Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"متلازمة بارود" الخرطوم قد تصيب الكفرة

مراقبون يحذرون من التهام مسلحين سودانيين وتشاديين غير نظاميين سلة الغذاء الليبي

مخاوف من انتقال شبح الحرب في الخرطوم إلى مدينة كفرة الليبية    (حقوق الصورة محفوظة - مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

موقع الكفرة الاستراتيجي جنوب شرقي ليبيا والمطل على السودان وتشاد ومصر جعلها مطمعاً منذ القدم إذ تعوم على بحر من الذهب ونهر من المياه الجوفية العذبة والمخاوف تتزايد من انتقال عدوى الصراع في الخرطوم لها

شهر بالكامل لملم أوراقه على اندلاع المعارك في السودان، منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وعلى رغم توقيع اتفاق جدة بين الجيش السوداني والدعم السريع للتهدئة، فلا تزال المخاوف من إصابة مدن الجنوب الليبي وتحديداً الكفرة بعدوى معارك الخرطوم، باعتبارها أقرب نقطة حدودية مشتركة بين البلدين وتنتشر فيها عناصر من المعارضة السودانية تدعمها قوات تشادية غير نظامية لها امتداد عرقي مع ميليشيات مسلحة تابعة لقبيلة التبو.

وتتوزع جذور الميليشيات المسلحة التابعة لقبيلة التبو بين كل من ليبيا وتشاد التي سبق لها أن خاضت حروباً عرقية ضد قبائل عربية ليبية على غرار الزوية، إثر خلافات بينهما تعود إلى عام 2008. حينها استنجدت التبو في ليبيا بعناصر من تشاد والسودان لدعمها في حربها ضد الزوية بمدينة الكفرة.

المحلل الليبي إبراهيم لاصيفر اعتبر في حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن "الإقصاء الذي تعرض له أبناء قبيلة التبو على غرار عدم تمكينهم من الجنسية الليبية والأوراق الثبوتية يمثل قنبلة موقوتة يمكنها الانفجار في أي لحظة نحو مطالبات لن تقف إلا عند فصل الكفرة عن ليبيا، بل ستشهد المنطقة برمتها معارك ضارية سيطول لهيبها مناطق الشرق ومدن الحدود المصرية". واستند إلى أن مدينة الكفرة تشترك في مثلث حدودي يربط بينها وبين تشاد والسودان ومصر.

لكن سيناريو انتقال عدوى الحرب السودانية إلى ليبيا عبر بوابة الكفرة استبعده البرلماني الليبي جبريل وحيدة، بقوله "الأمر لن يصل إلى درجة احتلال الكفرة، لأن قبيلة التبو استوعبت الدرس من المعارك المسلحة السابقة التي حاولت فيها عناصرها الاستعانة بميليشيات من السودان وتشاد خلال أعوام 2011 و2014 و2015 وباءت جميعها بالفشل".

مطامع بالجملة

موقع الكفرة الاستراتيجي جنوب شرقي ليبيا المطل على حدود السودان وتشاد ومصر، جعل منها مطمعاً منذ القدم، ثم زادت قيمتها بعد اكتشاف بحور من الذهب والمعادن تحت رمالها ومياه جوفية عذبة أسهمت في وجود واحات عدة من الزيتون والتمور وثمار المانجو التي تنتجها المدينة بوفرة، إضافة إلى حقول الحبوب وبعض المواد الغذائية الأخرى، مما أهلها لحمل لقب "سلة ليبيا الغذائية".

ولكن يبقى وجود المياه العذبة بالمدينة الصحراوية هو الدافع الرئيس لفكرة السيطرة عليها منذ الأزل من قبل الإيطاليين والعثمانيين، ثم أضحت نقطة نزاع بين القبائل الليبية العربية، خصوصاً قبيلة الزوية وعناصر مسلحة من القبائل الأفريقية مثل قبيلة التبو التي تمتد عروقها إلى تشاد والنيجر.

 

 

يدق لاصيفر جرس إنذار حول "توقعات عن سقوط الكفرة في يد عناصر المعارضة السودانية المدعومة من قوات غير شرعية تشادية ستستغل امتدادها العرقي داخل الكفرة (مكون التبو) لبسط نفوذها عليها، بخاصة أن المدينة خارج سيطرة الدولة الليبية منذ سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي عام 2011".

