Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب فهل حقق نتنياهو أهدافه؟

الفصائل الفلسطينية بدأت ردها على "السهم الواقي" بـ70 قذيفة وغرفة مشتركة والسيناريوهات تنحصر بين رد محدود أو حرب مفتوحة

ملخص

وصلت قذائف الفصائل الفلسطينية إلى محيط مدينة تل أبيب شمال إسرائيل التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن قطاع غزة ودوت صفارات الإنذار المبكر في منطقة أوسع من محيط غلاف غزة.

بعد صمتها لمدة 36 ساعة بدأت الفصائل الفلسطينية ردها على عمليات الاغتيال وعملية "السهم الواقي" العسكرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي ضد حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، وقصفت القوى المسلحة سلسلة رشقات صاروخية متوسطة المدى صوب مدن إسرائيل.

ووصلت القذائف التي تبنت إطلاقها غرفة الفصائل الفلسطينية إلى محيط مدينة تل أبيب شمال إسرائيل التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن قطاع غزة ودوت صفارات الإنذار المبكر في منطقة أوسع من محيط غلاف غزة.

رد فلسطيني مشترك

وتفاعلت منظومة الاعتراض الإسرائيلية "القبة الحديدية" التي أصابها عطل تقني خلال موجة التوتر الأمني التي جرت في الثاني من مايو (أيار) الجاري، أمام الرشقات الصاروخية التي وصل عددها خلال الدقائق الأولى من بدء الرد العسكري إلى نحو 70 قذيفة.

وبحسب غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية، فإن جميع القوى المسلحة بدأت رداً موحداً على انتهاكات إسرائيل التي حاولت الاستفراد بحركة "الجهاد الإسلامي"، وهذا يعني مشاركة حركة "حماس" ضمنياً وعسكرياً في القتال، لكن تحت سقف قيادة غرفة العمليات العسكرية.

وفور بدء رد الفصائل عسكرياً شنت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة من القطاع استهدفت فيها مواقع عسكرية تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" وشملت أهدافاً ثانية لفصائل أخرى، ويقول المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي إنهم أغاروا على مناطق تعد مخازن إستراتيجية للفصائل، إضافة إلى تحييد مرابض الصواريخ.

ومع انطلاق القتال بين غزة وإسرائيل تكون فشلت جميع الوساطات التي من بينها مصر وأميركا والأمم المتحدة في منع حركة "الجهاد الإسلامي" وبقية الفصائل من الرد على العملية العسكرية، لكن وفقاً لتوقعات المراقبين السياسيين فإن الوسطاء سيتدخلون فوراً لمنع جر المنطقة إلى قتال واسع ومفتوح.

سيناريوهات

وفي ظل التطورات العسكرية السريعة في ميدان القتال، يقول الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية منصور كريم إن "استيعاب إسرائيل رد الفصائل على عملية السهم الواقي أحد عوامل تحديد شكل المعركة ومدتها، فإذا امتصت الضربة سيكون من السهل على الوسطاء إيقاف القتال، أما إذا أغارت على القطاع، فإن العمليات ستطول مدتها".

ويضيف "نحن أمام ثلاثة سيناريوهات متوقعة، الأول تصعيد شامل وهذا مرتبط بحجم الرد الفلسطيني وعمقه ودخول الفصائل مجتمعة على جبهة التصعيد، وأيضاً بحجم الرد الإسرائيلي واستهداف البنية التحتية المدنية والعسكرية الفلسطينية".

أما السيناريو الثاني بحسب كريم، فيتمثل في رد جماعي لكنه محدود لا يصل إلى العمق الإسرائيلي لكي لا ينتهي الأمر بمرحلة المواجهة الشاملة، وهذا متوقف على طبيعة دور حركة حماس من المشاركة في التصعيد، والثالث عبارة عن تصعيد محدود من خلال رد فردي من سرايا القدس وبعض الفصائل الفلسطينية، ربما يستمر يوماً أو يومين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم إنهم دخلوا في المواجهة العسكرية إلى جانب "الجهاد الإسلامي" وجميع الفصائل الفلسطينية التي ترد بشكل موحد على العملية الإسرائيلية وذلك تحت سقف وقيادة غرفة العمليات المشتركة التي تحدد طبيعة القتال ونوعيته.

