Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سفير إيران لدى لبنان: "اتفاق بكين" صفحة جديدة

ما رأي مجتبى أماني بـ"اندبندنت عربية"؟ وما الجواب؟

السفير مجتبى أماني (على اليسار) مع وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الذي زار بيروت في 26 أبريل المنصرم (طهران تايمز)

ملخص

السفير الإيراني لدى بيروت: سلاح "حزب الله" مسألة داخلية ولا نناقشها في اتفاق دولي ولن نتراجع عن دعم المجموعات التي تدافع عن أرضها

غداً الأربعاء يدخل الاتفاق السعودي - الإيراني مرحلة التنفيذ بعد مضي مهلة شهرين التي أعلنها الطرفان، لتكون مدة اختبار للنيات كما قيل. وبانتظار تنفيذ الإجراءات المتعلقة بفتح السفارات وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لا يزال مضمون الاتفاق وتأثيره في دول المنطقة عرضة لكثير من التكهنات والتحاليل، خصوصاً أن تفاصيله بقيت طي الكتمان، والمعلن منه بشكل رسمي من الدولتين اقتصر على عبارات مقتضبة، تشير إلى احترام سيادة الدول وحسن الجوار، كما أعلن وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وأهمية الاستقرار والأمن في المنطقة بحسب ما قال نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان. فماذا يقول السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني عن الاتفاق وتداعياته على المنطقة ومنها لبنان؟

اتفاق "رابح - رابح"

اختار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني أن يشارك مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والباحثين في حوار نظمه "مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي"، لدى مقره في ضاحية بيروت الجنوبية، على بعد أمتار قليلة من السفارة الإيرانية، للحديث عن مستقبل العلاقات العربية – الإيرانية بعد "اتفاق بكين". لم يشأ أماني بدبلوماسيته اللافتة الدخول في تصنيف الاتفاق على قاعدة رابح وخاسر أو غالب ومغلوب، فاعتمد عبارة "رابح - رابح" مكرراً أكثر من مرة أن الاتفاق لمصلحة الطرفين وأن كل دول المنطقة ستستفيد منه. لكن في الوقت نفسه لم تخل المقدمة التي استهل بها كلامه من بعض الإشارات المعبرة، فما لم يقله بالمباشر ألمح إليه بطريقة غير مباشرة في استعراضه للمراحل التي قطعتها العلاقات الإيرانية - العربية منذ عام 1979 وقال "اعتمدت كل الأساليب لإسقاط إيران، والفكرة انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية وبمساعدة عربية، ولم تنجح". لكن أماني المصر على الكلام الإيجابي المشفر، لم يبرئ بلاده مما وصلت إليه العلاقات العربية - الإيرانية في الفترة السابقة، معترفاً "أنا لا أقول إن إيران كانت بريئة 100 في المئة".

صفحة جديدة لماذا الآن؟    

هي صفحة جديدة قرر كل من الرياض وطهران فتحها كما يقول سفير إيران لدى لبنان، مضيفاً "نتقدم إلى المستقبل بعيداً من الماضي". لماذا الآن؟ وما مصلحة طهران؟ يكتفي الدبلوماسي الإيراني بالقول "سبق وطلبت إيران منذ سنوات إعادة التواصل مع المملكة العربية السعودية وحصلت خمسة اجتماعات في بغداد قبل الوصول إلى الهدف". ويكشف عن محاولات سابقة جرت في السنوات العشر الماضية لاستنهاض العلاقات الإيرانية - العربية، لكن النار كانت لا تزال تحت الرماد كما يقول، غامزاً من قناة الدور الأميركي وما أصابه من تراجع وعجز مما سهل الاتفاق. يحدد الدبلوماسي القادم من مصر حيث تسلم مكتب متابعة المصالح الدبلوماسية، في زمن الثورة أو "الصحوة الإسلامية" كما يقول، منافع اقتصادية وسياسية للاتفاق السعودي - الإيراني على كل دول المنطقة، ملمحاً إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية أو "عودة العرب إلى سوريا كما يقولون" كنتيجة أولى للتقارب. وفي موقف الواثق من متانة العلاقة الإيرانية - السورية واستمرارها حتى بعد عودة نظام الرئيس بشار الأسد إلى الحضن العربي، كان لافتاً تذكير أماني بوقوف بلاده إلى جانب الأسد، مشدداً على أن التعاون السوري - الإيراني عمره من عمر قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وإذ يشير السفير الإيراني إلى الحرب الدائرة في السودان كسبب رئيس لتأخر تنفيذ الإجراءات العملية للاتفاق، يتحدث بصراحة عن حواجز وموانع على الطريق، ويقول "علينا جميعاً أن نعمل على تجاوزها حتى يعبر هذا الاتفاق وتستفيد كل شعوب المنطقة منه". 

