ملخص
بين #السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة تنوعت تجربة الممثل القدير #أحمد_الزين الذي بدأ مساره الفني في عمر الـ 17
بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، تنوعت تجربة الممثل القدير أحمد الزين الذي بدأ مساره الفني في عمر الـ 17 ولا يزال مستمراً حتى اليوم. الزين لمع في دوره في مسلسل "للموت" يقدم في الجزء الثالث من هذا المسلسل شخصية الرجل المصاب بمرض الألزهايمر. ويشير إلى أنه بعد 57 عاماً من العمل الفني لا يمكن أن يتخلى عن التمثيل ويوضح: "أولاً، أنا أعشق التمثيل، ثانياً أنا من جماعة الـ "لا" وأختار عملاً واحداً من بين 3 أو 4 أعمال تعرض عليّ، ثالثاً أنا أب لأربعة أولاد 3 شباب وصبية وجد لـ 11 حفيداً".
محمد شامل وأبو الزوز
الزين الذي لمع اسمه في كل الأعمال التي قدمها يتحدث عن رحلته مع النجومية قائلاً: "كان هناك برنامج اسمه "الدنيا هيك" من بطولة شوشو والدروندي، وعندما طلب شوشو 150 ليرة على الحلقة الواحدة أصر عمه محمد شامل على إعطائه 100 ليرة، مما تسبب بحصول خلاف بينهما، فقال له شامل إنه سوف يستعين بولد بقروش ويصنع منه نجماً. حينها كنت أشارك في مسلسل "أبو المراجل" فسألني شامل: "كم أجرك يا صبي"، فأجبته "أحيانا 10 ليرات وأحياناً 15 ليرة أو 20 ليرة وعندما يعجبني الدور يمكن أن أعمل من دون مقابل". فردّ عليّ: "هل تقبل بالعمل معي إذا أعطيتك 35 ليرة على الحلقة وصنعت منك نجماً؟". فوافقت وطلب تغيير النص واستبدال شخصية "أبو الشوش" بـ "أبو الزوز" وحققت نجاحاً كبيراً في "الدنيا هيك"، وسطع نجمي وانتشر اسم "أبو الزوز" بين الناس بشكل واسع. ثم طلبني شامل لتقديم جزء ثان من "أبو الزوز"، ولأنني كنت قد اتفقت مع رشيد علامة على مسلسل "الأمانة" اعتذرت منه وقلت له لا أريد أن تلبسني شخصية محددة، وأن تصبح شخصية "أبو الزوز" كشخصيات فهمان وأسعد ودرباس، بل أنا أطمح للعب كل الأدوار. فقال لزوجته: "تعالي واسمعي ماذا يقول هذا الصبي السعدان". ثم قال لي: "سوف تلازمك هذه الشخصية حتى مماتك". ولكنني تحديته وقلت له: "إذا ربحتَ الرهان أهديك علبة "عطوس" وإذا خسرته تهديني كروز دخان". وخلال الحرب الأهلية قدمت شخصية "ابن البلد" عبر إذاعة صوت لبنان العربي بين عامي 1975 و1980 وكان اسمي هو الوحيد الذي يتردد على ألسنة الناس. وفي تلك الفترة مرض محمد شامل وزرته في بيته فقال لزوجته: "ابن البلد في زيارتنا"، فعلقت "أرسل من يشتري لي كروز دخان"، ممازحاً طبعاً.
وعن تجربته مع الثنائي رشيد علامة وجلبهار ممتاز وأهميتها في مسيرته الفنية، يجيب: "كان رشيد علامة ملك الشاشة بالأعمال التاريخية وكانت جلبهار ممتاز أهم من كتب الأعمال التاريخية التلفزيونية، بعد تألقي بشخصية "أبو الزوز" في "الدنيا هيك"، أرسلا بطلبي للمشاركة في مسلسل "الأمانة" المؤلف من 3 أجزاء، ولعبت دور "خالد"، وهو شاب يحضر شهادة في الدكتوراه عن التاريخ الإسلامي ويختار أن تكون أطروحته عن أبو ذر الغفاري الذي لعب شخصيته رشيد علامة. ولأنني لم أكن أملك سيارة وعدني علامة بواحدة في حال نجح الجزء الأول، وحقق المسلسل نجاحاً ساحقاً وهذا النجاح دفعنا لتصوير جزءين منه لاحقاً".
كومبارس صامت ومتكلم
الزين الذي بدأ مساره الفني في التلفزيون منذ بداية تأسيس تلفزيون لبنان مع أبو عبد البيروتي وفرقته، ثم مع الياس رزق وفرقته، ثم مع أبو ملحم وفرقته وأبو سليم وفرقته، يقول عن أول أدواره: "أول أدواري كان عبارة عن كومبارس صامت ثم كومبارس متكلم. ثم لعبت أدوار البديل إلى أن رشحني الصحافي سمير نصري الذي كان يعمل في جريدة "النهار" للمشاركة في مسلسل "البؤساء" بعد أن شاهدني في مسرحية "الطرطور" وفرضني فرضاً على العمل من خلال صديقه بول طنوس الذي كان يشغل منصب المدير العام لتلفزيون لبنان، لأن المخرج لم يكن يريدني في المسلسل. ولعبت دور ماريوس حبيب كوزيت، وحقق دوري نجاحاً كبيراً. من بعده تم التحضير لمسلسل "السنوات الضائعة" وعرف سمير نصري أنني لم أدخل المدرسة وأخبر كاتب المسلسل الشاعر بول شاوول بذلك، فأرسل بطلبي وسألني عن حياتي، فسردت له تفاصيلها. وكان "السنوات الضائعة "عن قصة حياة أحمد الزين ولكنه لم يقدمني كشخص لم يدخل المدرسة، بل كشاب يعاني من عاهة في يده ويتخصص في مجال الطب. واستغرق تصوير المسلسل عاماً كاملاً وكرسني نجماً من الدرجة الأولى. ومن بعده توالت الأدوار والبطولات وكان "من أنت يا ديالا"، "الرجل الثالث" و"الأمانة" ومسلسلات أخرى".
