Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أكثر من مجرد وجه جميل": قصة بروك شيلدز وحملة "أنا أيضا"

كما بريتني سبيرز وباميلا أندرسون تعود الممثلة الأميركية التي لمع نجمها عالمياً عندما كانت في سن الـ 11في فيلم "بريتي بايبي" لتظهر في وثائقي جديد يستكشف تفاصيل الثقافة الطاغية بشكل متزايد في شأن الجوانب الجنسية للمرأة

بروك شيلدز تبدو أكثر إثارة للاهتمام عندما تخوض في مناقشة عملها (غيتي)

ملخص

"أكثر من مجرد وجه جميل" وثائقي جديد عن #بروك شيلدز الممثلة الأميركية التي لمع نجمها عالمياً عندما كانت في سن الـ 11يستكشف تفاصيل استشراء #الثقافة الطاغية عن الجوانب الجنسية للمرأة

لم أكد أتخلص من مشاعر الكراهية التي انتابتني طوال حياتي للممثل طوم كروز، وذلك بفضل أدائه القوي كصاحب خبرة يقوم بحيل جديدة في فيلم "توب غان: مايفيريك" Top Gun: Maverick حتى قام بتدمير كل شيء من خلال ظهوره في الوثائقي الجديد المؤلف من جزأين بعنوان "بريتي بايبي: بروك شيلدز" Pretty Baby: Brooke Shields  الذي تعرضه خدمة البث "هولو" لعارضة الأزياء والممثلة الأميركية بامتياز، فقد حصلت شيلدز على أول وظيفة لها عندما كان عمرها 11 شهراً، وحققت شهرة عالمية في سن الـ 11، ومنحتها مجلة "تايم" لقب "وجه الثمانينيات" وكانت في حينها في سن الـ 16 فقط.

ويعد الجزء الثاني الأكثر تأثيراً في الفيلم الوثائقي وذلك عندما تستعيد بروك شيلدز وقائع ولادة طفلها الأول روان، فبعد مخاض دام أكثر من 24 ساعة تحول إلى ولادة قيصرية طارئة فقدت خلالها شيلدز "كمية كبيرة من الدم"، عادت لمنزلها ودخلت في دوامة كبيرة من الاكتئاب. وعندما كانت في أسوأ حالاتها النفسية كتبت شيلدز لاحقاً أنها راودتها "فكرة ابتلاع حبوب زجاجة كاملة من الدواء أو القفز من نافذة شقتها"، ومن ثم وفي ما تناقش شيلدز البالغة من العمر الآن 57 سنة تجربتها في مرحلة ما بعد الولادة.

يظهر طوم كروز بشكل غير متوقع في مقابلة مع برنامج "توداي شو"  Today Show (برنامج صباحي تبثه شبكة "أن بي سي") أجريت معه عام 2005، متهماً شيلدز بنشر "معلومات خاطئة وغير مسؤولة"، وبالترويج على نحو خطر لتعاطي الأدوية.

وكلامه عن "تعاطي الأدوية" كان مقصوداً به مضادات الاكتئاب التي وصفها الأطباء لشيلدز والتي نسبت إليها الفضل في إنقاذ حياتها، وقال كروز "إنها لا تفقه شيئاً في تاريخ الطب النفسي".

لا شك في أن كثيراً من المشاهدين أبدوا تلقائياً امتعاضاً كبيراً من تعليقات كروز، كما كان رد فعلي أنا، لكن بصرف النظر عن كونها لحظة معهودة من القساوة الرجعية التي يتسم بها طوم كروز، فقد كانت لحظة مفيدة سواء لجهة مشروع وثائقي "بريتي بايبي" أو قصة حياة بروك شيلدز ككل، وقد يكون كروز صاغ انتقاداته في إطار "واجبه كسيانتولوجي" [المؤمن بالعلم] الرافض للطب النفسي، لكن من الواضح أيضاً أن موقفه كان هجومياً على ما يمكن لامرأة تحت الأضواء أن تختار فعله بجسدها، وحقها في اتخاذ القرار الخاص بها، فمن خلال ظهور كروز في الوثائقي بعد سيل لا نهاية له من الأحاديث التي كان يتداولها رجال في منتصف العمر خلال برامج حوارية في شأن إطلالة شيلدز الشابة والجذابة وقضية عذريتها، يظهر على الشاشة رجل آخر يشير في كلامه إلى أن بروك شيلدز هي إما فتاة غبية أو امرأة خطرة تحتاج إلى التأنيب والتأديب ولا تستحق الاهتمام أو أن تؤخذ على محمل الجد، وعلاوة على ذلك يُدخل الممثل قرارها الشخصي مادة في إطار جدل عام.

