Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض استعادي للفنان رضا عبد السلام حافل بالمفاجآت

 يلجأ في أعماله إلى قاموس رموزه الفنية ذات البعد الهندسي بلا تصورات مسبقة

الرسام المصري رضا عبد السلام في معرضه (خدمة المعرض)

ملخص

يلجأ الفنان المصري #رضا_عبد السلام. في أعماله إلى قاموس رموزه الفنية ذات #البعد_الهندسي بلا تصورات مسبقة

يستضيف غاليري "ضي" في ضاحية المهندسين في القاهرة حتى منتصف إبريل (نيسان) المقبل معرضاً استعادياً كبيراً لأعمال الفنان المصري رضا عبد السلام. يضم المعرض أكثر من 250 عملاً بين الرسم والتصوير والنحت والتركيبات الفنية والغرافيك. المعرض يعد الأكبر من نوعه الذي يجمع أعمال الفنان رضا عبد السلام والأكثر شمولاً لتجربته الممتدة منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، بما اشتمل عليه من تجارب متنوعة تمثل محطات مهمة في مسيرته الفنية.

الفنان رضا عبد السلام ، هو أحد أبرز الرسامين المصريين المعاصرين، ولد ونشأ في مدينة السويس، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1977 . نال درجة الدكتوراه في فلسفة الفن عام 1988  وعمل أستاذاً في قسم التصوير الجداري في الكلية. صاحبت رسوم الفنان رضا عبد السلام كتابات العديد من المبدعين المصريين منذ منتصف السبعينيات على صفحات جريدة "الأهرام"، ثم في دار الهلال المصرية. أقام لأعماله العديد من المعارض الخاصة، وشارك أيضاً في العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها. وهو فنان تتميز أعماله بنزعة تجريبية واضحة، حتى في رسومه الصحافية المنفذة بالأحبار السوداء نجد حساً تجريبياً نتلمسه في أسلوب تعامله مع مساحة الرسم وتوظيفه المباشر والثقيل للأحبار.

أما تجربته التصويرية المميزة والتى يمكن أن نطالع جانباً منها في هذا المعرض، فهي تجربة ذات طبيعة لونية خاصة، يتيح لنا المعرض التعرف على مراحل تطورها عن قرب، من التصوير المباشر في مراحله الأولى، حتى أسلوبه في اختزال العناصر والمفردات.

حبر وتركيب

بين الأعمال التي يضمها المعرض خصص الفنان جانباً لا بأس به لعرض مجموعة أعماله في التركيبات النحتية، وهي أعمال لا تبتعد كثيراً عن نزعته التجريبية في مجال التصوير والرسم بالأحبار، فهما تتمتعان بقدر كبير من الجرأة وتتجاوزان الكثير من المحاذير والقواعد. تجمع هذه الأعمال العديد من العناصر والمفردات المحيطة بالفنان، كقطع الأخشاب والحديد والبلاستيك، وغيرها من المفردات التى كان يعثر عليها فى سوق الخردة أو النفايات، ثم يحولها بعد ذلك إلى مجسمات نحتية ذات وظيفة جمالية.

هذه العناصر التي يوظفها رضا عبد السلام في أعماله التركيبية كان مصيرها حتماً إلى النفايات، لو لم يخضعها هو لسياقاته البصرية الخاصة مكتشفاً جمالياتها، ومفجراً الطاقة البصرية الكامنة بداخلها. في هذه التركيبات النحتية نرى بقايا مبعثرة لأجهزة كهربائية وقطع أثاث آلف الفنان بينها، مبتدعاً أشكالاً نحتية مختلفة، من طريق المعالجة المبتكرة للتكوين والفراغ. في معالجاته النحتية تلك، حضور معماري ظاهر ومؤثر، وهو الدافع الحقيقي على ما يبدو لهذه الرغبة في التوليف بين العناصر. ما عليك هنا سوى أن تنظر إلى أعماله التركيبية ذات المقاسات الصغيرة نسبياً، تاركاً لخيالك المجال لوضعها في إطارها الصحيح، إما نصباً تذكارياً فى أحد الميادين أو بناية عملاقة تتحدى الفراغ وتخلق آلية من الحركة والعلاقات المتشابكة مع محيطها. هي أعمال مدفوعة بالإفتتان والتجريب والرغبة فى إعادة صوغ العلاقات البصرية المحيطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم كل هذا التنوع والثراء في الأفكار والرؤى في أعمال رضا عبد السلام عموماً، إلا أنها تُشكل نسيجاً واحداً، إذ تنتمي في مجملها إلى لأسلوب التعبيري التجريدي، وهو الأقرب إلى شخصية الفنان وسلوكه الفني.

 الفنان رضا عبد السلام ليس مشغولاً بإبهار المُتلقي بحرفية أعماله ومهارته في توظيف الخامة، بقدر اهتمامه بالفكرة والبناء التشكيلي. فالموضوع عنده هو بطل العمل. وغالباً ما يلجأ الفنان في أعماله إلى قاموس رموزه الفنية ذات البُعد الهندسي، ومن دون أي تصورات مسبقة لشكل العمل النهائي، فهو يتفاعل بعفوية مع مسطّح الرسم أو الشكل، فيأتى المُنتج غير متوقع على الإطلاق. وربما لهذا تحمل أعماله قدراً من الدهشة وتدفع إلى الفضول والتساؤل.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة