معنويات الأسواق ترتفع أملا في توقف دورة التشديد النقدي الأميركية

رفعت بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي جاءت أقل من المتوقع أمس من معنويات الأسواق العالمية، بعدما زادت الآمال بوقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لدورة التشديد النقدي.

الأسهم الأوروبية ترتفع

وارتفعت الأسهم الأوروبية مدعومة بمكاسب في أسهم شركات السلع الفاخرة بعد تقرير أظهر تحقيق شركة "إل.في.إم.إتش" للأزياء مبيعات قوية في الربع الأول، وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة.

كما ارتفع مؤشر "ستوكس 50" للأسهم القيادية 0.4 في المئة بعد أن بلغ أعلى مستوى له في 22 عاماً أمس، وقفز سهم "إل.في.إم.إتش"، أكبر شركة للمنتجات الفاخرة في العالم، 4.5 في المئة بعد إعلان زيادة 17 في المئة في مبيعات الربع الأول التي تجاوزت التقديرات السابقة مع انتعاش الأعمال في الصين بشكل كبير، كما زادت أسهم شركات أخرى مثل "ريتشمونت" السويسرية للسلع الفاخرة 3.8 في المئة و"إيرميس" الفرنسية 2.9 في المئة.

في بريطانيا لم يطرأ تغير يذكر على مؤشر "فايننشال تايمز 100"، بعد أن أظهرت بيانات فشل الاقتصاد البريطاني في تحقيق نمو بحسب التوقعات في فبراير (شباط) الماضي، إذ أثرت إضرابات العاملين بالقطاع العام في الإنتاج.

البرلمان السويسري يرفض حزمة إنقاذ كريدي سويس

في تلك الأثناء رفض البرلمان السويسري أمس تقديم الحكومة لدعم بقيمة 109 مليارات فرنك سويسري (120.82 مليار دولار) لدمج مصرف "كريدي سويس" مع بنك "يو.بي.إس"، مما يعني حرمان عملية الإنقاذ التي تم ترتيبها على عجل للبنك المتعثر من المباركة البرلمانية الرمزية إلى حد كبير.

يشار إلى أن مجلس الشيوخ بالبرلمان وافق على مساهمة الحكومة في صفقة الإنقاذ قبل أن يرفض مجلس النواب ذلك للمرة الثانية الأربعاء.

وفي سبيل التوصل إلى حل وسط أقر مجلس الشيوخ تعديلات على الإجراء، لكنها لم تكن كافية لتغيير آراء المشرعين في مجلس النواب، إذ عارض الإجراء أغلبية 103 أصوات في مقابل تأييد 71، وهو مستوى مماثل للمعارضة في الليلة السابقة.

وعلى رغم أن التزام الحكومة الذي تم إقراره باستخدام قانون الطوارئ لا يمكن إلغاؤه، فإن نتيجة التصويت تمثل توبيخاً رمزياً للسلطات التي أثار قرارها الذي يتخطى إلى حد كبير الهيئة التشريعية للبلاد غضب كثير من السياسيين.

وقالت وزارة المالية السويسرية بعد التصويت إن "هذا القرار بلا تأثير في الاستحواذ على بنك كريدي سويس الذي تم اتخاذ قرار بشأنه في 19 مارس (آذار) الماضي".

وأضافت أن حزمة الدعم حصلت بالفعل على موافقة ملزمة من وفد المالية بالبرلمان بالنظر إلى أن الأمر مثل حاجة ملحة.

وقالت المشرعة إيفا هرتزوج قبل التصويت "لا يهم حقاً ما نقرره في تفاصيله، لكن رفض هذه الأموال سينقل إشارة سيئة حقاً".

الاقتصاد البريطاني لم يحقق نمواً في فبراير

في غضون ذلك أظهرت بيانات رسمية أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير الماضي، إذ أثرت إضرابات العاملين بالقطاع العام في الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يعتقد في البداية مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن "الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير".

