Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فجوة جندرية في الأجور اللندنية تفتح فرصة لشركات أشد ذكاء

القلب التجاري للمدينة مخيب للآمال ويقدم حجة لمصلحة أنصار التنوع

الوسط التجاري يعتبر من الملامح المميزة لمدينة لندن (انفستوبيديا)

ملخص

شركات في #الوسط_ التجاري_ للندن تمارس #التمييز_ الجندري بين الجنسين ولعلها فرصة تستفيد منها الشركات التي تتبنى التنوع والمساواة بين #المرأة_ والرجل

من المتوقع أن تكون نتائج أحدث الإبلاغات عن الفجوة الجندرية في الأجور مخيبة للآمال، إذ تظهر مسوح مختلفة للبيانات أن حوالى ثماني من كل 10 شركات تدفع للنساء أجوراً أقل مقارنة مع الرجال، ويبلغ متوسط تلك الفجوة الـ 10 في المئة بصورة تقريبية، إذ تقدر "فايننشال تايمز" ذلك المتوسط عند 12 في المئة، فيما تضعه "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) عند 9.4 في المئة اعتماداً على كيفية التعامل مع الأرقام.

وفي المقابل لا خلاف على أن تلك الأرقام مرتفعة للغاية، ولم يتغير إلا القليل منذ الفترة 2017 - 2018 حينما أصبح الإبلاغ عن الفجوة في الجندرية الأجور أمراً إلزامياً، ويقدر بعضهم أن القضاء على الفجوة الجندرية في الأجور سيستغرق أكثر من قرن استناداً إلى المعدلات الحالية، بل إن ثمة من بدأ يرى أن ذلك التقدير متفائل لأن التقدم البطيء بدأ في إعطاء الانطباع بأنه غياب للتقدم.

في هذه المرحلة ينبغي أن يذكر أن ما نتحدث عنه هنا ليس الأجور التي تدفع إلى الرجال والنساء في مقابل العمل نفسه، ذلك لأن أية فجوة من هذا النوع تكون غير قانونية بالفعل.

وتحتسب الفجوة الجندرية في الأجور بوصفها الفارق بين متوسط الأجر في الساعة (باستثناء أجر العمل لوقت إضافي) للرجال والنساء، مع احتساب ذلك الفارق كجزء من متوسط دخل الرجال في الساعة (باستثناء أجر العمل لوقت إضافي) في مؤسسة ما.

وبالتالي يرتفع رقم الفجوة الجندرية حينما يحصل الرجال على أفضل الوظائف مع أفضل حزم من الأجور، ويساعد ذلك في تفسير لماذا يعد الوضع سيئاً في شكل خاص في القلب التجاري للندن، إذ تدفع إلى أمراء المال أجوراً تماثل أجور لاعبي كرة القدم في الدوري الممتاز، بينما يكون على السيدات الاكتفاء بالفتات، وإليكم بعض الأمثلة على ذلك.

تبلغ الفجوة الجندرية في "إتش إس بي سي" 45.2 في المئة، ارتفاعاً من 44.9 في المئة العام السابق، فيما تسجل 53.2 في المئة في "غولدمان ساكس" ارتفاعاً من 51.3 في المئة، وتساوي 40.8 في المئة في "مورغان ستانلي" ارتفاعاً من 40.5 في المئة. وليست الأرقام التي تبلغ 30 في المئة أو أكثر غير شائعة على الإطلاق.

"أؤكد لكم أننا عازمون على تغيير هذا الوضع، لكن بالطبع يستغرق الأمر بعض الوقت".

كتب الكلمات السابقة الرئيس التنفيذي لـ "غولدمان ساكس إنترناشيونال" ريتشارد نود في مذكرة أرسلها إلى الموظفين هذا الأسبوع، وأتساءل بماذا فكرت النساء حينما فتحن هذه الرسالة الإلكترونية؟ لديهن كل الحق في أن ينزعجن، لكن بالطبع لا ينفع الانزعاج في القلب التجاري للندن حيث يتعين على المرء أن ينخرط في لعبة الشركات إذا أراد الاستمرار، مما يعني عدم التعرض إلى الوضع السائد ومعاملة رب العمل بوصفه "الملك الشمس" [اللقب المشهور للملك لويس الـ 14 الذي حكم بتسلط شبه مطلق].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل تحلل شركة "ماكينزي" للاستشارات الإدارية مسألة التنوع ضمن الشركات في شكل دوري، بما في ذلك الحجج التي تقدمها الشركات لمصلحة تبني التنوع، ويرتبط عملها هذا بشكل وثيق بالأرقام المذكورة أعلاه، لا سيما مع رغبة الشركات المالية في التأكيد على تركيزها بشكل لا هوادة فيه على أداء المساهمين، وقد استخلصت "ماكينزي" من أحدث ثلاث دراسات لديها "أن حجة الأعمال لمصلحة التنوع والإنصاف والشمول باتت أقوى من أي وقت مضى، ولقد تعززت العلاقة بين التنوع في صفوف الفرق التنفيذية وبين إمكان تحقيق التفوق المالي مع مرور الوقت، وتظهر هذه النتائج الصادرة من أكبر مجموعة بيانات لدينا حتى الآن، وتشمل 15 بلداً وأكثر من 1000 شركة كبيرة، وفي حين أن معظم الجهات المعنية لم تحقق تقدماً يذكر أو توقفت أو حتى تنزلق إلى الوراء، يحقق بعضها مكاسب مثيرة للإعجاب في التنوع، ولاسيما في الفرق التنفيذية، ونحن نبين أن هذه الجهات الفائزة في مجال التنوع تتبنى مقاربات منهجية تقود الأعمال نحو الشمول والتنوع".

واستكمالاً تشير الأرقام إلى أن هذه "الجهات الفائزة" ستقطف ثماراً رائعة، وكانت الشركات التي حلت في الربع الأعلى للرسم البياني عن الإحصاءات المتصلة بالتنوع بين الجنسين في الفرق التنفيذية، أكثر ميلاً بـ 25 في المئة إلى تحقيق ربحية أعلى من متوسط ما حققته الشركات التي حلت في الربع الأدنى ضمن ذلك الرسم، مما يعني تسجيل ارتفاع بـ 21 في المئة عام 2017 و15 في المئة عام 2014.

وغني عن الإشارة إلى أن الفرق التنفيذية التي تصدرت قمة الرسم البياني المتعلق بالأجور على غرار الشركات في الربع الأعلى وفق تصنيف "ماكينزي"، ستتباهى حتماً بانخفاض الفجوات الجندرية في الأجور.

وكخلاصة تشير الفجوات الكبيرة في الأجور التي أبلغت عنها بعض المؤسسات المالية المرموقة العاملة في القلب التجاري للندن إلى وجود عدم كفاءة سوقية في هذه المنطقة بسبب التمييز الجنسي القديم، وبالتالي يتوجب على المؤسسات الذكية والحاذقة أن تسأل نفسها عن كيفية الاستفادة من مجموعة المواهب النسائية المستبعدة بوضوح من الأدوار العليا، وستجني من ذلك ثماراً مجزية .

© The Independent