ونوه لاصيفر في تصريحات خاصة بأن "الكفرة من أبرز المدن التي يتنشر فيها المهاجرون غير الشرعيين بطريقة لافتة بسبب مثلثها الحدودي مع ثلاث دول أوضاعها الاقتصادية متدهورة، الأمر الذي أسهم في زعزعة أمنها وانفصال قرية ربيانة القريبة من تشاد عنها نهائياً، مما اضطر أهلها إلى النزوح عنها خوفاً من بطش المجموعات التشادية والسودانية المسلحة والتي أصبحت تسيطر على المنطقة بالكامل منذ 2012".

ورطة القذافي

وبالحديث عن أسباب وجود أحياء ومناطق بالكفرة تسيطر عليها عناصر أجنبية تشادية وسودانية ونيجيرية معارضة لأنظمة الحكم في بلدانها، قال المحلل الليبي إبراهيم لاصيفر، إن هذا الأمر تسبب فيه معمر القذافي من خلال دعمه تلك العناصر وتمكينهم من الإقامة داخل المدينة، وبعد سقوط نظامه أصبح من المستحيل لجمها، لتتحول مع الوقت إلى مرتزقة تقاتل إلى جانب من يدفع لها أكثر.

تعود جذور المجموعات التشادية والسودانية المسلحة في الكفرة إلى قبيلة التبو التشادية والقرعان وغيرهما، وباتت على دراية بليبيا ولديها عتاد عسكري ووجود على أرض المدينة، حيث تسيطر على أحياء ومناطق بأكملها وتتحكم في تجارة الأسلحة والمخدرات والبشر، وهو ما سيدفعها إلى توسيع رقعتها البشرية عن طريق فتح الباب لدخول عناصر المعارضة السودانية المدعومة من قوات غير شرعية تشادية إلى المنطقة الغنية، في تهديد مباشر للأمن القومي الليبي ودول الجوار، وفقاً للمحلل الليبي.

وطالب المجلس الرئاسي الليبي بسرعة الانتباه إلى الخطر المحدق بمدينة الكفرة التي قد تصبح خارج خريطة البلاد في أي لحظة، وذلك من خلال إخراج المرتزقة السودانيين والتشاديين الذي احتلوا قرى ومناطق عدة من الكفرة وتسليمهم إلى بلدانهم والعمل على تفعيل حرس الحدود، داعياً إلى طلب المساعدة من قوات أفريكوم الأميركية التي تمتلك معلومات استخباراتية وإمكانات لوجيستية من شأنها أن تنقذ الكفرة من سيناريو الاحتلال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عزل الكفرة

البرلماني الليبي جبريل وحيدة استبعد بدوره احتلال الكفرة على يد عناصر المعارضة السودانية والتشادية ذات الأعراق التبوية، موضحاً أن قبيلة التبو الليبية لن تسمح بذلك، بخاصة أنها سبق وجربت الاستعانة بامتدادها العرقي في الحروب السابقة ضد قبيلة الزوية وفشلت جميع المحاولات.

وعلى رغم ذلك لم يخف وحيدة مخاوفه من إمكانية عزل الكفرة عن بلاده، في حالة "ما اشتد الخناق على قوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو المدعومة من قبل قوات تشادية غير شرعية لها مراكز تموقع داخل الجنوب الليبي عامة وفي الكفرة خاصة، باعتبارها النقطة الحدودية الأقرب إلى دارفور السودانية وتطل أيضاً على الحدود التشادية"، على حد قوله.

وقال في تصريحات خاصة إن "قوات المعارضة السودانية والتشادية ستلجأ للأحياء التي يسيطر عليها التشاديون وعناصر المرتزقة السودانيين، وهي مناطق خارج سلطة الدولة الليبية بالكامل". وأوضح أن "هذه المجموعات المسلحة الفارة من معارك السودان ستلجأ إلى تمويل نفسها لضمان البقاء عن طريق النهب وتهريب الوقود والبشر وتجارة المخدرات والأسلحة، مما سيؤدي إلى قطع الطريق الصحراوي بين الكفرة وبقية مدن الجنوب الليبي التي لن تنجو هي الأخرى من الخطر المحدق بها".

وأنهى حديثه بإحصاءات "تقول إن هناك 100 ألف مسلح يدعمون دقلو في معركته ضد قوات الجيش السوداني، وقد تتراجع هذه العناصر في أي وقت نحو شمال تشاد، مما يهدد الجنوب الشرقي الليبي ذا الطابع الأمني الرخو والثروات المنجمية المهمة، على غرار الذهب بجبل العوينات القريب من مدينة الكفرة والذي تنشط به عناصر تشادية منذ سنوات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير