Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنظمات الإنسانية في السودان بين نيران المعارك والمساعدات الملحة

مخزوناتها تتعرض للسرقة وتواجه صعوبات في معرفة من يحكم سيطرته على المناطق

سودانيون ينتظرون في خيم للعبور إلى مصر (رويترز)

ملخص

منذ اندلاع اشتباكات السودان قتل 18 عاملاً في منظمات إنسانية وتعرضت أطنان من مخزوناتها للسرقة

يعرقل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان جهود العمل الإنساني، لا سيما الوصول إلى المناطق المتضررة لمساعدة المحتاجين في بلد كان ثلث سكانه يعانون الجوع أساساً قبل الحرب.

وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم حالة من الفوضى منذ أن اندلعت المعارك في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي". وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى أبرزها دارفور في الغرب، عن مقتل 700 شخص في الأقل وإصابة الآلاف بجروح، بحسب تقارير، ويعتقد أن هذه الأرقام أقل بكثير من الواقع.

كذلك هرب السجناء من ثلاثة سجون في الأقل في الخرطوم وتعرضت المستشفيات للقصف وانتشرت أعمال النهب في غياب الشرطة. ويقول العاملون في المجال الإنساني إن مقارهم تعرضت للنهب.

18 قتيلاً

وقال كارل شمبري من المجلس النرويجي للاجئين (NRC) لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يمكننا تعريض حياة زملائنا للخطر"، مضيفاً "لا يمكننا الذهاب إلى مراكزنا لمعاينة حجم عمليات النهب".

وفي الأيام الماضية فقد شمبري ومنظمته الشيخ محمد عمر، أحد المتطوعين المحليين. وكان عمر واحداً من 191 شخصاً قتلوا بسبب أعمال العنف في مدينة الجنينة، عاصمة غرب دارفور، الإقليم المضطرب الذي يقع غرب البلاد والذي كان ساحة للتمرد المسلح وعديد من المعارك على مدى العقدين الماضيين والتي أسفرت عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.

ومنذ 15 أبريل الماضي قتل 18 عاملاً في منظمات إنسانية. وأشار سيلفان بيرون من منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن "مستوى العنف الذي سجل في الخرطوم ودارفور ضد المدنيين ومتطوعي العمل الإنساني مقلق".

وقال "نفكر في كيفية العمل في هذا السياق ونأمل في العمل مع فرق صغيرة دولية وسودانية، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني في أقرب وقت ممكن".

صعوبة تشخيص الواقع الميداني

وفي مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلت نسبياً بمنأى عن أعمال العنف، طالب منسق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الأربعاء، بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية معرفة مَن مِن الطرفين المتنازعين يحكم سيطرته في تلك المنطقة من العاصمة أو دارفور حيث انضمت القبائل إلى القتال.

وفي الخرطوم تنقسم الأحياء والشوارع بين سيطرة هذه القوة أو تلك، ويبدو أن الطرفين يملكان القوة نفسها تقريباً.

وقبل هذه الحرب كان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريباً يعاني الجوع ويحتاج إلى الإغاثات الإنسانية. ويرجح أن ترتفع هذه النسبة مع النقص الحاد في مناطق القتال في الغذاء والماء والكهرباء والنقد.

ويتعذر على عديد من المصابين، في ظل الأوضاع الراهنة، الوصول إلى المستشفيات التي لا يعمل إلا 16 في المئة منها في العاصمة، بحسب نقابة الأطباء في السودان.

نهب وسرقة

ويتوقع أن تزيد الحاجة إلى المساعدات في أشهر الصيف حيث يبلغ سوء التغذية ذروته في بلد متضرر بشدة من تغير المناخ والفيضانات التي أدت إلى ظهور أوبئة مثل الملاريا.

وأكدت الأمم المتحدة نهب "17 ألف طن من المواد الغذائية" من أصل 80 ألف طن من مخزون برنامج الأغذية العالمي التابع لها والذي "لا يزال يحاول تحديد ما تبقى" من موارده.

وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قال المسؤول في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين توبي هارورد "وجدنا أنفسنا على الجبهة بين الطرفين وتأثر عديد من مرافقنا (الأمم المتحدة)، ولكن لم نكن مستهدفين".

وأضاف أن مخزون المفوضية في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور "استهدفه اللصوص والمجرمون وقطاع الطرق".

وفي ظل تعطل عمل المصارف والتطبيقات المصرفية وخدمات تحويل الأموال تواجه منظمات الإغاثة والعمل الإنساني، بحسب ما يقول شمبري، "مشكلة لوجيستية ضخمة".

المزيد من تقارير