Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقنية ثورية تشخص مرض باركنسون قبل ظهور أعراضه

شدد علماء على أنها تضع الأسس لتشخيص الداء بطرق بيولوجية

تعقيد تركيبة الدماغ وطرق عمله تعيق التوصل الى علاجات لأمراضه المستعصية على غرار باركنسون (بيكساباي)

ملخص

توصل العلماء إلى #فحص_ للدم يستند إلى تقنية متقدمة تستطيع اكتشاف البدايات الأولى لظهور #البروتينات الدهنية المؤذية المرتبطة بمرض #باركنسون، قبل بداية أعراضه بوقت طويل

تبين أن تقنية طبية جديدة "تشكل نقطة تحول" في تشخيص مرض باركنسون قد تمهد الطريق أمام الأطباء لتشخيصه قبل وقت طويل من ظهور أولى أعراضه لدى المرضى.

معلوم أن باركنسون ينشأ نتيجة تراكم لبروتينات غير طبيعيةمعروفة باسم"ألفا ساينوسلين"[اختصاراً "ألفا سين" alphaSyn] في مختلف أنحاء الدماغ والجهاز العصبي.ويُعتقد أن التراكم يحدث قبل سنوات من ظهور الأعراض الجسدية من قبيل ارتعاش العضلات وتيبسها. وتختلف تلك الأعراض من شخص إلى آخر، وكذلك قد يتسبب بها عدد من الأمراض الأخرى، ما يزيد محاولات تشخيص الباركنسون تعقيداً.

تشير التقديرات إلى أن حوالى 150 ألف شخص في المملكة المتحدة مصابون بباركنسون، ولا يتوافر حالياً تحليل طبي محدد يكشف عن هذه الحالة الصحية بعينها، ما يجعل تشخيصها مهمة صعبة.

في المقابل، يبدو أن بحثاً جديداً نُشر في مجلة "لانسيت نيورولوجي"Lancet Neurology ، يؤكد أن طريقة تُعرف باسم "اختبار تضخيم بذور ألفا سينوكلين"[اختصاراً "ألفا سين- أس أي أي" alphaSyn-SAA] قادرة على تحديد مقدار تراكم هذه البروتينات بدقة، ومن ثم التعرّف على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بباركنسون.

تحدث في هذا الشأن علماء لم يشاركوا في الدراسة، وأفادوا إن تلك النتائج ترسي "الأساس للتشخيص البيولوجي لداء باركنسون"، واصفين التقنية بأنها "ستقلب مسار الأمور" في تشخيص باركنسون، والبحوث التي تتناوله، وتجارب علاجاته.

وأفاد الباحث أندرو سيدروف من "جامعة بنسلفانيا"، وهو مشارك المؤلف الرئيس المشرف على الدراسة، إن تحديد مؤشر حيوي فاعل لمرض باركنسون سيترك آثاراً عميقة على الطريقة المتبعة في علاج هذه الحالة الصحية، ما يفسح في المجال أمام تشخيص المرضى في وقت مبكر، وتعيين أفضل العلاجات لمجموعات فرعية مختلفة من المرضى [أي تلك التي لم تبدأ أعراض المرض في الظهور لديها]، وتسريع التجارب السريرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تضمنت الدراسة المشار إليها آنفاً 1123مشاركاً، ما يجعلها إحدى أكبر الدراسات حتى الآن التي تقدر إمكانية الاستفادة من تقنية "اختبار تضخم بذور ألفا سينوكلين". وتعمل تلك التقنية عبر تضخيم الكميات الضئيلة جداً من البروتينات غير الطبيعية إلى حد أنه يغدو من المستطاع ملاحظتها باستخدام تقنيات مختبرية تقليدية.

وشملت [الدراسة] مصابين بباركنسون، وأفراداً عرضة لخطره يحملون طفرات في الجينين، "جي بي أي"GBA و"أل آر آر كي 2"LRRK2  المرتبطين بتلك الحالة، وأشخاصاً تظهر عليهم أعراض غير حركية مبكرة من قبيل الاضطرابات في النوم أو فقدان حاسة الشم.

وقد أخذ الباحثون من كل مشارك عينات من السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي،وعملوا على تحليلها باستخدام التقنية المذكورة. [يجري ذلك السائل في جهاز دوري خاص تحتضنه أغشية خاصة تحيط بالدماغ والحبل الشوكي. وبالتالي، يُحصَل على عيناته من الظهر أو الرقبة].

واستطراداً، ففي مجموعة المشاركين الذين لديهم أعراض غير حركية مبكرة [لمرض باركنسون]، وجد العلماء أن 89 في المئة ممن فقدوا حاسة الشم حصلوا على نتائج موجبة [أي أنها شخصت المرض] في "اختبار تضخم بذور ألفا سينوكلين". في المقابل، تراجعت النتائج الموجبة بشكل طفيف إلى 85 في المئة لدى من يعانون اضطراباً سلوكياً في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم، المعروف أنه يعتبر من مقدمات الإصابة بباركنسون.

كذلك اختلفت النتائج أكثر بين المصابين بأشكال وراثية من مرض باركنسون. إذ حصل 96 في المئة من الأشخاص الذين يحملون شكلاً متحوراً من الجين "جي بي أي"على نتائج موجبة، بالمقارنة مع 68 في المئة ممن يحملون شكلاً متحوراً من الجين "آل آر آر كي 2".

واستكمالاً، تمثّل العارض الذي يؤشر بقوة إلى وجود نتيجة موجبة بفقدان حاسة الشم، وهو شائع لدى الأشخاص الذين يواجهون أعراضاً غير حركية مبكرة، بالإضافة إلى أولئك الذين شخص الأطباء إصابتهم بمرض باركنسون.

وفي سياق متصل، ذكرت الدكتورة تانيا سيموني، الباحثة في "جامعة نورث وسترن" إنه "بينما يبدو أن فقدان حاسة الشم مؤشر قوي على الإصابة بباركنسون، إلا إنه من المهم الإشارة إلى أن هذه الدراسة حددت الأفراد الذين يحملون نتائج موجبة في"اختبار تضخيم بذور ألفا سينوكلين"، ولكنهم لم يفقدوا حاسة الشم بعد".

وفق الدكتورة سيموني، يشير هذا الأمر إلى أن بروتينات"ألفا سينوكلين" المرضية ربما تكون موجودة حتى قبل حدوث فقدان ملموس لحاسة الشم، مضيفة أنه لا بد من النهوض بمزيد من البحث بغية معرفة كيف تتغير حاسة الشم لدى المرضى بمرور الوقت، وكيف يرتبط هذا المؤشر بتراكم تلك البروتينات في الدماغ.

وعلى نحوٍ مماثل، نبه العلماء إلى ضرورة إجراء دراسات طويلة المدى تتضمن عينات تضم أعداداً أكثر.

ومع ذلك، أشاد عالمان لم يشاركا في الدراسة، هما البروفيسورتان دانييلا بيرج وكريستين كلاين، من مستشفى "جامعة شليسفيغ هولشتاين" في ألمانيا، بالنتائج باعتبارها تضع "الأساس لتشخيص بيولوجي" لمرض باركنسون.

وأشار العالمان كلاهما إلى أنه في حين تعتبر هذه التقنية "نقطة تحول" في تشخيص باركنسون، إلا إنه لا بد من إتاحتها في شكل تحاليل دم من أجل الاستفادة من إمكاناتها الكاملة.

© The Independent

المزيد من صحة