لكن هناك جانباً مشرقاً لتلك الحلقة، فما الذي قامت به بروك شيلدز للرد على تعليقات طوم كروز؟

كتبت مقالة رأي نشرتها في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أن تقدم حجة واضحة وصادقة وذكية في شأن الدواء الذي تناولته لعلاج مرحلة ما بعد الولادة، وتوجه دعوة من أجل إجراء مزيد من الأبحاث عن هذه الحالة وفهمها على نطاق أوسع، وقالت بسخرية "سأخمن تلقائياً أن السيد كروز لم يعان من اكتئاب ما بعد الولادة"، مضيفة أنه "إذا كانت هناك أي فائدة من التشدق السخيف الذي أدلى به السيد كروز فلنأمل أن يجذب الاهتمام الذي يحتاجه مرض خطر".

وتختم مقالتها بالقول إن "الأمر لا يتعلق بتاريخ الطب النفسي، إنه تاريخي أنا وهو شخصي وحقيقي".

يمكن القول إن وثائقي "بريتي بايبي: بروك شيلدز" هو أيضاً "تاريخي وشخصي وحقيقي" بالنسبة إلى بروك شيلدز، وهو كما مقالتها في صحيفة "نيويورك تايمز" يبدو كمحاولة لاستعادة صوتها وحرية تصرفها في عالم قام مراراً بتجريدها منهما، والواقع أن الوثائقي يوضح منذ البداية وجهة نظره، فنحن أمام امرأة عاشت حياتها كلها أمام أعين الجمهور ويبدو أن الجدل يدور حولها مهما فعلت وأينما ذهبت، وقد نُظر إليها من زاوية المتعة الجنسية وعلى أن آراءها طفولية وليست صادرة عن امرأة ناضجة، وأنها كانت مكروهة الطباع ونادراً ما كان يتم الاستماع إليها.

وكما يشير عنوان الوثائقي ومقطع الفيديو الدعائي والفقرة الافتتاحية، فإنه يتم عرض هذا العمل على أنه قصة امرأة لطالما كانت "أكثر من مجرد وجه جميل"، وهي الآن تروي وجهة نظرها من تلك القصة.

لكن في اعتقادي الشخصي على الأقل فإن ما هو أكثر إثارة للاهتمام في جزءي الوثائقي والمرأة التي في صلبه، يتمثل في رفضها أن يتم الحد من هويتها ضمن إطار محدد، سواء ما إذا أطلق عليها صفة "طفلة جميلة" أو "امرأة مثيرة ومغرية" أو "عذراء" أو "شريرة" أو "ضحية"، حتى إنها تبدو وكأنها ترفض محاولات الحد من إطار الوثائقي "الشخصي والحقيقي" التي تطرحها حملة "أنا أيضاً"  #MeToo (حركة اجتماعية عالمية تسعى إلى فضح التحرش والاعتداء الجنسي على النساء)"، لأنه إذا كانت أعوام السبعينيات تسلط الأضواء على الفتيات اليافعات المثيرات، فيما كانت أعوام الثمانينيات لعهد ريغان تهوى عرض ملصقات ترويجية لعذرية الفتيات، فإن عصرنا الراهن يريد أن تتمثل رموز النساء في "شخصيات أنثوية قوية" استطاعت التغلب على المحاكمات العامة وتعرضت للعار والاحتقار، لكنها نجحت في تخطي مآسيها كي تستحق منا أن ندعوها "أيقونة" و"أم"، ونقول لأنفسنا إن الظروف باتت أفضل لفتيات اليوم.