التلفزيون والمسرح كان متلازمين في مسيرة الزين الفنية، وقدم للمسرح 17 عملاً أبرزها "الشهيد ابن البلد"، و"ابتسم أنت لبناني" ليحيى جابر، و"المهرج" لمحمد الماغوط، و"الطرطور" للمخرج يعقوب الشدراوي. وعن تجربته المسرحية يقول: "بدأت العمل في المسرح قبل كل الكبار، وعندما حصلت نكسة 1967 كان خليل عز الدين الجمل أول شهيد للقضية الفلسطينية، وشارك في تشييعه ربع مليون لبناني، ودقت له أجراس الكنائس في منطقة "الكحالة". وعندما زرت والده استأذنته لتقديم مسرحية مع فرقتي بعنوان "دماء في الأرض المحتلة"، وهو كان أول عمل مسرحي لي وتبعه عمل "قافلة الشهداء إلى فلسطين" و"الدبور" و"الملف"، "العصافير" التي قدمتها كلها تحت مسمى فرقة أحمد الزين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سينمائياً، يضم رصيد الزين عدداً وفيراً من الأفلام من بينها "طيف المدينة"، "ناجي العلي"، "الانفجار"، و"الممر الأخير"، "أماني تحت قوس قزح"، "خلة وردة". وعن هذه التجربة يوضح: "أول فيلم من بطولتي كان بعنوان "بيروت يا بيروت" للمخرج مارون بغدادي ولكنه توفي بعد بضعة أفلام وهو لا يزال في عز شبابه. أما الفيلم الثاني فهو "نهلا" عن الحرب اللبنانية من إخراج الجزائري فاروق بلوفة. ثم شاركت في أول فيلم شعبي بعنوان "الممر الأخير" مع فؤاد شرف الدين في أول تجاربه السينمائية ومن بعده "المغامرون" و"الغجرية والأبطال" ثم "طيف في المدينة" للمخرج جان شمعون.
شوشو والتلفزيون والمسرح
عن موقفه من استخفاف بعض من ممثلي المسرح بالعمل التلفزيوني طوال الفترة الماضية وعودتهم إليه خلال السنوات الثلاث الماضية، يجيب: "هذه المسألة لها علاقة بالنهج والتربية والعقلية. بعض الممثلين لم يتقبلهم الجمهور في الأعمال التلفزيونية. مثلاً الممثل الخالد شوشو نجح في "شوشو والمليون" لأنه قدم الشخصية التي برز فيها قبل أن يتجه إلى المسرح، كما برز أيضاً في مسلسل "المشوار الطويل". وسبب نجاح هذا العمل هو مشاركة محمود المليجي فيه، وتولي الكاتب فارس يواكيم الاقتباس والسيناريو والحوار. أما بقية أعمال شوشو التلفزيونية فأنتجها على حسابه الخاص لكنه مات وعليه ديون بمبلغ مليون دولار للمرابين. شوشو لم ينجح في التلفزيون بل هو خلق للمسرح فقط".
وفي المقابل لا يخفي الزين أنه تعلم من شوشو أشياء كثيرة أبرزها الارتجال والعلاقة مع الجمهور، ويعقب: "كذلك تعلمت من محمود سعيد ورشيد علامة اللغة الفصحى ومخارج الحروف، أما عشقي للمسرح فيقف وراءه المخرج يعقوب الشدراوي أولاً ثم نقولا دانيال. فمع الأول قدمت المعجزات ومع الثاني عرضنا مسرحية "الشهيد ابن البلد" على مدار ثلاث سنوات وكانت الصالة "كومبليه" في جميع العروض. وعندما عرضنا هذا العمل في "مسرح الشام" كان الحضور أكثر من رائع. الصالة كانت تتسع لألفي شخص جلسوا في مقاعدهم وجلس 500 شخص على الأرض وسقط 13 جريجاً لأن البعض كسر الزجاج لكي يتمكن من الدخول ومشاهدة المسرحية". ولا ينسى الزين فضل سوريا عليه، إذ يقول "في سوريا أنا لا أزال ساحر الناس وأنا لم أتخل عنها أبداً بلداً أو ناساً. عندما حوربت سياسياً وتعرضت للخطف والتهديد غادرت إلى سوريا وأقمت فيها 10 سنوات، وشاركت في 44 مسلسلاً. أنا حوربت في لبنان كنجم لبناني أول وعدت إليه كنجم عربي أول على حصان أبيض وشاركت في مسلسل "الغالبون" الذي لقي نجاحاً كبيراً.