشارك في محادثات حول أوكرانيا مع قادة مجموعة السبع الأحد، إضافة إلى جلسة حول "السلام والاستقرار" ستشمل أيضاً دولاً غير أعضاء مدعوة للقمة.

ومن المقرر أن يعقد زيلينسكي في هيروشيما اجتماعات ثنائية أيضاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

وأعلنت مجموعة السبع في وقت سابق عن عقوبات جديدة ضد موسكو، وتعهدت الجمعة بـ"تجويع" "آلة الحرب" الروسية.

المزيد من دوليات