وقام مكتب الإحصاءات بتعديل معدل النمو الشهري لشهر يناير الماضي إلى 0.4 في المئة من التقدير السابق عند 0.3 في المئة.

وتعني المراجعة أن الاقتصاد سيحتاج إلى الانكماش بنسبة 0.6 في المئة في مارس، كي يحدث الانكماش في الربع الأول من العام كما توقع بنك إنجلترا.

وقال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت إن "البيانات تظهر أن الأداء الاقتصادي كان أقوى مما كان يعتقد".

مؤشر "نيكاي" يرتفع للجلسة الخامسة

في أسواق شرق آسيا ارتفع مؤشر "نيكاي" الياباني للجلسة الخامسة على التوالي وسط التفاؤل بانتعاش قطاع التجزئة المحلي، في حين تأثرت الأسهم المالية بمخاوف الركود في الولايات المتحدة.

وأغلق "نيكاي" على ارتفاع 0.26 في المئة ليعوض خسائر سجلها في وقت مبكر، ويحقق أطول سلسلة مكاسب في أكثر من شهر، كما أنهى مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً التعاملات مرتفعاً 0.05 في المئة.

في الوقت نفسه صعد سهم شركة "أيون" 2.7 في المئة ليقود الأسهم الرابحة على مؤشر "نيكاي" بعد أن قالت شركة البيع بالتجزئة إن الإيرادات في العام حتى فبراير وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وسط توقعات بتحقيق أرباح قياسية العام المقبل.

من جهتها قالت المتخصصة الاستراتيجية في "نومورا" ماكي ساوادا إنه "كما يتضح من نتائج شركات البيع بالتجزئة، فإن زيادة حركة الأشخاص وتعافي السفر الداخلي يعززان الاقتصاد".

الذهب يواصل الارتفاع

في أسواق المعادن النفيسة ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي، إذ عززت بيانات التضخم الأميركي الذي جاء أقل من المتوقع الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل ثم يوقف الزيادات.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 2016.99 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 2030.70 دولار.

وصعدت أسعار الذهب بأكثر من واحد في المئة أمس بعدما أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع 0.1 في المئة الشهر الماضي، مقارنة بتوقعات لزيادة نسبتها 0.2 في المئة، بعد صعوده 0.4 في المئة في فبراير الماضي.

وتعليقاً على ذلك قال محلل السوق في "آي.جي" يب جون رونغ إن "توقعات أن دورة رفع الاحتياطي الاتحادي ربما تقترب من نهايتها راسخة بفعل بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركية الأخيرة، بينما يدعم انخفاض عوائد سندات الخزانة وضعف الدولار أسعار الذهب".

ويعتبر الذهب وسيلة للتحوط من التضخم، ولكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.

وأضاف يب أن "مخاوف الركود تسمح لأسعار الذهب بالاعتماد على وضعها كملاذ آمن".

الدولار يتراجع بعد بيانات التضخم

في تلك الأثناء تراجع الدولار بعدما أدت بيانات التضخم الأميركية إلى زيادة الإقبال على المخاطرة في ظل توقعات أن ينتهي مجلس الاحتياطي الاتحادي من التشديد النقدي بعد رفع آخر للفائدة الشهر المقبل.

وهبط مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل ست عملات رئيسة 0.03 في المئة إلى 101.44، ويحوم حول أدنى مستوى في أسبوع البالغ 101.40 بعد انخفاضه 0.6 في المئة الليلة الماضية.

وصعد اليورو 0.05 في المئة إلى 1.0994 دولار، بعدما لامس أعلى مستوى في شهرين عند 1.1005 دولار في وقت سابق من الجلسة، بينما هبط الين الياباني 0.04 في المئة إلى 133.20 للدولار، وسجل الجنيه الاسترليني في أحدث تعاملات 1.2486 دولار، مرتفعاً 0.04 في المئة خلال الجلسة.

وانخفض الدولار الأسترالي 0.01 في المئة إلى 0.669 دولار أميركي، ونزل الدولار النيوزيلندي 0.23 في المئة إلى 0.621 دولار.