أما من جهة "الجهاد الإسلامي"، فيؤكد مسؤول مكتبها الإعلامي داوود شهاب أن "الرد على اغتيال قياداتنا والأبرياء سيكون قاسياً، والصواريخ هذه مجرد بداية، ونعمل عسكرياً مع جميع الفصائل الفلسطينية على إفشال خطط حكومة إسرائيل".

أهداف حققها نتنياهو

من جهة إسرائيل يبدو أن الوضع الأمني متوتر، إذ أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سلفه نفتالي بينيت على العملية العسكرية، ولقاء رئيس الحكومة مع رئيس الحكومة السابق في إسرائيل يعني أن تطورات عسكرية وأمنية خطرة تتعرض لها بلادهم وتستدعي العمل المشترك بين مسؤولي الحكومات.

ويجزم نتنياهو أنه حقق نصراً كبيراً في غزة، إذ عمل على خطة من ثلاثة أجزاء تهدف إلى إعادة سياسة الردع في القطاع وتحقيق الأمن لبلاده ومنع إطلاق الصواريخ، لكن في الوقت نفسه تؤكد الفصائل أن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق.

وقال نتنياهو إن "الأهداف التي حققناها تتمثل في عودة سياسة الاغتيالات وقمنا بتصفيات تقطع التسلسل القيادي لحركة الجهاد في غزة بعد القضاء على أبرز الأشخاص في العمل العسكري لدى الفصيل".

وأضاف "اتبعنا سياسة جديدة وهي تصفية مباشرة لأي شخص يحاول أن يطلق صاروخاً صوب إسرائيل، ومنذ بدء العملية العسكرية ضد حركة الجهاد قتلنا أربعة عناصر كانوا في طريقهم إلى إطلاق قذائف".

منذ أمس الثلاثاء أغار الجيش الإسرائيلي مرتين على أهداف حية بشرية وأسقط ضحايا، وبحسب المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي فإنهم أغاروا على سيارتين كان يستقلهما نشطاء في طريقهم لموقع رمي صواريخ، مضيفاً أنهم استهدفوا منصات صواريخ وهاون تحت أرضية لــ"الجهاد الإسلامي" في أرجاء قطاع غزة بما يمنع إطلاق قذائف صوب البلاد.

وبحسب نتنياهو فإن هدفه الأخير عزل "حماس" عن المعركة، و"إذا فكرت في دخول المواجهة فإن جميع قياداتها في دائرة الاستهداف والتصفية".

أما حول الهدف الأخير، فإن "حماس" تقول على لسان المتحدث  باسمها حازم قاسم إن عمليات الاغتيال لا تخيفها وإن خطاب إسرائيل يدخل في سياق حرب نفسية، مؤكداً أن "الحركة ستشارك في القتال الموحد ولن تترك الفلسطينيين لإرهاب نتنياهو".

رسالة الفصائل إلى العالم

وحول إذا ما كان نتنياهو حقق أهداف عمليته العسكرية من وجهة نظر الفلسطينيين، يقول الباحث في الشؤون السياسية حسام الدجني إنه "بالفعل حقق جزءاً منها، إذ أرضى نفسه وصديقه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لإنقاذ الائتلاف الحكومي من السقوط، وأيضاً نشر طائرات جيشه في سماء غزة لتقتل كل من يطلق صواريخ إضافة إلى تصفير أزماته الداخلية".

ويضيف "لكن نتنياهو فشل في تحييد حماس من دخول المعركة والفصائل نجحت في تفريغ نجاحه هذا بالصمت لإرسال صورة إلى المجتمع الدولي حول مدى إرهاب حكومة إسرائيل، والرد القوي بإطلاق قذائف صاروخية أدى إلى إخلاء إسرائيل ودخول مواطنيها إلى الملاجئ".

المزيد من تقارير