لا تراجع عن مساعدة من يدافع عن أرضه

لا يتردد سفير إيران لدى بيروت بإعلان التزام بلاده وكذلك التزام السعودية برعاية الاتفاق، كاشفاً عن بوادر إيجابية ستظهر في كل دول المنطقة. وأكد رغبة طهران في تطوير علاقاتها مع كل الدول العربية وخصوصاً مع مصر، كاشفاً عن مؤشرات إيجابية في هذا الخصوص. يذهب في تفاؤله إلى حد اعتبار الاتفاق خاتمة للصراعات في المنطقة، مع التشديد على أن الصراع مع إسرائيل هو خط أحمر، مع ما يعنيه ذلك من استمرار بدعم المجموعات المدافعة عن القضية الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، "فمساعدة المجموعات التي تدافع عن أرضها وعرضها مسألة لن تتراجع عنها طهران وهي تفتخر بها". في المقابل يضيف السفير أماني، "يجب أن تلام الدول التي لا تقدم المساعدة لتحرير فلسطين". ولن تكون القضية الفلسطينية موضوع خلاف مع السعودية كما ألمح، مؤكداً أن الموقف السعودي واضح في شأن الصراع العربي - الإسرائيلي. هل هذا يعني أن لبنان سيبقى ساحة لمواجهة إسرائيل، وهل إطلاق الصواريخ سيستمر من الجنوب، يرد أماني أن طهران لا تملك إرادة إطلاق الصواريخ وإن كانت تؤيد مواجهة إسرائيل، مضيفاً "إن إرادة ’حزب الله‘ و’حماس‘ والشعب الفلسطيني هي في يدهم" كما أن بقاء لبنان ساحة في مواجهة إسرائيل هو قرار داخلي لبناني لا علاقة لإيران به. وإذ يوحي أن مسألة سلاح "حزب الله" هي خارج النقاش، يطمئن "نحن لا نطرح هذا الموضوع مع أحد وهذا قرار لبناني، ولا يحق لنا أن نناقش مسألة داخلية لبنانية في أي اتفاق دولي، وهذا واضح للجميع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التزامات غير مكتوبة

يكشف أماني عن أن الاتفاق مع السعودية كغيره من الاتفاقات يتضمن التزامات غير مكتوبة، ورداً على سؤال لـ"اندبندنت عربية" عن طبيعة هذه الالتزامات وإذا كانت مرتبطة بما تضمنه البيان المشترك لجهة عدم التدخل في شؤون الدول، خصوصاً في الساحات الأربع (بغداد، بيروت، صنعاء، دمشق) التي فاخرت طهران بسيطرتها عليها، كما جاء على لسان أكثر من مسؤول إيراني، نفى أماني علمه بتضمن البيان عبارة "عدم التدخل في شؤون الدول"، وتحدث عن أن الاتفاق أشار إلى عدم التدخل في شؤون الدولتين المعنيتين، وفسر الكلام عن الساحات الأربع بأنه من قبيل تكبير إيران من قبل الأعداء والأصدقاء وفيه نوع من المبالغة.

ووصف الدبلوماسي الإيراني "النفوذ" الإيراني في بعض الدول العربية بالعادي والطبيعي، وبأنه غير طبيعي فقط عند من يعتبر أن وجود إيران يزاحمه في هذه الدول. السفير الإيراني يقلل من مسؤولية بلاده في إنشاء ومساعدة المجموعات المحسوبة على طهران في عدد من الدول العربية، ويشرح مثلاً ظروف قيام "الحشد الشعبي" في العراق من دون أن يسميه، فيصفهم بمجموعة من العراقيين هربت إلى طهران في عهد الرئيس صدام حسين واستقبلتهم بلاده، وأسسوا جيشاً وحاربوا لاحقاً صدام، وعادوا إلى بغداد بعد سقوطه. وينفي أماني الكلام عن تضمن "اتفاق بكين" تلزيماً لدول المنطقة مناصفة بين السعودية وإيران، ويستغرب من يسأل، لبنان من حصة من؟ ففي الاستحقاق الرئاسي الموقف واحد بين طهران والرياض كما قال، وتوقف عند موقف السفير السعودي وليد البخاري الذي نقله إلى المسؤولين في لبنان الذي جاء مطابقاً لموقف وزير خارجية إيران. فطهران كما الرياض، تعتبر أن رئاسة الجمهورية اللبنانية شأن داخلي، ولا مرشح لإيران ولا تدعم أي مرشح، بل تحث الأطراف اللبنانية على الاتفاق في ما بينها على رئيس. متبنياً دعوة الثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" إلى الحوار، ويسأل هل "حزب الله" وحركة "أمل" قادران أن ينتخبا وحدهما رئيساً؟ وهل الفريق الآخر يستطيع إيصال مرشحه لوحده، ليخلص إلى القول "بما أن ذلك مستحيلاً فعليهم الجلوس معاً والاتفاق واختيار الأفضل".

وفي نهاية اللقاء وفي دردشة معه شكرت السفير هذا على اللقاء، فتمنى أماني أن ينسحب الاتفاق السعودي - الإيراني على "اندبندنت عربية" فتكتب بشكل مختلف، فكان الرد بأن "اندبندنت عربية" تطرح جميع وجهات النظر قبل وبعد الاتفاق.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات