Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق العمل الأميركية لا يمكن لأحد إيقافها

5 قطاعات تستحوذ على 65 في المئة من الوظائف والنقل والإنشاءات والبناء تواصل التسريح

رغم أن تقرير الوظائف أظهر مكاسب إيجابية صافية فإنه تم رصد بعض عمليات التسريح الكبيرة للعمال (رويترز)

ملخص

سوق العمل الأميركية تضيف 253 ألف وظيفة في أبريل وارتفاع أجور المحامين والمحاسبين والمهندسين 20 في المئة

ظلت كل الدلائل تشير إلى سوق عمل باردة، وبدلاً من ذلك أظهر تقرير الوظائف الأخير بالولايات المتحدة تراجعاً لمعدل البطالة ليسجل 3.4 في المئة، خلال أبريل (نيسان) الماضي، بعد إضافة 253 ألف وظيفة، لكن التوظيف ليس قوياً في جميع المجالات، ويتركز في عدد قليل من الصناعات.

في ورقة بحثية حديثة، قال الرئيس والمدير التجاري الأول في شركة "مان باور غروب" (وهي وكالة توظيف) بيكي فرانكيفيتش "يستمر أرباب العمل في التوظيف للحصول على المهارات المطلوبة مع التراجع عن عدد الموظفين غير الأساسي".

5 وظائف

تحقق الجزء الأكبر من الوظائف الجديدة الشهر الماضي من المكاسب في الخدمات المهنية والتجارية والرعاية الصحية والترفيه والضيافة ومقاولي البناء المتخصصين وخدمات الطعام والشراب. وفي المجموع وظفت الصناعات الخمس 165 ألف عامل جديد خلال أبريل. وهذا يمثل 65 في المئة من إجمالي الوظائف المضافة.

الخدمات المهنية والتجارية التي تشمل مجموعة واسعة من الوظائف مثل المحاسبين والمحامين والمهندسين أضافت بدورها 43 ألف وظيفة، وهو أكبر مكسب في جميع الصناعات.

وارتفع متوسط الأجر في الساعة للعاملين في الصناعة بمقدار 0.24 دولار، ليصل إلى 40.20 دولار. وهذا أعلى 20 في المئة مما حصل عليه العامل في القطاع الخاص الشهر الماضي.

تسريحات كبيرة

وعلى رغم أن تقرير الوظائف أظهر مكاسب إيجابية صافية، فإنه تم رصد بعض عمليات التسريح الكبيرة للعمال، فقد أضرت أكبر التخفيضات بالعاملين الذين يشاركون في مساعدة العمال الآخرين على التوظيف، مثل مسؤولي التوظيف والمدربين المهنيين ومحترفي الموارد البشرية.

في تلك الصناعة، المعروفة باسم خدمات التوظيف، كان هناك 24 ألف حالة تسريح الشهر الماضي. وتقول كبيرة الاقتصاديين في شركة "زيبركويتر" جوليا بولاك "إنه عام الكفاءة... تطلب الشركات من مسؤولي التوظيف أن يفعلوا المزيد بموارد أقل وخفض الكلفة بعد عامين من إنفاق كل ما يلزم لملء الوظائف الشاغرة".

كانت بعض التخفيضات الملحوظة الأخرى في الوظائف مرتبطة بخدمات النقل البري والركاب، إذ تم تسريح 8100 عامل، وفي قطاع الإنشاءات والبناء تم تسريح 3600 عامل. تشمل وظائف خدمة النقل والركاب الأشخاص الذين يعملون ضمن نظام النقل الجماعي وكذلك سائقي سيارات الأجرة والحافلات المدرسية.

صدمة العقارات التجارية

وتتعرض العقارات التجارية لكثير من الضغوط في الآونة الأخيرة، إذ يواصل عديد من الموظفين العمل من المنزل، تاركين وفرة من طوابق المباني المكتبية شاغرة، كما أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى تأخير المطورين لمشاريع البناء الجديدة.

لكن الأسعار المرتفعة وقيمة الفائدة المتزايدة وعدم اليقين المصرفي تعد أمراً مهملاً، إذ لا تزال سوق العمل في الولايات المتحدة تتأرجح على طول الطريق.

ووفق بيانات حديثة، فقد أضاف أصحاب العمل 253 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي. وهذا جزء جيد أكثر مما توقعه الاقتصاديون، مما يجعل تقرير الوظائف هذا هو الثاني عشر من بين آخر 13 تقريراً "ساخناً".

فاقدو الوظائف

عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي حملته لخفض التضخم مرة أخرى في مارس (آذار) 2022، تزايدت المخاوف في شأن الأضرار الجانبية المحتملة... فكم عدد الأميركيين الذين قد يفقدون وظائفهم نتيجة لذلك؟

كان من المتوقع أن يؤدي تأثير القوة الحادة لارتفاع أسعار الفائدة - التي تجعل اقتراض الأموال أكثر كلفة بالتالي تقليل الطلب والأسعار - إلى تجميد سوق العمل بالولايات المتحدة، إذ كان معدل البطالة في ذلك الوقت قد سجل انخفاضاً تاريخياً 3.6 في المئة.

وبعد 14 شهراً وخمس نقاط مئوية، أضاف الاقتصاد الأميركي أكثر من ربع مليون وظيفة وانخفض معدل البطالة مرة أخرى إلى أدنى مستوى له منذ عقود وهو 3.4 في المئة.

هنا كتب المتخصص في الشأن الاقتصادي في "آر أس أم"، جوزيف بروسولاس "سوق العمل الأميركية في الوقت الحالي ببساطة لا يمكن إيقافها... الأمر يشبه إلى حد ما الطريقة التي استخدمها المعلقون الرياضيون لوصف المدافع عن كرة السلة العظيم مايكل جوردان (لا يمكن لأحد أن يمنعه، لا يسع المرء إلا أن يأمل في احتوائه)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنسبة إلى الباحثين عن عمل والعاملين فهذا شيء رائع، إذ كتب كبير الاقتصاديين في "فودبوندس" كريس روبكي "تريد وظيفة، إنها وظيفتك للمطالبة".

وقد يكون نمو الوظائف الشهر الماضي أقوى مما توقعه الاقتصاديون، لكن تقرير "بي أل أس" الأخير أشار أيضاً إلى أن التقديرات التي تم الإبلاغ عنها سابقاً لفبراير (شباط) ومارس الماضيين قد تم تعديلها نزولاً من خلال 149 ألف وظيفة مجتمعة.

هذه المراجعات أدت إلى انخفاض متوسط نمو الوظائف إلى 222 ألفاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في حين أن هذا أعلى من متوسط المكاسب الشهرية البالغ عددها 183 ألف وظيفة والتي شوهدت في العقد السابق لجائحة كورونا، إلا أنها أقل بكثير مما شوهد خلال الانتعاش الاقتصادي في العامين الماضيين (عندما بلغ متوسط مكاسب الوظائف الشهرية 399 ألف فرصة 2022 و606 آلاف 2021).

يقول كبير الاقتصاديين في مجموعة خدمات "بي أن سي المالية" جوس فوشر "نشهد تباطؤاً في سوق العمل، وهذه أخبار جيدة من منظور التضخم... لا تزال الشركات تحاول التوظيف، ولا يزال الطلب على العمالة قوياً، لكنه ليس قوياً كما كان حتى في أواخر 2022... بالنسبة إلى الشركات يبدو أنهم يجدون أنه ربما يكون من الأسهل قليلاً العثور على عمال الآن".

وتساعد المرونة المستمرة لسوق العمل أيضاً على تعزيز الآمال بأنه لا يزال من الممكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض التضخم من دون التخلي عن الملايين من الأشخاص في قوائم البطالة وإحداث ركود.

وأخيراً يرى فوشر أن "هذا ما سيبدو عليه الهبوط الناعم، مع تباطؤ نمو الوظائف تدريجاً إلى وتيرة أكثر استدامة... ومع ذلك لن نعرف ما إذا كنا قد حققنا هبوطاً ناعماً ربما حتى نهاية هذا العام".

اقرأ المزيد