Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حاملة طائرات صينية ترد على لقاء تساي- مكارثي

رئيسة تايون في كاليفورنيا للاجتماع برئيس مجلس النواب و"البيت الأبيض" يستبق غضب بكين: "ليست زيارة رسمية"

ملخص

أراد #كيفن_مكارثي أساساً التوجه إلى تايوان، لكنه فضل في نهاية المطاف اعتماد مقاربة أقل تحدياً عبر لقاء تساي إينغ وين مع عدد من أعضاء الكونغرس في ضواحي #لوس_أنجليس

فيما كان رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري كيفن مكارثي، يلتقي رئيسة تايوان تساي إينغ وين في كاليفورنيا، الأربعاء، اقتربت سفن حربية ومروحية صينية مضادة للغواصات من سواحل تايبيه الشرقية.

أعلنت تايوان أنها رصدت ثلاث سفن حربية ومروحية صينية مضادة للغواصات بالقرب من الجزيرة صباح اليوم الخميس، وقال وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينغ، في بيان، إن "طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي وثلاث سفن تابعة للبحرية رصدت في الساعة السادسة (22,00 ت غ) الأربعاء.

وأضاف أن "القوات المسلحة راقبت الوضع وكلفت طائرة من قوة الدورية الجوية القتالية وسفن البحرية وأنظمة الصواريخ الأرضية للرد على هذه الأنشطة".

وصرح الوزير في وقت سابق من اليوم بأن هناك حاملة طائرات صينية على بعد 200 ميل بحري من سواحل تايوان الشرقية.

ويأتي اجتماع تساي مكارثي على رغم التهديدات المتكررة بالرد على هذه الخطوة من جانب الصين، التي أكدت اليوم الخميس أنها ستتخذ "تدابير حازمة وقوية".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ "ستتخذ الصين إجراءات حازمة وقوية للدفاع بعزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".

ووصلت تساي، مساء الثلاثاء، إلى لوس أنجليس بعد جولة دبلوماسية في أميركا الوسطى لعقد هذا اللقاء الذي يثير استياء بكين. ووعدت السلطات الصينية بـ"الرد"، وكثفت التصريحات الغاضبة في الأسابيع الماضية.

وبعد لقائه بتساي يصبح  مكارثي أكبر شخصية أمريكية تلتقي برئيس لتايوان على الأراضي الأميركية منذ عام 1979 على رغم التهديد بأعمال انتقامية من جانب الصين.

ورحب مكارثي برئيسة تايوان خلال اجتماعهما في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا بالقرب من لوس أنجليس. ويأتي مكارثي ثالثاً في ترتيب السلطة في الولايات المتحدة بحكم منصبه.

وسرعان ما ندد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بالاجتماع، واتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ مع انفصاليين يسعون إلى "انفصال تايوان"، وقال إنها تنتهك تعهداتها بخصوص الجزيرة.

وتعتبر الصين تايوان إقليماً مارقاً، وتعهدت بإخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا اقتضى الأمر.

وبدأت السلطات البحرية في إقليم فوجيان الصيني دورية خاصة وعمليات تفتيش لمدة ثلاثة أيام في مضيق تايوان تشمل تحركات على متن السفن. وقالت تايوان إنها قدمت احتجاجاً قوياً لدى الصين على هذه الخطوة.

وشكرت تساي الكونجرس الأميركي لوقوفه إلى جانب تايوان عندما كانت الديمقراطية مهددة، ونقلت عن الرئيس الأميركي الأسبق ريجان قوله "لحفظ السلام عليك أن تكون قوياً".

يأتي الاجتماع في وقت يشهد تدهوراً في العلاقات الصينية الأميركية، وقال العديد من المحللين إن العلاقات بين البلدين بلغت أسوأ مراحلها منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1979.

مبيعات الأسلحة

وفي حين أن واشنطن ليس لديها علاقات رسمية مع تايوان، فهي ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها، وقد كثفت من تفاعلاتها مع تايبه في السنوات الأخيرة مع زيادة ضغط بكين على الجزيرة.

وفي حديثه في مؤتمر صحفي لاحق إلى جانب نواب جمهوريين وديمقراطيين شاركوا في الاجتماع مع تساي، قال مكارثي إنهم ناقشوا كيفية تسريع تسليم الأسلحة إلى تايوان.

وأضاف "يجب أن نواصل مبيعات الأسلحة لتايوان ونتأكد من وصول هذه المبيعات لها في الوقت المناسب"، معبراً عن اعتقاده أن هناك اتفاقاً بين الحزبين حول هذا الأمر. وأضاف "ثانياً، علينا تعزيز تعاوننا الاقتصادي، خصوصاً في مجال التجارة والتكنولوجيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس الجمهوري للجنة التدقيق في الحزب الشيوعي الصيني بمجلس النواب مايك جالاجر، بعد الاجتماع إنه يود البحث عن طرق لتوصيل صواريخ هاربون المضادة للسفن إلى تايوان.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن أسلحة مثل صاروخ هاربون أكثر أهمية بكثير للدفاع عن تايوان من الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والطائرات، التي يشتريها جيش الجزيرة عادة من الولايات المتحدة.