ومع ذلك أليست تلك مجرد سردية شمولية ومثيرة مثل التي سبقتها؟ ألا يقلل ذلك من مكانة المرأة المعنية بحيث تتحول إلى مجاز ثقافي مناسب؟ هل يمثل ذلك حقاً القدرة على التصرف واتخاذ الخيارات بكل ما فيها من تنوع وتناقض أساسيين؟

الأكيد أنه كلما عرفت كثيراً عن حياة بروك شيلدز كلما بدا أكثر وضوحاً أنها ليست ودودة ومضحكة ومشرقة وحسب، بل إنسانة تمكنت من النجاة والتغلب على مآسيها، فقد كان دائماً هناك من يدير حياة شيلدز بدءاً من لحظة ارتداء حفاضاتها على يد والدتها التي كانت متسلطة ومدمنة كحول، وكانت تعيش حياة بوهيمية (تروي كيف كانت تذهب مع والدتها لمشاهدة أفلام المخرج فيديريكو فيلليني عندما كانت في السابعة من عمرها)، ومثيرة للقلق (تروي لورا ليني زميلة شيلدز في المدرسة كيف كانت هذه الأخيرة تختبئ كثيراً من والدتها التي كان يعييها تناول المشروبات في فترة ما بعد الظهر والتي كانت ربما عنيفة، وكانت بروط تنتظر أن تهدأ الأمور للخروج من مخبأها).

وفي خطوة تفوقت فيها تيري شيلدز على كريس جينر (اشتهرت بإدارة أعمال بناتها ولقبت بـ  Momager)، فقد وافقت على أن يتم تصوير ابنتها بروك عارية على صفحات منشورة "شوغار أند سبايس" لمجلة "بلاي بوي" Playboy، عندما كان عمرها 10 سنوات فقط، وفي العام التالي قامت شيلدز بدور البطولة في فيلم "بريتي بايبي" للمخرج الفرنسي لوي مال عام 1978 ولعبت دور طفلة من بنات الهوى، وهو الدور الذي أثار غضباً كبيراً في الولايات المتحدة لجهة الاستغلال الجنسي للأطفال، وأفسح في المجال المقابل لمضيفي برامج الدردشة للتطفل على الحياة الحميمة لطفلة في سن الـ 11، ثم جاء فيلم "ذا بلو لاغون"  The Blue Lagoon المثير للجدل الذي تم تصويره عندما كانت بروك شيلدز لا تزال في الـ 15 من عمرها، وقد لقي الرواج الذي أراده له المخرج والذي لا يتوقف عند اكتفاء الجمهور بمشاهدة مراهقين يحاولون اكتشاف الحياة الجنسية في إحدى الجزر، بل في رغبته بمتابعة مراحل نمو بروك شيلدز أيضاً وتحولها من فتاة إلى امرأة.

وطغت بعد ذلك إعلانات "كالفن كلاين" المثيرة للجدل عندما تم تسليط الكاميرا على ساقي شيلدز اليافعتين، فيما كانت تحاول رفعهما خلف رأسها أثناء إلقائها مونولوجاً عن نظرية تشارلز داروين المتعلقة بتطور الكائنات والطفرات الجينية (اللعب بالكلمات على ما هو الجينز كما تشرح شيلدز).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتذكر بروك الإعلانات على أنها تحد ممتع قائلة "انتهزت الفرصة لأنها كانت بمثابة تمثيل"، لكن بقية العالم لا يزال يتذكر تلك الإعلانات مزدوجة المعنى والوارد فيها "هل تريدون معرفة ما يحدث بيني وبين كالفينز"، تسأل شيلدز، بينما تتحرك الكاميرا فوق ساقيها المفتوحتين، "لا شيء".

كانت تبلغ من العمر 16 سنة آنذاك، ومع ذلك وبعد مرور عامين تحولت إلى رمز للعفة عندما كشفت عن أنها لا تزال عذراء، وذلك في مذكرات خطها لها أشخاص غير معروفين ضمن كتيب مساعد ذاتي للمراهقات، على رغم ما أوحت به السرديات الإعلامية الفاسدة في وقت سابق.

إذاً أجبرت شيلدز منذ البداية على التفاوض على أرض معادية للمرأة في ظل هيمنة الذهنية المبنية على المظهر الجسدي للمرأة والإدانة معا، وعند مشاهدة فيلم "بريتي بايبي" يبدو أنه لا يمكن إنكار أن قصة حياة بروك شيلدز هي أساساً قصة الطاهرة والعاهرة بنسخة أكبر أو أكثر مبالغة، أو كما وصفتها مقالة إحدى المجلات في الثمانينيات بأنها "رمز جنسي أو ابنة الـ 16 سنة؟"، ومع ذلك تظهر شيلدز مراراً قدرة خارقة على رفض أي محاولة لسردية سهلة تبدو فيها بدور الضحية والشريرة لمصلحة المواقف التي تعطي الأولوية للفكاهة والفروق الدقيقة.

وقد قالت شيلدز عن تعليقات كروز الهزلية خلال مقابلة حديثة أجرتها معها مجلة "ذا نيويوركر": "لقد أدى لي معروفاً نوعاً ما، لأن الناس خرجوا عن صمتهم وأعربوا عن سخطهم فقد بدا سخيفاً، وكان الناس يريدون معرفة كثير عن اكتئاب ما بعد الولادة والكفاح من أجلي ومن أجل تعزيز الوعي وأهمية إجراء الفحوص ذات الصلة، فجاء رد فعلهم كأنهم يقولون له ’حقاً؟ لقد اخترت للتو الهدف الخطأ‘".

وإذا عدنا بالذاكرة لما قام به المخرج فرانكو زيفيريلي عندما لوى إصبع قدمها أثناء تصويره مشهداً جنسياً في محاولة لحملها على التعبير عن إحساس بـ "النشوة"، فإننا نستطيع رؤية شيلدز تظهر موقفاً مشابهاً.

وتضيف، "هل يعقل ذلك حقاً؟ ماذا عن الإخراج؟" وها هي تبدو مراراً وكأنها الراشدة الوحيدة في الغرفة وهي محاطة برجال أشبه بأطفال غير ناضجين، وقبل ذلك وصفت نوبات غضب زوجها السابق (لاعب التنس) أندريه أغاسي بأنها "سلوك فظ" أطاح من خلاله بجميع جوائزه، نتيجة غيرته الشديدة لقيام شيلدز بلعق يدي مات لو بلان أثناء تصوير حلقة من برنامج "أصدقاء"  Friends.

وتشير بسخرية إلى أن ذلك كان "مجرد تمثيل"، وتنهدت بأسلوب أرادت القول من خلاله لأغاسي "عليك أن تتصرف بنضج".

ومع ذلك فإن بروك شيلدز تبدو أكثر إثارة للاهتمام عندما تخوض في مناقشة عملها، وتقول في مقابلة مع "ذا نيويوركر" عن فيلم "بريتي بايبي" الذي أخرجه لوي مال "من الواضح أنك لم تتمكني من تحقيق ذلك اليوم"، ويبدو أنها تؤكد من خلال ذلك على رسالة ابنتيها المراهقتين اللتين تظهران قرب نهاية الوثائقي في موقف يدين السجل السينمائي لوالدتهما في الترويج لمواد إباحية للأطفال غير قائمة على الرضى، وقالت غرير البالغة من العمر 16 سنة إن فيلم "بريتي بايبي" يبدو مزعجاً وإشكالياً من خلال المقاطع القصيرة التي شاهدتها على تطبيق "تيك توك"، أما روان البالغ من العمر 19 سنة فقال "لن أشاهد فيلم ’بلو لاغون‘ أبداً". من ناحية أخرى تبدو هذه الردود منصفة تماما، فمن يريد في نهاية المطاف أن يشاهد والدته في إطلالتها الشابة والعارية تفقد عذريتها على إحدى الجزر؟ لكن شيلدز تتخذ في المقابل موقفاً دفاعياً عن فيلم المخرج مال ورأيها فيه.

وترى شيلدز أنه "أجمل فيلم مثلت فيه وأنه الفيلم الجيد الوحيد الذي شاركت فيه على الإطلاق"، وفي الواقع فعندما كانت طالبة في "جامعة برينستون" كتبت أطروحتها عن هذا العمل بالذات قائلة "أشعر بالدهشة من رحلة البراءة التي قمت باختبارها ومن الجهة المسؤولة عنها وهل يصبحون ضحية لها أم لا؟"

وفي النهاية تعد بروك شيلدز أكثر "طفلة جميلة" في القرن الـ 20 تحصل على امتياز المشاركة في وثائقي ينطوي على تفاصيل حميمية تكشف النقاب عن الحقائق وتعيد صياغة سياقها، وقبل بضعة أسابيع فقط تم عرض فيلم "باميلا، قصة حب"Pamela, a Love Story ، على خدمة "نتفليكس"، بعدما  سبقه عرض مجموعة كاملة من أفلام بريتني سبيرز الوثائقية على جميع منصات البث. وتتناول قصة شيلدز كثيراً من الأحداث نفسها التي ترويها هاتان المرأتان الشهيرتان، بدءاً من الإفراط في تصويرهن في إطار المواضيع والسلوكات الجنسية ومروراً بالاعتداء الجنسي في وقت باكر، وتحكم الأهل بحياة أطفالهم والعلاقات العاطفية المتقدة والمهيمنة، وبالطبع تسلط الضوء على طريقة تمييزهن لجعلهن "الصورة" الرمزية لعصرهما، لكن هناك رابطاً آخر بينهن أيضاً يتمثل في تقدير الفروق الدقيقة التي غالباً ما تظهر في إطار عمل الأفلام الوثائقية التي شاركن فيها.

ولم تؤيد سبيرز على الإطلاق الاتجاه السائد أخيراً في صناعة مثل هذه الأفلام الوثائقية (التي تركز على قصص الأشخاص الذين كانوا ضحايا لمواقف معينة ثم يتمكنون من التغلب عليها)، مما يشير ضمناً إلى أن صانعيها المعاصرين استخدموا في سيناريوهاتهم الطنانة السرديات نفسها "المتمحورة حول تحرر الضحايا" والتي تبنتها وسائل الإعلام في اهتماماتها بمثل هذه الروايات خلال العقد الأول من القرن الـ 21، ومن الواضح أن باميلا وبروك تتمتعان بمقدار أكبر من السيطرة على قصصهما "الشخصية والحقيقية"، لكنهما أيضاً تعارضان بشدة الروايات الإعلامية التي قامت بتحريف تصرفاتهما وكلماتهما ومعتقداتهما لتتناسب وأي أجندة أرادت الصحافة الدفع في اتجاهها خلال تلك المرحلة الثقافية. وتستخدم باميلا أندرسون الأسلوب نفسه الذي اعتمدته شيلدز في الدفاع عن عملها الباكر مع المخرج مال من خلال اعتبارها إياه عملاً فنياً وليس إباحياً لتدافع عن عملها مع مجلة "بلاي بوي"، وفي الواقع فبعد وفاة هيو هفنر (مؤسس ومالك المجلة) أعلنت على الملأ أنه "علمها جميع الأمور المهمة المتعلقة بالحرية والاحترام".

قد لا تكون وجهات النظر هذه مريحة أو ملائمة للآذان المعاصرة التي تسعى إلى الحصول على السردية القائمة على إبراز الضحايا كما في السابق، والتي تبلغ ذروتها في توصل تلك الضحايا إلى تعزيز قدراتها في الوقت الراهن، لكنها مهما كانت معقدة تبقى صحيحة.

انظروا إلى بريتني سبيرز وباميلا أندرسون وبروك شيلدز وبالتأكيد إلى درو باريمور التي تظهر في دور المتحدثة المتعاطفة في فيلم "بريتي بايبي"، فمن المؤكد أن هناك شعوراً بالمتعة والراحة في معرفة أن هؤلاء النساء نجون من معاملة وسائل الإعلام المعادية للمرأة لهن، لكن هناك أيضاً خطراً يتمثل في أنه بعد منح النساء منصة للتعبير مجدداً عن تجاربهن ووجهات نظرهن، قد تواصل الروايات والمجازات الثقافية السائدة الإمعان في إخماد أصواتهن، وربما بدلاً من الركون إلى الامتعاض بصوت عال من واقع أن أحداً لم يمنح هؤلاء النساء تقديراً واحتراماً لقدرتهن على اتخاذ القرارات المتعلقة بهن أو الاستماع إليهن في الماضي، فإنه يتعين علينا أن نبدأ الآن بالإصغاء.

© The Independent

المزيد من منوعات