وحذرت الصين مراراً وتكراراً من الاجتماع بين مكارثي وتساي، التي تتوقف لأول مرة في الولايات المتحدة منذ عام 2019، على رغم أن بعض المحللين يتوقعون أن يكون رد فعلها أقل حدة مما حدث عند زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايبه.

وتعتبر الصين جزيرة تايوان، التي تعتمد نظاماً ديمقراطياً ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.

واعترفت الولايات المتحدة بجمهورية الصين الشعبية عام 1979، وينبغي نظرياً ألا تجري أي اتصال رسمي بجمهورية الصين (تايوان) عملاً بـ"مبدأ الصين واحدة" الذي تدافع عنه بكين.

وفي تحذير أخير ذكر وزير الخارجية الصيني أن "الصين تعارض بشدة" اللقاء بين ثالث شخصية في الدولة الأميركية ورئيسة تايوان التي تنتمي إلى حزب مؤيد لاستقلال الجزيرة.

وقالت بكين أيضاً إنها مستعدة "للدفاع بحزم عن سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها".

عقيدة الغموض

لطالما أحاطت الولايات المتحدة موقفها في شأن تايوان بـ"غموض استراتيجي". وتهدف هذه العقيدة إلى ردع الصين عن غزو تايوان، ومنع قادة الجزيرة من استفزاز بكين من خلال إعلان استقلال الجزيرة رسمياً.

وتبقى واشنطن الحليف الأقوى لتايوان، وكذلك أبرز مزود لها بالأسلحة. ودعم تايوان هو من المواضيع القليلة التي تحظى بإجماع الحزبين في الكونغرس الأميركي. وفي ظل رئاسة تساي إينغ وين تقاربت تايوان مع الولايات المتحدة.

في أغسطس (آب) الماضي زارت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي تايوان، مثيرة غضب الصين التي ردت بإجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة.

وقالت قنصلية الصين في لوس أنجليس إن مكارثي "يصر على لعب ورقة تايوان" بهدف احتواء بكين، مضيفة "سيرتكب من دون شك الخطأ نفسه مجدداً، الأمر الذي من شأنه الإضرار أكثر بالعلاقة الصينية - الأميركية".

على غرار بيلوسي، أراد مكارثي أساساً التوجه إلى تايوان، لكنه فضل في نهاية المطاف اعتماد مقاربة أقل تحدياً عبر لقاء تساي إينغ وين مع عدد من أعضاء الكونغرس في ضواحي لوس أنجليس، بمكتبة رونالد ريغن الرئاسية.

كذلك قللت إدارة بايدن من أهمية هذا اللقاء، وذكرت الأسبوع الماضي أنه مجرد "توقف" لرئيسة تايوان وليست زيارة رسمية. ودعت واشنطن بكين إلى عدم استخدام اللقاء "ذريعة للإفراط في رد الفعل العدواني".

المجازفة بالضعف

وقالت بوني غلايزر، مديرة برنامج "آسيا" في مركز الأبحاث الأميركي "جيرمان مارشال فاند" إن "رد الصين سيكون رهناً في جزء منه بما سيقوله مكارثي علناً بعد اللقاء".

لكن بالنسبة إليها فإن "الخطاب الذي استخدمته بكين عند زيارة بيلوسي يرغم الحكومة الصينية على اعتماد لهجة متشددة مجدداً".

وأوضحت غلايزر "سبق أن أصدرت الصين بيانات تهديدية، مما يشير إلى أن عليها الرد بشكل أو بآخر". فمن دون رد فعل قوي فإن الرئيس الصيني "شي جينبينغ يجازف بأن يظهر ضعيفاً".

من جهتها، تسعى تساي إينغ وين، التي تنتهي ولايتها الرئاسية السنة المقبلة، إلى إظهار أن بكين لم تنجح في عزل تايوان دبلوماسياً منذ وصولها إلى السلطة عام 2016.

وتستهدف بكين عزل تايبيه دبلوماسياً منذ تولت تساي إنغ وين الحكم، كونها عضواً في حزب يناضل تقليدياً من أجل الاستقلال الذي يشكل خطاً أحمر بالنسبة إلى الصين. فقد اقنعت الأخيرة دولاً عدة بوقف الاعتراف بتايوان في السنوات الماضية. وآخرها كان هندوراس التي أعلنت قرارها في نهاية مارس (آذار).

ولا تزال 13 دولة فقط تعترف بتايوان، بينها بيليز وغواتيمالا اللتان زارتهما تساي خلال جولتها بعد محطة أولى في نيويورك.

من قبل تسليمها السلطة، ترغب رئيسة تايوان في ترسيخ ثقة التايوانيين في الحزب الديمقراطي التقدمي الذي تنتمي إليه.

وخلصت غلايزر إلى القول إن تساي تريد أن تظهر للتايوانيين "أنها أنشأت علاقة ثقة متينة وقوية وغير مسبوقة مع الولايات المتحدة، وهو أمر مهم جداً لأمن تايوان".

المزيد من الأخبار